• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج) .

من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

ورد في دعاء العهد : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَالْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلِينَ لأَوَامِرِهِ، وَالْمُحَامِينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْه....

1 اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ

قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ آل عمران  81

وعلى هذا الأساس، الإيمان وحده ليس كافياً، بل لا بدّ من النصرة والدفاع.

فالمنتظِر للإمام مع كونه معتقداً به، لا بدّ من أن يطيع في مقام العمل، وأن يقوم بنصرته ومؤازرته

عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "إنّ حواريّي عيسى عليه السلام كانوا شيعته، وإنّ شيعتنا حواريّونا، وما كان حواريّو عيسى بأطوع له من حواريِّينا لنا، وإنّما قال عيسى عليه السلام للحواريّين: ﴿قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ﴾. فلا - والله - ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا – والله -لم يزالوا منذ قبض الله عزَّ ذكره رسولَه صلى الله عليه وآله وسلم ينصروننا، ويقاتلون دوننا، ويُحرَقون ويعذَّبون ويشرَّدون في البلدان، جزاهم الله عنّا خيراً"

2 وَأَعْوَانِهِ.

وأحد مصاديق الإعانة للإمام ( عج) اضافة لنصرة دينه والدعوة اليه والى امرهم عليهم السلام  والعمل بطاعة الله كما قال امير المؤمنين (ع) (اعينوني بورع واجتهاد ..) الإعانة المادّيّة, فعن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: "إنّ الخمس عونُنا... فلا تزووه عنّا، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه"

وعن إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه قال: "فلا يحلّ لأحد أن يتصرّف في مال غيره بغير إذنه، فكيف يحلّ ذلك في مالنا؟! مَن فعل شيئاً من ذلك لغير أمرنا فقد استحلّ منا ما حُرّم عليه، ومَن أكل من مالنا شيئاً فإنّما يأكل في بطنه ناراً وسيصلى سعيراً"

فالشخص المنتظِر، الذي يريد الدفاع عن الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، عليه أن يعرف أعداءه وجنوده، وأن يتحلّى بالبصيرة المطلوبة

3 وَالذَّابِّينَ عَنْهُ

فالدفاع عن المعصومين وعن الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف أمر واجب

والدفاع عن العظماء له مظاهر عدّة, تارةً يكون باللسان، وأخرى بالقلم، وثالثة بالسيف

4 وَالْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ

لا نطلب من الله تعالى أن يجعلنا من المدافعين عن الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف فحسب، بل نطلب منه سبحانه أن يجعلنا من المسارعين إليه في قضاء حوائجه

ويستفاد من هذا المقطع أمران:

أ- السرعة

السرعة والسبق في أعمال الخير تزيدان في قيمتها، ففي القرآن الكريم وردت في أعمال الخير أمثال هذه التعابير: ﴿وَسَارِعُواْ، ﴿سَابِقُوا, ﴿فَاسْتَبِقُواْ.. ويثني الله في القرآن الكريم على الأنبياء عليهم السلام بقوله: ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ الأنبياء: 90

ويقول تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ آل عمران (الآية 114).

ب- حوائج إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

انّ ما يطلبه الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هو ما يطلبه سائر أهل البيت عليهم السلام, وهو التوجُّه إلى الأمور الحسنة والابتعاد عن الأمور السيّئة, وطلبهم الوحيد هو رعاية التقوى، لكن مع ذلك، فقد ذكر للإمام بعضٌ من المطالب الخاصّة، كالاهتمام بالفقراء والمحتاجين فكريّاً ومادّيّاً.

5 وَالْمُمْتَثِلِينَ لأَوَامِرِهِ

أ- أوامر إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

وتتجلّى في التوقيعات والتشرّفات الصحيحة بلقائه, وفيها ضرورة رعاية مسائل ثلاث

صلة الأرحام

الاهتمام بالضعفاء

عدم جمع الأموال واحتكارها

ب- الطاعة لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ النساء (الآية 59).

عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام قولنا في الأوصياء: أنّ طاعتهم مفترضة، قال: فقال: "نعم، هم الذين قال الله تعالى: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ النساء: 59 وهم الذين قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ المائدة: 55

لكن لماذا يطلب المنتظِر من الله تعالى مرّةً أخرى مثل هذا الطلب ؟

والجواب: على طول التاريخ يوجد أفراد يظهرون الاعتقاد، لكنّهم في مقام العمل لديهم ضعف وتقصير يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾ الأنفال (الآية 20)

وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ (الآية 21)

وفي القرآن الكريم، أينما وردت إطاعة الله ورد معها إطاعة رسول الله.

فيحتمل أنّ بعض المنتظِرين يقصّرون في إطاعة إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

وبالاطلاع على تاريخ وأخبار الماضين الذين تخلّفوا أساس للعِبرة

إنّ طاعة الوصيّ وخليفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واجبة، قال تعالى﴿فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي. وبسبب بروز الفتن في هذا العصر أو بسبب صعوبة الشروط والظروف نسبيّاً في عصر الظهور، فسوف تكون الإطاعة وعدم التولّي أشدّ إلزاماً وأكثر صعوبة

في الروايات أنّ عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف أصعب من عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

6 وَالْمُحَامِينَ عَنْهُ

الدفاع عن الفكرة المهدويّة أمر لازم وضروريّ للجميع, فالشخص الذي يُحبّ أن تصطبغ حياته باللون المهدويّ، عليه أن يدافع عن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف دفاع العارف العاشق. صحيح أنّ الله تعالى ، يعلن للنبيّ حمايته دون المسلمين وكفايته المشركين: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ البقرة (الآية 137) , وبالتالي فإنّه تعالى سيحمي خليفته (الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ويحفظه قطعاً، لكن تبقى علينا وظيفتنا، ونحن نقوم بإعلانها من خلال هذه الفقرة من الدعاء.

وأحد النماذج الأسوة في حماية الدين والأولياء الإلهيّين هو أبو طالب عليه السلام, الذي حمى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلسانه وبكلّ ما لديه من قوّة، حتّى قدّم الرسولَ على أولاده، وكان يواجه التهديدات التي يتعرّض لها النبيّ من مخالفيه بكلّ ما لديه من قوّة

7 وَالسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ

من الامتيازات الخاصّة للمنتظِر، أنّ لديه خبرة جيّدة في الأعمال الحسنة، سبّاق ومسارع إلى الصالحات والخيرات.

السرعة تكون في الانتهاء، والسبق يكون في العمل نفسه وعدم تضييع الفرص.

فالمنتظِر سبّاق ومسارع إلى الصالحات والخيرات.

والقرآن الكريم، في موارد أعمال الخير، يحثّ على قانون السبق والمسابقة: ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ﴾ويمدح الأشخاص الذين يسارعون في إنجاز الأعمال الخيّرة: ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وفي دعاء كميل يطلب أمير المؤمنين عليه السلام من الله تعالى أن يجعله في ميدان المسابقة إلى الخيرات: "وأُسرع إليك في ميادين السابقين

وفي القرآن الكريم، دعوة إلى المسارعة لنيل المغفرة الإلهيّة: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ آل عمران: 133

وفي الأذان تدعو الجملتان: "حيَّ على الصلاة"، و"حيَّ على الفلاح"، الناس إلى المسارعة والسبق إلى الصلاة

8 وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ

إنّ الميل نحو العاقبة الحسنة والشوق إلى الشهادة، من خصائص الحياة والممات المهدويّين. وهذه الفقرة من الدعاء هي علامة على روح التسليم وقَبول الحقّ وبذل الروح.

فمن الممكن لنا أن لا ندرك زمان ظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، لكنّ انتظار الظهور، والعشق والأنس والاستعداد للحضور في ركابه عجل الله تعالى فرجه الشريف أمر لازم للحياة المهدويّة. وإذا أردنا أن يكون لنا حضور في زمان الرجعة، فعلينا في هذا الوقت أن نكتسب روحيّة الشهادة، وأن نقوم بإعلانها.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6