• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : عاشوراء .
                    • الموضوع : زيارة الامام الحسين عليه السلام :فوائدها الدينية والدنيوية والأخروية .

زيارة الامام الحسين عليه السلام :فوائدها الدينية والدنيوية والأخروية

زيارة الامام الحسين عليه السلام :فوائدها الدينية والدنيوية والأخروية

       روي عن سيدنا ومولانا ابي جعفر الباقر عليه السلام انه قال (مروا شيعتنا بزيارة الحسين فأن اتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء وأتيانه مفترض على كل مؤمن يقر له بالإمامة من الله عزوجل).

وفي رواية ام سعيد الاحمسية حينما ذهبت الى الامام الصادق عليه السلام فقال لها ( يا أم سعيد زوريه فان زيارته واجبة على الرجال والنساء )

 وهذا كلام صريح بالوجوب وهناك روايات آخرا أيضا ظاهرها يستفيد منه ان زيارة الامام الحسين واجبة على المؤمن.

علماؤنا حينما نظروا الى هذه الروايات رأوا انها من حيث الاستنباط ليست عالية السند لكن هناك بعض الروايات معتبرة من حيث السند والاعتبار ,ولهذا اصبح لدينا ثلاث اتجاهات لدى العلماء اتجاه أخذ بظاهرها فقال اذا الامام يقول الزيارة واجبة على الرجال والنساء ويقول مفترضة فاذا نحن نأخذ بوجوبها ولو مرة واحدة في العمر ،وهذا عند قسم من القدامى من العلماء خصوصا في المدرسة الإخبارية

هذا اتجاه فاذا وجدت روايات صريحة تقول اذا امكن الزيارة بلا خوف ولا ضرر يجب القيام بها والذهاب لزيارة الامام كما هو الحال في الحج .

 الاتجاه الثاني قالوا هي ليست واجبة عينا على المؤمنين والشيعة وانما هي واجب كفائي فاذا قام به البعض من الناس سقط عن الاخرين فمثلا في عصرنا هذا تعطيل زيارة الامام الحسين (عليه السلام) غير جائز ولكن لو ذهب بعض الناس وان كانوا اهل كربلاء القريبين من حرمه هذا يسقط الوجوب عن باقي الناس .

القول الثالث هو القول المشهور المأخوذ به في وقتنا الحالي ان زيارة الامام الحسين (عليه السلام)  ليست واجبة وجوبا عينيا بمعنى انه لو تركها الانسان لا يكون عاصي وليست واجبة وجوبا كفائيا ، وانما هي مستحبة ومن قام بها له ثواب عظيم جدا

جميع علمائنا في عصرنا هذا يذهبون الى استحباب الزيارة ويؤكدون على ذلك فيقولون ان الائمة حينما يقولون بانها مفترضة وانها واجبة وان من لم يقم بها كأنه رد حق الحسين (عليه السلام) وحق رسول الله (ص) عليه

وأصل الزيارة هو الانتقال من مكانه وذهابه الى مكان المزور ويكون بالتوجه جسديا لمرقد المعصوم المراد زيارته . وهناك مقصد أخر نزل بمنزلة الزيارة عن قرب وهي الزيارة عن بعد فمن يرغب في زيارة النبي او الامام يستطيع ذلك وهو في مكانه بدون ان ينتقل او يسافر يسلم على المعصوم ويقوم بزيارته بدون بذل أي جهد او مال ، هذه الزيارة لها ثوابها واثرها ولكن بالتأكيد ليس كتلك الزيارة التي تستلزم الجهد والمال وربما المخاطرة بالنفس فهذه ثوابها اعظم. نزلت بمنزلة الزيارة ولها اثر كبير وعظيم خاصة لمن لا يتمكن من الذهاب ، في رواية موجودة في كامل الزيارات ان الامام الصادق عليه السلام يسأله سدير الصيرفي عن زيارة الحسين عليه السلام فيقول له تزوره في الجمعة عدة مرات (وقد يكون المقصود يوم الجمعة او خلال الأسبوع )

فقال له سدير في حديث طويل ان بيننا وبينه فراسخ فيقول له الامام اصعد اذا على سطح دارك وقل السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته.

اذا الزيارة سواء اكانت عن قرب او بعد فيها فوائد كثيرة:

 أولا / الفوائد الدينية

 منها زيادة معرفة الزائر بالمعصوم وبوضعه فمن يذهب الى كربلاء سيزداد معرفة بجغرافية معركة كربلاء ويزداد معرفة بالحسين(عليه السلام) وما جرى له حينما يقرأ الزيارة وفيها تفاصيل ما جرى للحسين(عليه السلام) وانصاره ، وأول حق يعرفه الزائر حق الامامة وحق الطاعة للمعصوم الذي يقوم بزيارته .

كما ان الزائر حينما يزور المعصوم وهو عارف بمكانته يكون اجره اكبر وهذا ما ورد في الرواية (من زار الامام عارف بحقه وجبت له الجنة ) وعارف بحقه تعني معرفة حق الإمامة فهو امامي وانا مأموم وهو المتقدم علي ويجب علي طاعته واتباعه فحقه على الخلق والبشر معرفته أولا ومن ثم اتباعه.

 ثانيا / زيادة العلاقة والانتماء للمعصوم المراد زيارته فيتحول الحب الى المودة فمن طرق اثبات الحب لأي شخص هو الزيارة والتقرب له فالحب في القلب ولكن النطق به او التوجه لزيارته وبذل الجهد والمال يثبت ذلك الحب ويقويه وهذا ما أراده الله من عباده ان يزدادوا قربا فتقوى علاقتهم بالرسول وآله وهذا ما ورد في الآية الكريمة ( قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) فلا يكتفى بمجرد المحبة ،ما يثبت المحبة هو زيارته.

 وأيضا من مظاهر الحب هو ذكر المحبوب بألفاظ تعظمه وترفع من مقامه وذكر مكانته عند الله فحينما يقول الزائر السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره وغيرها من الالفاظ الواردة في الزيارات ترفع من مقام المزار .

 وهناك فائدة ثالثة يحصل عليها الزئر من زيارته للمعصوم هي الاقتداء بذلك المزار ، فمن يذهب لزيارة الامام المعصوم سوف يتأثر بشخصيته وتاريخه وانجازاته ويحب ان يسير على نهجه وطريقته فهو يقول في الزيارة يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما

فهو يعتبر الفوز بالسير على نهج النبي او الامام المعصوم الذي يقوم بزيارته عن قرب او بعد ، فالذي يقوم بزيارة المعصوم يتأثر بما كان عليه الامام وأسلوب حياته .

 ثانيا / الفوائد الدنيوية

يقول الامام محمد الباقر عليه السلام ( فان اتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء ) هذه جميعها منافع دنيوية فيزيد في الرزق احد التوجيهات الغيبية والالهية بان الانسان حينما يصرف مالا فيما يحبه الله ويحث عليه الله اخذ على نفسه وعدا بان يعوضه ،فكل ما انفق في سبيل الله يعود للإنسان بالفائدة فما انفقه على مصروفات الزيارة سيعيده اليه بفائدة دنيوية ، فكل نفقه ينفقها الانسان في رضى الله من صدقات وعطايا وتبرعات الله اكرم من الانسان فما دفعه العبد في سبيل الله من حج وزيارة وصدقة وغيرها الله سيعيدها اضعافا مضاعفة ،والحد الأدنى ان يعيد له ما انفقه

وقد تكون المسألة مسألة غيبية وهذا ثابت في كثير من الموارد وليس فقط الزيارة ، فالله جدير بان يعوضه فيزيد في رزقه ،وقد يكون توجيه طبيعي بان هناك بعض من يذهب الى الزيارة يأخذ معه ما يتاجر به فيزيد رزقه زيادة واضحه .

الفائدة الثانية الدنيوية يمد في العمر وهناك أمور كثيرة تطيل العمر كصلة الرحم ، فالله جعل من أسباب طول العمر صلة الارحام ، ومن يصلي صلاة الليل الله جعل وجهه مشرقا فهناك أفعال يقوم بها الانسان يكون لها ارتباط بأمور أخرى منها طول العمر وصلة الرحم وزيارة اهل بيت رسول الله

كما ان من فوائدها الدنيوية ان يدفع بها مدافع السوء ،وهي الأشياء التي يدفع بها السوء والمصائب ، وهذا جميعه محكوم بمشيئة الله وتقديره فقد يذهب شخص للزيارة وتحدث له مصائب فيقول ان ما حصل له من مشاكل ومصاعب سببه الزيارة بينما لعله العكس ان الزيارة دفعت عنه سوء اكبر مما حصل له

كما ان ما يحدث للإنسان محكوم بحكمة الله فربما البعض يقول بما اني زرت الامام المعصوم فسوف يدفع عني الله كل سوء فلا يهتم بصحته وبنفسه اعتمادا على فضل زيارة اهل البيت ومردوداتها الإيجابية ،هذه نظرية خاطئة فالله قادر ان يقوم بكل شيء ولكن ضمن حكمته فإهمال التغذية بطبيعة الحال تسبب المرض ، فاذا هذه من الفوائد الدنيوية

كما ان من الفوائد الدنيوية التعرف على شيعة اهل البيت كما يحدث في الحج المسلمون يلتقون ويتعارفون وهذا له فوائد كثيرة .

 ثالثا / الفوائد الاخروية

فالأجر المترتب من زيارة المعصومين كثيرة جدا المرحوم ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات او جامع الزيارات أورد احاديث كثيرة جدا عن المعصومين يذكرون فيها ثواب زيارة الامام الحسين عليه السلام

منها ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام ( من سره ان يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين عليه السلام ) والمقصود موائد النور هي المكانة القريبة من النبي واهل بيته عليهم السلام

 وفي رواية أخرى للإمام الصادق ( من أراد ان يكون في جوار نبي الله وعلي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين عليه السلام ) فمن أراد ان يكون قرب رسول الله وعلي وفاطمة فلا يترك الزيارة عن قرب او بعد

وفي رواية ثالثة ( من أتى الحسين عارفا بحقه كتبه الله في اعلى عليين )

 ورواية أخرى فيها فائدة دنيوية لتنفيس الكروب يقول الامام الصادق لاحد الكوفيين

 ( ان الى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته ) .

 نسأل الله ان يكتب لنا زيارة الامام الحسين وجده وابيه وامه واخيه والتسعة المعصومين من بنيه سلام الله عليهم جميعا في القريب العاجل.

_ من محاضرة للشيخ فوزي السيف بتصرف واختصار


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1216
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12