بسم الله الرحمن الرحيم

الإنتصار الإلهي في ذكراه الثالثة

تشكل الذكرى الثالثة لحرب تموز والانتصار الإلهي الذي تحقق محطة زمنية مناسبة لاستعادة ذلك المشهد العظيم لانكسار المحتل والمعتدي وهزيمة كل من كان يمنّي النفس باقتلاع أو في الحد الأدنى اضعاف حزب الله والمشروع المقاوم ككل، ولكن كما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فالمقاومة انتصرت والعدو انهزم ودوّن في سجلاته الخالية من الهزائم حتى عهد قريب، هزيمة جديدة تضاف إلى هزيمته عام 2000 واندحاره عن الأرض، نستعيد هذه الذكرى كمحطة زمنية تاريخية للإفادة منها على مستويين:

المستوى الأول: أخذ العبرة مما جرى وتسجيل جملة من الملاحظات حول الأداء والمواقف وترسيخ ما انتجته هذه الحرب من نتائج والتأصيل الفكري لها وفي خصوص النقطة الأخيرة يمكن تسجيل الحقائق التالية التي ذكرتها المصادر الإسلامية وأكدتها التجارب والوقائع:

ـ أن القوة والاعداد الجيد والتوكل على الله هما مفتاح كل نصر، وأن الفئة القليلة يمكن أن تهزم فئة كثيرة بإذن الله، وهذه حقيقة ذكرها القرآن الكريم وأكدتها الوقائع التاريخية  منذ حروب النبي P وإلى وقتنا الحاضر.

ـ إن العزيمة هي مفتاح قلب الموازين، وهي الخطوة الأولى التي ينتج عنها النصر وكما قال أمير المؤمنين Q: «أصل العزم الحزم وثمرته الظفر».

ـ إن القوة لا يمكن مواجهتها إلا بالقوة وخصوصاً مع أناس لا يعيرون أي اهتمام للقيم والمبادئ ولا يراعون حقوقاً لإنسان.

المستوى الثاني: الافادة  من هذه المحطة الزمنية لتأكيد حقيقة أن الصراع مع العدو ومن وراءه ليس صراعاً آنياً بل هو حاصل ضمن جولات وهزيمته في عام 2000 وعام 2006 لا يعني ركونه إلى السلم والانطواء على الذات، بل هو عدو لا يزال يتربص بنا ليعيد الكرّة علينا وهو يفيد من كل وسائل التطور واعداد الخطط للانتقام والغلبة، ولذلك كان لا بد للمقاومة وهو ما تقوم به فعلاً من مواجهة الخطط بالخطط، وتطور السلاح المعادي بتطوير السلاح الدفاعي وفوق كل ذلك تربية المجاهد القوي الإيمان والعزيمة والمؤهل عسكرياً ليكون على أهبة الاستعداد للمعركة الكبرى التي عساها أن تكون قريبة ويكون فيها النصر النهائي لنا ولجميع رواد الحق والعدالة ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

رئيس التحرير