من آداب القرآن الكريم في تعظيم النبي الاكرم (ص)
الله عزّ وجل في القرآن الكريم بيّن للناس عظمة الرسول الأكرم من خلال آيات كثيرة يستفاد منها جعل النبي في المرتبة السامية والرفيعة من خلال الآيات التالية:
أولاً : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ )
هنا جعل طاعة الرسول طاعة لله عزّ وجل
ثانياً : (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )
ويستفاد من هذا النص الأخذ عن رسول الله فيما يأمر عنه وفيما ينهى فينبغي على الأُمة الانقياد الكامل له والتسليم لما يأمر به ولما ينهى عنه.
ثالثاً : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ )
ويستفاد من هذا المقطع عصمة النبي صلىالله عليه وآله فيما يتحدّث به من الأُمور والتكاليف بشكل مطلق
رابعاً : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ )
ويستفاد من هذا النص جعل النبي صلىاللهعليه وآله قدوة حسنة تقتدي بسلوكه الأُمة الإسلامية لمن أراد مرضاة الله عزّ وجل
خامساً : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
ويستفاد من هذا المقطع القرآني حفاوة السماء وحبّها وتكريمها لهذا المخلوق العظيم بحيث يبتدئ الربّ تبارك وتعالى مع الملائكة بالصلاة عليه وتعني انزال الرحمات تلو الرحمات والفيوضات الربانية عليه صلىالله عليه وآله وبعد ذلك جاء الأمر بامتثال الأمر الإلهي في الصلاة عليه ، وتسليم الأُمور إليه بشكل مطلق.
زاد الله في شرفك يا رسول الله في الدنيا والآخرة ، وقد رفع الله ذكره كما قال في كتابه ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) فما يذكر الربّ في الأذان حتى يذكر إلى جنبه الرسول الأكرم صلىاللهعليه وآله.
ومن هذا المنطلق أفرد الامام زين العابدين عليه السلام دعاءً في الصحيفة السجادية لجدّه الرسول صلىالله عليه وآله في الصلاة عليه قائلاً : « اللهمّ فصل على محمد امينك على وحيك :
أن النبي صلىاللهعليه وآله كما صرّحت الروايات كان يعرف بالصادق الأمين فهو أمين على وحي الله وقد بلّغ ما كلّف به وما استحمل من وحيه وكتابه.
ونجيبك من خلقك : والنبي صلىاللهعليه وآله انتجبه الله من خلقه وفضلّه على جميع الخلق وفضّل أهل بيته على جميع الخلق.
وربّما يدلّ على ذلك ما روي عن سلمان الفارسي رضيالله عنه أنّ العباس بن عبد المطلب قال لرسول الله صلىالله عليه وآله لماذا فضّل عليّ علينا أهل البيت والمعدن واحد فقال صلىاللهعليه وآله إنّ الله خلقني وخلق عليّاً ولا سماء ولا أرض ولا جنّة ولا نار ، ولا لوح ولا قلم ، فلمّا أراد بدء خلقنا تكلّم بكلمة فكانت نوراً ، ثم تكلّم بأُخرى فكانت روحاً ومزج بينهما فاعتدلا ، فخلقني وعليّاً ، ثمّ فتق من نوري نور العرش ، فأنا أجلّ من العرش وفتق من نور علي نور السماوات فعليٌّ أجلُّ من السماوات ، وفتق من نور الحسن نور الشمس فالحسن أجلّ من الشمس ، وفتق من نور الحسن نور القمر فالحسين أجلّ من القمر ، وكانت الملائكة تقول في تسبيحها : سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله ...
وصفيّك من عبادك : هو المصطفى صلىاللهعليه وآله اصطفاه الله برسالته الخاتمة ، وختم به الأنبياء
إمام الرحمة وقائد الخير : وقد وصفه الله عزّ وجل في كتابه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) فهوصلىاللهعليه وآله إمام الرحمة ، جسّد الرحمة الإلهية بأفضل صورها في خلقه الرفيع وتعاليمه القيّمة ، فهو رحمة لجميع الناس ، حتى لمن عاداه وناواه فلمّا دخل مكة فاتحاً منتصراً قال قولته المعروفة لمن آذاه وطرده من بلاده : «اليوم يوم المرحمة »
ومن قبل ذلك دعا لهم حينما أدموه وآذوه قال : « اللهمّ اهد قومي فانّهم لا يعلمون انّي نبي »
وهو صلىاللهعليه وآله قائد كل خير ، فسلام عليك يا رسول يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّا.
|