• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : حول شخصية الرسول الأعظم .

حول شخصية الرسول الأعظم

حول شخصية الرسول الأعظم

الحديث عن شخصية النبي (ص)، مجال خصب لكل باحث منصف مسلماً كان أو غير مسلم، وما من شك أن شهادة غير المسلم هنا أثقل وزناً وأبعد أثراً من شهادة المسلم، لأنها وليدة البحث الدقيق والفكر البعيد عن الهوى والتعصب، وفي ما يلي عرض لجانب من آراء قادة الفكر الأوروبي ونظرتهم إلى نبي الإنسانية ودعوته ورسالته.

قال برناردو شو: "إن رجلاً مثل محمد لو تسلم زمام الحكم المطلق اليوم في العالم كله لتم له النجاح في حكمه، وقاده إلى الخير وحل مشاكله بوجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة.

وقال ديورانت صاحب قصة الحضارة: "إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا: إن محمد كان أعظم عظماء التاريخ .
وقد ظهر في الولايات المتحدة كتاب للدكتور "مايكل هارث" وموضوعه أهم مائة رجل في التاريخ الإنساني كله، وقد أخذ المؤلف على نفسه أن يرتب المائة في الذكر تبعاً لأهمية كل واحد منهم، فالأول عظمة هو الأول ذكراً، وقد أختار الأول من المائة محمداً.
 ويدلنا هذا أن المؤلف على درجة من التجرد وعدم الانحياز لأنه مسيحي علماً بأنه جعل المسيح في الرقم الثالث وموسى في الرقم السادس".

وبرر المؤلف المسيحي اختاره محمداً للأولية بقوله:
"إن اختياري محمداً ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي، فهناك رسل وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها كالمسيح في المسيحية..
أو شاركهم فيها غيرهم أو سبقهم فيها غيرهم أو سبقهم إليها سواهم كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي رسالته الدينية كاملة، وتحددت كل أحكامها وآمنت بها الشعوب بأسرها، في حياته، لأنه أقام إلى جانب الدين دولة جديدة، ووحّد القبائل المختلفة في شعب متقدم، والشعوب في أمة متحضرة ووضع لها كل أسس حياته، ورسم أمور دنياها ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم.. أيضاً في حياته".
ثم يضيف المؤلف المسيحي إلى ذلك، إن معظم الذين غيروا التاريخ ظهروا في قلب أحد المراكز الحضارية في العالم.. ولكن محمداً هو الوحيد الذي نشأ في بقعة من صحراء جرداء مجردة تماماً من كل مقومات الحضارة والتقدم، ولكنه جعل من البدو البسطاء المتحاربين قوة معنوية هائلة قهرت بعد ذلك إمبراطوريات فارس وبيزنطية وروما المتقدمة بما لا يقاس ... كذلك لا يوجد نص في تاريخ الرسالات نقل عن رجل واحد وبقي بحروفه  كاملاً دون تحريف سوى القرآن الذي نقله محمد، الأمر الذي لا ينطبق على التوراة مثلاً أو الإنجيل.. ومن أجل ذلك وجدت أن محمد هو صاحب الحق الوحيد في أن أعتبره صاحب أعظم تأثير على الإطلاق في التاريخ الإنساني.

 وهناك الكثير من الشهادات المدونة في بطون الكتب وعلى صفحات المجلات والجرائد .
وفي كتاب المذاهب الكبرى في التاريخ تأليف: "البان ج. ويدجيري": "أما محمد فقد كان آخر الأنبياء وأهمهم جميعاً. كذلك تجد الإنسانية في القرآن قواعد سلوكها، وفي الصلاة الاتصال بالله. وبالتالي فإن تنزيل القرآن يشكل نقطة انعطاف في التاريخ".
وهكذا يفرض القرآن عظمته على علماء وفلاسفة غرباء مشهورين كتبوا في تاريخ الإنسان والأديان والمذاهب، وشهدوا عن علم اليقين أن القرآن أحدث انقلاباً عالمياً في العقائد والمناهج والشرائع والسلوك والأخلاق، وما من أحد يستطيع أن ينقض أية حقيقة من حقائقه، وصدق الله العلي العظيم: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء:88) 

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=119
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19