لمحات عن الحياة في عصر المهدي عليه السلام : يستخرج كنوز الأرض ويقسمها على الناس: والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (تخرج له الأرض أفلاذ أكبادها(كنوزها ) ويحثو المال حثواً ولا يعده عداً ) . وهذا يدل على الرخاء الاقتصادي الذي لا سابقة له ، وعلى نفسية الإمام المهدي عليه السلام السخية ، المحبة للناس . وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إذا قائم أهل البيت قسم بالسوية ، وعدل في الرعية. فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بأنطاكية ، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل القرآن بالقرآن . وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم فيه ما حرم الله عز وجل . فيعطي شيئاً لم يعطه أحد قبله ، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً ، كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً) . تنعم الأمة في زمانه وتعمر الأرض: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط . ترسل السماء عليهم مدراراً ، ولا تدع الأرض شيئاً من النبات إلا أخرجته). وعنه صلى الله عليه وآله قال: تأويل إليه أمته كما تأوي النحلة الى يعسوبها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول . (عندما كانوا أمة واحدة على صفاء فطرتهم الإنسانية ، قبل أن يقع بينهم الإختلاف كما قال تعالى: ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ) سورة البقرة:213 وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: (يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض. لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته ، ولا الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته ، حتى يتمنى الأحياء الأموات ) أي يتمنى الأحياء أن الأموات كانوا أحياء لينعموا معهم ويروا ما رأوا . وعن سعيد بن جبير قال: ( إن السنة التي يقوم فيها القائم تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة ويرى آثارها وبركاتها . يطور العلوم الطبيعية ووسائل المعيشة: تذكر أحاديث المهدي عليه السلام عدداً من الأمور غير المألوفة للأجيال السابقة ولجيلنا المعاصر ، في وسائل الاتصال التي تكون في عصره ، ووسائل الرؤية، والمعرفة ، ووسائل الحرب ، وأساليب الاقتصاد ، والحكم والقضاء ، وغيرها. عن الإمام الصادق عليه السلام قال :(إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبينه بريد يكلمهم فيسمعونه وينظرون إليه وهو في مكانه) وعنه عليه السلام قال: ( إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض ، وخفض له كل مرتفع ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته . فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها). تطور القدرات الذهنية والوسائل الخاصة بالمؤمنين ، وبعضها عن وسائل وكرامات خاصة بالإمام المهدي عليه السلام وأصحابه . عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، ليس شيء إلا وهو مطيع لهم ، حتى سباع الأرض وسباع الطير تطلب رضاهم (في) (و) كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول: مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم) ملكه أعظم من ملك سليمان وذي القرنين: يفهم من أحاديث الإمام المهدي عليه السلام أن الدولة الإسلامية العالمية التي يقيمها أعظم من الدولة التي أقامها نبي الله سليمان وذو القرنين عليهما السلام ، وبعض الأحاديث تنص على ذلك ، كالحديث المروي عن الإمام الباقر عليه السلام : (إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، وسلطاننا أعظم من سلطانه) فدولة المهدي عليه السلام تشمل كل مناطق العالم ، حتى لا يبقى قرية إلا نودي فيها بالشهادتين ، ولا يبقى في الأرض خراب إلا عمر . ومن ناحية مدتها ، فقد كانت مدة دولة سليمان عليه السلام نحو نصف قرن ، ثم وقع الإنحراف بعد وفاته سنة931 قبل الميلاد وتمزقت الدولة . أما دولة الإمام المهدي عليه السلام في حياته وبعده ، فهي تستمر الى آخر الدنيا ، ولا دولة بعدها !
|