• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : الصحة والاخلاص أساس النجاح .

الصحة والاخلاص أساس النجاح

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحة والاخلاص أساس النجاح

الشيخ إبراهيم نايف السباعي

من يتابع آيات القرآن الكريم يجد فيها الكثير من المعلومات التي يستفيد منها المرء في حياته، الكافر والمؤمن في ذلك على حد سواء، فالكافر ـ الذي لا يؤمن بالله ولا يشهد للرسول وبالنبوةـ؛ لأن القرآن الكريم دستور حياة لكل الناس، فهو يشمل بلطفه وعطفه الجميع، المؤمن ليزداد إيماناً والكافر لعله يهتدي ويصلح حاله، والقرآن يعتبر برنامج حياة لكل من يبغي السعادة ويطلب راحة البال، فآياته البينات تحكي لنا عن الكون وما فيه وما سيؤول إليه.

فالقرآن أنصف الروح والجسد معاً، فأعطى الجسد ما يحتاجه ويقيمه ويقويه فشرع له أكل الطيبات والزواج وكل ما يصلحه ولا يضره، أما الشهوات والغرائز المخلوقة ـ لغرض اراده المولى سبحانه ـ فقد هداه إلى طريقة تهذيبها  وإلى كيفية تأديب غريزيته الجنسية التي يتناسل من خلالها ويتكاثر، فكان الزواج والأسرة السبيل. وأما حبه للمال فلم يمنعه عنه بل دعاه إلى التكسب والعمل لحصوله عليه بطرق الحلال، فحرم الربا الماحقة للمجتمعات وأحل له البيع..

خلاصته: لم يفعل الدين الإسلامي كما فعل غيره من الأديان، حيث حرم الفرد من أدنى خصوصياته الذاتية، فحرموه من شهوته ومنعوه من غريزته، كما عليه البوذيون بالتنسك، والنصارى بالرهبنة.

لم يحرم الشرع الإنسان من شهوة أو غريزة، ولم يقمعها له لا بالتنسك ولا بالرهبنة، فالله خالق الأشياء وهو عليم حكيم بها. وبالعموم لم يحرم الله على بني البشر إلا ما يضره ويؤذيه.

  • قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}الأعراف/32.
  • قال تعالى: {... وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}الحديد/27.

من يخاطب القرآن الكريم؟

يخاطب القرآن الكريم بآياته المؤمن والكافر ، لكن الفرق بينهما أن المؤمن تزيده الآيات إيماناً، والكافر لا تعني له الكثير، لأن قد ران على قلبه وعلى بصره غشاوة في أذنيه وقر، فلم يعد يسمع أو يفهم آيات الله تعالى، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}التوبة/124، أما الكافر فأدعو له بالهداية والصلاح كي نلتقي به يوم القيامة وقد هداه الله تعالى، فتكون السعادة لنا مضاعفة برؤيتهم معنا في الجنة وبرضوان الله تعالى.

مطالعة آيتين هزة كياني

عند قراءتي للقرآن الكريم وتدبري لآيات الله، صادفتني آيتان هزتا كياني، فهما مخيفتان بمضمونهما، وتهددان بظاهرهما، وتنبهان بمدلولهما، ومرعبتان بنتيجتهما للمؤمن والكافر؛ لأنهما تتكلمان عن أعمالنا وأفعالنا وما جمعناه في صندوق الأعمال وخزائن الأيام والسنين.

مضمون الآية: أنه قد يعمل المرء في الدنيا كثيراً من الأعمال الواجبات والأعمال المستحبات وخير الأعمال الصالحات، وعند حسابه في الآخرة لا يجد شيئاً في صندوق أعماله وخزانة أيامه، والسبب أنه قد ضيعها في الدنيا. (وسنفصل عن كيفية تضييعه لها).

وأما الكافر فقد يكون قد أدى الكثير من أعمال الخير الكثير، وساعد الفقراء ورفع حاجات المحتاجين، إلا أنها كانت لغير وجه الله تعالى، بل كانت على نحو إنساني أو اجتماعي ومحبة منه للآخرين، أو على نحو العطف والشفقة منه عليهم؛ فهذا لا ينفعه في الآخرة بشيء؛ وإن كان له نصيب في الدنيا يجزى فيها، لأن كل الأعمال التي يثاب عليها يوم القيامة مشروطة بشرط القربة إلى الله، وهي فرع الإيمان به، في حال أن الكافر لا يؤمن بالله العظيم، فلا تصح منه القربة.

وعليه لن يجد يوم القيامة في ميزانه ثواباً ـ مقصود بالكفار من كان له حساب ـ، أو جزاء على أعماله الدنيوية الصالحة، لأن الثواب الذي يستحقه على أعماله تلك يكون قد أخذها في الدنيا بكثرة الولد أو الراحة والسعادة والمال الكثير والصحة وعدم المرض، فلا يبقى له عند الله يوم القيامة من ثواب.

أعمال كثيرة قد تذهب هباء منثورا

قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} سورة الكهف/103 و104.

إن اعمال الدنيا ترتبط بالآخرة ارتباطاً عضوياً، فلا يمكن الانفكاك عنه لأن الدنيا كالمرآة، فعمل الدنيا ينعكس في الآخرة بصورته الحقيقية أي أن ما نخبئه وما نخفيه من أعمال في الدنيا يظهر وينكشف في الآخرة على حقيقته، فإن كانت الأعمال لله طابقت الحقيقة والواقع فيُعطى الثواب يوم القيامة، وإن كانت لغيره سبحانه ظهر وبان، ولن ُيثاب عليها، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}النحل/97

التهديد والوعيد نجدهما في هاتين الآيتين واضحان، فيلزم على الإنسان التنبه وأخذ الحيطة والحذر من الخطر الذي يُحدق به، ومنةٌ منه الله تعالى وتحذير من الله لنا، ذكره لنا قبل وقوعنا في المحذور؛ حيث لا يمكن المعالجة أو جبره ما انكسر.

لحظات ندم وحسرة ذكرتها الآيات ستصيب الكافر عند لحظات الموت والاحتضار، وعند تمام الحساب يوم القيامة، ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم فكانت أمثلة مستقبلية ستحصل حتماً، ُيظهر فيها الكافر وبعض أفراد الناس الندم والحسرة، حيث سيناشد الكافر الله والملائكة لإرجاعه إلى الدنيا، كي يؤمن بالله، ويصدق بالأنبياء والكتب التي نزلت عليهم، ويصلي ويصوم ويتصدق، ثم يتوب عن كل ما عمل من سوء، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ..}المؤمنون/99 و100.

وقال تعالى: {فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} المنافقون/10

ومن شدة ما سيرى الكافر من أهوال يتمنى أمنيات عجيبة غريبة لا تخطر على بال أحد، منها ما في وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}الفرقان/27، ومنها ما في قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}التكوير/5، أن الله تعالى يحاسب بعض الحيوانات يوم القيامة قبل الإنسان، أما لماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟ قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} سورة النبأ/40.

جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء ـ الجماء ـ من الشاة القرناء، شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٠ - الصفحة ١٨٦،

ورد في تفسير هذه الآية: أن الكافر يود يومئذ لو أنه كان في الدار الدنيا تراباً، ولم يكن خلق، ولا خرج إلى الوجود. وذلك حين عاين عذاب الله، ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة، وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا، فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء. فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني ترابا، فتصير ترابا . فعند ذلك يقول الكافر: {يا ليتني كنت ترابا} أي: كنت حيوانا فأرجع إلى التراب. تفسير الطبري

يتمنى الكافر ذلك التمني لعدم وجود جنة ونار للحيوانات، والعقاب الجزاء فرع التكليف، وهو منتفي بحقهم لورود الدليل الشرعي عليه، لكن الحكمة من ذلك أن الإنسان عندما يرى أن الحيوان قد حوسب بشدة، فكيف سيكون حسابه؟ فعندها، يقول: أقبل أن أحاسب بشدة ولكن بعدها أعود تراباً كالحيوانات تماماً.

عود على بدء

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فهي دعوة صريحة واضحة جلية للمراجعة والمحاسبة، فعلى المؤمن أن يراجع إيمانه فيثبته، وإخلاصه لله تعالى فيؤكده؛ وعلى كل واحد منا أن يتفقد إيمانه ويتأكد من نيته الخالصة لله، كما يتفقد الواحد منا جسده؛ فيقوم بالفحوصات المخبرية ليطمئن على صحته كل ستة أشهر، أو يتفقد ماله  في البنك أو متاعه حين السفر، قال رسول الله صلى عليه وآله: اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل. (نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٩٣)

نعم يا له من موقف محرج مخزي، حين يقف يوم الحساب بعض المتصدقين على الفقراء والمساكين، والتالين لكتاب الله والحافظين له، والمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، يقفون يوم الموقف الأعظم أمام الخلائق وبين يدي الله عزّ وجلّ للحساب، فيأتي مطمئناً مرتاح البال، للعمل الكثير الذي أتى به في الدنيا من أعمال صالحات وخيرات حسان، وإذا به مسرف في الخسران، لا الصدقة كانت لله ولا تلاوته وحفظه للقرآن كانت لله، ولم تكن نيته في الجهاد خالصة لله، نعم، مثل هذا فقد ضل سعيه ـ والضلال ضد الهدى ـ في الحياة الدنيا، لأنه كان يسير في الدنيا بلا هدف، فلم يكن يهمه التحري والتأكد من صوابية العمل وصحته ومن اخلاصه وأنه كان لله حقاً، فصوابية العمل والاخلاص في النية أساس في كل عمل مقبول.

لحظة تفكر خير من عبادة ستين سنة

كل ما مر معنا يعتبر دافعاً مهماً لندقق في واجباتنا وأعمالنا التي فرضت علينا والتزمنا بها، من صلاة وصوم وزكاة وخمس وحج وجهاد وباقي الأمور الشرعية، ويلزمنا أن نودع أعمالنا، أعمال الخير والصلاح في صناديق وخزائن محكمة الإغلاق ليوم القيامة، بعيدة عن الرياء والعجب والسمعة.

إذن: علينا مراجعة تلك الأعمال كل فترة من الزمن وتفقدها، ولا يعتبر ذلك نقصاً أو عيباً؛ لأن المراجعة الذاتية للأعمال اليوم تكون كنزاً ومغنماً ليوم غد.

القربة والإخلاص شرطان يقبل بهما الله تعالى الأعمال، فالأعمال اليوم فوز وغنيمة غداً، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فليفهرس كل منا حياته، ويقوم بمراجعة ذاتية يومية، فيضع برنامجاً يكفل بمضمونه النجاح.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: دخول الجنة رخيص، ودخول النار غال. (كتاب البحارج78/90)

إن الجنة والوصول إليها من أسهل الأمور وأبسطها، لأن الله تعالى أوضحها وأعطانا خريطة طريق للوصول إليها، حيث أنارها بأضواء فكانت الأنبياء، وبمشاعل توضح لنا المسير والوصول فكانت الأوصياء والعلماء. 

يكفي المؤمن أن يشهد لله بالوحدانية الحقة، وللرسول بالنبوة، فيصبح بعدها مسلم، وإن طبق الواجبات الشرعية المفروضة كان مؤمناً، وعمل الصالحات من الأعمال كان ذاك الإحسان، فعليه له الجنة كما وعد ربي.

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الخبر الصحيح: مفتاح الجنة لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

وفي خبر آخر ورد عنه (ص): ...ليست مفاتيح الجنة من ذهب؟ أو فضة؟ قال: مفتاح الجنة لسان العبد لا إله إلا الله..

وعليه إن تم دخول الجنة بالشهادتين بشرطها وشروطها، يبقى درجات الجنة ومنازلها، فتكون على قدر الواجبات التي أسندت إلينا من: صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وخمس.. ونحن ملتزمون بها.

إذن: نحن من أهل الجنة بشرط الالتزام إن شاء الله سبحانه وتعالى، والشروط في قبولها أمران:

الأول: الصحة في العمل والصواب فيه، فمن صلى أربعين سنة من دون طهارة كمن لم يصل، فهي باطلة لعدم توفر شروط الصحة فيها.

الثاني: الاخلاص، فلا يجازى يوم القيامة على عمل فيه رياء؛ لأنه لغير الله، والرياء شرك نهانا الله تعالى عنه وزجرنا، وهو شرك خفي من حبائل الشيطان.   

 

وقفة مع الذات تدفع عنا أزمات

لا بد من عرض عقيدتنا وأعمالنا على أئمتنا عليهم السلام أو على علمائنا من بعدهم، حتى نقف على صحة ما نعتقد أو صحة ما نأتي به من أمور، هذا ما كان يحصل عند كثيرين من الشيعة المعاصرين للأئمة عليهم السلام، فهذا الرجل المعروف بشاه عبد العظيم، والمدفون في منطقة ري في طهران. قد كان يقوم بعرض ما يعتقد وما يعمل على إمام زمانه آنذاك.

روي عن الدقاق والوراق معا، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد عليهما السلام فلما بصر بي، قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، فقلت له: يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل.

فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء، خارج من الحدين: حد الابطال وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه.

وإن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين لا نبي بعده إلى يوم القيامة وإن شريعته خاتمه الشرائع ولا شريعة بعده إلى يوم القيامة.

وأقول إن الامام والخليفة وولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال عليه السلام: ومن بعدي الحسن ابني.

فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

قال: فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله.

وأقول: إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وإن الجنة حق والنار حق والصراط حق والميزان حق، وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور.

وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقال علي بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم هذا والله دين الله ارتضاه لعباده فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٦ - الصفحة ٤١٣)

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1056
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16