• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان .

لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

عن أبي جعفر (عليه السلام):(لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان)

دخلت علي أبي عبد الله (ع) فقال له أبو بصير:جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال:لا، ففي ليلتين؟ فقال:لا، فقال:ففي ثلاث؟ فقال:ها وأشار بيده ثم قال:يا أبا محمد إن لرمضان حقاً وحرمة لا يشبهه شيء من الشهور)

استحباب ختم القرآن في كل شهر مرة

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):اقرأ القرآن في ليلـة؟ فقال:(لا يعجبني أن تقرأه في أقل من شهر)

والغرض من قراءة القرآن

1التأثر والخشوع لكلام الله تعالى

يقول امير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين (أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء الكتاب يرتلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم ويستثيرون به تهيج أحزانهم، بكاء على ذنوبهم، ووجع كلوم جراحهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرت منها جلودهم ووجلت قلوبهم فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم، وإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً وتطلعت أنفسهم إليها شوقاً، وطنوا أنها نصب أعينهم)

وقد ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) بيان أقسام قرّاء القرآن وصفة القارئ الحق فقال :(قرّاء القرآن ثلاثة:رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده وأقامه إقامة القدح، فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عنه فراشه، فبأولئك يدفع الله البلاء وبأولئك يديل الله من الأعداء وبأولئك ينزّل الله الغيث من السماء، فوالله لهؤلاء في قراء القرآن اعز من الكبريت الأحمر

ولكن كيف نقرأ القرآن لتحصيل الخشوع

ورد استحباب ترتيله وكراهة العجلة فيه سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل:(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام):بيّنه تبياناً ولا تهذّه هذّ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة)

وفي تفسير قوله تعالى(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تلاوته قال:(حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى)

إن القرآن لا يُقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلاً وإذا مررت بآيـة فيها ذكـر الجنـة فقـف عندهـا وسـل الله الجنــة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار)

وعن الإمام الصادق (عليه السلام):(يرتلون آياته ويتفقهون به ويعملون بأحكامه ويرجون وعده، ويخافون وعيده ويعتبرون بقصصه، ويأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه، ما هو والله حفظ آياته ودرس حروفه وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه. حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده وإنما هو تدبر آياته والعمــل بأحكامــه قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)

2 تعلّم المعارف والعلوم وأسرارها المودَعة

ففي هذا الكتاب العقائد الحقة والأخلاق الفاضلة والتشريعات الحكيمة

وفي نهج البلاغة:(ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ولكن أخبركم عنه:ألا إنه فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم بينكم)

وعن الامام زين العابدين عليه السلام في دعائه عند ختم القرآن:

...اللهم صلّ على محمد وآله واجعلنا ممن يعتصم بحبله، ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله، ويسكن في ظل جناحه، ويهتدي بضوء صباحه، ويقتدي بتبلج أسفاره، ويستصبح بمصباحه ولا يلتمس الهدى في غيره، ...واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق...

الحذر من هجر القرآن

(وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَومِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلقُرءَانَ مَهجُورا) الفرقان:30

القرآن هو الأصل في السبيل الموصل الى الله تبارك وتعالى فالإعراض

عنه إعراض عن الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين، فلما هجروه وابتعدوا عنه وقعوا في هذا المصير المشؤوم.

وهجران الشيء تعني مفارقته بنحو من الانحاء، ولا شك ان هجر القرآن يصدق على مراتب عديدة تقابل مراتب القرب من القرآن

فأوطأ درك للهجران هم من صمّوا آذانهم عن سماعه تعصباً وعناداً

(وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ)

وانكروا كونه وحياً الهياً (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) وغاية ما قالوا أنه كلام منمق جميل صنعه محمد (ص) أو إنه أملي اليه (يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ

وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)

ومن مراتب هجر القرآن ما عليه المنافقون الذين أسلموا للقرآن ظاهراً لكنهم خالفوه في واقعهم وحياتهم العملية

ومن صور الهجران يستمدون أفكارهم وثقافتهم وقوانينهم وسلوكهم من مصادر غير ربانية ويعرضون عن تعاليم القرآن الكريم

ومن مراتب هجر قراءاته وأنواعها من دون التدبر بمعانيه والاستفادة من مضامينه ولطائفه وهؤلاء (حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده)

خطوات عملية لتفعيل دور القرآن الكريم

ان نلتزم يومياً بتلاوة القرآن في أوقات الصلاة أو غيرها

(القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وان يقرأ منه في كل يوم خمسين آية)

والأولى ان يختم القرآن في الشهر مرة

 

الوصية بالعمل بالقرآن

أوصانا أمير المؤمنين (ع ) (الله الله بالقرآن لا يسبقكم إلى العمل به غيركم)

فلا بد من إعادة القرآن إلـى الحياة وليس فقط في المآتم وللعوذ والأحراز

(واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى فاستشفعوه من أدوائكم واستعينوا به على لأواءكم فإن فيه شفاءً من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله عز وجل به وتوجهوا إليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع وماحل ومصدق وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه فإنه ينادي مناد يوم القيامة:(ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن) فكونوا من حرثته وأتباعه واستدلوه علــى ربكــم واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آراءكم واستغشّوا فيه أهواءكم)

دواعي الاهتمام بالقرآن

1 العلاج الناجح والكامل لأمراض البشر النفسية والاجتماعية والروحية

2 عدم استغناء طالب الكمال والسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة عنه

3 إن في الاهتمام به تأسياً برسول الله (صلى الله عليه واله) وبأهل بيته الكرام (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب:21

4 إن القرآن هو رسالة الحبيب المطلق والإنسان لا يمل من إعادة قراءة رسالة حبيبه والتدبر في معانيها فإن الحب إما أن يكون لكمال المحبوب وحسنه وقد اجتمعت فيه تبارك وتعالى، أو يكون لأجل صدور الفضل

والإحسان منه، والله هو المنعم المتفضل. (القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وان يقرأ منه كل يوم خمسين آية)

5 الثواب العظيم والأجر الجزيل لقارئ القرآن والمتدبر في آياته خصوصا في شهر رمضان المبارك

6 إن القرآن لما كان كتاباً حياً خالداً فيستفاد من القرآن الحلول الدائمية المستمرة للمواقف المتجددة عن علي (ع) سمعت رسول الله (ص)يقول : ستكون فتن، قلت:وما المخرج منها؟ قال:كتاب الله، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم..)

7براءة الذمة من شكوى القرآن إذا هجر، ووصفه أنه:(ماحِلٌ مصدَّق) أي أنه خصم مصدَق ويعطى الحق له ويدعم هذه الدعوى شكوى رسول الله (صلى الله عليه واله) المذكورة في القرآن: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) الفرقان:30

8 الفوز بشفاعة القرآن، فانه:(شافع مشفّع) وفي صفه شفاعته يقول الحديث:(وكان القرآن حجيزاً عنه - أي حاجزاً وساتراً عن قارئ القرآن - يوم القيامة، يقول:يا رب إن كل عامل أصاب أجر عمله غير عاملي فبلّغ به أكرم عطائك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له:هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن:يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذين قال:فيُعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له:اقرأ آيـــة فاصعد درجة ثم يقال له هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول:نعم) وغير هذه الفوائد كثير.

 

بعض الآداب والمستحبات المتعلقة بتلاوة القرآن

1 يستحب ختم القرآن في الشهر مرة، وأن لا تزيد عن أربعة أشهر

2 أن تكون قراءته على نحو الختمة ، وليس قراءة سور متفرقة اشتهر فضلها ليمر على القرآن كله وينال كل بركاته (الحالِّ المرتحل)

3 أن يختم يوم الجمعة وأن يقرأ عند ختم القرآن الدعاء المختص به

4 عندما يختم لا يقف عند نهايته بل يصله مباشرة بافتتاح ختمة جديدة

5 أن يكون على طهارة وفي مصلاه مستقبلاً القبلة

6 وفي تفسير:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ) إن من

المرابطين من يثبت على مصلاه ينتظر حلول وقت الفريضة يتلو القرآن

7 استحباب القراءة في المصحف حتى لو كان حافظاً لما يقرأ

8 الإنصات إلى القرآن وتدبر ما يسمع في أية فرصة تسنح للاستماع

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1198
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6