• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : العلاقة مع الإخوان "2" .

العلاقة مع الإخوان "2"

العلاقة مع الإخوان "2"

"وَإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذلِكَ يَوْماً مَّا، وَمَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَّنهُ، وَلاَ تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالاً عَلَى مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّه، وَلاَ يكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ، وَلاَ تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ فِيكَ، وَلاَ يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَى عَلَى قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِهِ، وَلاَ تكُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَةِ أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الْإِحْسَانِ".

يحث الإمام عليه السلام في وصيته على أن يبقي الإنسان شيئا من الصلة لعل القلوب تعود إلى صفائها فتكون في تلك البقية فرصة لإعادة العلاقة الأخوية.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا تتبع أخاك بعد القطيعة وقيعة فيه، فيسد عليه طريق الرجوع إليك، فلعل التجارب ترده عليك".

كن عند حسن ظن أخيك

"ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه". من خلال الاستجابة لطلبه او المبادرة إلى رفع حاجته.

عن الإمام الكاظم عليه السلام قال: "من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه - فقد قطع ولاية الله عز وجل".

عن الإمام علي عليه السلام: "لا يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته"

راعِ حق أخيك

"ولا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه".

فالتقصير في حقوق الإخوان لا يؤدي إلى سقوطها. فقد يكون أحيانا عن سبق تصميم، قد يصدر أحيانا من خلال التهاون والاتكال على الصداقة والأخوة

عن الإمام الصادق عليه السلام: عنه عليه السلام في بيان حقوق المؤمن على المؤمن: "أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك".

الحرص على العلاقة

1- "ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته".

وقد وردت الروايات ببيان بعض هذه الطرق:

عن الإمام الكاظم عليه السلام: "إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته، ولا تحقد عليه وإن أساء، وأجب دعوته إذا دعاك، ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وإن كان أقرب إليه منك، وعده في مرضه".

عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربما استحق ذلك كلاهما، فقال له معتب: جعلني الله فداك هذا الظالم فما بال المظلوم ؟. قال: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته".

عن الإمام الباقر عليه السلام: "ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلا وبرئت منهما في الثالثة، فقيل له: يا بن رسول الله هذا حال الظالم فما بال المظلوم؟ فقال عليه السلام: ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى يصطلحا؟!".

 

2- "ولا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان"

يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾10.

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "اجعل جزاء النعمة عليك، الإحسان إلى من أساء إليك".

ولمبادلة الإساءة بالإحسان أثر تربوي مهم وهو عبارة عن إصلاح المسيء وردعه عن الإساءة "أصلح المسيء بحسن فعالك، ودل على الخير بجميل مقالك"

 

 من مواقف الائمة الهداة

 روي أن شامياً رأى الإمام الحسن عليه السلام راكباً فجعل يلعنه والحسن عليه السلام لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلم عليه وضحك، فقال: أيها الشيخ أظنك غريبا ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعا وجاها عريضا ومالا كثيرا. فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.

وحكى أن مالك الأشتر رضي الله عنه كان مجتازا بسوق الكوفة وعليه قميص خام وعمامة منه فرآه بعض أهل السوق فازدرى بزيِّه فرماه ببندقة تهاوناً به.

فمضى ولم يلتفت فقيل له ويلك أتدري بمن رميت فقال: لا، فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين عليه السلام فارتعد الرجل ومضى إليه ليعتذر منه فرآه وقد دخل المسجد وهو قائم يصلى، فلما انفتل أكبَّ الرجل على قدميه ليقبلها فقال: ما هذا الأمر فقال: اعتذر إليك مما صنعت فقال: لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك.

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=747
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28