من حديث النبي الاكرم (ص) (2)
من حديث النبي الاكرم (ص) (2)
عن الرفق والخرق
الشيخ محمد جواد مغنية (ره)
قال رسول الله (ص) الرفق يمن، والخرق شؤم....
ما وضع الرفق على شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ..
المدل لا يصعد من عمله شيء.
الرفق : اللين واللطف
والخرق: الحمق والغلظة
والمدل: المستعلي والمستظهر
أن الشرط الأول والأساس في كل داع ومرشد، اللين والتواضع، قال ، عز من قائل لنبيه الكريم(ص) : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو کنت فظا غليظ القلب
لانفضوا من حولك) آل عمران 159
ربط سبحانه إسلام من أسلم بشخصية محمد (ص) الأخاذة الجذابة، لا يستخفها الخيلاء، ولا تغلبها الأهواء. وكيف وقد أدبها من صوّرها فأحسن تأديبها، بالعديد من الآيات .
منها - على سبيل المثال - : ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم فصلت 34
فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة [للأنعام 47].
وقد كذبوه وآذوه فقال : اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون.
وفي رواية ثانية «اغفر لقومي» فلم يمنعه سوء صنيعهم عن إرادة الخير لهم، والسر أنه هو نفسه التجسيد الحقيقي للاسلام والقرآن.
ومن هنا جاء نجاح محمد (ص) في دعوته، ودانت له الرقاب طوعا لا كرها ، وانتشر الإسلام شرقا وغربا، وإن كلا من الإسلام وشخصية محمد (ص) جزء متمم للآخر، فلو جاء بالاسلام غیر محمد (ص)، أو جاء محمد(ص) بغير الأسلام ما كان للرسالة ولا للرسول هذا الوزن والخلود.
وعلى كل من يدعو دعوة الحق والخير أن يبدأ بنفسه، ويسبق إلى العمل بها قبل أن يعلم الآخرين.
جاء يهودي الى رسول الله (ص) وقال له: ادفع دينك يا محمد، وجذب رداءه حتى سقط عنه، فغضب عمر وهمّ بالرجل، فقال له الرسول(ص) : الأجدر أن تقول لي : ادفع الدين، وتأمره بحسن المطالبة، وتعينه على تحصيل حقه.
فهل يعتبر بسيرة نبيه من يعظ الناس بأسلوب التقريع والقول الشنيع؟
وإذا قيل له: رويدك أخذته العزة بالإثم . قال سبحانه : لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) الأحزاب 21.
وفي كتاب أشعة من بلاغة الامام الصادق (ع) «من إذا اوعظ أنف، وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار.
وفي أصول الكافي عن الامام الصادق (ع): أن عالما أتى عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال : أمثلي يسأل عن صلاته؟ فقال العالم : إن المدل لا يصعد من عمله شيء.
_