• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : من كلمات الامام الصادق عليه السلام .

من كلمات الامام الصادق عليه السلام

من كلمات الامام الصادق عليه السلام

 شروط الدعاء المستجاب

جاء رجُلٌ الى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال: آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَطْلُبُهُمَا وَ لَا أَجِدُهُمَا؟

قَالَ: "وَمَا هُمَا"؟

قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏: ﴿ ... ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... ﴾ 1 فَنَدْعُوهُ وَ لَا نَرَى إِجَابَةً؟

قَالَ: "أَفَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ"؟ قُلْتُ: لَا.

قَالَ: "فَمِمَّ ذَلِكَ  قُلْتُ: لَا أَدْرِي

قَالَ: "لَكِنِّي أُخْبِرُكَ، مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَمَرَهُ ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ"

قُلْتُ: وَ مَا جِهَةُ الدُّعَاءِ؟

قَالَ: "تَبْدَأُ فَتَحْمَدُ اللَّهَ وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ، ثُمَّ تَشْكُرُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله، ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُقِرُّ بِهَا، ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ  مِنْهَا، فَهَذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ."

ثُمَّ قَالَ: "وَمَا الْآيَةُ الْأُخْرَى"؟

قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ‏: ﴿ ... وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ وَإِنِّي أُنْفِقُ وَلَا أَرَى خَلَفاً؟

قَالَ: "أَفَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ"؟

قُلْتُ: لَا قَالَ: "فَمِمَّ ذَلِكَ"؟  قُلْتُ: لَا أَدْرِي.

قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَأَنْفَقَهُ فِي حِلِّهِ، لَمْ يُنْفِقْ دِرْهَماً إِلَّا أَخْلَفَ عَلَيْهِ"

يا رب حقي قد وهبته وانت اجود مني

أتى رجل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إنَّ فلاناً ابن عَمِّك ذكرك فما ترك شيئاً مِن الوقيعة إلاَّ قاله فيك

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للجارية: ( ايتيني بوضوء، فتوضَّأ ودخل)

فقلت في نفسي: يدعو عليه

فصلَّى رَكعتيين، فقال: ( يا رَبِّ، حَقِّي قد وهبته، وأنت أجود مِنِّي وأكرم، فهبه لي، ولا تؤاخذه لي ولا تقايسه ثمَّ رَقَّ، فلم يزل يدعو، فجعلت أتعجَّب.

عباد البصري والرياء

رُوِيَ عَنْ الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام‏ أَنَّهُ حَجَّ، فَبَيْنَا هُوَ فِي الطَّوَافِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ رَفِيعَانِ إِذْ جَذَبَ‏ رَجُلٌ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ.

فَقَالَ ــ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ ــ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَلْبَسُ مِثْلَ هَذِهِ الثِّيَابِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَأَنْتَ مِنْ عَلِيٍّ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، وَقَدْ عَلِمْتَ كَيْفَ كَانَ لِبَاسُهُ؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "وَيْحَكَ يَا عَبَّادُ، كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام فِي زَمَنٍ يَسْتَقِيمُ لَهُ فِيهِ مَا يَلْبَسُ ، وَلَوْ لَبِسْتُ أَنَا الْيَوْمَ مِثْلَ لِبَاسِهِ لَقَالَ النَّاسُ هَذَا مَرْءٌ مِثْلُ عَبَّادٍ "

فَأُفْحِمَ عَبَّادٌ، وَتَغَامَزَ النَّاسُ بِهِ  مِنْ حَوْلِهِ، وَكَانَ يُوصَفُ بِالرِّيَاءِ

يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) " ثلاثة يحجزن المرء عن طلب المعالي : قصر الهمة ، وقلة الحيلة ، وضعف الرأي.

ويقول ( عليه السلام ) : ( من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان : حلم يرد به جهل الجاهل ، و ورع يحجزه عن المحارم . وخلق يداري به الناس )

 ويقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " لا يعد العاقل عاقلاً حتى يستكمل ثلاثاً : إعطاء الحق من نفسه على حال الرضا والغضب ، وأن يرضى للناس ما يرضى لنفسه ، واستعمال الحلم عند العثرة "

من وصايا الامام الصادق (عليه السلام)  لشيعته

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) أَنَّهُ أَوْصَى قَوْماً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: "اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هَذَا لِلَّهِ وَلَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لَهُ، وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ، وَلَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ بِدِينِكُمُ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ، إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ يَا مُحَمَّدُ ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ... ﴾  ، وَقَالَ:‏ ﴿ ... أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ ، ذَرُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا مِنَ النَّاسِ وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِنْ‏ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) وَمِنْ‏ عَلِيٍّ صلوات الله عليه وَ مِنَّا

سَمِعْتُ أَبِي رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: "إِذَا كُتِبَ‏ عَلَى عَبْدٍ دُخُولُ هَذَا الْأَمْرِ كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّائِرِ إِلَى وَكْرِهِ"

ثُمَّ قَالَ (عليه السَّلام) : "مَنِ اتَّقَى مِنْكُمْ وَ أَصْلَحَ فَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ"

قِيلَ لَهُ: مِنْكُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟

قَالَ: "نَعَمْ مِنَّا، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ:‏ ﴿ ... وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ... ﴾  ‏

 وَقَوْلَ إِبْرَاهِيمَ (عليه السَّلام): ﴿... فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ... ﴾

من وصايا الامام الصادق لشيعة الكوفة

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ شِيعَتِهِ‏، فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِمْ

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "لَيْسَ احْتِمَالُ أَمْرِنَا بِالتَّصْدِيقِ وَالْقَبُولِ فَقَطْ، إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا سَتْرُهُ‏ وَصِيَانَتُهُ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، فَأَقْرِئْهُمُ‏ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُمْ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَيْنَا وَإِلَى نَفْسِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَسَتَرَ عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ

ثُمَّ قَالَ: "وَاللَّهِ مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَيْنَا مَئُونَةً مِنَ النَّاطِقِ عَنَّا بِمَا نَكْرَهُ ..."

صدقة الليل و النهار

عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ  ( عليه السَّلام ) فِي لَيْلَةٍ قَدْ رُشَّتْ 2 وَهُوَ يُرِيدُ ظُلَّةَ بَنِي سَاعِدَةَ ، فَاتَّبَعْتُهُ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ

فَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ رُدَّ عَلَيْنَا "

قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

قَالَ : فَقَالَ : " مُعَلًّى "

قُلْتُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ

فَقَالَ لِي : الْتَمِسْ بِيَدِكَ ، فَمَا وَجَدْتَ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَادْفَعْهُ إِلَيَّ "

فَإِذَا أَنَا بِخُبْزٍ مُنْتَشِرٍ كَثِيرٍ ، فَجَعَلْتُ أَدْفَعُ إِلَيْهِ مَا وَجَدْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِجِرَابٍ أَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ مِنْ خُبْزٍ

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَحْمِلُهُ عَلَى رَأْسِي ؟

فَقَالَ : " لَا ، أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْكَ ، وَلَكِنِ امْضِ مَعِي قَالَ : فَأَتَيْنَا ظُلَّةَ بَنِي سَاعِدَةَ ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَوْمٍ نِيَامٍ ، فَجَعَلَ يَدُسُّ الرَّغِيفَ وَالرَّغِيفَيْنِ ، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِمْ ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَعْرِفُ هَؤُلَاءِ الْحَقَّ ؟

فَقَالَ : " لَوْ عَرَفُوهُ لَوَاسَيْنَاهُمْ بِالدُّقَّةِ ـ وَالدُّقَّةُ هِيَ الْمِلْحُ ـ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً إِلَّا وَلَهُ خَازِنٌ يَخْزُنُهُ ، إِلَّا الصَّدَقَةَ فَإِنَّ الرَّبَّ يَلِيهَا بِنَفْسِهِ ، وَكَانَ أَبِي إِذَا تَصَدَّقَ بِشَيْ‏ءٍ وَضَعَهُ فِي يَدِ السَّائِلِ ، ثُمَّ ارْتَدَّهُ مِنْهُ فَقَبَّلَهُ وَ شَمَّهُ ، ثُمَّ رَدَّهُ فِي يَدِ السَّائِلِ

إِنَّ صَدَقَةَ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَتَمْحُو الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، وَ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ ، وَ صَدَقَةَ النَّهَارِ تُثْمِرُ الْمَالَ ، وَ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ ، إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ( عليه السَّلام ) لَمَّا أَنْ مَرَّ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ رَمَى بِقُرْصٍ مِنْ قُوتِهِ فِي الْمَاءِ

فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْحَوَارِيِّينَ : يَا رُوحَ اللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قُوتِكَ ؟!

قَالَ : فَقَالَ : فَعَلْتُ هَذَا لِدَابَّةٍ تَأْكُلُهُ مِنْ دَوَابِّ الْمَاءِ ، وَثَوَابُهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ "

وصايا الامام الصادق لسفيان الثوري

عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، قَالَ: لَقِيتُ الصَّادِقَ بْنَ الصَّادِقِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْصِنِي؟

فَقَالَ لِي: "يَا سُفْيَانُ لَا مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَلَا أَخَ لِمُلُوكٍ (لِمَلُولٍ‏)، ولَا رَاحَةَ لِحَسُودٍ، وَلَا سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الْخُلُقِ

فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِي؟

فَقَالَ لِي:"يَا سُفْيَانُ، ثِقْ بِاللَّهِ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِيّاً، وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَهُ تَكُنْ مُسْلِماً، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَيُعْلِمَكَ مِنْ فُجُورِهِ وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِي؟

فَقَالَ لِي: "يَا سُفْيَانُ، مَنْ أَرَادَ عِزّاً بِلَا عَشِيرَةٍ، وَغِنًى بِلَا مَالٍ، وَهَيْبَةً بِلَا سُلْطَانٍ، فَلْيَنْقُلْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ؟

فَقُلْتُ: زِدْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟

فَقَالَ لِي: "يَا سُفْيَانُ، أَمَرَنِي وَالِدِي عليه السلام بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ مَنْ يَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا يَسْلَمْ، وَمَنْ يَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ يُتَّهَمْ، وَمَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ.

محب اهل البيت معهم يوم القيامة

رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا ذَكَرَ للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام رَجُلًا مَاتَ‏، فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَانَ وَاللَّهِ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيكُمْ مُحِبّاً لَكُمْ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه: "لَا يُحِبُّنَا عَبْدٌ إِلَّا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاسْتَظَلَّ بِظِلِّنَا وَرَافَقَنَا فِي مَنَازِلِنَا، واللَّهِ وَاللَّهِ لَا يُحِبُّنَا عَبْدٌ حَتَّى يُطَهِّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، وَلَا يُطَهِّرُ قَلْبَهُ حَتَّى يُسَلِّمَ لَنَا، وَ إِذَا سَلَّمَ لَنَا سَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ سُوءِ الْحِسَابِ‏ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، إِنَّمَا يَغْتَبِطُ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا انْتَهَتْ نَفْسُ أَحَدِهِمْ إِلَى هَذِهِ ــ وَ أَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ــ ".

كيف تجعل ملك الموت رفيقا بك؟

رُوي عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كِرْدِينٍ الْبَصْرِيِّ أنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: "يَا مِسْمَعُ أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَمَا تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ؟

قُلْتُ: لَا أَنَا رَجُلٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَعِنْدَنَا مَنْ يَتَّبِعُ هَوَى هَذَا الْخَلِيفَةِ، وَعَدُوُّنَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ القَبَائِلِ مِنَ النُّصَّابِ وَ غَيْرِهِمْ، وَلَسْتُ آمَنُهُمْ أَنْ يَرْفَعُوا حَالِي عِنْدَ وُلْدِ سُلَيْمَانَ فَيُمَثِّلُونَ بِي

قَالَ لِي: "أَفَمَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ "؟

قُلْتُ: نَعَمْ

قَالَ: "فَتَجْزَعُ"؟

قُلْتُ: إِي وَ اللَّهِ، وَأَسْتَعْبِرُ لِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي

قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ، أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَيَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا، وَيَخَافُونَ لِخَوْفِنَا وَيَأْمَنُونَ إِذَا أَمِنَّا، أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ، وَوَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ وَمَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ وَلَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وَأَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا.

قَالَ: ثُمَّ اسْتَعْبَرَ وَاسْتَعْبَرْتُ مَعَهُ

فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى خَلْقِهِ بِالرَّحْمَةِ وَخَصَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِالرَّحْمَةِ"

اقيلوا عثرات اهل المعروف

قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "أَجِيزُوا  لِأَهْلِ الْمَعْرُوفِ عَثَرَاتِهِمْ‏  وَاغْفِرُوهَا لَهُمْ، فَإِنَّ كَفَّ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ هَكَذَا" وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ  كَأَنَّهُ يُظِلُّ بِهَا شَيْئاً

ما هي مكارم الاخلاق ؟

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ  بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: "الْمَكَارِمُ عَشْرٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ فَلْتَكُنْ، فَإِنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي وُلْدِهِ، وَتَكُونُ فِي الِابْنِ وَلَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَ لَا تَكُونُ فِي الْحُرِّ"

قِيلَ: وَ مَا هُنَّ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟

قَالَ: "صِدْقُ اللِّسَانِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ‏ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ ، وَإِطْعَامُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ عَلَى الصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ، وَ رَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ".

الصدقة مفتاح الرزق

عَنْ هَارُونَ بْنِ عِيسَى قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ  عليه السلام لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ: "يَا بُنَيَّ، كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ"؟

قَالَ: أَرْبَعُونَ دِينَاراً

قَالَ: "اخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا.

قَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَ‏ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْلِفُهَا، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مِفْتَاحاً وَمِفْتَاحَ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ، فَتَصَدَّقْ بِهَا"

فَفَعَلَ، فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ

فَقَالَ: "يَا بُنَيَّ أَعْطَيْنَا لِلَّهِ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ"


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1149
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12