• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : من وصية الإمام الصادق عليه السلام لـ«مؤمن الطاق .

من وصية الإمام الصادق عليه السلام لـ«مؤمن الطاق

من وصية الإمام الصادق عليه السلام لـ«مؤمن الطاق

 وهو من أصحاب الإمام زين العابدين، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السلام، روى الحديث عنهم، وكان متكلّماً، من الدرجة الأولى، سريعَ البديهة حاذقاً، حاضر الجواب.

_ قال أبو جعفر (ابن النُّعمان): قال ليَ الصادق عليه السلام: إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ عيّرَ أقواماً في القرآن بالإذاعة. فقلت له: جُعلت فداك، أين؟ قال: قولُه: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ.. النساء:83

الإذاعة هي إذاعةُ السرّ وعدم الكتمان والكتمان أمرٌ مطلوبٌ من المؤمن.

وأهل البيت عليهم السلام، (حفظة سر الله) كما في الزيارة الجامعة  فأسرارهم والأمور الولائية لا يجوز أن تقال كيفما كان ولأي كان.

ثمّ قال المذيعُ علينا سرَّنا كالشّاهرِ بسيفه علينا، رَحِمَ اللهُ عبداً سَمِعَ بمكنون علمِنا فدفنَه..

الحذر من إذاعة الأسرار ونشر المعارف الإلهية بلا ضابطة وحساب، ومعرفة فن الجواب المناسب لطالبيها، لأن لكل شيء نفيس طلاباً كثراً، لا سيما إن كان خافياً وبعيداً عن متناول اليد، ولكن ليس كل طلابه عارفين بقيمته الواقعية، ومن الممكن أن يضيع ويذهب هدراً إذا ما صار في متناول الأيدي وأسيئت الإفادة منه.

ثم إن الأسرار الإلهية درر ثمينة، بعضها لا يمكن قوله لأحد أبداً، لعدم قدرة أحد على تحمله، وهي الأسرار التي عناها الإمام الصادق عليه السلام في رواية أبي الصامت، قال: إن من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب، ولا نبي مرسل ، ولا عبد مؤمن، قلت: فمن يحتمله؟ قال: نحن نحتمله.

وفي الرواية عن جابر بن يزيد الجعفي، أنه قال للإمام الباقر عليه السلام: جعلت فداك إنك حملتني وقراً عظيماً بما حدثتني به من سركم، الذي لا أحدث به أحداً، وربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبيه الجنون، قال: يا جابر! فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان، فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا. مع أن جابراً هذا هو القائل: حدثني أبو جعفر بسبعين ألف حديث لم أحدثها أحداً قط، ولا أحدث بها أحداً أبداً.

يا ابنَ النُّعمان، إيّاك والمِراء، فإنّه يحبطُ عملَك. وإيّاك والجِدال، فإنّه يُوبِقُكَ. وإيّاكَ وكثرةَ الخصومات، فإنّها تُبعدك من الله

قال الجُرْجانيُّ: (الجَدَلُ: دَفعُ المرءِ خَصمَه عن إفسادِ قَولِه، بحُجَّةٍ أو شُبهةٍ، أو يَقصِدُ به تصحيحَ كلامِه

وقال (المِراءُ: طَعنٌ في كلامِ الغَيرِ لإظهارِ خَلَلٍ فيه، من غيرِ أن يرتَبِطَ به غَرَضٌ سِوى تحقيرِ الغيرِ

وقيل: هما بمعنًى غيرَ أنَّ المِراءَ مذمومٌ؛ لأنَّه مخاصَمةٌ في الحَقِّ بعدَ ظُهورِه، وليس كذلك الجِدالُ
ولا يكونُ المِراءُ إلَّا اعتراضًا، بخِلافِ الجِدالِ؛ فإنَّه يكونُ ابتداءً واعتراضًا.

ويقول العلامة المجلسي في بحار الأنوار : فإن والجدال والمراء أكثر ما يستخدمان في القضايا العلمية، في حين تستخدم المخاصمة في الأمور والمعاملات الدنيوية.
وقالوا أيضا: الجدال  في القضايا العلمية، والمراء أعم من ذلك
وقالوا : إن المراء ذو طابع دفاعي في قبال هجوم  الخصم، بينما الجدال أعم.

وأنّ المِراء يكون في مسألةٍ باطلة وكذلك الهدف منه،

 أمّا الجدال فيكون في مسألةٍ حقّة وكذلك الهدف منه، لكن في غير محلّه

يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أوّلُ ما نهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان، المِراءُ»

لأنّ في المراء والجدال عبادة النفس.

ثمّ قال: إنّ مَن كان قبلَكم كانوا يتعلّمون الصمتَ وأنتم تتعلّمون الكلام، كان أحدُهم إذا أرادَ التعبّدَ يتعلّمُ الصمتَ قبلَ ذلك بعشرِ سنين، فإنْ كان يُحسنه ويصبرُ عليه تعبَّد، وإلّا قال: ما أنا لِما أَرومُ بأهل.

لا شكّ أنَّ الكثير من الآفات الأخلاقيّة والرذائل النفسيّة إنَّما تكون بفعل لغو الكلام وزلات اللّسان، فـ "رُبَّ لِسَانٍ أَتَى عَلَى إِنْسَانٍ"و"كَمْ مِنْ دَمٍّ سَفَكَهُ فَمٌ". وأنَّ سلامة الإنسان واستقامة الإيمان إنَّما تكون بحفظ اللّسان، ومن هنا نلحظ الحثّ الكبير على الصمت الموجب لراحة وسلامة الإنسان، وفي هذا ورد عن إمامنا الباقر عليه السلام أنَّهُ قال: "إِنَّ هَذَا اللِّسَانَ

 مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَخْتِمَ عَلَى لِسَانِهِ كَمَا يَخْتِمُ عَلَى ذَهَبِهِ وَفِضَّتِهِ"

ولهذا كان التأكيد الشديد على حقّ اللّسان في "إِكْرَامِهِ عَنِ الْخَنَا وَ تَعْوِيدِهِ الْخَيْر"

 كما ورد عن إمامنا زين العابدين عليه السلام.

إنّما ينجو مَن أطال الصمتَ عن الفحشاء، وصبر في دولة الباطل على الأذى، أولئك النجباءُ الأصفياءُ الأولياءُ حقّاً، وهم المؤمنون. إنّ أبغضَكم إليّ المترئّسون، المشّاؤون بالنمائم، الحَسَدةُ لإخوانهم، ليسوا منّي ولا أنا منهم. إنّما أوليائي الذين سلّموا لأمرنا، واتّبعوا آثارنا، واقتدوا بنا في كلّ أمورنا... واللهِ، لو قدّمَ أحدُكم ملءَ الأرض ذهباً... ثمّ حسدَ مؤمناً، لكان ذلك الذّهبُ ممّا يُكوى به في النار.

_ المترئّسون أي مَن يطلب الرئاسة، وهو بخلاف مَن يطلبه الناس للرئاسة.

المشّاؤون بالنمائم  قال تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ القلم 68

ووصفه بالمشّاء للمبالغة.

والنميمة : هي نقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم ... فكم من دماء سفكت بسبب وشاية كاذبة وكم من بيوت انهارت وأرحام قطعت بسبب كلمة فاجرة غادرة لذا فالنميمة عند الله أشد من قتل النفس قال تعالى : (والفتنة أشد من القتل)

ومن الأسباب الباعثة على النميمة

فساد القلب وظلمة السر وسوء الطوية  والحقد الدفين

الحَسَدة لإخوانهم فالحسد ناتج عن البغضاء، وسبب لها، وهو ينافي أصل الأخوة الإيمانية، وقد ورد في الحديث لا يؤمن أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه

والإسلام جاء بتطهير الباطن والظاهر، وكثير منا في غفلة عن أمراض القلوب

والحسد من الرذائل الأخلاقية وهو هو تمني زوال النعمة من مستحق لها، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها، وذكر الإمام الخميني في كتابه الأربعين حديثا: أنّ الحسد حالة نفسية يتمنى صاحبها سلب الكمال والنعمة التي يتصورهما عند الآخرين. سواء كان عنده مثلها أو لا, وسواء أرادها لنفسه أم لم يردها.
وقد جاء ذكر الحسد في مواضع عدّة من القرآن الكريم أبرزها في قصّة ابْنَي نبيِّ الله آدم عليه السلام عندما تقبّل الله من هابيل ولم يتقبل من أخيه قابيل، فاشتعلت نيران الحسد في قلبه فسوّلت له نفسه قتل أخيه
(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

وكذلك قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإخوته، فقاموا بإبعاد أخيهم يوسف عليه السلام وكادوا يقتلونه وتسببوا بحزن أبيهم الشديد.

وأيضا حسد اليهود الذي منعهم من الإيمان بنبوّة نبيّ الله محمد صلی الله عليه وآله.

يا ابن النّعمان، إنّ المذيعَ ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظمُ وِزراً، بل هو أعظمُ وِزراً، بل هو أعظمُ وِزرا

يعود الإمام الصادق لموضوع الإذاعة، حيث يؤكّد أنّ إثم مذيع سرّ أهل البيت عليهم السلام، أكبر من إثم قاتلهم؛ وقد كرّرها الإمام عليه السلام ثلاثا .

وورد:  لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع.

وعن  الامام علي عليه السلام قوله: « ها إن هاهنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة »  بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه... فينبغي أن يراعي حال العقول وتفاوت مراتبها ويمنع العلم من يستحق المنع ويعلمه من يستحق التعليم.

يا ابن النّعمان، مَن سُئل عن علمٍ فقال: لا أدري، فقد ناصفَ العلم. والمؤمنُ يحقدُ ما دام  في مجلسه، فإذا قامَ ذهبَ عنه الحقدُ.

والامام يحذر من امرين :التكلم بغير علم والحقد

وعن الاول يقول الإمام علي (ع)  من ترك قول لا ادري أصيبت مقاتله

وَعَنِ الصَّادِقِ  (ع) انَّ اللَّهَ خَصَّ عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ أَنْ لَا يَقُولُوا حَتَّى يَعْلَمُوا وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَ‌  أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ‌ الاعراف 169 وَقَالَ‌ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه يونس 39

‌وقَالَ الامام  عَلِيٌّ عليه السلام: إِذَا سُئِلْتُمْ عَمَّا لَا تَعْلَمُونَ فَاهْرُبُوا قَالُوا وَ كَيْفَ الْهَرَبُ قَالَ تَقُولُونَ اللَّهُ أَعْلَمُ

‌وَعَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ قَالَ أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ وَيَقِفُوا عِنْدَ مَا لَا يَعْلَمُونَ‌

الأمر الآخر: ان المؤمن لا يُقيم على الحقد كما عن الإمام الصادق عليه السلام: "حقد

 المؤمن مقامه، ثمّ يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئاً، وحقد الكافر دهره" و«حقد المؤمن مقامه ثم يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئًا.

فالحقد كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام " ألأم العيوب" و"ألأم الخُلُق "

لأنّ فيه إضماراً لنيّة السوء تجاه المحقود عليه والتربّص به لأجل النيل منه وإيذائه فيما لو أمكنت الفرص. فهو عداوة باطنة تنطوي على نيّة غدر.

وقد تتحوّل هذه العداوة الباطنة إلى عداوة ظاهرة عندما يضعف المحقود عليه أو يقوى الحاقد.

ولخطورته دعا الامام ع الى التخلص منه : طهّروا قلوبكم من الحقد فإنّه مرض موبئ

فعلاجه يكون بالاستعانة بالله ﴿وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

والعتاب: عن الإمام الهادي عليه السلام: "العتاب خير من الحقد"

فالذي يلاقي من أخيه الإنسان تصرّفاً يجرحه أو يؤذيه الأفضل له أن يعاتب بدل أن يخبّئ الأمر في نفسه.

 

ويقول عليه السلام : يا ابن النّعمان، إنّ العالِم لا يقدر أن يخبرَك بكلّ ما يعلم. لأنّه سرُّ اللهِ الّذي أسرّه إلى جَبرئيل عليه السلام، وأسرّه جَبرئيل عليه السلام إلى محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأسرَّه محمّدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليٍّ عليه السلام، وأسرّه عليٌّ عليه السلام إلى الحسن عليه السلام، وأسرّه الحسنُ عليه السلام إلى الحسين عليه السلام، وأسرّه الحسين عليه السلام إلى عليٍّ (زين العابدين) عليه السلام، وأسرّه عليٌّ عليه السلام إلى محمّدٍ (الباقر) عليه السلام، وأسرّه محمّدٌ عليه السلام إلى مَن أسرّه (الصادق عليه السلام)، فلا تَعْجلوا، فوَاللهِ لقد قَرُبَ هذا الأمرُ ثلاث مرّاتٍ فأَذَعْتُموه، فأَخَّره اللهُ. واللهِ، ما لكم سِرٌّ إلّا وعدوُّكم أعلمُ به منكم.

يعود الإمام عليه السلام للحديث عن الإذاعة مجدّداً فيقول العالِم لا يقدر أن يخبرَك بكلّ ما يعلم وفي هذا قال أمير المؤمنين عليه السلام في خبر من أتاه مدعياً للتناقض في القرآن: " ... وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لأن منهم القوي والضعيف، ولأن منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، إلا من يسهل الله له حمله، وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت، وأنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم.

ويبيّن الامام عليه السلام أنّ أمور الإمام المعصوم سرٌّ من سرّ الله تعالى، والذي يتّصل بالمعصوم هو متّصلٌ بمَن هو مستودعُ سرّ الله عزّ وجلّ.

ويشير الإمام الصادق عليه السلام أنّ (وقت) ظهور الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف كان قد تحدّد في عصور سابقة، لكنّ عدم الكتمان أخّر هذا الأمر.

 

يا ابن النّعمان، لا يكون العبدُ مؤمناً حتّى يكونَ فيه ثلاثُ سُنن: سُنّةٌ من الله، وسُنّةٌ من رسوله، وسُنّةٌ من الإمام، فأمّا السُّنّةُ من الله جلّ وعزّ؛ فهو أن يكون كتوماً للأسرار. يقول الله جلَّ ذكرُه: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (الجن:26)، وأمّا التي من رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فهو أن يُداري الناس ويعاملَهم بالأخلاق الحنيفية، وأمّا التي من الإمام؛ فالصّبرُ في البأساء والضراء حتّى يأتيَه اللهُ بالفَرَج

ثلاثُ صفاتٍ يحثّ الإمام الصادق عليه السلام على التحلّي بها: الكتمان، والمداراة، والصبر، إذ إنّ باجتماع هذه السُّنن يتحقّق الإيمان.

يا ابنَ النُّعمان، ليست البلاغةُ بحدّة اللسان ولا بكثرة الهَذَيان، ولكنّها إصابةُ المعنى وقصد الحجّة

عادةً مَن لا يكتم السرّ ولا يداري ولا يصبر، يكثر هَذَيانُه، وهذا عكس البلاغة التي عرّفها الإمام صلوات الله عليه بإصابة المعنى.

يا ابن النّعمان، إنّ حبّنا أهلَ البيت يُنزِلُه اللهُ من السماءِ من خزائنَ تحت العرش، كخزائن الذهبِ والفضّة، ولا يُنزِله إلّا بقدرٍ ولا يُعطيه إلّا خيرَ الخلق، وإنّ له غمامةً كغمامةِ القَطْر، فإذا أرادَ اللهُ أن يَخُصّ به مَن أحبّ من خلقِه، أذِنَ لتلك الغمامة فتهطّلتْ كما تهطّلتِ السّحاب، فتصيبُ الجنينَ في بطنِ أمّه

ويختم الإمام عليه السلام بجوهرةٍ من كنوز الحقّ والولاية: حبُّ أهل البيت عليهم السلام كالمطر ينزل من السماء؛ فإذا كان الشخصُ مستحقّاً أن يحبّهم سيصلُ إلى قلبه نصيبٌ من هذه السحابة، وحتّى لو كان جنيناً في بطن أمّه، فسيصلُه ذلك النور.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1248
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 25