• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : رؤية الإمام عجل الله فرجه الشريف .

رؤية الإمام عجل الله فرجه الشريف

 رؤية الإمام  عجل الله فرجه الشريف

في الرسالة التي أرسلت من الإمام القائم (عج) إلى السفير الرابع السمري (قدس) ذكر فيها الإمام بان لا احد سوف يراه لاحقا حتى يأمر الله تعالى والنص الوارد هكذا :
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري  أعظم الله اجر أخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى احد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وإمتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ونفي المشاهدة الواردة في هذا النص يحتمل أمرين:
أ‌) نفي مطلق المشاهدة.
ب‌) تكذيب ادعاء السفارة بين الإمام والشيعة، أي نفي دعوى المشاهدة المقرون بالنصب للسفارة.

التمييز بين نوعين من الرؤية:

1- الرؤية بمعنى ادّعاء السفارة الخاصّة، التي كانت في زمن الغيبة الصغرى، بحيث يكون مدّعي الرؤية سفيراً وواسطة بين الناس وإمامهم. فهذه يحكم باستحالتها لما جاء في توقيع المولى عجل الله فرجه الشريف للسمريّ: "وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة, ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة, فهو كاذب مفترِ"1

2- الرؤية غير المقترنة بنيابة خاصّة، فهذه الرؤية ممكنة.

  فالمنفي  أمران:

الأول: أن يدّعي شخص النيابة الخاصّة، على غرار ما كان الأمر عليه في الغيبة الصغرى.

الثاني: أن يدّعي شخص ظهوره وانتهاء الغيبة الكبرى التي لا تنتهي إلا بالسفياني والصيحة.
وبعد الروايات المتكاثرة عن أناس ثقات لا يطعن في دينهم ولم يدّعوا كذباً وثبوت إدعاء رؤيتهم بأدلة أقاموها يتعين إرادة القسم الثاني عن نفي المشاهدة، ومما يؤيد الاحتمال الثاني هو ان النفي إنما جاء لمدعي السفارة ان التوقيع كان موجهاً الى النائب الرابع والتأكيد على وقوع الغيبة الكبرى وعدم استمرار مشروع السفارة الخاصة.

اقوال العلماء حول رؤية الامام (عج)

1 ـ يقول السيّد المرتضى (355 ـ 436هـ): "... إنّه غير ممتنع أن يكون الإمام يظهر لبعض أوليائه ممّن لا يخشى من جهته شيئاً من أسباب الخوف، وإن هذا لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه"2

2 ـ يقول صاحب كنز الفوائد الشيخ الكراجكي (ت 449هـ): في معرض بيان الفائدة من وجود الإمام رغم غيبته: "ولسنا مع ذلك نقطع على أن الإمام لا يعرفه أحد ولا يصير (يصل) إليه، بل قد يجوز أن يجتمع به طائفة من أوليائه تستر اجتماعها به وتخفيه"3.

3 ـ يقول الشيخ الطوسي (358 ـ 460هـ): في مقام الإجابة عن سؤال يتعلّق برؤيته عجل الله تعالى فرجه الشريف: "وما ينبغي أن يقال في الجواب هو أنّنا لا نقطع استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم"4

كذلك تبنّى القول بإمكانية الرؤية ووقوعها السيّد بحر العلوم، والمحدّث النوري صاحب المستدرك، والسيّد محسن الأمين.

وما هذا إلاّ جانب ممّا يجده المتتبع في هذا المجال، لذا يمكن الجزم بالإجماع على إمكان الرؤية ووقوعها. ولم نجد أحداً من العلماء يتبنّى القول بعدم إمكان رؤيته .

عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم (أي في الحج)، فيراهم ولا يرونه"5

 وقد أكّد ذلك أحد سفراء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف محمَّد بن عثمان العمري رضوان ال بقوله: "والله، إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنّة، يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه"6

 1- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 516

2- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 323

3- أبو الفتح الكراكجي، كنز الفوائد، ص 302

4- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 323

5- الشيخ الكليني، الكافي، ج 1، ص 327

6- الشيخ الصدوق، من لا يحضره، ج 2، ص520

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=418
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18