• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : حسن الظن بالله وسوء الظن بالنفس .

حسن الظن بالله وسوء الظن بالنفس

حسن الظن بالله وسوء الظن بالنفس

ورد في الروايات الشريفة :والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن...

 والمؤمن لا يمسي ولا يصبح إلا ونفسه ظنون عنده .

للمؤمن علامات كثيرة نص عليها بوضوح كتاب الله وسنة نبيه، وأهمها على الإطلاق - بعد الإيمان بالأركان - أمران: حسن الظن بالله، وسوء الظن بالنفس بمعنى أنها مقصرة في طاعة الله مهما اجتهدت وبالغت.

وفي أصول الكافي : أن الإمام الكاظم (ع) كان يقول في دعائه : اللهم لا تخرجني من التقصير ولما سئل عن معنی دعائه هذا قال : كل عمل تعمله تريد به وجه الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون .  

أما حسن الظن بالله فينطوي على العديد من المعاني

_ منها: الاعتقاد بأن الله سبحانه منجز وعده بحسن الثواب لمن أحسن ووعيده

بسوء العذاب لمن اساء مع فارق واحد  وهو أنه تعالى يضاعف ثواب الحسنة أضعافا كثيرة ، ولا يجزي السيئة إلا بمثلها، وقد يعفو تفضلا منه وكرما، ولكن على أساس علمه وحكمته، لا جزافا وعبثا تعالی عن ذلك علوا كبيرا.

ومنها أن يعلم المؤمن ويجزم بأن قدرته تعالی مطلقة لا يحدها أي شيء سوى مشيئته وإرادته «ما شاء كان وما لم يشأ لم یکن»

و بعبارة ثانية إن إرادة المخلوق لا توجد الشيء المراد حتى يضاف إليها كافة الشروط، وتزول جميع العقبات والمعوقات، أما إرادة الخالق فهی بمجردها کافية وافية لإيجاد المراد (إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له کن فيكون )يس82

ومن آمن بالله حقا وصدقا لا ييأس من رحمته ، ويثق بقدرته ، ويرجو النجاة من شدته لأنه يؤمن بقدرة لا تعجز عن شيء، وإن كان خارقا لمجرى الأحداث وأسبابها الطبيعية، لأنه سبحانه هو الذي ابتدع بقدرته الطبيعة ابتداعا، واخترعها بمشيئته اختراعأ، فيديرها كيف شاء وأراد.

أما الملحد فانه ييأس عند الشدائد ويستسلم لواقعها، لأنه لا يؤمن إلا بالمادة العمياء وآثارها والطبيعة الصماء وحتميتها.

 


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=1004
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28