• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : الشيعة  والمذهب الجعفري .

الشيعة  والمذهب الجعفري

الشيعة  والمذهب الجعفري

لا فرق بين المذهبين الجعفري  والشيعي إلا من حيث التسمية الإعتبارية ، وذلك لأن المذهب الجعفري هو نفس المذهب الشيعي حيث يجد الباحث من خلال قراءة المصادر الإسلامية ككتب التاريخ الإسلامي والتفسير و الحديث أن ولادة مُصطلح " الشيعة " يرجع إلى عهد الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) فهو الذي استخدم هذا المصطلح لأول مرة في أتباع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكانت النخبة المتميزة من صحابة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمثال : سلمان الفارسي ( المحمدي ) ، و أبي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد ، يحملون لقب شيعة علي بن أبي طالب في أيام الرسول لحبهم وولائهم لعلي بسبب توجيهات الرسول من خلال خطاباته.

وإلى هذه الحقيقة تشير الأحاديث المتواترة التي ذكرها غير واحد من المفسرين والمحدثين و المؤرخين ، منها ما رواه ابن حجر  عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾البينة 7  ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : " هم أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، و يأتي عدوّك غِضابا مقمحين "

وفي الدر المنثور عن ابن مردويه عن علي عليه السّلام قال: «قال لي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ألم تسمع قول اللّه‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ؟ أنت وشيعتك و موعدي و موعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّا محجلين».

والحاكم الحسكاني النيسابوري» عالم أهل السنة المعروف في القرن الخامس الهجري نقل هذه الرّوايات في كتابه المشهور «شواهد التنزيل» بطرق مختلفة، و يزيد عدد هذه الرّوايات على العشرين

وكثير من علماء السنة، نقلوا مثل هذه الرّوايات في كتبهم منهم: الخطيب الخوارزمي في المناقب، و أبو نعيم الأصفهاني في كفاية الخصام، و العلّامة الطبري في تفسيره، و اين صباغ المالكي في الفصول المهمّة، و العلّامة الشوكاني في فتح الغدير، و الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة، و الآلوسي في روح المعاني.

باختصار هذا الحديث من الأحاديث المعروفة المشهورة المقبولة لدى أكثر علماء الإسلام، و فيه بيان لفضيلة كبرى من فضائل علي وأتباعه.

وهذه الرّوايات تدل أنّ كلمة «الشيعة» باعتبارها اسما لأتباع علي عليه السّلام كانت قد شاعت منذ عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين المسلمين على لسان الرّسول نفسه.

فالشيعة اذاً هم أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، وهم الذين صمدوا في إتِّباع الأئمة المعصومين من ذرية علي ( عليهم السلام )

نسبة المذهب إلى الامام جعفر الصادق ( عليه السلام

اما السبب في نسبة الشيعة الاثني عشرية  الى الامام الصادق سادس أئمة أهل البيت  ( عليهم السلام ) ، المولود سنة : 83 و المستشهد سنة : 148 هجرية  فعرفوا بالجعفرية واتباع المذهب الجعفري فلانه لم تتوفر الشروط اللازمة والظروف الملائمة لطرح أفكار أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وإبراز معالم مدرستهم في عصر الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) وإبنيه الحسنين ( عليهما السلام ) وحفيده الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السَّلام ) كما توفرت في عهد الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) و من بعده و بصورة أوسع في عصر الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) ، حيث أن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) عاش المرحلة الانتقالية بين دولتين ظالمتين ، سقوط الدولة الأموية من جانب و قيام الدولة العباسية من جانب آخر الأمر الذي اتاح له القيام بطرح الفكر الاسلامي الاصيل المتمثل في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام).

و من إيجابيات هذه المرحلة إنشغال أبو العباس السفاح أول حكَّام بني العباس عن الشيعة وعن أهل البيت ( عليهم السلام ) بملاحقة بني أمية ، وتمكن الإمام الصادق

(عليه السَّلام) من إستغلال هذه الفرصة أحسن إستغلال لنشر العلوم الإسلامية و تربية عدد كبير من العلماء الفقهاء و المفسرين و المتكلمين

يقول الحسن بن عليّ الوشَّاء : أدركت في هذا المسجد ( مسجد الكوفة ) تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد (ع)

وجمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقات ـ على اختلاف آرائهم ومقالاتهم ـ فكانوا أربعـة آلاف رجل .

نعم استغلّ الإمام هذه الفرصة لنشر أحاديث و علوم جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله ) وآبائه ( عليهم السلام ) فتربّى على يديه آلاف المحدّثين والفقهاء.

وبما أن مثل هذه الظروف الملائمة لم تتوفر لأي واحدٍ من آبائه أو أبنائه فإن المذهب الشيعي إزدهر في ذلك العصر فعُرف منذ ذلك العصر بالمذهب الجعفري ، وما هو في صميمه طبعاً إلا مذهب علي و أهل بيته ( عليهم السلام ) ، إلا أن تسميته بالجعفري إنما جاءت بإعتبار كون الإمام جعفر الصادق ( عليه السَّلام ) صاحب مدرسةٍ عظيمة تكفلت ببيان السنة المحمدية الصحيحة ، و الفقه الإسلامي الصحيح ، مضافاً إلى المنهاج السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي في عصر تزاحمت فيه المدارس الفكرية المختلفة ، مضافاً الى ان هذه التسمية جاءت للتمييز بين هذا المذهب و غيره من المذاهب المعاصرة له آنذاك.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1009
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16