بشراكم
بشراكم
عطاء الدم اكرومة لا يدانيه كمال جود ..
نجباء البرية وأخيارها الشمم لاح بشرهم أعلام..
جادوا بالأنفس طوعا كغيث السماء اذ همى يروي ظمأ الزمن
دمكم زيت قناديل أسرجت فمحت عتمة وأضاءت كل فناء ..
ضوع عرفكم من نجيعكم زكا ، أين منه رضاب المسك والعنبر
على محياكم آيات الإباء سمت وهي تترنم
ترتلكم ملائكة السماء تسبيحة صباح ومساء..
ذروة المجد زهت اذ بلغتموها وانحنت تيجانها خشعا اذ وطئتموها
بعث الحياة وموت المنون ..والحياة في موتكم قاهرين..
صنع الحياة ونواصيها بكم منعقد.. والموت في حياتكم مقهورين
وحياة أهل الذلة الموت المتمحض..
قالها أبيّ الضيم :"من تخلف عنا لم يبلغ الفتح"
وصدحت تعلو الآفاق مقولته فتلقفتها أيد انبرت تقارع السلاح بالسلاح
واصطنعتم أمثولة عز احتفت بها دهور وأزمان
وكربلاء منارة دروبنا نحث الخطى لنيل النصر والنصر..
فلا غرو أنكم نهلتم من صفو معينها الزلال
ونصر الله عمد شامخ ووتد راسٍ دونه فل الراسيات
أيا أيها الشهداء : الخطوب بإقدامكم أضحت سراباً
ووقع الاسنة والنزال تبدت حروفا من اللهب تطاير شررا
وانسكبت بها بيارق الانتصار وهي تعلو خافقة ،تظلل جباه ونواص أبت الانحناء لغير العزيز الجبار .
بقلم الشيخ علي سليم
