هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 البعثة النبوية الشريفة وعظيم المنّة

 تنتقد خطوة حظر المآذن في سويسرا

  مناسبات شهر رجب الأصَبّ

 الزيدية بين الخروج والاعتزال

  أسماءُ القرآن وصفاتُه

 الشيعة والتقوى

  زلل الفكر في رأي القرآن

 رحلة إلى سجن رومية المركزي

 مؤتمره السنوي

 في رحاب لغة العرب

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7044702

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:22

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : الامام علي عليه .

أقوال العلماء في صحة حديث الغدير وتواتره



التاريخ : 2015 / 09 / 30   ||   القرّاء : 5557

 

 من ذا الذي يسعه إنكار صحته، ورجال كثير من أسانيده رجال الصحيحين، وأي متعند يمكنه رد تواتره اللفظي في الجملة والمعنوي في تفاصيله والإجمالي في جملة من شؤونه، فليس من يجابهه بالإنكار إلا كمن يتعامى عن الشمس الضاحية

 
 
بشراكم



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 6676

 

    بشراكم

 

 الشيخ علي سليم 

 

عطاء الدم اكرومة لا يدانيه كمال جود ..

نجباء البرية وأخيارها الشمم لاح بشرهم أعلام..

جادوا بالأنفس طوعا كغيث السماء اذ همى يروي ظمأ الزمن

دمكم زيت قناديل أسرجت فمحت عتمة وأضاءت كل فناء ..

ضوع عرفكم من نجيعكم زكا ،  أين منه رضاب المسك والعنبر

على محياكم آيات الإباء سمت وهي تترنم

 ترتلكم ملائكة السماء تسبيحة صباح ومساء..

 
 
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كما يصف نفسه



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 11234

 

  الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كما يصف نفسه

 

 

 
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : أما فضائله عليه السلام ، فانها قد بلغت من العظم و الجلالة و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها . . . و ما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل ، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله . و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، و كلما كتم تضوع نشره . و كالشمس لا تستر بالراح ، و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة .
و ما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة ، و تنتهي اليه كل فرقة ، و تتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها ، و سابق مضمارها و مجلّي حلبتها . كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى .
الى ان يقول : و هو عليه السلام اول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) .
إيمان الامام علي ( ع ) باللّه و رسوله (ص)
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة عن إيمان الامام علي ( ع ) : و ما أقول في رجل سبق الناس الى الهدى ، و آمن باللّه و عبده و كلّ من في الارض يعبد الحجر ، و يجحد الخالق . لم يسبقه أحد الى التوحيد إلا السابق الى كل خير محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم .
ذهب أكثر أهل الحديث الى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إيمانا به . و قد قال ( ع ) : أنا الصدّيق الاكبر ، و أنا الفاروق الاول ، أسلمت قبل إسلام الناس و صليت قبل صلاتهم .
النصوص :
قال الامام علي ( ع ) :
و إنّي لعلى يقين من ربّي ، و غير شبهة من ديني . ( الخطبة 22 ، 67 )
و إنّي لعلى بيّنة من ربّي ، و منهاج من نبيّي ، و إنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا . ( الخطبة 95 ، 189 )
اللّهمّ إنّي أوّل من أناب ، و سمع و أجاب . لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصّلاة . ( الخطبة 129 ، 242 )
 و قال ( ع ) في الخطبة القاصعة عن ملازمته للنبي ( ص ) : و لقد كنت أتّبعه إتّباع الفصل ( أي ولد الناقة ) أثر أمّه . يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما ، و يأمرني بالإقتداء به . و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه و لا يراه غيري . و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة و أنا ثالثهما . أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) ثم قال ( ع ) بعد أن ذكر قصة الشجرة التي أمرها رسول اللّه ( ص ) بالمجي ء و الرجوع ففعلت :
 
 
خصائص الامام عليه السلام



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 7192

 

   خصائص الامام عليه السلام

 

 

ذكر الامام علي ( ع ) في كتاب البحار ج 25 ص 164 بعض خصائص الامام ، و هي باختصار :
1 أن يكون أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه ، و جميع ما يحتاج اليه الناس ، فيحتاج الناس اليه        و يستغني هو عنهم .
2 أن يكون معصوما من جميع الذنوب ، فلا يزلّ في الفتيا ، و لا يخطئ في الجواب ، و لا يلهو بشي ء من أمر الدنيا .
3 أن يكون أسخى الناس ، حتى يؤدي ما في يديه من أموال المسلمين لأصحابها .
4 أن يكون أشجع الناس يوم الزحف ، حتى لا ينهزم الناس بسببه .
و أصدق شاهد على ذلك قول الامام علي ( ع ) في البحار ج 68 ص 390 : كبار حدود ولاية الامام المفروض الطاعة ، أن يعلم أنه معصوم من الخطأ و الزلل و العمد ، و من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها . لا يزل و لا يخطئ و لا يلهو بشي ء من الامور الموبقة للدين ، و لا بشي ء من الملاهي . و أنه أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه ، و فرائضه و سننه و أحكامه . مستغن عن جميع العالم ، و غيره محتاج اليه . و أنه أسخى الناس ، و أشجع الناس . . .
 
النصوص :
قال الامام علي « ع » :
إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر أقواهم عليه ، و أعلمهم بأمر اللّه فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل . ( الخطبة 171 ، 308 ) و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر و العلم بمواضع الحقّ . ( الخطبة 171 ، 308 ) و قال ( ع ) في وصف الائمة ( ع ) : عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) 
من نصب نفسه للنّاس إماما ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، و ليكن تأديبه بسيرته ، قبل تأديبه بلسانه . ( 73 ح ، 577 ) 
هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و باشروا روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . أولئك خلفاء اللّه في أرضه ، و الدّعاة إلى دينه . ( 147 ح ، 595 )
 
 
آية إكمال الدين



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 7820

 

 آية إكمال الدين 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
 
قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.
بشارات ثلاث تنبئ عن عظيم المنّة على المؤمنين، و تدلّ على كمال هذا الدين و هيمنته على الدين كلّه، فلا دين و لا شريعة بعد هذا الدين الكامل الّذي ارتضاه اللّه تعالى أن يكون منهاجا علميّا و عمليّا للبشريّة كلّها، و أنّ ما سواه باطل و ناقص، فهو النعمة التامّة الّتي لا ينقصها شي‏ء، و هو الدين الكامل الّذي لا يعوزه تتميم من متمم، و هذه الفقرة ترتبط مع الفقرة السابقة، أعني: قوله تعالى: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ أشدّ ارتباط، و هما مسوقتان لغرض واحد، فإنّ اللّه تعالى أكمل هذا الدين و أتمّ نعمته على المؤمنين، و ارتضاه أن يكون دينا خالدا كاملا، فكان ذلك سببا لانقطاع رجاء الكافرين عن النيل من هذا الدين و يأسهم من محوه       و إفساده، فلا موجب للخشية منهم، و إنّ الخشية إنّما تكون من اللّه سبحانه و تعالى وحده في أن ينزع هذا الدين من المؤمنين  أنفسهم و يسلب هذه النعمة العظيمة عنهم إذا لم يطيعوا اللّه تعالى في تشريعاته و أحكامه و توجيهاته.
و مادة (كمل) تدلّ على الوفاء و التمام، و كمل الشي‏ء إذا حصل ما هو الغرض منه، و ذكر العلماء أنّ الإكمال و الإتمام متقاربا المعنى. و لكن التتبع في موارد استعمالاتهما يفيد بأنّهما مختلفان، فقد يستعمل التمام و الإتمام في مورد لا يصحّ استعمال الإكمال فيه أو بالعكس، فإنّ الإتمام يستعمل في ما إذا كان للشي‏ء أجزاء و شروط و قد تحقّقت جميعها، بحيث لو فقد واحد منها لم يترتّب عليه أثره أو الغرض الّذي سيق له، قال تعالى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ [سورة البقرة، الآية: 187]، فإنّ الصيام إنّما يوصف بالتمام إذا لم يختل شروطه، فلو أختل واحد منها و لو في جزء من النهار، فإنّه يفسد.
و أمّا الإكمال، فإنّه يستعمل في ما إذا كان للشي‏ء أجزاء و لكلّ جزء أثره الخاصّ المترتّب عليه، فلو حصلت جميع تلك الأجزاء لتحقّقت جميع تلك الآثار المطلوبة، و إلّا فيتحقّق جزء من مجموع الأثر، فالاختلاف بين المادّتين (الإتمام) و (الإكمال) كالاختلاف بين العامّ المجموعي و العامّ الإفرادي المعروفين في علم الأصول. قال تعالى: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ [سورة البقرة، الآية: 196]، فإنّ لكلّ واحد من تلك العشرة أثره المطلوب، فإذا تحقّقت كاملة حصلت جميع الآثار المطلوبة، و إلّا فيتحقّق الأثر الخاصّ المترتّب على الجزء المأتي به فقط، و قال تعالى: وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ [سورة البقرة، الآية: 185]، فإنّ الأثر يترتّب على البعض كما يترتّب على الكلّ، كلّ بحسبه، فهذا هو الفرق بين المادّتين اللتين اجتمعتا في هذه الفقرة، فإنّ الأولى تدلّ على أنّ هذا الدين مجموعة معارف و أحكام، و قيم، و توجيهات، فكلّ واحد منها كمال في حدّ نفسه، و لكن أضيف إليها أمر في هذا اليوم أصبح به الدين كاملا لا يمكن أن ينال ذلك الأثر العظيم المترتّب على هذا الدين إلّا بتنفيذه، فهو المكمّل لها، كما أنّ النعم الإلهيّة و إن كانت كثيرة في هذا الدين، و لكنّها تمّمت بهذا الأمر الّذي شرّعه عزّ و جلّ في هذا اليوم فلذا ارتضى جلّ شأنه هذا الإسلام دينا تامّا كاملا لا يعوزه شي‏ء آخر و لا يحتاج الى مكمّل، و سيبقى مدى الدهر يقاوم الصعاب و يصمد أمام كلّ صروف الزمان، لا يثنيه تشكيك المبطلين و لا زيغ الزائغين الضالّين.
و أمّا النعمة، فهي عبارة عمّا يلائم طبع الشي‏ء من غير امتناعه منه، و هي من الإمدادات الربوبيّة للإنسان يتصرّف في
 
 
حب عليّ في القرآن والسنّة



التاريخ : 2011 / 06 / 16   ||   القرّاء : 7253

 

عندما يكرر القرآن أقوال الأنبياء السابقين نرى أن كلا منهم قد أعلن: (وَمَا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْر إنْ أجْرِيَ إلا عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ)(1). ولكنه يأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقول: (قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى)(2).
هنا يتبادر للذهن هذا السؤال: لماذا لم يطلب الأنبياء السابقون أي أجر، وطلب نبيّنا(صلى الله عليه وآله وسلم) أجراً من الناس هو حب أقربائه الأدنين؟
القرآن نفسه يجيب على هذا السؤال بقوله: (قُلْ مَا سَألْـتُكُمْ مِنْ أجْر فَهُوَ لَكُمْ إنْ أجْرِي إلا عَلَى اللّهِ)(3).
أي إنّ ما طلبته من أجر إنّما يعود نفعه عليكم، إذ أنّ هذه المودة ليست سوى ذريعة تتوصلون بها إلى اصلاح ذواتكم وإلى التكامل الإنساني. هذا هو الأجر، ولكنه في الحقيقة خير آخر أعرضه عليكم، وذلك لأنّ أهل البيت وذوي قربى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أُناس طاهرو الذيل غير ملوثين «حجور طابت وطهرت» فحبهم والتمسك بهم لا يعني سوى طاعة الله والتزام الفضائل. إنّ حبهم هو الإكسير الّذي يقلب الأحوال ويوصل إلى الكمال. ومهما يكن المراد من لفظة «قربى» فهي لا شك تشمل عليّاً.
يقول الفخر الرازي: «يروي الزمخشري في (كشافه: عندما نزلت هذه الآية، سئل النبيّ: يا رسول الله، من هم ذوو القربى الّذين يجب علينا حبهم؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): عليّ وفاطمة وابناهما. يتضح من هذه الرواية أنّ هؤلاء الأربعة هم أقرباء النبيّ الّذين على الناس أن يمحضوهم الحب والولاء. وهذا ما يمكن إثباته من عدة طرق:
1 ـ آية (إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى
2 ـ ما من شك في أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب فاطمة حباً جماً، وكان يقول: فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما يؤذيها. وكذلك كان يحب عليّاً والحسنين، وقد وردت في هذا روايات كثيرة.

 
 
يوم إكمال الدين وإتمام النعمة



التاريخ : 2010 / 11 / 25   ||   القرّاء : 7792

 

يوم إكمال الدين وإتمام النعمة قال تعالى : الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ _ المائدة |3 سياق الآية الكريمة يدلّ على أنّها جملة معترضة أقحمت في ضمن الآية الكبيرة المباركة الّتي نزلت لبيان محرّمات الطعام، و من عادة القرآن الكريم أنّه إذا أراد بيان أمر من الأمور الّتي لها أهميّة خاصّة أدرجه في ضمن الآيات الكريمة لحكم متعدّدة، و يعتبر ذلك أسلوبا بلاغيا مستحسنا عند البلغاء و الفصحاء، و يظهر ذلك بوضوح في قوله تعالى: يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتِينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى‏ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً [سورة الأحزاب، الآية: 32- 34]، فإنّ الآيات الشريفة نزلت في شأن نساء النبي صلّى اللّه عليه و آله، إلّا أنّ قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ جملة معترضة ذات دلالة مستقلة لا تتوقّف على بقية الآية الشريفة تبيّن قضية مهمّة، و هي عصمة أهل بيت النبي الّذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته و في المقام: صدر الآية المباركة يدلّ على حرمة الميتة و بقية محرّمات الطعام، و ذيلها يدلّ على حلّيتها حال الاضطرار و المخمصة، فمجموع الصدر و الذيل له وحدة دلالية كاملة متناسقة لا تتوقّف على شي‏ء آخر، نظير قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ سورة البقرة، الآية: 173]، و يماثلها ما في سورتي الأنعام (145) و النحل (115)، فيكون قوله تعالى: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً كلاما معترضا أقحم في الآية الكريمة، و لا تتوقّف دلالة إحداهما على الاخرى، فكلّ واحد منهما له دلالته الخاصّة و يبينان أمرين، أحدهما محرّمات الطعام، و الثاني كمال هذا الدين و تمامه و ظهوره على الشرك كلّه، و أنّه لا مطمع لأعداء هذا الدين في زواله. و يؤيّد ذلك أنّ أغلب الروايات الواردة في سبب نزول هذه الآية الشريفة- الّتي هي كثيرة- تخصّ قوله تعالى: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بالذكر و لم تتعرّض لصدر الآية المباركة و لا لذيلها، فيستفاد أنّ له نزولا مستقلا عن نزول الآية الشريفة، فإنّما وضع في وسط الآية لحكم و لا يفرق في ذلك بين أن يكون الواضع هو اللّه تعالى، أو النبي صلّى اللّه عليه و آله بأمر منه عزّ و جلّ، أو كتّاب الوحي بأمر من النبي صلّى اللّه عليه و آله، فإنّه لا يضرّ في أصل المطلب. كما أنّ الجملة المعترضة و إن تركّبت من جملتين إحداهما تدلّ على ظهور هذا الدين على الشرك و أمنه من كيدهم، فلا خوف من أعداء هذا الدين و لا حاجة إلى مداراتهم، و الجملة الثانية تبيّن كمال الدين و إتمام النعمة، إلّا أنّ مضمون كلتا الجملتين يرتبط أحدهما بالآخر، و هو يدلّ على أنّ هذه الجملة المعترضة كلام واحد لا كلامان، كما تدلّ عليه الروايات الّتي وردت في شأن نزولها. و لا يضرّ في ذلك تكرار لفظ (اليوم) الّذي يراد به في كلتا الجملتين يوم واحد، و هو اليوم الّذي يئس فيه الكفّار و أكمل فيه الدين . فأيّ يوم يا ترى هو ذلك «اليوم» الذي اجتمعت فيه هذه الأحداث الأربعة المصيرية، و هي يأس الكفار، وإكمال الدين، و إتمام النعمة، و قبول اللّه لدين الإسلام دينا ختاميا لكل البشرية؟ قيل: إنّه زمان ظهور الإسلام ببعثة خاتم الأنبياء و المرسلين صلّى اللّه عليه و آله و دعوته الى التوحيد و نبذ الأنداد و أشكل عليه بأنّه يلزم من ذلك أن يكون للمسلمين دين قبل الإسلام كان المشركون يطمعون فيه، و يخشى المسلمون منهم على دينهم، و هو خلاف الوجدان، فإنّه لم يكن لهم قبل الإسلام دين يطمع فيه الكفّار أو يكمله اللّه و يتمّ نعمته عليهم وقيل: إنّ المراد به ما بعد فتح مكّة، فإنّه اليوم الّذي أبطل اللّه تعالى كيد المشركين و أذهب شوكتهم ويرد عليه: أنّ الآية المباركة تدلّ على كمال الدين و إتمام النعمة و في ذلك اليوم لم يكمل الدين و لم تتم النعمة بعد، و قد فرضت كثير من الشرائع و الأحكام و أنزلت عدد من الفرائض بعد يوم الفتح و قيل: إنّ المراد به ما بعد نزول سورة البراءة من الزمان حيث انبسط الإسلام على جزيرة العرب و عفيت آثار الشرك ويرد عليه ما أورد على سابقه، فإنّ الإسلام و إن أمن من مكرهم و انبسط على الجزيرة و انقبرت سنن الجاهليّة، إلّا أنّ الدين لما يكمل بعد، و قد نزلت فرائض وأحكام و مواثيق بعد نزول براءة كما هو معلوم، فإنّ سورة المائدة الّتي هي سورة الأحكام نزلت في آخر عهد النبي صلّى اللّه عليه و آله وقيل- و هو المعروف بينهم-: إنّ المراد به يوم عرفة من حجّة الوداع، كما ذكره كثير من المفسّرين ووردت به بعض الروايات و فيه: أنّه إذا كان المراد به ذلك فما المراد من يأس الّذين كفروا من هذا الدين، فهل المراد به يأس مشركي قريش من الظهور عليه؟! فهو قد كان في يوم الفتح عام ثمانية للهجرة، لا يوم عرفة من السنة العاشرة أو يراد به يأس مشركي العرب من الظهور على الدين؟! فقد كان عند نزول براءة في السنة التاسعة من الهجرة و إن كان المراد به يأس الكفّار جميعهم الشامل لليهود و النصارى و المجوس و غيرهم، كما يقتضيه إطلاق الآية الشريفة: الَّذِينَ كَفَرُوا، فهؤلاء لم يكونوا آيسين من الظهور على المسلمين، إذ لم يكن لهم شوكة و منعة في خارج الجزيرة على أنّ المناسب لقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أنّ كون الحكم الّذي أنزله اللّه تعالى له من الأهميّة بمكان بحيث يكون به كمال هذا الدين، و به تتمّ النعمة العظيمة، و بنزوله قد رضي اللّه سبحانه و تعالى أن يكون الإسلام دينا و منهاجا أبديّا خالدا إلى يوم القيامة و يبقى لدينا احتمال أخير ذكره جميع مفسّري الشيعة في تفاسيرهم و أيدوه كما دعمته روايات كثيرة، و هذا الاحتمال يتناسب تماما مع محتوى الآية حيث يعتبر «يوم غدير خم» أي اليوم الذي نصب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا أمير المؤمنين عليه السّلام بصورة رسمية و علنية خليفة له، حيث غشي الكفار في هذا اليوم سيل من اليأس، و قد كانوا يتوهمون أن دين الإسلام سينتهي بوفاة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أن الأوضاع ستعود إلى سابق عهد الجاهلية، لكنّهم حين شاهدوا أنّ النّبي أوصى بالخلافة بعده لرجل كان فريدا بين المسلمين في علمه و تقواه و قوته و عدالته، و هو علي بن أبي طالب عليه السّلام، و رأوا النّبي وهو يأخذ البيعة لعلي عليه السّلام أحاط بهم اليأس من كل جانب، و فقدوا الأمل فيما توقعوه من شر لمستقبل الإسلام و أدركوا أن هذا الدين باق راسخ

 
 
خطبة النبي الغراء في غدير خُم



التاريخ : 2015 / 09 / 30   ||   القرّاء : 5631

 

 الْحَمْدُ لله الَّذي عَلا في تَوَحُّدِهِ وَدَنا في تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ في سُلْطانِهِ وَعَظُمَ في أَرْكانِهِ، وَأَحاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً وَهُوَ في مَكانِهِ، وَقَهَرَ جَميعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهانِهِ، حَميداً لَمْ يَزَلْ، مَحْمُوداً لا يَزالُ وَمَجيداً لا يَزُولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعيداً وَكُلُّ أَمْر إلَيْهِ يَعُودُ.بارِئُ 

 
 
عيد الغدير



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 6819

 

   عيد الغدير

 


 الشيخ علي سليم


إيهٍ يا غدير الولاية ، لا يضيرك نكران ولا تجهيل .. لن ينضب معينك   .. إن أنت إلا غور ينقضي دونك المدى ..

كوثر يفيض هدى كصبح بالأنوار مسفر ..

تستعير الشمس من سناه نبذة وتشع في سمائه أنوار تتبلج .

بلغ النفير ماء خم.. فأتى الأمر أن انزلوا هاهنا .. فالأمر خطير.

لم يكن الأمر جديدا بيد انه كان نذرا و تذكيرا ..

اشرأبت أعناق القوم حين اعتلى  أحداجاً صفّت منبرا فبدت أسمى من العرش الرفيع وأنظر

 
 
التعامل الإنساني في سيرة الإمام علي



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 6978

 

  التعامل الإنساني في سيرة الإمام علي  

 

 

تميزت سيرة أمير المؤمنين علي بخصال عديدة، كان من أوضحها تعامله الإنساني مع الآخرين، المبني على احترام الإنسان كإنسان، بغض النظر عن أي شيء آخر، والمحافظة على حقوقه وشخصيته المادية والمعنوية، في أي موقع ومكان، ومهما كان حجمه ومستواه..
وأهمية التوجه إلى هذا الجانب في سيرة أمير المؤمنين، تنبع من دوره في التأثير على مجمل حياة الإنسان، الشخصية والاجتماعية، وفي كونه طريقاً إلى رضا الرب سبحانه وتعالى.
فأنا وأنت نتعامل مع بشر، سواء كانوا موافقين لنا في الدين والاتجاه، أو مغايرين، ومن الأهمية بمكان، أن نعرف كيف نتعامل معهم التعامل الإنساني السليم، الذي يعكس صفاء الإسلام، وتكريمه للإنسان كإنسان، قبل أن يكتسب أية صفة أخرى، تضيف إليه اعتباراً آخر.
ولقد كانت سيرة أمير المؤمنين  زاخرة بأمثلة عديدة، من التعامل الإنساني مع الآخر، في مختلف الأوضاع والظروف، فهي بحق - بعد رسول اللَّه - أفضل مثال وقدوة تحتذى..
وإن حضور هذا البعد في حياته، هو الذي جعل من شخصيته، شخصية إنسانية خالدة على مستوى البشرية كلها، وليس في تاريخ المسلمين وحدهم.
وقد صدر ديوان شعر في بيروت لمسيحي ماروني هو (جوزيف الهاشم)، حول الإمام علي، تحت عنوان (علويات). أما كتاب (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية)، للأديب المسيحي (جورج جرداق)، فهو موسوعة رائعة، أخذت موقعها في مكتبة الثقافة والأدب العربي، وأيضاً ملحمة (عيد الغدير) لبولس سلامة المسيحي، وغير ذلك من الأعمال الأدبية والتاريخية والفكرية، التي تنبئ عن مكانة الإمام على المستوى الإنساني.
 
الماء حق للجميع
فمن شواهد التعامل الإنساني عند علي ، ما جرى في معركة صفين، حين سبق جيش معاوية، جيش الإمام في الوصول إلى منطقة القتال، واستولى على مشرعة الفرات، ومنعوا جيش الإمام من الوصول إليه، فضج أصحاب الإمام من ذلك، فقام فيهم خاطباً وقال كلمته الشهيرة: قد استطعموكم القتال، فأقرّوا على مذلة، وتأخير مَحَلَّة، أو رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء، فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين ( ).
فاستنهض الإمام بذلك جيشه للوصول إلى المشرعة، وهذا ما حصل فعلاً، حيث استطاعوا أن يجلوا جيش معاوية عنها وأن تكون لهم السيطرة عليها، فلما كان ذلك تصايحوا يقولون له: نمنعهم من الماء كما منعونا، ونقتلهم بسيف العطش، ولكنه رفض ذلك، وقال: خذوا حاجتكم من الماء وارجعوا إلى معسكركم وخلوا بينهم وبين الماء فإني لا افعل ما فعله الجاهلو
 
 
في غدير خم



التاريخ : 2011 / 11 / 11   ||   القرّاء : 6695

 

  في غدير خم

 

 

روى المفيد والطبرسي انّه : « لمّا قضى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله نسكه أشرك عليا في هديه ، وقفل الى المدينة معه المسلمون حتى انتهى وهو معه والمسلمون حتى انتهى الى المكان المعروف بغدير خم ، وليس بموضع اذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في الموضع ونزل المسلمون معه 
        وكان سبب نزوله في هذا المكان ، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه‏السلام خليفة في الأمة بعده ، وقد كان تقدّم الوحى اليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه 
        وعلم اللّه‏ عز وجل انّه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم واماكنهم وبواديهم ، فأراد اللّه‏ أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين عليه‏السلام وتأكيد الحجة عليهم فيه  
        فأنزل اللّه‏ تعالى : « يَا أَيَّهُا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ ... يعني في استخلاف علي عليه‏السلام والنص بالامامة عليه ... وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّه‏ُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... » ( المائدة : 67) 
فأكّد الفرض عليه بذلك وخوّفه من تأخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه فنزل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الامر له بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحرّ ، فأمر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها فوق بعض ، ثم أمر مناديه فنادى في الناس : الصلاة جامعة  
        فاجتمعوا من رحالهم اليه ، وانّ أكثرهم ليلفّ ردائه على قدميه من شدة الرمضاء ، فلمّا اجتمعوا صعد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين عليه‏السلام فرقى معه حتى قام عن يمينه ثم خطب الناس فحمد اللّه‏ وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى الى الامة نفسه ، وقال : انّي قد دعيت ويوشك أن أجيب ، وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم ، وانّي مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا  كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي ، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض 
        ثم نادى بأعلى صوته : ألست أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ قالوا : اللهم بلى ، فقال لهم على النسق من غير فصل وق
 
 
عليّ شخصية ذات قوتين جاذبة ودافعة



التاريخ : 2011 / 06 / 16   ||   القرّاء : 6873

 

اختلاف الناس في الجذب والدفع
إن الأفراد ليسوا متساوين من حيث قواهم الجاذبة والدافعة بالنسبة للآخرين، ويمكن تصنيفهم إلى عدة أصناف:
1 ـ صنف لا جذب فيهم ولا دفع. لا يحبهم أحد ولا يبغضهم أحد، فلا هم يستثيرون حب أحد وميله اليهم ولا عداوته أو حسده وحقده ونفوره. يمشون بين الناس لا يبالون بشيء، فهم أشبه بقطعة حجر تتحرك بين الناس.
وهذا كائن مهمل ولا أثر له. إن امرءاً ليس فيه أي تأثير إيجابي (ليس المقصود بالايجابي الفضيلة وحدها، بل الرذيلة مقصودة أيضاً) ليس سوى حيوان يأكل وينام ويتحرك بين الناس. إنّه كالشاة الّتي لا تحب أحداً ولا تعادي أحداً، فإذا ما عني بها من حيث تقديم العلف والماء كان ذلك لكي يستفاد من لحمها. إنّه لا يثير موجة تأييد ولا موجة معارضة... هذا وأمثاله صنف يمثل كائنات لا قيمة لها، قشوراً فارغة، فالإنسان يريد أن يحب ويريد أن يكون محبوباً... بل قد يريد أن يعادي وأن يعادى أيضاً.
2 ـ وهناك من يملك قوة الجذب ولكنه يفتقر إلى قوة الدفع. إنّه يأتلف مع الجميع ويحتضنهم جميعاً ويحمل الناس من مختلف الطبقات على التعلق به. إنّه محبوب الجميع في المجتمع ولا يستنكره أحد. وإن مات غسله المسلمون بماء زمزم إن كان مسلماً، وأحرق جسده الهندوس إن كان هندوسياً. يقول الشاعر الفارسي ما ترجمته: (كن حسن الخلق ـ يا عرفي ـ مع الصالح والطالح، فعند موتك يغسلك المسلمون بماء زمزم ويحرق الهندوس جسدك)(4).
فهذا الشاعر يرى أنك إن عشت في مجتمع نصفه من المسلمين الّذين يغسلون موتاهم، وإن احترموهم فيغسلوهم بماء زمزم، ونصفه الآخر من الهندوس الّذين يحرقون موتاهم ويذرون رماد أجسادهم في الريح،
فعليك أن تتخلق بأخلاق يراك فيها المسلمون واحداً منهم فيهرعون لغسلك بماء زمزم عند موتك، ويراك فيها الهندوس واحداً منهم فيسعون لحرق جسدك بعد موتك احتراماً لك.
يرى الناس ـ في الأعم الأغلب ـ أن حسن الخلق وطيب المعاشرة، أو بحسب التعبير المعاصر «أن يكون المرء اجتماعياً» هو أن يفوز المرء بحب الجميع.

 
 
من كلمات الإمام علي عليه السلام وهديه



التاريخ : 2011 / 06 / 16   ||   القرّاء : 7989

 

  أبواب البرّ
قال الإمام علی(عليه السلام): «ثلاثٌ من أبواب البرّ; سخاءُ النفس وطيبُ الکلام والصبرُ على الأذى».. بحار الأنوار، ج 68، ص 89.
للبِرّ مفهوم واسع ويشمل جميع الخيرات; البرّ المعنوی والمادي والفردی والاجتماعي والأخلاقی والاقتصادی والسياسی وأمثال ذلک. ي قال أحد اللغويين: البرّ بالکسر والفتح بمعنى الصحراء، وحيث إنّ الصحراء واسعة فإنّ العرب تصطلح بالبِرّ على کل فعل يوسع حياة الإنسان والبّرّ بالفتح إحدى صفات الله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)( سورة الطور، الآیة 28.). على کل حال فقد عرض الإمام(عليه السلام)ثلاثة أعمال بصفتها بوابة أبواب البِرّ وهی:
الأول: سخاء النفس
فمثل هذا السخاء نافذ فی قلب الإنسان وفی غاية الرفعة. لا ينبغي أن ننسى أنّ الله يقضی حوائج أغلب عباده بواسطتنا، ولا نتصور أنّ ما لدينا لنا، بل أحياناً لا نکون سوى واسطة وهنيئاً لأولئك الذين يکونون واسطة بين الله والمحتاجين. وقد بين تعالى هذا المطلب بأحسن صورة فی الآية الکريمة من سورة الحديد: (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ).
الثانی: طيب الکلام
فلابدّ من التعامل معهم بلسان طيب الکلمة بعيداً عن الکلمات الجارحة .فإن تعذر مدّ يد العون مادياً فلابدّ من اللطف بهم لساناً. فما يفعله الأدب لا تسعه عشرات الأدلة. ولطيب الکلام جاذبة عجيبة.
 الثالث: الصبر على الأذى
الدنيا موضع الصعاب والمعضلات والمنغّصات; فالمصيبة والقحط والجفاف والزلزال والسيل ومختلف الأمراض وما شاکل ذلک من منغّصات الدنيا. وهنالک بعض الحوادث التی نواجهها کل يوم ولابدّ من تحملها جميعاً.

 
 
وصية الإمام علي (ع) لأبنائه وأهل بيته



التاريخ : 2010 / 08 / 31   ||   القرّاء : 9666

 

روى الشيخ الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) عن سليم بن قيس الهلالي قال: شهدت وصية علي بن أبي طالب () حين أوصى إلى ابنه الحسن، واشهد على وصيته الحسين ومحمد بن الحنفية وجميع ولده ورؤساء أهل بيته وشيعته ودفع إليه الكتب والسلاح ثم قال: يا بني أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إلي رسول الله ودفع إلي كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين. ثم أقبل على ابنه الحسين فقال: وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تدفعه إلى ابنك علي بن الحسين. ثم اقبل إلى ابنه علي بن الحسين فقال له: وأمرك رسول الله أن تدفع وصيتك إلى ابنك محمد بن علي، فأقرأه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومني السلام. ثم أقبل على ابنه الحسن فقال: يا بني أنت ولي الأمر بعدي وولي الدم

 
 

[«« البداية] « السابق | 1 | -2- | 3 | 4 | التالي » [النهاية »»]

عدد الصفحات : 4 - انت في الصفحة رقم : 2 .

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net