هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (129)
---> شهر رمضان (131)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (25)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (223)
---> قرانيات (78)
---> أسرة (20)
---> فكر (128)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (95)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (5)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أُسْوَةٌ حَسَنَة

 رسالة نهج الإمام الصادق(ع)

 الإمام الصادق (ع) والمذاهب الاسلامية

 حقوق النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 من دلالات موت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وآثاره

 الفجيعة الأعظم بوفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله.

 أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثّار

 «أربعون» سيّد الشُّهداء عليه السّلام

 حُفظ الإسلام بعاشوراء

 هجرة الرسول (ص) تمهيد لاسئصال الشرك ونشر الاسلام

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 نستنكر اعتقال سماحةالشيخ حسين المعتوق في الكويت

 أشعار حول السجن وأحوال السجناء وأقوالهم

 فلسفة البکاء والعزاء على الإمام الحسين(عليه السلام)

 من فضائل واقوال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

 الجمهورية اللبنانية والإطار الوظيفي..(1)

  آداب وسنن

  الصحيفة السجادية

  بحث تاريخي عن الصوم

 الجفر

  من ادعية شهر الله اللّهمَّ حبّب إليّ فيه الإحسان

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1240

  • التصفحات : 8944724

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : مقالات .

              • الموضوع : رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أُسْوَةٌ حَسَنَة .

رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أُسْوَةٌ حَسَنَة

رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أُسْوَةٌ حَسَنَة

قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب:21

يقال لي في فلان أسوة (بالكسر والضّمّ) أي قدوة، أي إنّي أقتدي به

وقال ابن منظور: الأسوة والإسوة: القدوة.

ويقال: إئتس به أي اقتد به وكن مثله.

الاسوة بمعنى القدوة الذي يُتبَّع في الأقوال والأفعال والصفات الشخصية

والأسوة من الاتسّاء كالقدوة من الاقتداء أصلها (أسو) بمعنى المداواة والإصلاح بصيغة الاخبار تتضمن الدعوة والالزام بالتأسي برسول الله(ص)

(الا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه)

اختار الله رسوله الكريم (ص) لأنه أكمل الخلق وقد تولى صنعه وتربيته وتأديبه (أدبني ربي فأحسن تأديبي) (من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها الله فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما)

وعن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)

 (اقتدوا بهدي نبيّكم فإنه افضل الهدي، واستنوا بسنته فإنها اهدى السنن.

" وقال عليه السلام :  فتأسَّ بنبيِّك الأطيب الأطهر (صلى الله عليه وآله) فإنَّ فيه أُسوَةً لمن تأسَّى وعزاءً لمن تعزَّى، وأحبُّ العباد إلى الله المتأسِّي بنبيّه...

ولماذا التأسي بنبيه؟

لان التأسي به (ص) اتباع للقران (كان خلقه القرآن) (الا واني تارك فيكم الثقلين احدهما كتاب الله عز وجل هو الحبل الى الله ومن تبعه كان على هدى ومن تركه كان على الضلالة)

...وعلم أن الله تعالى أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره.

ولا قدرة على الوصول إلى منزلة رسول الله (ص) لكننا مطالبون ببذل الوسع (الا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد)

وكلما ارتقت حالة التأسي ارتقت منزلة المتأسي (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)

إن التأسي به لا يقتصر على حياته الشخصية بل على القادة أن يتاسوا به كأعظم قائد ومصلح وهكذا على الآباء والأزواج والأصدقاء وغيرهم التأسي به في جانب ابوته وزوجيته وصداقته وقيادته وحكمه وعبوديته بالله تعالى.

وهو (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَه وأَحْمَى مَوَاسِمَه يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْه مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وآذَانٍ صُمٍّ وأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِه مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ ومَوَاطِنَ الْحَيْرَة )

. والتأسي يتطلب دراسة سيرته المباركة وتحليلها

 

كيف نقتدي بالنبي (صلى الله عليه وآله)؟

لم تكن الدعوة  للتأسي برسول الله (ص) الا لما  اشتمل عليه من الشمائل الحسنة والخلال النبيلة، والقيم الإنسانية العليا، في خُلُقه وسلوكه وأدبه وشمائله.

وما قوله تعالى فيه: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ التوبة: 128    الا غيض من فيض صفات الكمال فيه .

ولا تصدق دعوى المحبّة له إلّا باتّباعه وسلوك نهجه وسبيله، فمن سلك طريقه وتابعه في جميع أقواله وأفعاله فقد صدق في المحبة له.

وتتجلّى عملية الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وآله) بأمور عديدة، منها

 

أولاً: الاقتداء بسلوكه الشخصي

أ. زهد النبي (صلى الله عليه وآله):

ولقد كان يأكلُ على الأرض ويجلسُ جلسَةَ العبدِ ويخصِفُ بيده نعلَهُ ويرقع ثوبَهُ ويركبُ الحمار العاري...

فأعرَضَ عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه وأحبَّ أن تغيب زينتها عن عينيهِ..

ولقد كان في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يدُلُّكَ على مساوئِ الدنيا وعيوبِها إذ جاع فيها مع خاصَّتِهِ وزُوِيت عنه زخارفها مع عظيم زُلْفَتِهِ

قال (صلى الله عليه وآله): "عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، قلت: لا يا ربّ ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك"

عبادته وخوفه من الله تعالى: عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم على أطراف أصابع رجله فأنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾"( طه 2_ 1)

ثانياً: الاقتداء بسلوكه الاجتماعي

وعلى مستوى العلاقات التي تحكم الإنسان بالآخرين

أ. حديثه وكلامه: فلم يكن صلوات الله عليه سباباً ولا فحاشاً، وكان إذا حدّث بحديث، تبسّم في حديثه، وكان يكلّم الناس على قدر عقولهم.

ب. تواضعه: فمن علامات تواضعه أنّه كان يبدأ بالسلام على الناس، وينصرف إلى محدّثه بكلّه وكان آخر من يسحب يده إذا صافح، وإذا أقبل جلس حيث ينتهي به المجلس، وكان يذهب إلى السوق ويحمل بضاعته بنفسه، ويشارك أصحابه وجنده في العمل  ، فقد ساهم في بناء المسجد في المدينة، وعمل في حفر الخندق في غزوة الأحزاب.

ويصفه أبو ذر الغفاري قائلاً: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجلس بين ظهرانيّ أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إليه أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه"

ج. حلمه وعفوه: كما تقدم كان خلقه القرآن , فكل ما امر الله به في كتابه فكان اول من يتصف به كالحلم والعفو والصفح، والدفع بالتي هي أحسن.

عفى عن وحشي قاتل عمه الحمزة عندما أعلن إسلامه

وتجلّى العفو عنده (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة، وقف (صلى الله عليه وآله) على باب الكعبة بعد الفتح مخاطباً أهل مكة: "ما ترون أنّي فاعل بكم"؟

قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.

قال (صلى الله عليه وآله): "فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء"

وقال (صلى الله عليه وآله): "اليوم يوم المرحمة، اليوم تراعى الحرمة"

امانته وصدقه

ورد عن الامام علي(ع) : «لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّهِ  إلَى المَدينَةِ فِي الهِجرَةِ، أمَرَني أن اُقيمَ بَعدَهُ حَتّى اُؤَدِّيَ وَدائِعَ كانَت عِندَهُ لِلنّاسِ؛ ولِذا كانَ يُسَمَّى الأَمينَ»

ورد عن الإمام الصادق(ع)  : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِر»

إنّ صفة الأمانة تكشف عن انحياز الإنسان لفطرته وضميره، وتحكّمه في رغباته، كما تدلّ على احترامه لحقوق الآخرين وأموالهم، والتزامه بتشريعات الدين

يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ النساء، الآية: 58

 ، ومن أبرز صفات المؤمنين المفلحين رعايتهم للأمانة، يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ المؤمنون، الآية: 8. سورة المعارج، الآية: 32

وقد أكّد رسول الله  أنّ الأمانة مقوّم أساس للدين والتديّن، حيث ورد عنه : «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ»

وجاء عن الإمام محمد الجواد  عن آبائه عن رسول الله : «لا تَنْظروا إلى كَثرَةِ صَلاتِهِم وصَومِهِم، وكَثرَةِ الحَجِّ، والمعروفِ، وَطَنطَنَتِهِم باللّيلِ! ولكنِ انْظُروا إلى صِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ»

وكانت الأمانة سمة مميّزة لرسول الله حتى قبل بعثته

جاء في تاريخ الطبري: (كَانَتْ قريش تسمى رسول الله  قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الأَمِينَ

و (كَانَ رَسُولُ الله  وَلَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَيْءٌ يَخْشَى عَلَيْهِ إلّا وضعه عند رسول الله ، لِمَا يُعْرَفُ مِنْ صِدْقِهِ وَأَمَانَتِهِ)

و (لَمَّا بَلَغَ خديجة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  مَا بَلَغَهَا مِنْ صِدْقِ حَدِيثِهِ، وَعِظَمِ أَمَانَتِهِ، وَكَرَمِ أَخْلَاقِهِ، بَعَثَتْ إِلَيْهِ، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ أَنْ يَخْرُجَ فِي مَالِهَا إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا)

وجاء عن علي (ع)  : «لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّه ِ إلَى المَدينَةِ فِي الهِجرَةِ أمَرَني أن اُقيمَ بَعدَهُ حَتّى اُؤَدِّيَ وَدائِعَ كانَت عِندَهُ لِلنّاسِ، ولِذا كانَ يُسَمَّى الأَمينَ...

إنّ هذا التأكيد النبوي على صفة الأمانة من خلال سيرة رسول الله ، ومن خلال أحاديثه وأقواله، يفرض على كلّ مسلم أن يلتزم هذا الخلق القويم، وأن يتحلّى بهذه السّمة المهمّة.

من تجلّيات الأمانة في السّلوك الاجتماعي الاهتمام بأداء الدَّين وعدم المماطلة

رعاية الأمانة في المال العام، حيث تكون تحت تصرف المسؤولين

وما يرتبط بالعمل في الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية، والولاية على الأوقاف والمساجد والحسينيات، واستلام الأخماس والحقوق الشرعية.

 

من أخلاق النبي في حياته الزوجية

عن النبي (ص)  قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"

فحسن التعامل والعشرة مع الأهل ليس مسألة كمالية جانبية، بل هي أصل وأساس في قيمة شخصية الإنسان، وتحديد مستوى كماله الأخلاقي، ومكانته عند الله سبحانه وتعالى

استيعاب مشاكل العلاقات الزوجية

ونجد في حياة رسول الله  هذا الدرس واضحًا، فهو  في قمّة الكمال الروحي والأخلاقي، وزوجاته يعرفن فضله، ويعتقدن بنبوته ومكانته عند الله، وقيادته وزعامته في المجتمع، لكنّ ذلك لم يمنع حصول بعض المشاكل في حياته الزوجية من قبل بعض أزواجه، فكان  يستوعب ذلك بسعة صدره، ليقول لكلِّ زوج: إنّ عليه أن يستوعب مشاكل حياته الزوجية

يقول تعالى: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴿٣‏ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ التحريم: 3-4

النبي (ص)  أسرَّ كلامًا لإحدى أزواجه، كان يجب أن تكتمه؛ لأنّ إظهاره لسائر الأزواج يسبب مشكلة وحرجًا، لكنّها لم تحفظ سرّ رسول الله ، بل أخبرت به زوجًا آخر وتآمرت معها على نشره، خلافًا لأمر رسول الله(ص)  .

ومن الموارد التي تحدث عنها القرآن، في هذا السّياق ما جاء في سورة الأحزاب، حيث يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴿٢٨‏ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًاالأحزاب، الآيات 28-29

وعن أسباب نزول هذه الآيات الكريمة جاءت روايات ذكرتها كتب التفسير والسيرة، مفادها: أنّ نساء النبي (ص)   وبعد أن رأين وفرة الغنائم التي نالها المسلمون في غزواتهم، طلبن من رسول الله  الصرف من تلك الغنائم في تلبية طلباتهنّ الرفاهية، لكن هناك أولويات عند رسول الله  للصرف على مصالح الإسلام وحاجات المسلمين، ولا يليق بشخصية النبي  أن يهتم بترفيه حياة نسائه على حساب مصالح الإسلام وحاجات المسلمين، كما ينبغي أن تكون نساؤه قدوة للآخرين في التضحية، وتحمّل صعاب الحياة، لذلك أمره الله تعالى أن يخيّر نساءه بين الصّبر على طبيعة حياته الرّسالية، أو أن ينفصل عنهنّ

 

في السيرة النبوية شواهد لبعض المشكلات في الحياة الزوجية لرسول الله

يرفعن صوتهنّ على رسول الله

اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ  فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ  يَحْجِزُه...

يراجعنه القول ويغضبن

قال عمر: كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى الأنْصَارِ إذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِن أدَبِ نِسَاءِ الأنْصَارِ، فَصِحْتُ علَى امْرَأَتِي، فَرَاجَعَتْنِي، فأنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ولِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إنَّ أزْوَاجَ النبيِّ  ليُرَاجِعْنَهُ، وإنَّ إحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ، فأفْزَعَنِي، فَقُلتُ: خَابَتْ مَن فَعَلَ منهنَّ بعَظِيمٍ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أيْ حَفْصَةُ أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ رَسولَ اللَّهِ  اليومَ حتَّى اللَّيْلِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ

إنّ جوهر أخلاق الإنسان يتجلّى في معاملته مع زوجه، فقد ورد عن النبي  أنه قال: أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحسَنُهُم خُلُقًا، وخيارُكُم خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهمْ.

وقد روي عنه : ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ، ولا أهانَهنَّ إلا لئيمٌ

وورد عن عائشة: ما ضربَ رسولُ اللَّهِ  خادمًا لَه ولا امرأةً

وعنه : «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَعِيفَين: اليَتِيم والمَرْأَة»

أجواء المودة والاحترام

ونقرأ في السّيرة النبوية شواهد كثيرة عن إغداق النبي محبّته وعطفه واحترامه لزوجاته، فلم يكن في حياته الزوجية يمارس هيبته وقوة شخصيته.

ورد عن ابن عباس: " كَانَ رسولُ اللهِ  إذا صلَّى الصُّبحَ، جلسَ في مُصلَّاه، وجلسَ النَّاسُ حولَه حتى تَطلعَ الشَّمسُ، ثم دخلَ على نِسائِه امرأةً امرأةً، يُسَلِّمُ عليهِنَّ، ويدعو لهنَّ، فإذا كان يومُ إحداهُنَّ جلسَ عِندَها"

هكذا كان  يهتمّ بلقاء أزواجه وتفقدهنّ ومحادثتهنّ وإشعار كلّ واحدة منهنّ بالاهتمام يوميًّا صباحًا ومساءً.

وفي المناقب لابن شهراشوب: أنه  كَانَ يَخْدُمُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ وَيَقْطَعُ اَللَّحْمَ

"أنَّ رَسُولُ اللهِ  يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ مَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ" ، أي يشارك زوجه في المهام المنزلية ولا يأنف من ذلك

وعن أنس، بلغَ صفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت بنتُ يهودِيٍّ فبكت، فدخلَ عليها النَّبيُّ  وهيَ تبكي، فقالَ: ما يبكيكِ؟ قالتْ: قالتْ لي حفصةُ إنِّي بنتُ يهوديٍّ، فقالَ النَّبيُّ : وإنَّكِ لابنةُ نَبِيٍّ، وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ، وإنَّكِ لتحتَ نبيٍّ، ففيمَ تفخرُ عليكِ.

"لابنةُ نَبيٍّ"، وهو هارونُ بنُ عِمرانَ ؛ لأنَّها مِنْ ذُريَّتِهِ، "وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ"، أي: موسى بنُ عِمرانَ كليمُ اللهِ

إننا بحاجة للاهتداء بهذه السيرة النبوية، لكي تكون حياتنا الأسرية أكثر سعادةً واستقرارًا، فيتحمّل كلٌّ من الزوجين ويستوعب حال الاختلاف مع زوجه، وألّا يتم اللجوء إلى استخدام العنف والإساءة في الحياة الزوجية، وأن يكون التعامل بين الزوجين قائمًا على أساس الحب والاحترام والمرح والمسرّة.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/11   ||   القرّاء : 32


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net