• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان .
                    • الموضوع : الضِّيافة الرَّبانيَّة .

الضِّيافة الرَّبانيَّة

 

الضِّيافة الرَّبانيَّة 
هو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى "ضيافة الله" وجعلتهم فيه من أهلِ كرامتِهِ" (الأمالي،
ومن أهم شروط الضِّيافة الرَّبَّانيَّة 
1 صِدق النِّيَّة 
جاء في الخطبة قوله (صلَّى الله عليه آلِهِ وسلَّم): "...، فاسألوا ربَّكم بنيِّات صادقة

 فأيُّ عملٍ عبادي لا يكون مقبولًا عند الله إلَّا إذا توفَّر على (الإخلاص) وصدق النِّيَّة
أ- في الكلمة عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه آلِهِ وسلَّم): "...، إذا عملتَ عملًا، فاعمل للهِ خالصًا، لأنَّه لا يقبل من عبادِه الأعمالَ إلَّا ما كان خالصًا، ..." بحار الأنوار74/103، 

ب- وفي الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): "ليست الصَّلاة قيامك وقعودك
إنَّما الصَّلاة إخلاصُك، وأنْ تريد بها الله وحدَه" (ميزان الحكمة1/757، الريشهري

ج- وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): "ولا بدَّ للعبدِ من خالِص النِّيَّةِ في كلِّ حركةٍ وسكونٍ، لأنَّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلًا، والغافلون قد وصفهم الله تعالى، فقال: ﴿... إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ (سورة الفرقان الآية44) (مستدرك الوسائل1/99، ميرزا حسين النوري الطَّبرسي

ونقرأ في كتاب الله تعالى التَّأكيد على الإخلاص 
1 ﴿أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ...﴾ (سورة الزمر: الآية3
2 ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾ (سورة الزمر: الآية11

2طهارة القلب 
• "... فأسألوا اللهَ بيناتٍ صادقةٍ، وقلوبٍ طاهرةٍ أنْ يُوفِّقكم لصيامِهِ، وتلاوةِ كتابه، ..." (الأمالي، الصَّفحة154، الشَّيخ الصَّدوق
فكما هي (النِّيَّات الصَّادقة) شرط أساسٌ من شروط (الضِّيافة الرَّبانيَّة)، فكذلك (القلوب الطَّاهرة) هي شرطٌ أساسٌ من شروطِ هذه الضِّيافة 
ومتى ما تلوَّثت القلوب لم يَعُدْ الإنسان مؤهَّلًا لضيافة الله تعالى فضيوف الله سبحانه وتعالى يحملون الطُّهرَ كلَّ الطُّهرِ، والنَّقاءَ كلَّ النَّقاءِ 

3 طهارة البطن من الحرام 
أ- في الحديث: "مَنْ أكل الحرام أسود قلبُهُ، وضعفت نفسُه، وقلَّتْ عبادتُه، ولم تستجب دعوتُه". 
ب- وفي حديث آخر: "مَنْ أكل الحلالَ أربعين يومًا نوَّر اللهُ قلبَهُ، وأجرى الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانِه" (جامع السَّعادات2/136، ملا محمَّد مهدي النَّراقي). 

ج- وفي حديث ثالث: "تَرْكُ لقمةِ حرامٍ أحبُّ إلى اللهِ تعالى من صلاةِ ألفي ركعةٍ تطوُّعًا" (بحار الأنوار90/373، العلَّامة المجلسي)  

4 طهارة الجوارح من المعاصي والذُّنوب 
المعاصي والذُّنوبُ تُبْعِدُ الإنسان عن رحاب الضِّيافة الرَّبَّانيَّة
المصلُّون هُمْ ضُيُوفُ اللهِ تعالى  
الصَّائمون هُمْ ضُيُوفُ اللهِ (عزَّ وجلَّ  
الحجَّاجُ هُمْ ضُيُوفُ الله سبحانه  
وهذه الضِّيافة في حاجة إلى (تقوى)، وإلى (ورع)، فالعصاةُ ليسُوا مؤهَّلين لضيافة الله تعالى، إلَّا إذا جاءوا (تائبين)  
1قال تعالى: ﴿... إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (سورة البقرة: الآية222 
2 وقال تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (سورة الفرقان: الآية70  

أمَّا المصرُّونَ على المعاصي والذُّنوب، فلا موقع لهم في (ضيافة الله تعالى)،

فقد ورد 
1كيف يجد لذَّة العبادة مَنْ لا يصوم عن الهوى" (مستدرك الوسائل12/115
2 جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين (ع)، فقال: يا أمير المؤمنين، إنِّي قد حُرمتُ الصَّلاة باللَّيل فقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): "أنت رجلٌ قد قيَّدتَكَ ذنوبك (الكافي 3/450
3 وفي الحديث: "...، وإنَّ العبدَ ليذنب الذَّنبَ، فيمنع به مِن قيام اللَّيل، ..." (موسوعة أحاديث أهل البيت عليهم السَّلام4/52، الشَّيخ هادي النَّجفي) 
4 وفي الحديث: "إنَّ الرَّجل ليكذب الكذبة، فيحرم بها صلاة اللَّيل، ..." (علل الشرائع2/362، الشَّيخ الصَّدوق) 

5 تصفية الخلافات، وإنهاء الهجران 
1 قال النَّبيِّ (صلَّى الله عليه آلِهِ وسلَّم): "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسَدُوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلم أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث" (ميزان الحكمة4/3437، محمَّد الريشهري 

2 وعنه (صلَّى الله عليه آلِهِ وسلَّم) قال لأبي ذرٍّ: "يا أبا ذرٍّ، إيَّاك وهجران أخيك، فإنَّ العمل لا يقبل مع الهجران" (ميزان الحكمة4/3436، محمَّد الريشهري 

3 في الحديث عن الإمام الرِّضا (عليه السَّلام) عن آبائه (عليهم السَّلام):"في أوَّل ليلةٍ من شهر رمضان يُغلُّ المَرَدَةُ مِن الشَّياطين، ويغفر في كلِّ ليلةٍ لسبعين ألفًا، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان، وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلَّا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله (عزَوجلَّ): انظروا هؤلاء حتَّى يصطلحوا"ميزان الحكمة 4  /3437


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=793
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20