• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : معارف وإرشادات على لسان إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف .

معارف وإرشادات على لسان إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 

معارف وإرشادات على لسان إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 

معرفة الله

"إنَّ الله تعالى هو الّذي خلق الأجسام, وقسّم الأرزاق، لأنَّه ليس بجسم ولا حالٌّ في جسم، ليس كمثله شيء, وهو السميع البصير"[1].

 

النبوّة والإمامة

"يا هذا يرحمك الله، إنَّ الله تعالى لم يخلق الخلق عبثاً، ولا أهملهم سدى، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعاً وأبصاراً وقلوباً وألباباً، ثم بعث إليهم النبيِّين عليهم السلام مبشِّرين ومنذرين، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرّفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتاباً وبعث إليهم ملائكة،

وباين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الَّذي جعله لهم عليهم، وما أتاهم الله من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.

فمنهم: من جعل النَّار عليه برداً وسلاماً واتَّخذه خليلاً.

ومنهم: من كلَّمه تكليماً وجعل عصاه ثعباناً مبيناً.

ومنهم: من أحيا الموتى بإذن الله وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله.

ومنهم: من علّمه منطق الطير، وأُوتي من كلِّ شيء.

ثم بعث محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين وتمَّم به نعمته، وختم به أنبياءه، وأرسله إلى الناس كافَّة، وأظهر من صدقه ما أظهر، وبيّن من آياته وعلاماته ما بيّن، ثُمّ ّقبضه صلى الله عليه وآله وسلم حميداً فقيداً سعيداً،

وجعل الأمر من بعده إلى أخيه وابن عمِّه ووصيِّه ووارثه عليِّ بن أبي طالب عليه السلام، ثُمّ إلى الأوصياء من ولده واحداً بعد واحد، أحيا بهم دينه، وأتمَّ بهم نوره، وجعل بينهم وبين أخوتهم وبني عمِّهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقاً بيّناً، تُعرف به الحجَّة من المحجوج، والإمام من المأموم بأنْ: عصمهم من الذنوب، وبرّأهم من العيوب، وطهّرهم من الدنس، ونزّههم من اللَّبَس، وجعلهم خزّان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سرِّه، وأيَّدهم بالدلائل. ولولا ذلك لكان الناس على سواء، ولادّعى أمر الله عزَّ وجلَّ كلُّ أحد، ولَمَا عُرف الحقُّ من الباطل، ولا العلم من الجهل"[2].

 

"افهم عنّي ما أقول لك : اعلم أنَّ الله تعالى لا يُخاطب الناس بمشاهدة العيان، ولا يُشافههم بالكلام، ولكنَّه جلَّت عظمته يبعث إليهم من أجناسهم وأصنافهم بشراً مثلهم، ولو بعث إليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلمَّا جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق, قالوا لهم: أنتم بشر مثلنا لا نقبل منكم حتّى تأتونا بشيء نعجز من أنْ نأتي بمثله, فنعلم أنَّكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه, فجعل الله عزَّ وجلَّ لهم المعجزات الّتي يعجز الخلق عنها.

فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الإعذار والإنذار، فغرق جميع من طغى وتمرَّد.

ومنهم: من أُلقي في النَّار، فكانت عليه برداً وسلاماً.

ومنهم: من أخرج من الحجر الصلب الناقة, وأجرى من ضرعها لبناً.

ومنهم: من فُلق له البحر، وفُجِّر له من العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً تلقف ما يأفكون.

ومنهم: من أبرأ الأكمه والأبرص، وأحيا الموتى بإذن الله, وأنبأهم بما يأكلون وما يدَّخرون في بيوتهم.

ومنهم: من انشقَّ له القمر وكلّمَتْه البهائم, مثل البعير والذئب وغير ذلك.

 

فلمَّا أتوا بمثل ذلك، وعجز الخلق من أممهم عن أنْ يأتوا بمثله, وكان من تقدير الله جلَّ جلاله, ولطفه بعباده وحكمته: أنْ جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حالٍ غالبين وأخرى مغلوبين، وفي حالٍ قاهرين وأخرى مقهورين, ولو جعلهم الله في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين, ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزَّ وجلَّ, ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختيار, ولكنَّه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم, ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين, وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين, ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين, غير شامخين ولا متجبّرين, وليعلم العباد أنَّ لهم عليهم السلام إلهاً هو خالقهم ومدبّرهم فيعبدوه ويُطيعوا رسله, وتكون حجَّة الله ثابتة على من تجاوز الحدَّ فيهم, وادَّعى لهم الربوبيَّة, أو عاند وخالف, وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل, وليهلك من هلك عن بيِّنة, ويحيا من حيَّ عن بيِّنة"[3].

 

الأئمَّة هم الوسيلة إلى الله

"وأمَّا الأئمَّة عليهم السلام فإنَّهم يسألون الله تعالى فيخلق, ويسألونه فيرزق إيجاباً لمسألتهم, وإعظاماً لحقِّهم"[4].

الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف"يا معشر الخلائق ألا من أراد أنْ ينظر إلى آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث.

ألا ومن أراد أنْ ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل.

ألا ومن أراد أنْ ينظر إلى موسى ويوشع، فها أنا ذا موسى ويوشع.

ألا ومن أراد أنْ ينظر إلى عيسى وشمعون، فها أنا ذا عيسى وشمعون.

ألا ومن أراد أنْ ينظر إلى محمَّد وأمير المؤمنين عليهما السلام، فها أنا ذا محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام.

ألا ومن أراد أنْ ينظر إلى الأئمَّة من ولد الحسين عليهم السلام فها أنا ذا الأئمّة عليهم السلام"[5].

 

"بسم الله الرحمن الرحيم. عافانا الله وإيَّاكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإيَّاكم من سوء المنقلب.

إنَّه أُنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدِّين، وما دخلهم من الشكِّ والحيرة في ولاة أمرهم، فغمّنا ذلك لكم ﻻ لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لأنَّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحقُّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنّا، ونحن صنايع ربِّنا والخلق بعدُ صنايعنا.

يا هؤلاء، ما لكم في الرَّيب تتردّدون، وفي الحيرة تتسكّعون؟ أوَما سمعتم الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾[6]

أوَما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمّتكم؟ على الماضين والباقين منهم السلام. أوَما رأيتم كيف جعل لكم الله معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها، من لدن آدم عليه السلام إلى أنْ ظهر الماضي[7] عليه السلام؟

كلَّما غاب علَم بدا علَم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلمّا قبضه الله ظننتم أنَّ الله أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلّا ما كان ذلك ولا يكون، حتّى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون"[8].

 

"ولولا أنَّ أمر الله ﻻ يُغلب، وسرّه ﻻ يظهر ولا يُعلن، لظهر لكم من حقِّنا ما تُبهر منه عقولكم ويُزيل شكوككم، ولكنْ ما شاء الله كان، ولكلِّ أجلٍ كتاب، فاتّقوا الله وسلِّموا لنا، وردّوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غُطّي عنكم، ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى اليسار، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة"[9].

 

أهل الجنّة

وجّه قوم من المفوِّضة كاملَ بن إبراهيم المدني إلى الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السلام. قال كامل: "فقلت في نفسي: لئن دخلت عليه أسأله عن الحديث المرويّ عنه: "ﻻ يدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتي وقال بمقالتي"، وكنت جلست إلى بابٍ عليه سترٌ مسبل، فجاءت الريح فكشفت طرفه، وإذا أنا بفتى كأنَّه فلقة قمر، من أبناء أربع سنين، أو مثلها، فقال لي: يا كامل بن إبراهيم: فاقشعررت من ذلك، فقلت: لبَّيك يا سيّدي.

قال: جئت إلى وليِّ الله تسأله: ﻻ يدخل الجنّة إلّا من عرف بمعرفتك وقال بمقالتك؟

قلت: إي والله.

قال: إذن - والله - يقلّ داخلها. والله إنَّه ليدخلنّها قوم يُقال لهم: الحقّيّة.

قلت: ومن هم؟

قال: هم قوم من حبِّهم لعليٍّ يحلفون بحقِّه، ولا يدرون ما حقُّه وفضله[10].

 

 

المبادرة إلى الصلاة

للصلاة أهميّتها الخاصّة، فهي عمود الدين، وإقامتها تحفظ الإنسان وتحميه من الوقوع في المعاصي. وقد أكَّدت الرواية عن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف خطورة الاستخفاف بالصلاة وتأخيرها عن وقت أدائها: "ملعونٌ ملعونٌ من أخَّر العشاء إلى أنْ تشتبك النجوم[11]. ملعونٌ ملعونٌ من أخَّر الغداة إلى أنْ تنقضي النجوم[12]"[13].

 

_ فما أرغم أنف الشيطان شيء أفضل من الصلاة، فصلّها وأرغم الشيطان أنفه"[14].

 

 

الاحتياط في الأموال

الأموال هي جزء من زينة الحياة الدنيا، الّتي تستدرج مَنْ لا يتمتّع بالتقوى، لتوقعه في المحذور وتحرفه عن الطريق السويّ، فكم بيعت ضمائر، وكم خسر الناس آخرتهم، نتيجة سحر لمعان الدرهم والدينار في أعينهم. هذا الامتحان الّذي سقط أمامه الكثيرون، وكان جزءاً مهمّاً من الأسباب الّتي جعلت الكثيرين يتخلّون عن نصرة الحقّ المتمثّل بالأئمّة المعصومين عليهم السلام

وقد أكّد الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف على خطورة المال واستباحة المحرَّم منه، وضرورة الاحتياط فيه.

"وأمّا ما سألت عنه من أمر من يستحلّ ما في يده من أموالنا ويتصرّف فيه تصرّفه في ماله من غير أمرنا، فمن فعل ذلك فهو ملعون، ونحن خصماؤه يوم القيامة، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: "المستحلُّ من عترتي ما حرّم الله ملعونٌ على لساني ولسان كلِّ نبيٍّ مجاب" فمن ظلمنا حقَّنا كان في جملة الظالمين لنا، وكانت لعنة الله عليه، لقوله عزَّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ﴾[15]"[16].

"بسم الله الرحمن الرحيم, لعنة الله, والملائكة والناس أجمعين, على من أكل من مالنا درهماً حراماً"[17].

"فلا يحلُّ لأحدٍ أنْ يتصرّف في مال غيره بغير إذنه، فكيف يحلُّ ذلك في مالنا؟ من فعل ذلك بغير أمرنا فقد استحلّ منّا ما حُرّم عليه، ومن أكل من أموالنا شيئاً فإنَّما يأكل في بطنه ناراً، وسيصلى سعيراً"[18].

إعلاء الدين

اعلم، يا أبا إسحاقْ، أنَّه قال (صلوات الله عليه): يا بُنيَّ إنَّ الله جلَّ ثناؤه لم يكن ليُخلي أطباق أرضه، وأهل الجدّ في طاعته وعبادته، بلا حجَّة يُستعلى بها، وإمام يؤتمّ به، ويُقتدى بسبل سننه ومنهاج قصده، وأرجو، يا بُنيَّ، أنْ تكون أحد من أعدَّه الله لنشر الحقّ وطيّ الباطل، وإعلاء الدين وإطفاء الضلال"[19].

"أنا المهديُّ، وأنا قائم الزمان، وأنا الَّذي أملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً. إنَّ الأرض لا تخلو من حجَّة، ولا يبقى الناس في فترة[20]. وهذه أمانة لا تُحدِّث بها إلّا إخوانك من أهل الحقِّ"[21].

 

"أنا بقيَّة الله في أرضه والمنتقم من أعدائه, فلا تطلب أثراً بعد عين، يا أحمد بن إسحاق"[22].

 

"أنا خاتم الأوصياء، وبي يرفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي"[23].

 

 

[1] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢, ص ٢٧٩ ـ ٢٨٠.

[2] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢, ص ٢٧٩ ـ ٢٨٠.

[3] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢, ص٢٨٥ ـ ٢٨٨.

[4] م.ن: ج٢, ص٢٨٤ ـ ٢٨٥.

[5] بحار الأنوار, العلّامة المجلسي، ج٥٣, ص ٩، في رواية المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في حديث طويل جاء فيه: "وسيّدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة ويقول:...".

[6] سورة النساء، الآية: ٥٩.

[7] يقصد بالماضي أباه الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام.

[8] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢, ص٢٧٧ ـ ٢٧٩.

[9] م.ن.

[10] الغيبة، الشيخ الطوسي، ص٢٤٧.

[11] أي أخّر صلاة العشاء حتّى تظهر النجوم بشكل كامل؛ لأنّ النجوم تظهر أوّل الليل باهتة, وعندما يحين الغسق تظهر بحدّة وتبدو للناظر وكأنَّ أشعتها متشابكة وكان هذا فعل الفرقة الخطّابية التي تبرّأ الأئمة عليهم السلام من فعالهم.

[12] أي أخّر صلاة الصبح حتّى يطفئ ضياء الفجر النجوم.

[13] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢, ص٢٩٧.

[14] م.ن: ج٢, ص ٢٩٨ ـ ٣٠٠.

[15] سورة هود، الآية: ١٨.

[16] الاحتجاج، الطبرسي، ج٢، ص ٣٠٠.

[17] م.ن: ص ٢٩٩.

[18] م.ن.

[19] كمال الدين وتمام النعمة, م.س: ج٢, ص ١٢١.

[20] الفترة: المقصود بها زمان لا يوجد فيه حجّة.

[21] ينابيع المودّة لذي القربى, سليمان بن ابراهيم القندوزي البلخي, ص٤٦٤.

[22] إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب, علي اليزدي الحائري, ج١, ص٣٥٢ ـ ٣٥٣ عن البحار عن أحمد بن إسحاق:...

[23] م.ن: اليزدي الحائري، ص٣٤٠.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=844
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29