• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : الرزية الكبرى .

الرزية الكبرى

الرزية الكبرى

حول شهادة الزهراء عليها السلام

مقطع من منظومة للشيخ محمد حسين الاصفهاني

لهفى لها لقد اضيع قدرها      حتى توارى بالحجاب بدرها

تجرعت من غصص الزمان       ما جاوز الحد من البيان

وما اصابها من المصاب          مفتاح باته حديث الباب

ان حديث الباب ذو شجون     مما جنت به يد الخؤن

أيهجم العدى على بيت الهدى  ومهبط الوحى ومنتدى  الندى

أيضرم النار بباب دارها        وآية النور على منارها

وبابها باب نبي الرحمة        وباب ابواب نجاة الامة

بل بابها باب العلي الاعلى    فثم وجه الله قد تجلى

ما اكتسبوا بالنار غير العار   ومن ورائه عذاب النار

ما اجهل القوم فان النار لا   تطفئ نور الله جل وعلا

الحديث ذو شجون أي : دو فنون متشعبة تأخذ منه في طرف فلا تلبث حتى تكون في آخر ويعرض لك منه ما لم تمن تقصده ، وفى اللعة الشجون جمع الشجن : الهم والحزن

الخؤن : الكثير الخيانة

الضرم : الاشتعال

 

لكن كسر الضلع  ليس ينجبر   الا بصمصام عزيز مقتدر

إذ رض  تلك الاضلع الزكية      رزية لا مثلها رزية

وجاوزوا الحد بلطم الخد       شلت يد الطغيان والتعدى

فاحمرت  العين وعين المعرفة  تذرف  بالدمع على تلك الصفة

ولا يزيل حمرة العين سوى      بيض السيوف يوم ينشر اللواء

وللسياط رنة صداها           في مسمع الدهر فما اشجاها

والاثر الباقي كمثل الدملج    في عضد الزهراء اقوى الحجج

ومن سواد متنها  اسود الفضا    يا ساعد الله الامام المرتضى

ووكز  نعل السيف في جنبيها    اتى بكل ما اتى عليها

ولست ادرى خبر المسمار      سل صدرها خزانة الاسرار

وفى جنين المجد ما يدمى الحشا  وهل لهم اخفاء امر قد فشا

والباب والجدار والدماء        شهود صدق ما به خفاء

__________________

الضلع : عظم مستطيل من عظام الجنب منحن جمعها اضلع وضلوع.

الصمصام : السيف لا ينثنى وبالفارسية شمشير بران وتيغى كه خم نگردد.

رض : مصدر بمعنى الدق والجرش وبالفارسية كوفتن ، خرد كردن.

. في نسخة : يعرب عظم ما جرى عليها.

في نسخة : فاجرت العين

تذرف : تسيل ، تسيل.

في نسخة : لا تزيل.

الرنة : الصوت.

ما اشجاها : صيغة التعجب والضمير راجع الى الرنة وما اشجاها أي ما احزنها.

الدملج : بضم الدال وكسرها حلى يلبس في المعصم وبالفارسية : دستبند ـ بازوبند

المتن : الظهر يذكر ويؤنث

الوكز : الدفع والضرب ، والنعل : ما يكون في اسفل غمد السيف من حديد أو فضة.

المسمار : وتد من حديد معروف وبالفارسية ميخ آهنى ، مردا در اينجا ميخ در است.

 

 

 

لقد جنى الجاني على جنينها    فاندكت الجبال من حنينها

أهكذا يصنع بابنة النبي      حرصا على الملك فيا للعجب

أتمنع المكروبة المقروحة   عن البكا خوفا من الفضيحة

تالله ينبغى لها تبكى دما   ما دامت الارض ودارت السما

لفقد عزها ابيها السامي    ولاهتضامها  وذل الحامى

أتستباح نحلة  الصديقة    وارثها من اشرف الخليقة

كيف يرد قولها بالزور        إذ هو رد آية التطهير

أيؤخذ الدين من الاعرابي   وينبذ المنصوص في الكتاب

فاستلبوا ما ملكت يداها    وارتكبوا الخزية منتهاها

يا ويلهم قد سألوها البينة    على خلاف السنة المبينة

وردهم شهادة وشهود         اكبر شاهد على المقصود

ولم يكن سد الثغور غرضا  بل سد بابها وباب المرتضى

صدوا عن الحق وسدوا بابها  كأنهم قد آمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها    تدفن ليلا ويعفى قبرها

ما دفنت ليلا بستر وخفا   الا لوجدها  على اهل الجفا

ما سمع السامع فيما سمعا  مجهولة بالقدر والقبر معا

يا ويلهم من غضب الجبار    بظلمهم ريحانة المختار

__________________

الاهتضام : الظلم والغصب فالمصدر اضيف الى مفعوله

النحلة : العطية والهبة.

يعفى : يمحى ويذهب اثره.

الوجد : الغصب يقال : وجد عليه أي غضب


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=912
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19