• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : الورع عن محارم الله .

الورع عن محارم الله

الورع عن محارم الله

بسم الله الرحمن الرحيم  وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
تضمنت الخطبة الشهيرة التي ألقاها في آخر جمعة من شهر شعبان المعظم وفي استقبال شهر رمضان المبارك الكثير من الفضائل والأعمال ومنها الورع عن محارم الله، حيث سأل الإمام علي سلام الله عليه رسول الله صلى الله عليه وآله عن أفضل الأعمال في هذا الشهر، فأجاب صلى الله عليه وآله: «الورع عن محارم الله».

وإذا كان الورع عن محارم الله أفضل الأعمال في هذا الشهر، فمعرفة هذه المحارم مقدمة له.
وهناك الكثير من الروايات التي عدّدت المحرّمات، وقد قال العلماء: إن الورع درجات. سئل الإمام الصادق سلام الله عليه عن أورع الناس فقال: «الذي يتورّع عن محارم الله ويجتنب هؤلاء فإذا لم يتَّقِ الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه»


مدح الورع

الورع والتقوى عن الحرام أعظم المنجيات قال رسول الله (ص): " خيركم دينكم الورع ". وقال (ص): " من لقي الله سبحانه ورعاً أعطاه الله ثواب الإسلام كله ".
 وفي بعض الكتب السماوية " وأما الورعون، فانى استحيي أن أحاسبهم ".
وقال الباقر (ع): " إن أشد العبادة الورع ".
 وقال (ع): " ما شيعتنا إلا من أتقى الله واطاعه، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة. احب العباد إلى الله تعالى واكرمهم عليه أبقاهم واعملهم بطاعته "
 وقال الصادق (ع): " أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه ".
 وقال: " اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع ".
 وقال (ع): " عليكم بالورع، فانه لا ينال ما عند الله إلا بالورع ".
 وقال (ع): " إن الله ضمن لمن اتقاه، أن يحوله عما يكره إلى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب ".
 وقال (ع): " إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى ". وقال (ع): " ما نقل الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى، إلا أغناه من غير مال، واعزه من غير عشيرة، وآنسه من غير بشر ".
وقال (ع): " إنما أصحابي من أشتد ورعه، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، هؤلاء أصحابي ". وقال (ع): " ألا وإن من إتباع أمرنا وإرادته الورع، فتزينوا به يرحمكم الله، وكيدوا أعداءنا ينعشكم الله ".
 وقال (ع): " أعينونا بالورع، فان من لقي الله منكم بالورع، كان له عند الله فرجاً. إن الله عز وجل يقول:
" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
 وقال أبو جعفر (ع): " قال الله عز وجل. يا ابن آدم اجتنب ما حرم عليك تكن من أورع الناس ".
 وسئل الصادق (ع) عن الورع من الناس، فقال: " الذي يتورع عن محارم الله عز وجل

ولكون طلب الحرام وعدم الاجتناب عنه باعثاً للهلاك، وتوقف النجاة والسعادة في الآخرة على الورع عن المحرمات، مع افتقار الناس في الدنيا إلى المطاعم والملابس، ورد في فضيلة كسب الحلال ومدحه ما ورد
قال رسول الله (ص): " طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة ".
وقال (ص): " من بات كالا من طلب الحلال، بات مغفوراً له ". وقال (ص): " العبادة سبعون جزأ أفضلها طلب الحلال
وقال (ص): " من طلب الدنيا استعفافا عن الناس وسعياً على أهله وتعطفاً على جاره لقي الله عز وجل يوم القيامه ووجهه كالقمر ليلة البدر "

" وقال (ص): " من أكل الحلال أربعين يوماً، نور الله قلبه، وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ".
 طلب منه (ص) بعض الصحابة أن يجعله الله تعالى مستجاب الدعوة، فقال له: " أطب طعمتك تستجب دعوتك ".
وقال الصادق (ع): " اقرؤا من لقيتم من اصحابكم السلام، وقرلوا لهم: إن فلان بن فلان يقرؤكم السلام، وقولوا لهم: عليكم بتقوى الله عز وجل، وما ينال به ما عند الله، إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا، فعليكم بالجد والاجتهاد، وإذا صليتم الصبح وانصرفتم، فبكروا في طلب لرزق، واطلبوا الحلال، فإن الله عز وجل سيرزقكم ويعينكم عليه " [4].
 
مداخل الحلال
إعلم أن مداخل الحلال خمسة:

الأول ـ مالا يؤخذ من مالك، كنيل المعادن، وإحياء الموات، والاصطياد، والاحتطاب، والاحتشاش، والاستقاء من الشطوط والأنهار وهذا حلال بشرط عدم صيرورته مختصاً بذي حرمة من الناس، وتفصيل ذلك موكول إلى كتاب إحياء الموات.

الثاني ـ ما يؤخذ قهراً ممن لا حرمة له، وهو الفىء، والغنيمة، وسائر أموال الكفار المحاربين. وذلك حلال للمسلمين بالشروط المقررة في كتاب الغنائم والجزية.

الثالث ـ ما ينتقل إليه بالرضى من غير عوض، من حى أو ميت، كالهبة، والميراث، والوصية، والصدقات. وهذا حلال بشرط أن يكون المنقول منه اكتسبه من مداخل الحلال، ويضمن سائر الشروط المقررة في كتاب الهبات والفرايض والوصايا والصدقات.

الرابع ـ ما يؤخذ تراضياً بمعاوضة، وذلك حلال بالشرائط والآداب المقررة في فن المعاملات من الفقه، من البيع، والسلم، والإجارة، والصلح والشركة، والمضاربة، والمزارعة، والمساقاة، والحوالة، والضمان، والكتابة، والخلع، والصداق، وغير ذلك من المعاوضات.

الخامس ـ ما يحصل من الزراعة ومنافع الحيوانات. وهو حلال إذا كان الأرض والبذر والماء والحيوانات حلالا بأحد الوجوه المتقدمة.
فهذه مداخل الحلال، فينبغي لطالب النجاة أن يكون ما يكتسبه من المال من أحد هذه المداخل، بعد فتوى الفقيه العدل بحصول شرائط الحلية.
 


درجات الورع

قسم بعض العلماء الورع والتقوى عن الحرام على أربع درجات:

الأولى ـ ورع العدول: وهو الاجتناب عن كل ما يلزم الفسق باقتحامه، وتسقط به العدالة، ويثبت به العصيان والتعرض للنار، وهو الورع عن كل ما يحرمه فتوى المجتهدين.

الثانية ـ ورع الصالحين: هو الاجتناب من الشبهات أيضاً.

الثالثة ـ الورع عما يخاف اداؤه إلى محرم أو شبهة أيضا، وإن لم يكن في نفسه حراماً ولا شبهة، فهو ترك مالا بأس به مخافة ما به بأس.

الرابعة ـ ورع الصديقين: وهو الاجتناب عن كل ما ليس لله، ويتناول لغير الله، وغير نيته التقوى على عبادته وإن كان حلالا صرفاً لا يخاف اداؤه إلى حرام أو شبهة. والصديقون الذين هذه درجتهم هم الموحدون المتجردون عن حظوظ أنفسهم، المتفردون لله تعالى بالقصد، الراؤن كل ما ليس لله تعالى حراماً، والعاملون بقوله سبحانه:
قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " [5].
 
قال الصادق (ع): " التقوى على ثلاثة أوجه: تقوى من خوف النار والعقاب، وهو ترك الحرام، وهو تقوى العام. وتقوى من الله، وهو ترك الشبهات فضلا عن الحرام، وهو تقوى الخاص. وتقوى في الله، وهو ترك الحلال فضلا عن الشبهة " والى هذه المراتب الثلاث أشير في الكتاب الإلهى بقوله:
" ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين "
 

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=182
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19