• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : فكر .
                    • الموضوع : الاستشراق والتبشير .

الاستشراق والتبشير

 الاستشراق والتبشير

الشيخ ناصر الحركة

الإستشراق هو محاولة دائمة ومستمرة لدراسة الشرق ( الإسلام ) ويكمن في أمور :

1 ـ معرفة الإسلام كعقيدة وتشريع وآداب وعلوم وثقافة .

2 ـ كشف ما في الأمة من مكونات إنسانية ومؤهلات وخصائص نفسية وفكرية .

3 ـ كشف العوامل والقوى المؤثرة في حياتها للنيل منع ، والنتاج الإستشراقي هونتاج ضخم جداً لكنه خطير جداً لأنه أصبح مصدراً ومرجعاً للاساتذة والباحثين في المعاهد والجامعات وآثار الشكوك والشبهات حول نبي الإسلام وحول القرآن لم يعرف عملاً وإستراتيجية سوى معاداة الإسلام الذي يشكل أكبر تحد يواجه أوروبا وأمريكا والإتحاد السوفياتي وغيرهما وقد حمل الإستشراق القديم والحديث في ذاته معالم الخوف الأوروبي العظيم من الإسلام ولهذا درسواالإسلام لمواجهته من الداخل وطرحوه عند جماعاتهم بالطريقة التي تنفر من الإسلام ، وقام الغرب بحملة إعلامية كبرى لبعث الصورة التقليدية عن الإسلام ، إسلام السيف والإستبداد والإرهاب وغيره بهدف تشويه صورة الإسلام ،ويمكن تقسيم المستشرقين :

المستشرقون المتجهون نحو العالم ر نحو السياسة :

وكان لهم إختصاص بتاريخ العلومالرياضية عموماً وليس في العلوم الرياضية ما يمكن أن يكون وسيلة إلىالإضرار بأحد إلا عملية السرقة العلمية التي قد تثبت في شيء وقد لا تثبت وأذكر هنا مشيداً ببعض الأعمال خارج العلوم الرياضية منها :

ـ عمل المستشرق الهولندي فنسنك لفهرسة ألفاظ الحديث لكنه مات قبل أن يتمه فأتمه آخرون .

ـ من الكتب التي حققوها أو حرروها تاريخ الطبري وتاريخ أبن الأثير وتاريخ أبي الفداء والجزء الحادي والعشرون من كتاب الأغاني وكتاب نفح الطيب المقريزي وقد حاول بعض المستشرقين ترجمة أيات قرآنية أو قصص أو أشعار أو آداب إلى لغات متعددة .

إنجاز هذه الأعمال مشكور ولكن يبقى السؤال عن خلفية هذا الإنجاز التي برأينا لا تخلو من أهجاف سيئة .

المستشرقون الغربيون : برزت الكنيسة الإنكليزية ضمن دعاة التيار التقليدي الذي يرفض الإسلام ويهاجم شخصية الرسول محمد "ص" ويقلل من قدرها في مقابل تمجيد شخصية المسيح "ع" فنشطت في أعمالها التبشرية بمساعدة وتعاطف المستعمرين .

المستشرقون الشيوعيون : ماركس وإنجلز كانا يعتبران أن الأتراك المسلمين غير مؤهلين للتحول الحضاري فهم متعصبون ومنغلقون علىأنفسهم ، ويقول ماركس أن تعصب الإسلام المدعوم بشكل رئيسي في بعض المدن الكبرى من قبل الرعاع الأتراك هو الذي أفشل محاولات التحضر ، فاإنتماء إلىالدين ( الذي يمنع الفرز الطبقي ) سيعمق التقدم والتطور التاريخي والإجتماعي والسياسي ، ويعتبر ماركس أن الشرق كله قد حجر علىالعقل الإنساني وجعلهعبداً للأعراف والتقاليد ومجرداً من الطاقة الإبداعية .

المستشرقون ذوو الإتجاه السيء : من العرب لكنهم من المتاثرين بعقلية وذهنية المستشرقين من غير العرب ومنهم ، صاحب كتاب آيات شيطانية ( ثم تتويج عمله بجائزة " وتربريد" الأدبية وقد عملت المؤسسات الإستشراقية علىصناعة شهرة آيات شيطانية وتصديره إلىشتى أرجاء المعمورة ) .

ومنهم عبد العزيز فهمي الذي أردا ان تحل الأحرف الهجائية الأجنبية محل الأحرف العربية ومعنى هذا أن تنقطع صلة العرب بجميع كتبهم المكتوبة بالحروف العربية ومنهم صاحب كتاب أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ومنهم صاحب كتاب نقد الفكر الديني لصادق جلال العظم .

أثر الإستشراق علىالمنطقة ، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية نالت جميع الدول العربية إستقلالها وظهرت فيها أشكال من الحكم تشبه ما هو موجود في الغرب فأصبح التشريع العلماني الوضعي والغربي هو البديل عما هو إسلامي ، وبدات عملية تنحية الإسلام عن الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والجرأة علىالله والنبي والدين وإستطاع الغرب أن يتغلغل في مختلف شرائح البنية الإسلامية والمؤسسات والجامعات لتسويق أفكار الجماعات المستشرقة ونحن نرى أن مختلف المؤسسات مرتبطة بالإستشراق المعادي للإسلام والمسلمين لتحقيق الغربة الكاملة ولا نستثني من هذا عمل الجامعات والمنظمات ومراكز الأبحاث والدراسات والمناهج الأكاديمية والمؤلفات والموسوعات والكتب التاريخية .

ما نعتقده هو ضرورة الأخذ بعين الإعتبار الظروف والمبادىء للغربيين التي أحاطت بنتاجهم وعدم إغفال المنطلقات العلمية وأن ما يعيب الإستشراق هو هيمنة الإيديولوجية المصلحية علىمعظم نتاجاته وهو ما يضعف من رصيده العلمي مع الأخذ بعين الإعتبار أن الباحثين المحليين أعلم بشؤون تراثهم ومجتمعهم من غيرهم مهما بلغ اللآخرون من الإنخراط في تفاصيل الحياة العامة واليومية .

أما التبشير فيأتي ضمن نفس السياق يشكل خطراً علىالعقيدة الإسلامية ويريد سلب الوجود السياسي التاريخي للمسلمين ،وهو عملية نشر للدين المسيحي في المناطق الإسلامية بهدف إخراج المسلمين من الإسلام وتشكيكهم بعقيدتهم ومن ثم تنصير المسلمين وهكذا الامر أيضاً قام به مبشرون تحت شعار المحبة ومنهم تحت شعار الكراهية للإسلام وبدعم كبير من دول ذات نفوذ إستعماري ولغايات إستعمارية كما هو حال الإستشراق بل إن عملية الإستشراق ما هي إلا عملية دراسة للأرضية التي سيعمل عليها التبشيريين للوصول إلىالأهداف اللادينية من النفوذ إلىداخل البلاد والسيطرة علىمقدراتها والمبشرون جميعاً يعملون بصراحة تارة أخرى بتستر لتحقيق هذه الغاية في العالم الإسلامي وتحت هذا العنوان يندرج عنوان الغزو الثقافي لعاداتنا وسلوكنا وقيمنا وافكارنا والذي يهتم به أكثر من الإهتمام بالغزو الإقتصادي أو العسكري ولهذا تركز الغزو على عملية تأسيس مدارس تعليمية يتعلم فيها أولاد المسلمين أو بإختراق المدارس الإسلامية عبر الأساتذة المتغربين أو عبر المناخج الغربية وكذلك عبر إنشاء مؤسسات ثقافية وتربوية قائمة علىالذهنية الغربية وهي موجودة في بلدنا بكثرة تحت عنوان التحضر والتمدن وكل هذا ضمن مخطط الأولوية فيه لأمور :

1 ـ فتح المعاهد والجامعات والمدارس ورياض الأطفال في بلاد المسلمين لنقل الأفكار .

2ـ يسخر التبشير المسيحي واجهة الخدمات الطبية وبذل المساعدات المالية للطبقات الفقيرة .

3ـ السيطرة على الثقافة والحركة الأدبية في البلاد الإسلامية لتمرير أفكار الهدم والتخريب وتشكيل محيط ثقافي لا يمت إلىالعقيدة الإسلامية بصلة .

4 ـ تشكيل الحركات والمنظمات السياسية تحت قيادة وتوجيه النشاط التبشيري .

5 ـ نشر الفساد الأخلاقي وإشاعة روح التحليل بين المسلمين بنقل صيغة الحياة المادية من الغرب إلى الشرق .


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=8
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2007 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16