• الموقع : هيئة علماء بيروت .
        • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .
              • القسم الفرعي : قرانيات .
                    • الموضوع : طرق استدلال القرآن على المعاد .

طرق استدلال القرآن على المعاد

طرق استدلال القرآن على المعاد

 

عندما يستدل القرآن على المعاد فإنه يعتمد طرقاً ثلاثة:
الأول: آيات قرآنية تردّ استبعاد المنكرين للقيامة فحسب، من دون أن تقيم دليلاً برهانياً قائماً بذاته على ثبوت المعاد.
والآيات في هذا المجال هي تلك المستندة إلى القدرة الإلهية، حيث تردّ على المستبعدين بأنّ الذي قدِر على النشأة الأولى قادر على الأخرى، كما في قوله تعالى حكاية عن الكفَّار: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (يّـس:78)  حيث يجيبهم: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (يّـس:79)  فهذه الآيات لا تنطوي على أكثر من رفع هذا الاستبعاد، بعد الاستناد إلى القدرة الإلهية المطلقة، حيث لا يكون معنى للتعجب من المعاد بعد أن تبينت القدرة الإلهية الكاملة في النشأة الأولى.

الثاني: تذهب آيات أخرى إلى أبعد من نفي الاستبعاد، فتقيم دليلاً على قاعدة، (إن خير دليل على إمكان الشيء وقوعه)، وهي مجموعة الآيات التي تشير إلى نظام الحياة والموت في هذه الدنيا، من حياة الأرض بعد موتها ونشأة الإنسان وتطوّرات حياته، وهذه الأمور حقائق مشهودة لا سبيل إلى إنكارها.
ثم تشير الآيات إلى أنّ الذي يحصل في الآخرة هو إستمرار لنظام الحياة والموت الذي نشهد جزءاً منه في هذه الدنيا، فلهذا النظام مسيرة لا بدّ أن تستمرّ، وليس المعاد أمراً جديداً.
الثالث: ينطلق القرآن في مجموعة ثالثة من الآيات ليقيم الدليل الذي يأخذ شكل الأدلة الكلامية والفلسفية التامة، وذلك حين تشير الآيات إلى عدم عبثية الخلق، وهذا الدليل منبثق عن التوحيد، فإن الإيمان بالتوحيد يمنع عن عبثية الخلق، وذلك لا يكون إلا بوجود القيامة.


  • المصدر : http://www.allikaa.net/subject.php?id=126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29