• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : نور النبي محمد (ص) يضيء جزيرة العرب .

نور النبي محمد (ص) يضيء جزيرة العرب

بسم الله الرحمن الرحيم

نور النبي محمد (ص) يضيء جزيرة العرب

الشيخ إبراهيم نايف السباعي

تعتبر الجزيرة العربية واحدة من المناطق التي عاشت حياة البدو والترحال نسبة إلى جيرانها، ينتقلون من مكان إلى مكان إلى حيث الماء والكلاء، فلم يعيشوا الاستقرار والدوام وما عرفوا معنى الانتماء أو الانتساب لمنطقة معينة. وهذا ما دعاهم لأن تصبح حياتهم الاجتماعية سيئة تعيسة، وأن يصبحوا قساة القلوب وتجد صفة العنف واضحة على تصرفاتهم وسلوكهم، لذا من أجل قليل من  الماء تنشب حرب طاحنة يذهب ضحيتها العديد من الضحايا، وأما إذا لم يتبق لدى قبيلة طعام فالطريقة السائدة آنذاك كانت، أن تغزو قبيلة أخرى لجلب الطعام والحاجات الأخرى التي يحتاجونها في حياتهم العادية، بل قد يزيد البعض فيقوم بخطف النساء والأطفال للاستفادة منهم في تلبية حوائجهم أو لبيعهم في سوق النخاسة، لأنهم يعتبرونهم مالاً مضموناً، وقد تحدث معركة لأتفه الأسباب كما في معركة داحس والغبراء، والتي دامت أربعين سنة.

أما على صعيد القضايا الروحية والدينية فكانت عبادتهم لأصنام وأوثان يصنعونها بأيديهم من الحجارة والأخشاب وأحياناً من الحديد والتمور؛ حيث تُنحت الصخور والأخشاب لتحوّل إلى أصنام وأوثان بأشكال وأحجام مختلفة، ليتم بعد ذلك عرضها في الاسواق لتباع.

والمجتمع الذي تسوده حياة الجهل ويحكمه الظلم والعنف والقتل وسيرتهم الحروب وسفك الدماء، وعبادتهم حجارة ـ أصنام ـ فمن الطبيعي أن تجد في حياتهم الاجتماعية مثل وأد البنات وقتل الأولاد، وكانوا يقومون بذلك معللين هذا الفعل بخوف الفقر والجوع، بل تجدهم يبرّرون أفعالهم الشنيعة بتبريرات واهية، مثلاً:

قالوا: لا نعبد الأصنام لأنها آلهة، بل نعبدها لأنها تقربنا من الله زلفى، ونحن من كثرة ما نفعل من ذنوب ومعاصي وقتل وظلم وأكل للحرام؛ فإن كل ذلك مانع لنا من الوصول إلى الله سبحانه، وبالتالي فنحن نتقرب من هؤلاء الاصنام لأنهم عباد صالحون، كانوا قد عاشوا من قبل ثم ماتوا، فإنهم باب لنا إلى الله تعالى.

وقالوا: نحن ما نقتل أولادنا ونوأد بناتنا إلا لأننا نحبهم ونخاف عليهم، فنخاف عليهم بعد مماتنا التشرد وظلم الناس لهم أو استغلالهم في أمور قبيحة شنيعة أو أنهم سوف يلاقون الفقر والجوع والموت المحتم، وبالتالي نقوم بقتلهم حباً منا لهم كي لا يقعوا ذكرنا.

وأما وأد البنات؛ فإن البنت قد تُسبى أو تُخطف وبالتالي سوف تُستغل في أعمال مشينة، فمن أجل حفظها وصوناً لعرضها وخوفاً عليها وحباً منا لها نقوم بقتلها ووأدها، فإن البنات عار وشنار ـ العار: وهو الأمر القبيح، والشنار: الْأَمر الْمَشْهُور بالشنعة والقبح ـ على القبيلة التي ُخطف منها، وأما البنات على الصعيد الاقتصادي فلا فائدة منهن؛ فهن غير منتجات فلا يعملن ولا يكسبن المال، بل لا  يستفاد منهن في صد هجوم ما على القبيلة أو في غزو لقبائل أخرى.

لا بد من حدث يغير الواقع

قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}البقرة/257، نعم كانت الجزيرة العربية وكافة العرب آنذاك  في ظلمات ثلاث: ظلمات الجهل، وظلمات عبادة الأوثان، وظلمات الكفر والإلحاد، وبما أن الله عزَّ وجلَّ لا يترك خلقه ألعوبة بين يدي الشيطان ووسوسته، فإنه يرسل إليهم أنواراً ـ الأنبياء والرسل والأوصياء ـ تزكيهم وتعلمهم الكتاب والحكمة، وتنشلهم من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والمعرفة وعبادة الواحد القهار.

الأنوار الإلهية تزيل الظلمات

إن دين الإسلام دين النور، وقد أطلق الله النور على نفسه في سورة حملت اسم «سورة النور» قال الله تعالى فيها: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌالنور:35.

أطلق الله النور في كتابه على عدة أشياء، أطلقه سبحانه على نفسه، وأطلقه على نبيه صلى الله عليه وآله، وأطلقه على القرآن، وأطلقه على نور الهداية والإيمان...

ومن يتابع آيات القرآن الكريم يجد أن كلمة النور استعملت 49 مرة بدلالات متعددة، يمكننا وضعها تحت خمسة أنحاء: نور الرحمن، ونور القرآن، ونور النبي محمد صلى الله عليه وآله، ونور الإيمان، ونور الأكوان.

ونحن في هذا العصر الذي اشتدت فيه الظلمات: ظلمات الكفر والإلحاد، ظلمات الظلم والاغتصاب، ظلمات العدو وانتهاكه للمقدسات، نحن في أحوج الحاجة إلى معرفة النور الذي تكلم عنه الله ورسوله حتى نعلم الشيء ونقيضه، وحتى نعلم ما هذا النور وكيف نتبعه وما البرنامج الذي نسير عليه؟ نقتحم به الظلمات حتى يرضى الخالق عنا.

أما نورانية كتاب الله الكريم القرآن المجيد فقد أثبتها ربنا له في أكثر من آية، قال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}لأعراف/157.

وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}التغابن/8.

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}النساء/174. فالقرآن الكريم نور بعدة اعتبارات، فباعتبار مصدره فإن مصدره ‌عالم‌ الأنور والوحي والقدس، ولذلك أمر الله في كتابه الإنسان إذا ما أراد أن يتصل بهذا النور أن يمسح نفسه بمسحة النور، فعليه أن يتوضأ والوضوء من الوضاءة والإنارة.

فالقرآن الكريم نور أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان، ومن نور الشك والجهل إلى نور العلم واليقين، فإن القرآن الكريم نور من حيث لغته العربية وتهذيبه للغة العرب التي كانت مليئة بالغرائب ووحشي الكلام، وأذكر شعر ابن المطهر الحلي حيث يقارن بين القديم والجديد في لغة العرب، ويظهر من ذلك مدى تهذيب القرآن للغة العرب.

رسول الله (ص) ينير الأرض بنور مولده

أما نورانية النبي العدنان صلى الله عليه وآله، فكان سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة، ذلك الموضع الذي ضم أول بيت وضع للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقق المدينة الفاضلة، فدعا صلى الله عليه وآله للتوحيد كمصدر وحيد لكل الخيرات.

لقد أقام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يفرد بالعبادة وحده، كما انفرد بالخلق والإيجاد، وبنى الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، وكوّن النظام الاجتماعي الفريد، والدولة الإسلامية لتنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، وأقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.

 وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، فقال تعالى:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}المائدة/15، وقال تعالى:{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}الأحزاب/ 46.

فرسول الله صلى الله عليه وآله نور بحاله، ومقاله، وأفعاله، وبذاته، ومنير لمن حوله ومن بعده، فهو الرحمة المهداة، والنعمة المزجاة نفعنا الله به في الدنيا والآخرة. (من مقالة للشيخ علي جمعة جامعة الأزهر بتصرف)

نور الإسلام يسيطر على جزيرة العرب

  على الرغم من الإمكانيات البسيطة التي كان حملها معه النبي محمد صلى الله عليه وآله، لترغيب الناس في الدخول في الإسلام، والكثير من الصعاب التي ستواجه من سيؤمن به، فقد انتشر الإسلام في جزيرة العرب بشكل يكاد يعبر عنه المتابع للسيرة النبوية بأنه معجزة، من حيث المدة الزمنية القياسية لانتشار الإسلام والإمكانيات التي كانت بيده ص تكاد لا تذكر.

لم تدع قريش وزعماؤها رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبلغ بالتوحيد بهدوء وسكينة، وإن كانوا في بداية الأمر تركوه، ولم يهتموا لأمره لعلمهم أن صوته لن يصل لمكان، ولن يستطيع أن يغير عقيدة ترسخت في عقولهم، وعاشت مئات السنين على عبادة الأصنام، حتى أصبحت جزءاً من حياتهم وكيانهم، بل كانت حياتهم الاقتصادية قائمة على عبادة الأصنام، لذا كانوا مستعدين للموت من أجلها، فلن ترضى الناس أن تترك دينها ودين آبائها لرجل أتى ليقلب لهم عقيدة الشرك المتأصلة إلى عقيدة التوحيد، لكن بعد أن بدأ أمره صلى الله عليه وآله ينتشر ويدخل إلى الإسلام عدد من رجالهم وأولادهم ونسائهم وعبيدهم، ازعجهم هذا الأمر فذهبوا إلى علاجه بطرق متعددة وبأساليب متنوعة حسب ما تقتضي المرحلة، فقاموا:

  • الإغراء، فقاموا بإغرائه بتحقيق كل رغباته وكافة طلباته، فقالوا له: ما تريد حققناه إن كنت تريد فتاة ما أتينا بها إليك رغم الصعوبات، وإن أردت مالاً أغنياك بكل ما تريد، وإن أردت زعامة أمّرناك علينا، بشرط أن تتوقف عما تفعله وتقوله.

بالطبع، لم يلق كلامهم عند رسول الله صلى الله عليه وآله أذناً صاغية، بل قال كلمته المشهورة التي خلدها التاريخ: فقال (لعمه أبي طالب) يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على إن أترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٤/ ٥٤

التهديد: فقد هددوه ومن معه من بني هاشم، وتمثل ذلك بحصار شعب ابي طالب، حيث منعوا عنهم البيع والشراء والزواج والتزويج وحتى مجالستهم واستثنوا من ذلك عدداً قليلاً منهم أبي لهب عم النبي (ص)، وقد دام الحصار ثلاث سنوات، لكن صبر النبي ص وإصراره جعل كل المحيطين به يصبرون ويتحملون الجوع والأذية المعنوية، حتى جاء فرج الله تعالى بالمعجزة التي تمثلت بأكل الأرضة ـ الحشرة ـ للصحيفة والوثيقة التي كتبوها.

  • المرحلة الأخيرة وهي قتل النبي صلى الله عليه وآله، حيث اجتمعوا في دار الندوة وهو مركز يشرف على الكعبة يجتمع فيه زعماء وكبار القوم للتشاور بأمورهم الحياتية ومصالحهم وشؤونهم الاقتصادية وغيرها، وفي هذا المكان حلت مشكلة الحجر الأسود التي لولا النبي ص كادت تسفك دماء كثيرة.

اجتمع القوم ـ بعد وفاة أبي طالب عليه السلام عم النبي صلى الله عليه وآله وحاميه  ـ زعماء قريس ورجالها من جميع القبائل، ليتشاورا بأمر محمد فتى هاشم، وبعد التشاور في ما آلت إليه الأمور من تسفيهه للشرك وكفره بالأصنام:

  • اقترح بعضهم أن ينفوه إلى خارج مكة، كان الرد بأنه سيأتي بعد مدة وجيزة ومعه جيش جرار يحاربنا وتكون له الغلبة علينا. فرفض
  • اقترح بعضهم أن نسجنه في بيته ـ الإقامة الجبرية ـ لكن الرد جاء سريعاً بأنه سيصبح محجة ومزاراً للناس ومركز تقديس من جميع أنحاء جزيرة العرب. فرفض
  • اقترح بعضهم أن يقتل وبذلك نتخلص منه، وهذه الفكرة لاقت ترحاباً واستنساباً من الجميع، لكن المشكلة من يجرؤ على فعلها، فجاء حل لهذه المشكلة والمعضلة، بأن يختاروا من كل قبيلة رجلاً أو رجلين على أن يدخلوا على محمد بيته ويضربونه ضربة رجل واحد، فيضيع دمه بين القبائل فيعجز الهاشميون عن الثأر.

لكن خطتهم فشلت وتمت هجرة النبي صلى الله عليه وآله، فقد هاجر إلى المدينة وعندما وطأت قدما رسول الله صلى الله عليه وآله أرض يثرب أضاءت وتوابعها بنور محمد صلى الله عليه وآله فأصبحت المدينة المنورة.

بقى النبي صلى الله عليه وآله فيها عشرة سنوات؛ أقام خلالها دولة الإسلام ووضع قوانين، يحترم فيها حق المواطنة من مسلمين ومشركين ويهود وأقليات، حيث أصبح الكل تحت القانون وهم فيه سواسيه، فلا يحق للمسلم أن يعتدي على المشرك، ولا اليهود على المسلم ولا المشرك على أحد، بل أصبح الكل واحد في عين القانون، فساد السلام وانتشر الأمان فصار نور الإسلام في جزيرة العرب ينتشر ويسمع به كل أحد، حتى عمّ فلم يبق في جزيرة العرب أحد إلا وسمع وعلم بالإسلام أو دخل فيه أو حالفه، نعم من أراد أن يعرف حقيقة هذا الرجل العظيم، وما فعله هذا العملاق الشامخ الذي هدى الناس، وأخرجهم بنوره من ظلمات الجهل، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وعلمهم الحكمة والكتاب وزكاهم، فلينظر كيف انتشر الإسلام في أربع جهات الأرض، وكيف تُدرس علومه، بفضل جهود الائمة الأطهار عليهم السلام في شرحه وحفظه وحصانته من أي تحريف.

قال الحسن بن علي بن زياد الوشاء البجلي لابن عيسى القمي: إني أدركت في هذا المسجد -يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد عليه السلام، ومن ثم استمرت جهود العلماء في نشر الإسلام، وبث علومه، وستستمر بإذن الله تعالى حتى يدخل نور الإسلام وعلومه كل بقاع الأرض.

  • قصة طالوت وجالوت
  • قصة ميثم التمار

  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1046
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29