هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (129)
---> شهر رمضان (131)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (27)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (226)
---> قرانيات (80)
---> أسرة (21)
---> فكر (130)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (95)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (6)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)
---> العدد الرابع والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 افتتاحية العدد 44

 الانفعالات النفسية عند المراهق

 الاعمال بين الحبط والتكفير

 لبنان في مهب الرياح: المقاومة ضمانة بقائه

 في رحاب سورة ابراهيم‏ (ع)

 معارف قرآنية ... وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

 علماء قدوة

 لطائف ومعارف

 كلمات وردت في القرآن : النفس

 في رحاب الزيارة الجامعة  :  أهل الذكر

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 الأئمة عليهم السلام ودورهم في حفظ السنة النبوية

 الامام الكاظم  عليه السلام خلق ومنهجية

  شؤون تبليغية : الصدق في نقل الأخبار

  الصوم فلسفته و احكامه

 العقلانية بين التدين والالحاد

  من كلام لأمير المؤمنين في ذكر النبي(صلى الله عليه وآله)

 قراءة القرآن على الميت جائزة

  أذية المؤمن

 كلمات وردت في القرآن الكريم : ف ت ن  واشتقاقاتها   

  خلاصة سيرة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1251

  • التصفحات : 9042984

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : قرانيات .

              • الموضوع : معارف قرآنية ... وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم .

                    • رقم العدد : العدد الرابع والاربعون .

معارف قرآنية ... وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

معارف قرآنية ... وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

أعداد هيئة التحرير

 

جلالة قدر هذا الكتاب وعظمة آثاره وبركاته

من خطبة لأمير المؤمنين (ع): قال (ع): "وَخلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الأنبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا، إِذ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ، وَلا عَلَمٍ قَائِمٍ؛ كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُم مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ. وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ. مُفَسِّرَاً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ فِي جَهْلِهِ، وَبَيْنَ مُثْبَتٍ فِي الكِتَابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ فِي السُّنَّةِ نَسْخُهُ، وَوَاجِبٍ فِي السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ فِي الكِتَابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايِنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ, أوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ, وَبَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ."

بعض التوضيح:

« وناسخه ومنسوخه »

و ( النّسخ )  إزالة ما كان ثابتا

والمراد بالأوّل الحكم الرّافع للحكم الثّابت بالنصّ المتقدّم ، ويسمّى الثّاني وهو الحكم المرفوع منسوخا ومثاله قوله تعالى : (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيّة لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير اخراج . . .) البقرة : 240 .

واتفق المفسرون والفقهاء على نسخ هذه الآية بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً) البقرة 233».

وكقوله تعالى:  " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم المجادلة : 12 " .
ذهب أكثر العلماء إلى  نسخها  بقوله تعالى : ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلوة وآتوا  الزكوة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون المجادلة : 13 " .

«ورخصه وعزائمه »

و ( الرّخص ) جمع الرّخصة كغرف وغرفة وهو التّسهيل في الأمر والتّيسير .

وشرعا الإذن للمكلف بفعل ما كان ممنوعا عنه ، لسبب موجب كالإذن للمضطر بالأكل من الميتة :قال تعالى (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه)  173 البقرة .

أما المباح في الأصل فلا يسمى رخصة .

و (العزائم) جمع العزيمة والعزيمة لغة القصد المؤكد ، وشرعا الإلزام بإيجاب من اللّه سبحانه مثل

صوم شهر رمضان ، يجب تركه في حقّ المريض و المسافر ، فيكون الافطار عزيمة لهما و«الصوم » عزيمة في حقّ غيرهم من الجامعين لشرايط الوجوب.

« وخاصه وعامه »

العام هو اللّفظ الموضوع للدلالة على استغراق أجزائه أو جزئياته.

العام يشمل أفراد الموضوع بكاملها مثل قوله تعالى ( كل امرى ء بما كسب رهين) 21 الطور .

ومثل قوله تعالى «أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ »المائدة 4و5

والخاص لا يشمل إلا بعض الأفراد مثل ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم  آل عمران 50 

وإن كان اللفظ موضوعا للعموم ، مثل قوله تعالى: « يا بَني إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنّي فَضَّلْتُكُمْ عَلىَ الْعالَمينَ » لأنّ معناه خاصّ ، لأنّهم إنّما فضلوا على أهل زمانهم بأشياء خصّهم بها .

(وعبره وامثاله) العبر جمع العبرة مأخوذة من العبور وهو الاعتبار والاتعاظ بما مضى.

والمراد بعبر القرآن الآيات التي أخبرت عما أصاب أهل الفساد و الضلال ، وحذرت من بأس اللّه وعذابه كقوله تعالى (فأخذه اللّه نكال الآخرة والاولى ان في ذلك لعبرة لمن يخشى) النازعات : 25 26

وقد يستعمل في الانتقال من آثار الصّنع والقدرة إلى وجود الصّانع وصفات كماله ، قال سبحانه : « يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِاُولِى الْأَبْصارِ »النور 44


وأمّا الأمثال

والأمثال ما يضرب للتقريب الى الأذهان كقوله تعالى (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) النور 35
أو للترغيب
كقوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِأَةُ حَبَّةٍ... )261 البقرة .

أو للعبرة و العظة كقوله تعالى: (ألم تر الى الذين بدّلوا نعمة اللّه كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار ) ابراهيم 29. و غير ذلك .
( ومرسله ومحدوده )

المرسل غير المقيد كقوله تعالى في كفّارة اليمين : (. . أو تحرير رقبة . . ) المائدة : 89

وفي كفارة الظهار : (. . فتحرير رقبة من قبل ان يتماسّا . . .) المجادلة : 3

والمحدود هو المقيد (فتحرير رقبة مؤمنة ) النساء 92  .

( ومحكمه ومتشابهه )

و (المحكم ) من اللّفظ ما اتّضح دلالته و ( المتشابه ) خلافه وما يحتاج الى بيان من أهل العلم

وفي القرآن آيات واضحة الدلالة مثل « وتوبوا الى اللّه » وتسمى محكمة 

ومثل آية الوضوء وآية تحريم الميتة وغيرها كثير.

ومثال المتشابه قوله : « ثم استوى على العرش » « الرَّحْمنُ عَلىَ الْعَرْشِ اسْتَوى »

 ( بين مأخوذ ميثاق علمه)  أي على كلّ أحد لا يقبل العذر فيه  ـ

فأحكام الاسلام منها اعتقادية ، و منها عملية ، و لا عذر لمن يجهل الأصول الأولى من الأحكام الاعتقادية ، ولا يؤمن بها ، كالايمان باللّه وأنْ يوحدوه ويعرفوه ويطيعوه والايمان برسوله و باليوم الآخر .

أما الأحكام العملية فيجب على المكلف أن يعرف حكم كل فعل يمارسه ويصدر عنه ، عبادة كان أو غيرها.

( و ) بين ( موسّع على العباد في جهله )

من باب التوسعة وترك الأمور التفصيلية التي تحتاج إلى البحث والتحقيق.

فقد أخذ جلّ وعزّ معرفة وجوده عليهم ووسّع عليهم جهلهم بكنه ذاته لقصورهم عن فهمه قال تعالى : (وانّ إلى ربّك المنتهى) النجم : 42 .

فسر في الخبر انّه إذا انتهى الكلام إليه تعالى يجب الامساك ...

وكالمتشابهات التي جعل علمها مخصوصا بالرّاسخين في العلم ، وغيرهم منها في سعة.

( وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنة نسخه )

والناسخ لكي يكون حجة يجب أن يكون قطعيا ، والأصل هو عدم النسخ عند الشك في النسخ .

وعند الشيعة الإمامية في نسخ السنة القطعية كالخبر المتواتر للقرآن كلام  ، أمّا السنّة المحكيّة بخبر الواحد الظنّي، فثمّة اتفاق وإجماع على عدم جواز نسخ الكتاب بها.

يقول السيد الخوئي: "إنّ الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بالسنة المتواترة، أو بالاجماع القطعي الكاشف عن صدور النسخ عن المعصوم عليه السلام وهذا القسم من النسخ لا إشكال فيه عقلا ونقلاً، فإنْ ثبت في مورد فهو المتبع، وإلا فلا يلتزم بالنسخ، وقد عرفت أنّ النسخ لا يثبت بخبر الواحد (السيد الخوئي ، البيان في تفسير القرآن : ص 305)

ولكن لم يثبت لديهم حكم قرآني منسوخ بصورة فعلية بالسنة النبوية. وإنما قالوا بإمكان نسخ الكتاب بالسنة فقط.

فما ورد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام  يجب تأويله لقيام الدليل بأن يحمل النسخ على التخصيص، او بوجوه اخرى.  

اما علماء العامة فقد اختلفوا في جواز نسخ القرآن بالسنة حتى خبر الآحاد .

والذين ذهبوا إلى المنع احتجوا بكون القرآن قَطعيَّ الثبوت، بخلاف حديث الآحاد؛ فإنه ظنيُّ الثبوت، فكيف يَرفع الظني القطعي؟!وهذا قول جمهور الأصوليين، وقد خالفهم أهل الظاهر، واستدلوا على جواز نسخ القرآن - المتواتر - بالآحاد بعدة أدلة، نقلية وعقلية.

ومن أمثلة النسخ بخبر الواحد بحسب زعمهم قوله تعالى﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ البقرة: 180

فهذه الآية منسوخة على قول البعض بحديث: (لا وصية لوارث) وهو حديث آحاد.

( و ) بين ( واجب في السنّة أخذه ، ومرخّص في الكتاب تركه )

هذا صريح في عكس سابقه ، وهو وقوع نسخ السنّة بالكتاب.

فكان التوجه في الصلاة نحو بيت المقدس بالسُّنَّة ، ثم نُسِخَ بقوله تعالى﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامالبقرة: 144

( وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله ) .

ذكر (ابن ابي الحديد) في إيضاح هذين القولين بأن الإمام (ع) يريد من قوله الواجبات المؤقتة كصلاة الجمعة، فإنها تجب في وقتٍ خاص بها، ويسقط وجوبها في مستقبل ذلك الوقت.

 « وَمُبَايِنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ »  أي مفرقة بين محرّمات الكتاب بالشدّة والضّعف.

وقد أوضحها (ع) بقوله: « مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ. أوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَه

يشير الى ان الذنوب منها كبار ، ومنها صغار  وفرّق بينهما بأنّ الأوّل ما توعّد عليه بالنّيران ، والثاني ما اعدّ له الغفران . كما جاء في الكتاب العزيز (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) النجم 32. واللمم الصغائر لكن في الحديث « لا صغيرة مع إصرار  ولا كبيرة مع استغفار

( وبين مقبول في أدناه وموسّع في أقصاه )

الحد الأدنى من التكليف هو المقبول عند الله تعالى

والحد الأقصى منه موسّع وللمكلف اختيار ما يناسب وضعه وحاله وهمته ونشاطه .

كالصلوات الخمس تقبل في ادناها بالاقتصار على واجباتها ، وموسع في اقصاها

بالاتيان بها بآدابها ونوافلها.

وكالقيام إلى صلاة اللّيل ، فانّ قليله مقبول والكثير منه موسّع ، قال تعالى : ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَليلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قليلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقَرْآنَ تَرْتيلاً ) المزمل 4_ 1

ومثل قوله تعالى : (فكفارته (حنث اليمين) إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون  أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة )  المائدة 89.

فأدنى أفراد هذه الكفارة الاطعام ، وأقصاها تحرير الرقبة ، وليس من شك ان في قبول الأدنى توسعة على العباد .

القرآن يصف نفسه

 (ولَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً  ... قيَّما  )

قال تعالى في وصف كتابه : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى‏ عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1) قَيِّما...)  الكهف

َلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً _  قَيِّما حالان وصفيتان، أولاهما سالبة تسلب عنه كل نقص وانحراف  وأخراهما ايجابية تثبت له كل كمال.

والعوج- بكسر العين- أكثر ما يكون استعمالا في المعاني، تقول، هذا كلام لا عوج فيه، أى: لا ميل فيه.

أما العوج- بفتح العين- فأكثر ما يكون استعمالا في الأعيان تقول: هذا حائط فيه عوج.

والعوج حقيقته: انحراف جسم ما عن الشكل المستقيم، فهو ضد الاستقامة.

ويطلق مجازا على الانحراف عن الصواب والمعاني المقبولة المستحسنة.

والمراد منه وجوه:

 أحدها: نفي التناقض عن آياته كما قال: (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) [النساء: 82].

 وثانيها: أن كل ما ذكر اللّه من التوحيد والنبوة والأحكام والتكاليف فهو حق وصدق ولا خلل في شي‏ء منها ألبتة. والمقصود إبطال ما يرميه به المشركون من قولهم: «افتراه، وأساطير الأولين، وقول كاهن»، لأن تلك الأمور لا تخلو من عوج.

وقوله: قَيِّماً تأكيد في المعنى لقوله سبحانه : وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً

فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة، ولا يخلو من أدنى عوج عند السبر والتصفح.

والقيم: صفة مبالغة من القيام المجازي الذي يطلق على دوام تعهد شي‏ء وملازمة صلاحه، لأن التعهد يستلزم القيام لرؤية الشي‏ء والتيقظ لأحواله. والقيم هو مؤكد القيام ، قواما في نفسه إذ يهدي للتي هي أقوم. قال تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ (الإسراء: 9)

وتوصيف الكتاب بالقيم ‏ «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ » (الروم: 43) «وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» (البينة: 5)  لما يتضمنه من الدين القيم على مصالح العالم الإنساني في دنياهم وأخراهم. وجعله تعالى في أسمى درجات الاستقامة والإحكام.

فالقرآن مستقيم في حججه وبراهينه ، ناصح في أمره ونهيه، صادق فيما يقصه من قصصه وأخباره، فاصل فيما يقضي به‏ محفوظ من مخالطة الشياطين، لا اختلاف فيه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وجهان آخران من التفسير:

الأول- أنه قيم على ما قبله من الكتب السماوية، أي مهيمن عليها  فالآية كقوله تعالى:

 (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ‏) المائدة: 84] الآية.

الوجه الثاني- أن معنى كونه «قيّما»: أنه قيم بمصالح الخلق الدينية والدنيوية.

والكتاب إنما يكون قيما بما يشتمل عليه من المعاني، والذي يتضمنه القرآن هو الاعتقاد الحق والعمل الصالح كما قال تعالى: «يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى‏ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ»: الأحقاف: 30

وهذا الكتاب قيّم يسوقهم ويقودهم ويدلّهم على ما يصلحهم ويهيئ لهم كل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة .

 وقفات تفسيرية

قوله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ.. الحديد :3

الإمام الرّضا عليه السلام: «.. وَأمّا الظّاهِرُ فَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ عَلا الأَشْياءَ بِرُكوبٍ فَوْقَها وَقُعودٍ عَلَيْها، وَتَسَنُّمٍ لِذُراها، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لِقَهرِهِ وَلِغلَبتهِ الأَشْياءَ وَقُدْرَتِهِ عَلَيْها، كَقَوْلِ الرَّجُلِ: ظَهَرْتُ عَلى أَعْدائي، وَأَظْهَرَني اللهُ عَلى خَصْمي، يُخبِرُ عَنِ الفُلْجِ وَالغَلَبَةِ، فَهَكَذا ظُهورُ اللهِ عَلى الأَشْياءِ.

وَوَجْهٌ آخَرُ: أَنَّهُ الظّاهِرُ لِمَنْ أَرادَهُ، وَلا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَأَنَّهُ مُدَبِّرٌ لِكُلِّ ما بَرَأَ.

وَأَمّا الباطِنُ، فَلَيْسَ عَلى مَعْنى الاسْتِبْطانِ لِلأَشْياءِ بِأَنْ يَغورَ فيها، وَلَكِنَّ ذَلِكَ مِنْهُ عَلى اسْتِبْطانِهِ لِلأَشْياءِ عِلْماً وَحِفْظاً وَتَدْبيراً، كَقَوْلِ القائِلِ: أَبْطَنْتُهُ يَعْني خَبِرْتُهُ، وَعَلِمْتُ مَكْتُومَ سِرِّهِ، وَالباطِنُ مِنّا الغائِبُ في الشَّيْءِ المُسْتَتِرِ، وَقَدْ جَمَعَنا الاسْمُ وَاخْتَلَفَ المَعْنى.  تفسير نور الثّقلين

 

من امثال القرآن

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ الحج 31

قال في «الكشاف»: «يجوز أن يكون هذا التشبيه من المركب والمفرّق

بأن صور حال المشرك بصورة حال من خرّ من السماء فاختطفته الطير فتفرّق مزعا في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة.

وإن كان مفرقا فقد شبّه الإيمان في علوّه بالسماء، والذي ترك الإيمان وأشرك باللّه بالساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة، والشيطان الذي يطوح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوى بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة».

يعني أنّ المشرك لما عدل عن الإيمان الفطري وكان في مكنته فكأنه كان في السماء فسقط منها، فتوزعته أنواع المهالك.

مفردات قرآنية

التَّبُّ: الخَسار والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ .وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم

والتَّتْبِيبُ تَفْعِيلٌ: النَّقْصُ والخَسَارُ المُؤَدِّي للْهَلاَكِ، وفي القرآن الكريم ﴿ومَا زَادُوهُمْ غَيْرَ  تَتْبِيبٍ(هود:101) أي ما زادُوهم غير تَخْسِير

ومنه قوله تعالى: ﴿وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلا في تَبابٍ (غافر:37) أَي ما كَيْدُه إلاَّ في خُسْرانٍ

وتَبَّ تَباباً، وتَبَّبَ فلان: أهلكه وتَبَّتْ يَداه تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا

  وفي التنزيل العزيز: ﴿تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا

  وأن تقول: تَبّاً لفلان، أَي أَلْزَمه اللَّه خُسْراناً وهَلاكاً

وقيلَ: التَّابُّ: الرَّجُلُ الضَّعيفُ. والتَّابُّ أَيْضاً: الجمَلُ... (لسان العرب – ابن منظور)

فائدة

قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)

لم يقل نصوحة بالتاء لأن " فعولا "يستوي فيه المذكر والمؤنث كقولهم: امرأة صبور وشكور

_ معنى (او) في قوله تعالى: ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) النحل 77

إن قلت: " أو " للشك ، وهو على الله محال، فما معنى ذلك ؟

" أو " هنا بمعنى الواو، أو للشك بالنسبة إلينا، أو بمعنى " بل " ونظير ذلك قوله تعالى:           ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) الصافات 147

 وقوله : ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة) البقرة 74

 

 

 

 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/25   ||   القرّاء : 88


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net