• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .
              • القسم الفرعي : مفاهيم .
                    • الموضوع : الدجال حقيقة أم أكذوبة وخيال .
                          • رقم العدد : العدد الخامس والثلاثون .

الدجال حقيقة أم أكذوبة وخيال

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدجال حقيقة أم أكذوبة وخيال

إعداد: الشيخ إبراهيم نايف السباعي

عندما نطالع أخبار آخر الزمان، والفتن التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وآله أنها ستمر على الناس في آخر الزمان، كالظلم والاضطهاد والأمراض والأوبئة  والقتل الكثير..، يفاجئنا في كل ذلك ذكر شخصية معينة، وكأن الواضع لذلك يريد إبرازها وتعويمها لسبب معين يبطنه في نفسه، ويبقى المعنى في قلب الشاعر، وهي فتنة "الاعور الدجال".

وسميت بفتنة الدجال؛ لأنه يأتي في آخر الزمان يحمل معه الكثير من الفتن التي يفتتن بها الناس، كالعمر الطويل، والقوة الساحقة التي لا يقف عندها أحد، والمال الكثير في زمن الإفلاس، والطعام الكثير في زمن القحط والجوع والمجاعة، وهذه الفتن لا يختص بها جزء معين من الناس، بل كل الناس فسقة ومؤمنين.

 

وقفة قبل الأعور الدجال

اخبار وروايات كثيرة ذكرت فتن آخر الزمان، ووقت قرب أشراط الساعة ـ نهاية الكون ـ، ومن تلك الروايات اخبار تدل على أن الإنسان المؤمن ـ وهو خليفة الله ـ سيحكم الارض كل الأرض بشرع الله تعالى، حيث لم يأت على الأرض يوم وحُكم فيها بشريعة الله تعالى إلا اللهم بشكل جزئي في دولة هنا أو دويلة هناك، أما مصداق الآية وهي قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}([1])، فلم يأت بعد، فهذه الآية واضحة الدلالة في نزولها، أنها إخبار عن حدث عظيم سيحدث؛ وهو حكم الله على الأرض كل الأرض وبشريعة الله؛ المتمثلة بدولة صاحب العصر والزمان الإمام المهدي(عج)؛ الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.

هذا الإمام الموعود الذي تنتظره الأمم والشعوب المستضعفة بفارغ الصبر، وتتمنى رؤيته البهية وذلك ليرفع الظلم والاضطهاد عنها، تنتظره عامة البشر بمختلف أعراقها وفئاتها وأديانها من نصارى ويهود وغيرهم، وصفاته في الروايات الصحيحة عند المسلمين تغنينا عن اسمه والاختلاف فيه، ما يهمنا أن الشعوب اتفقت عليه وإن اختلفت في اسمه، المسلمون يطلقون عليه المهدي والمنتظر، والنصارى يعبرون عنه بالمخلص والمنقذ، واليهود يسمونه بالمسيح المنتظر وصاحب الدولة الرشيدة في آخر الزمان، وبقية الأديان يسمونه رجل الله الرافع للظلم والحاكم للكون في آخر الزمان.

ومن علامات ظهوره المبارك تكون آية عظيمة وعلامة واضحة المعالم؛ وظيفة هذه الآية أنها تميز بين المؤمن والكافر، وتفرز الناس على ما تستبطن قلوبهم، للمؤمن علامة وللكافر علامة تختلف، قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}([2])، فسرت الآية أنها دابة ـ أي مبعوث من قبل الله تعالى ـ كما بعثة الرسل والأنبياء، تختلف عن الرسل أنها لا تعطي خيارات للإيمان، بل توسم جباه الناس بوضع علامة على جباههم، ودمغة على وجوههم يُعرف من خلالها المؤمن من الكافر بحسب ما يستبطن، وفسرت أنها تدمغ من كان مؤمناً ولا تفعل للكافر.

هي علامات ذكرت في كتب الملاحم والفتن، من أراد مزيد اطلاع فالمطولات دليله.

 

 

 

المهدي المنتظر (عج):

ومن اشراط الساعة، ومقدماتها ظهور رجل يخرج في آخر الزمان وظيفته، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا([3])، إذن يأتي ليملأ الأرض قسطاًً وعدلا، وظهور المهدي المنتظر حتمي وآية بينة واضحة لا تحتاج لكثرة بيان، فهو الذي تنتظره الشيعة والسنة وإن اختلفوا في بعض صفاته  وعلامات ظهوره وبعض حالات حكمه، وهذا لا يفسد في الود قضية، فالمهدي هو كما ورد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة.([4])

والعلامات التي ذكرت ظهوره المبارك كثيرة، ولسنا بصدد ذكرها تفصيلاً لكن يمكن اختزالها، بعلامات محتومة وأخرى مخرومة؛ فالمحتومة خمسة ومعظم الأخبار أجمعت عليها، وأما باقي العلامات؛ فنقول مخرومة أي قد تحدث وقد لا تحدث.

 

العلامات خمسة هي:

خروج اليماني، وخروج السفياني، والنداء وهي صيحة من السماء تسمعها كل الخلائق، والخسف في البيداء، وقتل النفس الزكية.

 

 

 

 

 

اما خروج الدجال يكون بعد ظهور الامام المهدي عليه السلام و بعد اقامة دولته المباركة.

 ثم أن خروجه ليس من العلامات القطعية و الحتمية لظهور الامام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

من هو الدجال؟

الدجال شخص يهودي يخرج من بلخ  في عصر الظهور وبعد نزول عيسى المسيح عليه السلام من السماء و ظهور الامام المهدي عليه السلام و إقامة دولته المباركة.

فتنة الدجال

و الدجال يقود حركة مضاده و معارضة للامام المهدي و المسيح عليهما السلام فيحدث فتنة كبيرة، و يكون له اتباع و أنصار من اليهود و النواصب، و هو حاقد على أتباع أهل البيت عليهم السلام بشكل خاص، و من أهم صفاته الكذب و الدجل و لذلك سمي بالدجال

 

روايات الدجال صنعت العجب

من المحزن المبكي أن تجد أن تنوع واختلاف الروايات في الدجال وحقيقته وصفاته؛ أدت إلى تعدد الآراء وتفسيراتها، وتأويل الأخبار وزيادتها، وقد أوصل بعضهم إلى أشياء عجيبة، بل إن ضيق الأفق الذهني عند البعض ونزيد عليه أهواءهم النفسية، بل وجهلهم انزلوها منزلة القرآن الكريم في قطعية ورودها وصدقها، وأنها ثابتة وخرّجوا من الدين من لم يؤمن بها، فأخذوا بها دون شك أو ريب حتى ولو خالفت بعض تلك الروايات في دلالتها بعض آيات القرآن الكريم.

واضح ومعلوم أنها من صنع الوضاعين الفاسدين، إما ترى معالم الاسرائيليات عليها واضحة جلية، وإما يد القصاصين الذين ابتليت الأمة بهم في زمن الأمويين والعباسيين، الذين يطلبون الإثارة والشهرة وإثبات الوجود ورضا السلطان، زائد الفوائد المادية التي كانت تأتيهم من قبل الحكام.

 

الدجال في الميزان:

بداية علينا الاعتراف أن فئة ممن تدعي الانتساب إلى الإسلام، قد شوهت الكثير من المفردات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وزادت فيها وانقصت وفسرتها بخلاف العقل، وبخلاف ما هو ظاهر، ونسجت حولها الاساطير.

إن فئة من الناس يأخذون بظاهر الرواية أينما ذهبت بهم، وكيفما اتفقت دون تأمل أو مراجعة مصدرها أو رجالها ودلالاتها، هؤلاء قد أصابوا الأمة الإسلامية بمقتل، عندما أخذوا بظاهر الأخبار واعتبروها صحيحة، ولم يقارنوا بينها وبين غيرها، فباتت عقيدتهم ساذجة وسطحية، والنتيجة أنهم نسبوا ما فهموه إلى الدين وإلى رسول الله، ظناً منهم أنهم يفعلون الخير.

 

الدجال في  روايات العامة والخاصة

يمكن القول ان وجود الدجال امر مسلّم في الجملة  لوجود الروايات المصرّحة بذلك ولكن التفاصيل الواردة حول شخصه وصفاته وافعاله خصوصا ما ورد في غير مصادرنا لا يمكن قبوله وبعضها من نسج الخيال ومن وضع الوضاعين  والتي هي إسرائيليات أخذوها من أبي هريرة وعن كعب الأحبار وتميم الداري.

وغاية ما عندنا فيه أنه من أئمة الضلالة يخرج بعد قيام دولة إمامنا صاحب العصر صلوات الله عليه، فيجتمع حوله النواصب ويؤمنون به فيكونون بإيمانهم هذا بمنزلة اليهود، فيقاتله الإمام (صلوات الله عليه) وينتصر عليه ويقتله مطهرا الأرض منه ومن أتباعه. هذا فحسب

وهاكم  بعض ما ورد من روايات .

ما ذكر عن الأعور الدجال عند العامة

قالوا: أن الرسول صلى الله عليه وآله قد حذر من الأعور الدجال، ولكن لم تذكر الأخبار عن الأعور الدجال أسمه ومن أي بلد أو أمة، وحتى صفاته التي وردت في الأخبار كانت متضاربة.

من أين يخرج؟

  • الروايات عن مكان ظهور الدجال مختلفة، هل من بحر اليمن أو من بحر الشام أو من جهة المشرق؟؟ وفي كل واحدة رواية صحيحة.

قالوا عن الدجال:

  • أنه يُحيي ويُميت.
  • أن الدجال يعلم الغيب، وأنه يعلم متى تجف بحيرة طبريا.
  • قالوا إن الدجال سيأتي بالمعجزات.
  • قالوا إن الدجال سيمكث في الأرض أربعين يوماً.. يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه عادية.
  • قالوا إن الدجال سيرسله الله للبشر كافة كي يفتنهم في دينهم..

 

ومما أخرجتته مصادر العامة من صفاته

أخرج البخاري عن أنس : "وأن بين عينيه مكتوب : كافر"

أخرج ابن ماجة  عن رسول الله (ص) في صفة الدجال. وفيه يقول : "أنه يقول أنا ربكم.

 

ما أخرجه البخاري ومسلم  : "إن الدجال يخرج وان معه ماء وناراً. فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب. فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه ناراً،فانه ماءعذب طيب

ما رواه ابن ماجه  : " إن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنب . وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه ، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت . وإن من فتنته أن يمر بالوحي فيصدقونه ، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصراً وأدره ضروعاً . وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه ، إلا مكة والمدينة .... " الحديث

وهذا نذر يسير مما قد تجده في كتب الصحاح، وهي تخالف حكمة الله في الخلق وتناقض الرحمة التي وعدنا بها، الحكيم لا يفتن خلقه بما يضلهم به عن سبيله، ويدعمه بالمعجزات وقوة المال والطعام وغيرها حتى يعجز الفقير عن المقاومة فيتبعه.

 

تعظيم شأن الدجال عند العامة

لقد جعلوا فتنة الدجال أعظم من فتنة الأئمة المضلين، وخالفوا النبي صلى الله عليه وآله مع أنهم رووا بأسانيد صحيحة أنهم أخطر من الدجال

روى ابن حماد ، عن هشام بن عامر قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال

وفي مجموع فتاوى عن ابن تيمية(35/118) «وقد قال صلى الله عليه وآله :لا تقوم الساعة حتى يكون فيكم ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول الله . وأعظم الدجاجلة فتنةً الدجال الكبير الذي يقتله عيسى بن مريم فإنه ما خلق الله من لدن آدم الى قيام الساعة أعظم من فتنته! وأمَرَ المسلمين أن يستعيذوا من فتنته في صلاتهم!

مع انهم رووا عن البخاري، ثم مسلم في صحيحه عن نواس بن سمعان قال: «ذكر رسول الله الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: ماشأنكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداةً، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل! فقال: غير الدجال أخوفني عليكم....

 

مذهب أهل البيت في مقولة الأعور الدجال

في المصادر الروائية الشيعية، لم تُذكر روايات بالكثرة الواردة عند غيرنا والوارد عندنا من ذلك :

ينقل الشيخ الصدوق رواية عن الرسول صلى الله عليه وآله، يقول فيها: الدجَّال اسمه في الأوَّلين، ويخرج في الآخِرين.

 

_ ان الدجال عندنا يهودي يقوم بحركة مضادة للامام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره واقامته للدولة العالمية ونزول عيسى  (عليه السلام) واتباعه اليهود والنواصب ويدعي الربوبية

_ احاديثنا خالية من عناصر الاسطورة والخيال و المبالغة التي وردت عند غيرنا

_  انه آخر الائمة المضلين وسيكون مقابل خاتم الائمة الهادين

_ عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال «وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعو إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الدجّالُ إلّا سَيَجِدُ مَنْ يُبايِعُهُ، وَمَنْ رَفَعَ رَايَةَ ضَلالٍ(ـةٍ) فَصَاحِبُها طَاغُوتٌ».* الكافي: ج٨ ص٢٩٦ ح٤٥٦

وانه قائد آخر فئة مضلة ففي بصائر الدرجات عن امير المؤمنين قال سلوني قبل ان تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تهدي مائة ألأ اخبرتكم بسائقها وناعقها حتى يخرج الدجال.

رابعاً: وان اتباعه هم اعداء اهل البيت

 ففي الامالي للطوسي ص 459 عن حذيفة بن اسيد قال :رأيت ابا ذر (رضي الله عنه ) متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من قاتلني في الاولى وقاتل اهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجال

_  وقد روي عن اهل البيت ان الذي يقتل الدجال هو الامام المهدي (عليه السلام)  ويساعده عيسى (عليه السلام)

روى في كمال الدين عن الصادق (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له : يا ابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟ فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم

وفي حديث رواه فضل بن شاذان بسنده عن عبد الله بن سنان قال : « سأل أبي عن ابي عبد الله ، عن السلطان العادل قال : هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء والمرسلين على الجن والانس أجمعين وهو سلطان بعد سلطان إلى ان ينتهي إلى السلطان الثاني عشر ، فقال : له رجل من أصحابه صف لنا من هم يا ابن رسول الله ؟ قال هم الذين قال الله تعالى فيهم ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : ٥۹ ] ، والذين خاتمهم ، الذي ينزل فى زمن دولته عيسى بن مريم عليه السلام ويصلّي خلفه ، وهو الذي يقتل الدجّال ، ويفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ويمتدّ سلطانه الى يوم القيامة » منتخب الأثر

 

وبحسب بعض الروايات يخرج الدجال في زمن يكون فيه الناس في قحط وعسر، فيخدع بعضهم ليصبحوا من أتباعه. وذكرت بعض الروايات غير القطعية أن الدجال سيخرج من إصفهان أو خراسان.

 

ولدينا مزيد

ما حملته بعض الاخبار من أمور خارقة للنواميس الكونية، يتمتع بها الأعور الدجال ليضل الناس ويفتنهم، كأحياء الموتى وغيرها، مما يضحك الثكلى، حيث لم يُعط هذا أو يباح إلا للأنبياء والرسل، وهو ما نعبر عنه بالمعجزة، يأتي بها الأنبياء لتصديق دعواهم في النبوة، وتلقي الوحي وأنهم بعثوا من رب السماء.

وأما المفترون والدجالون كأمثال مسيلمة الكذاب والأعور الدجال...، فلا يمكن أن يؤيدهم تعالى بشيء من آياته الخارقة للنواميس تساعدهم في إضلال الناس وإغوائهم.

فهذا محض خرافة تسربت إلى عقيدة المسلمين عبر أحاديث مفتريات على نبينا صلى الله عليه وآله.

أخيراً:

إنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وعلمها عند ربي في كتاب، كما قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}([5]) نعم، لا يعلم وقتها إلا هو، وأما علاماتها والإشارات القريبة والبعيدة، العامة والخاصة، فبعضها واضح والبعض خفي، بعض تلك العلامات مضى وفات وبعضها لا ريب آت آت، يبقى لدينا العلامات القريبة المتصلة، ذاك متروك لعلمه سبحانه وتعالى.

 

[1] سورة القصص/5

[2] سورة النمل/82

[3] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥١ - الصفحة ١٠٢

[4] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥١ - الصفحة ١٠٢

[5] سورة النازعات/42


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=927
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28