عيد الغدير
الشيخ علي سليم
إيهٍ يا غدير الولاية ، لا يضيرك نكران ولا تجهيل .. لن ينضب معينك .. إن أنت إلا غور ينقضي دونك المدى ..
كوثر يفيض هدى كصبح بالأنوار مسفر ..
تستعير الشمس من سناه نبذة وتشع في سمائه أنوار تتبلج .
بلغ النفير ماء خم.. فأتى الأمر أن انزلوا هاهنا .. فالأمر خطير.
لم يكن الأمر جديدا بيد انه كان نذرا و تذكيرا ..
اشرأبت أعناق القوم حين اعتلى أحداجاً صفّت منبرا فبدت أسمى من العرش الرفيع وأنظر
واحتبست الأنفاس لسماع الأمر في لهفة المبهور
أبصِر به وأسمِع نداءً لا يعتريه لبس ولا يجوز فيه تأويل
ولا يعبث فيه مضلِل ولا يحار به في غيهب الأزمان متحير
حقيقة لا يمكن جحدها وهي أزهى من الفلك وأظهر
اصدح ، يا معدن الطهر.. بالوحي حجة للعصور
يا أيها النبي : بلّغ ما فيه إكمال الدين ...
إني كنت لكم ولياً ومن كنت مولاه فعلي مولى له
ولايةٌ تمام النعمة هي ، بها الدين قد ختم وارتضى بها الإسلام دينا
عيدك العيد يا علي فان يصمت حسود أو طامس للبدور
تنطق البيد ناثرات على الصحراء وشياً من كل زهر نضير
عفوك السمح يا علي عن الحساد فالعمي حُسّدٌ للبصير
كلما حاول الكريم عبورا وقف الشؤوم دونه في العبور
إنما الخير فلذة من ضياء كفنتها الأهواء بالديجور
كان وهج الشروق يوم حراء وجلال المغيب يوم الغدير.*
(*)الأبيات الموزونة للشاعر الكبير بولس سلامة. |