• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : عاشوراء .
                    • الموضوع : عظمة التربة الحسينية .

عظمة التربة الحسينية

عظمة التربة الحسينية

تربة كربلاء، هذه التربة التي اختارها الحسين(ع) موطنًا لجسمه المبارك الشريف، الروايات الكثيرة وردت في أهمية هذه التربة المباركة، نذكر بعض الروايات وبعض الآثار المتعلقة بهذه التربة المباركة :

الأثر الأول: أنها حرزٌ وأمانٌ من الخوف

في موثقة بشير الدهان عن الإمام الصادق(ع)  : ”إن طين قبر الحسين شفاءٌ من كل داء، وأمانٌ من كل خوف“

 وفي معتبرة الحارث النضري يسأل الإمام الصادق (ع)  : إن بي داءً وقد تداويتُ عنه بكل دواء فلم ينفع معي دواء. قال: ”أين أنت عن طين قبر الحسين؟! فإنه شفاءٌ من كل داء، وأمانٌ من كل خوف. يا حارث، من خاف سلطانًا أو شيئًا من ذلك فلا يخرج من منزله إلا ومعه بعضٌ من طين قبر الحسين؛ فإنه أمانٌ وحرزٌ مما يخاف ومما لا يخاف“.

ولذلك، فقهاؤنا استفادوا من هذه الرواية أنه يستحب وضع التربة مع الميت؛ فإن التربة مع الميت أمانٌ من كل خوف، هذا الميت يأمن من المخاوف التي تعترضه في مسيرته البرزخية المرعبة الرهيبة، إذا وُضِعَ شيءٌ من التراب معه كانت أمانًا لهذا الميت من هذه المخاوف البرزخية التي تمر على الميت في قبره.

الأثر الثاني: الاستشفاء بطين قبر الحسين بمقدار الحمصة

المريض - لا المعافى - بمقدار الحمصة لا أكثر يأخذها فيضعها في ماء ويقرأ عليه دعاء - كدعاء التوسل بأهل البيت - فيشرب فيكون شفاءً له.

ورد في موثقة سماعة بن مهران عن الإمام الصادق (ع) : ”أكل الطين كله حرام، إلا طين قبر جدي الحسين(ع)  ؛ فإن فيه شفاءً من كل داء“

 وفي رواية أخرى: ”فإنه ما أكله من به وجعٌ إلا شفاه الله“.

الأثر الثالث: التسبيح

عندنا رواية معتبرة في عدة مصادر عن الصادق (ع)  : ”من كانت له سبحةٌ من طين قبر الحسين(ع)  فسبّح بها كُتِب له ثوابُ ألف حاج“

 وفي رواية أخرى: ”من كانت له تربةٌ من طين قبر الحسين كُتِب مسبِّحًا وإن لم يسبِّح بها

 

الأثر الرابع: السجود على التربة الحسينية

عندنا روايات متواترة في استحباب السجود على تربة الحسين(ع) ، أهمها هذه الرواية: معتبرة معاوية بن وهب: كان للإمام الصادق(ع)  ديباجةٌ - أي: خرقة - صفراء فيها تربة الحسين (ع) ، فكان إذا حضر وقت الصلاة صبّها على موضع سجوده، فسجد عليها، وكان يقول: ”السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبع“.

 من هنا، رأى العلماء استحباب السجود على تربة الحسين (ع)

الأثر الخامس: التخيير بين القصر والتمام

من الاثار المهمة لهذه التربة الشريفة أن المسافر مخيّر بين القصر والتمام.

 فالمسافر الذي يقطع أربعة وأربعين كيلوًا - ولو ذهابًا وإيابًا - ولم يقصد الإقامة عشرة أيام في موطن سفره، هذا المسافر حكمه القصر، إلا في مواطن أربعة: مكة والمدينة.. على خلاف بين الفقهاء ( السيد الخوئي يقول: خصوص مكة القديمة، خصوص المدينة القديمة، الفقهاء الآخرون - كالسيد السيستاني - يقولون: كل مكة وكل المدينة، ولو المناطق الحديثة منها، هذا خلافٌ بينهم في سعة عنوان مكة وعنوان المدينة)

والموضع الثالث هو مسجد الكوفة، وهو مسجد الإمام أمير المؤمنين (ع)

وبعض الفقهاء يتعدى لكل مسجد صلى فيه المعصوم، كالإمام علي (ع) ، كالمسجد الموجود في البصرة الذي صلى فيه الإمام علي (ع) ، أو المسجد الموجود في بغداد المسمى بمسجد براثا، بعض الفقهاء يتعدى لكل موطن صلى فيه الإمام المعصوم، هذا الحكم يسري إليه.

 على أي حال، الموطن الرابع هو الحائر الشريف، حائر قبر الحسين(ع) ، وسمّي الحائر لأن المتوكل العباسي لما أمر بحرث القبر الشريف، وإرسال الماء عليه لأجل إزالته وطمس آثاره، أُجْرِي الماء على القبر، فلما وصل الماء إلى منطقة، صار يحار، ولم ينفذ الماء منها، الماء وقف، ولم ينفذ إلى تلك المنطقة، تلك المنطقة المحيطة بالقبر التي لم ينفذ الماء منها سمّيت بمنطقة الحائر، أو بمنطقة الحَيْر كما في بعض الروايات.

وقد اختلف العلماء في تحديدها، فمثلًا: السيد الخوئي «قدس سره» كان يقول: كل المنطقة المسقوفة ما سوى الرواق والصحن الشريف، هذه المنطقة المسقوفة هي منطقة الحائر، والمسافر فيها مخيّر بين القصر والتمام.

 بعض الفقهاء الآخرين - كالسيد السيستاني «دام ظله» - يبني على رواية معتبرة تحدّد المنطقة بخمسة وعشرين ذراعًا، موثقة عمار الساباطي، سأل الإمام الصادق (ع)  عن تربة الحسين (ع) ، فأجاب الإمام (ع): ”إن لموضع قبر جدي الحسين(ع) حرمةً معلومةً، من استجار بها أجير، قلتُ: إني لا أعرف موضعها، فقال: امسح من قبره خمسةً وعشرين ذراعًا من رأسه أو رجله أو عن يمينه أو عن شماله“، خمسة وعشرون ذراعًا من كل جانب تتحدد بها موضع الحرمة المباركة.

بعض الفقهاء يقول: هذا التحديد ناظرٌ لاستجابة الدعاء، لا لمطلق الآثار، لكن بعض الفقهاء الآخرين - كالسيد السيستاني - يقول: هذه تحدّد المنطقة القدسية من المكان بما يشمل التخيير، وبما يشمل الاستشفاء.

الروايات التي عبّرت بالاستشفاء قالت: ”طين قبر جدي الحسين(ع)  “ فربما يتصور إنسان أن هذا الأثر - وهو أثر الاستشفاء - خاصٌ بطين القبر، بتربة نفس القبر، ولكن هذه الرواية أوضحت لنا أنه لا خصوصية للقبر، هذه المنطقة كلها منطقة مقدسة، جميع الاثار التي تترتب على طين القبر تترتب على هذه المنطقة المقدسة، الاستشفاء، التسبيح، السجود، التخيير بين القصر والتمام، جميع الآثار تترتب على هذه المنطقة المقدسة المباركة، خمسة وعشرون ذراعًا من كل جانب .

هذه التربة العظيمة في قراءة في الروايات المعتبرة عن الأئمة الطاهرين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين»، الإمام(ع) يقول لسدير: ”إن لله أربعة آلاف ملك شعثًا غبرًا عند قبر الحسين(ع) يبكونه ويرثونه إلى يوم القيامة، فلا يفد زائرٌ إلا استقبلوه، ولا يرجع أحدٌ إلا شيّعوه، ولا يمرض أحدٌ إلا عادوه، ولا يموت أحدٌ إلا شهدوا جنازته“.

 تصوّر منطقة مملوءة بالملائكة المسبّحين والمهلّلين، هي منطقة قدسية، حقيقة باستجابة الدعاء، جُعِل الشفاء في ترتبه، والإجابة تحت قبته

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=869
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19