• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : سيرة .
                    • الموضوع : من مناقب الزهراء عليها السلام وخصائصها .

من مناقب الزهراء عليها السلام وخصائصها


من مناقب الزهراء عليها السلام وخصائصها

1 ـ عصمتها من الأرجاس :
أخرج مسلم في الصحيح عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداةً وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)  . وأخرج الترمذي وغيره عن أُم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ، وقال : « اللهمّ أهل بيتي وحامتي اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » . قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال : « إنّكِ على خير »  . ولا ريب أن إذهاب الرجس عن أهل البيت الذين عنوا بالخطاب يوجب عصمتهم .
2 ـ فرض مودّتها :
روي أنه لمّا نزل قوله تعالى :(قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى )(سورة الشورى: 2| 23) .
قيل : يا رسول الله ، من هم قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : « عليّ وفاطمة وابناهما »  .
3 ـ المباهلة بها :
أجمع المفسرون والمحدّثون وكتّاب السيرة أنّ فاطمة وبعلها وبنيها عليهم السلام كانوا المعنيين في قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم )  الذي نزل على أثر مناظرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوفد نصارى نجران؛ إذ دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام للمباهلة بهم ، وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » (3) فـ(أبناءنا) الحسن والحسين و(نساءنا) فاطمة و(أنفسنا) رسول الله وعلي عليهم السلام ، فكانت بضعة الرسول هي التي تفرّدت من بين نساء الاُمّة بشرف الاصطفاء الإلهي لهذه المنزلة العظيمة . 4 ـ إنّها مع الحقّ أبداً :
عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة : إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك »  . فإذا كان غضبها موافقاً لغضب الله في جميع
الأحوال وكذلك رضاها ، فهذا يعني أن رضاها وغضبها يوافق الموازين الشرعية في جميع الأحوال ، وأنها لا تعدوالحق في حالتي الغضب والرضا ، وفي ذلك دليل ساطع على عصمتها عليها السلام يضاف لما تقدّم في آية التطهير .

5 ـ بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّما ابنتي فاطمة بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها » .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني »  .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّما فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها »  .
هذه الأحاديث وغيرها التي وردت بألفاظ مختلفة ومعانٍ متقاربة ، فيها دليل آخر على عصمة فاطمة عليها السلام ، ذلك لاَنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم عن الذنب والخطأ والهوى ، ولا يرضى أو يغضب إلاّ لرضا الله سبحانه وغضبه ، وعليه فلا يمكن القول بأنه صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لغضب بضعته ، إلاّ إذا قلنا بعصمتها عن الذنب والخطأ .
وقد استدلّ أعلام الإمامية بهذا الحديث على عصمة فاطمة عليها السلام ، قال الشيخ المفيد رحمه الله  ( فلولا أنّ فاطمة عليها السلام كانت معصومة من الخطأ ، مبرّأة من الزلل ، لجاز منها وقوع مايجب أذاها به بالأدب والعقوبة ، ولو وجب ذلك لوجب أذاها ، ولو جاز وجوب أذاها ، لجاز أذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأذى لله عزّ وجل ، فلمّا بطل ذلك ، دلّ على أنّها كانت معصومة )  .
وقال السيد المرتضى رحمه الله : ( هذا يدلّ على عصمتها؛ لاَنّها لو كانت ممن يقارف الذنوب ، لم يكن من يؤذيها مؤذياً له صلى الله عليه وآله وسلم على كلّ حال ، بل كان متى فعل المستحقّ من ذمّها وإقامة الحدّ عليها ـ إن كان الفعل يقتضيه ـ ساراً له صلى الله عليه وآله وسلم ومطيعاً )

6 ـ سيدة نساء العالمين :
عن عائشة قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الاُمّة ، وسيدة نساء المؤمنين » (مستدرك الحاكم 3 :156
وعن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « حسبك من النساء أربع سيدات نساء العالمين : فاطمة بنت محمد ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران » (1) .
وعن المفضل ، قال : قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : أخبرني عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فاطمة : « إنّها سيدة نساء العالمين » أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال عليه السلام : « ذاك لمريم ، كانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين » (معاني الأخبار : 107 | 1 .) .
 
7 ـ سيدة نساء أهل الجنة :
عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ هذا ملك نزل ، لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة ، استأذن ربّه أن يسلّم عليّ ويبشّرني بأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة »  .
وعن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « أفضل نساء أهل الجنة : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت محمد ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون »

8 ـ أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : كان أحبّ النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة ، ومن الرجال علي بن أبي طالب (مستدرك الحاكم 3 : 155) .
وعن جميع بن عمير ، قال : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسألت : أي الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قالت : فاطمة . فقيل : ومن الرجال؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمت صوّاماً قوّاماً  .
9 ـ أول من يدخل الجنّة :
عن علي عليه السلام ، قال : « أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين . قلت : يا رسول الله ، فمحبّونا؟ قال : من ورائكم »  .
10 ـ غضّ الأبصار لمرورها على الصراط :
عن علي عليه السلام قال : « قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة قيل : يا أهل الجمع ، غضّوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت محمد ، فتمرّ وعليها ريطتان خضراوان ، أو حمراوان » .
وعن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش : يا أهل الجمع نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتى تمرُّ فاطمة بنت محمد على الصراط » قال : « فتمرُّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع »  .

 

11 ـ جلالة بعثتها عليها السلام يوم القيامة :
عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا كان يوم القيامة حُملتُ على البراق ، وحملت فاطمة على ناقتي القصواء »  .
وعن بريدة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أنا أُبعث على البراق ، يخصّني الله به من بين الأنبياء ، وفاطمة على العضباء »  .

12 ـ تكثير الطعام في بيتها عليها السلام :
ومن كرامات الزهراء عليها السلام التي تدلُّ على فضلها ومنزلتها عند الله تعالى ، تكثير الطعام في بيتها ، وقد رواه جابر وحذيفة بن اليمان وأبي سعيد بألفاظ مختصرة ومطولة  .
ومن ذلك ما أخرجه أبو يعلى عن جابر ، قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام أياماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه ، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً فأتى فاطمة عليها السلام فقال : « يا بنية ، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع؟ » فقالت : « لا والله » فلمّا خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت : « والله لاَوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفسي ومن عندي » وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرجع إليها فقالت له : « بأبي أنت وأُمّي ، قد أتى الله بشيءٍ قد خبأته لك » فقال : « هلمي يابنية بالجفنة » ، فكشفت عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً ، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله ، فحمدت الله تعالى ، وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما رآه حمد الله وقال : « من أين لك هذا يا بنية؟ » قالت : « يا أبتِ هو من عند الله ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب » فحمد الله ، ثم قال : « الحمدُ لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ، فإنّها كانت إذا رزقها الله رزقاً فسئلت عنه قالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب » 

13 ـ إنحصار ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنسلها عليها السلام :
إنحصرت ذرية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بفاطمة عليها السلام ، فقد تزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وأنجبت له القاسم وعبدالله وهو الطيّب أو الطاهر ، وفاطمة ، وفي غيرهم خلاف . وتزوج بعد خديجة أربع عشرة امرأة ، دخل باثنتي عشرة منهنّ ، وتوفي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده تسع ، ولم يولد له منهنّ ، إلاّ مارية القبطية ، فقد ولدت له إبراهيم ومات طفلاً ، أما أولاد خديجة فماتوا صغاراً .
وبناءً على أنّ زينب ورقية وأم كلثوم ، بنات خديجة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنّ زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع قبل الإسلام ، وولدت له بنتاً ، وهي أُمامة ، تزوجها الإمام علي عليه السلام بعد فاطمة عليها السلام بوصية منها ، ولم ترزق أولاداً ، وتزوج رقية ابن عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عتبة بن أبي لهب ، وتزوّج أمّ كلثوم أخوه عتيق بن أبي لهب ، وطلّقهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الإسلام من عتبة وعتيق ، فتزوج عثمان ابن عفان رقية ، وولدت منه ذكراً ، وهو عبدالله ، ومات في السنة السادسة من عمره ، فتزوج بعدها اختها أم كلثوم ولا عقب لها ، وتوفيت زينب ورقية وأم كلثوم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يبق له من الولد إلاّ فاطمة ، ولا عقب له إلاّ منها .
وعليه فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا عقب له من الصلب ، لكنّه لم يحرم من الذرية والنسل ، بل لقد دلّ القرآن الكريم على أنّ الحسن والحسين عليهما السلام هما ابناه حقيقة ، فقد اتفقت كلمة المفسرين على أنّ المراد بقوله تعالى في آية المباهلة : ( أبناءنا وأبناءكم ) الحسن والحسين عليهما السلام  .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « ابناي هذان إمامان ، قاما أو قعدا »
مشيراً إلى الحسن والحسين عليهما السلام .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الله عزَّ وجل جعل ذرية كلّ نبي في صلبه ، وإنّ الله عزَّ وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب »  .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لكلِّ بني أب عصبة ينتمون إليها إلاّ ولد فاطمة ، فأنا وليهم ، وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خلقوا من طينتي »  .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن الحنفية : « يا بني أنت ابني ، وهذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »  مشيراً إلى الحسن والحسين عليهما السلام .
ولا يتنافى ذلك مع قوله تعالى : ( ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ) (سورة الأحزاب : 33 | 40 .
ذلك لاَنّه أراد البالغين من الرجال في ذلك الوقت  ، ولقد كان له صلى الله عليه وآله وسلم أولاد ذكور ، وهم إبراهيم والقاسم وعبدالله ، ولم يبلغ أحد منهم مبلغ الرجال ، وكذلك شأن أولاد فاطمة عليها السلام .

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28