هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 الاحتفال بمولد النبي (ص)... بدعة أم سُنّة

 شهر رجب شهر الاستغفار

 مسؤوليتنا تجاه عاشوراء

 الآثار التّربوية و الاجتماعية و الصحّيّة للصوم

 من آداب القرآن الكريم في تعظيم النبي الاكرم (ص)

 العدالة الاجتماعية في نهج البلاغة

  تجلّيات العبادة في نطاق السلوك الاجتماعي

  عاشوراء في ضوء فكر الإمام الخامنئيّ (دام ظله)

 تجارة رابحة وميدانٌ للدعاء والتوبة

 السلام على الحسين (ع)

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7044786

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:29

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : مفاهيم .

              • الموضوع : معرفة مقامات اهل البيت عليهم السلام .

                    • رقم العدد : العدد التاسع والثلاثون .

معرفة مقامات اهل البيت عليهم السلام

معرفة مقامات اهل البيت عليهم السلام ..... وقفات مع الزيارة الجامعة

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة(ع)

 

آية الله العظمى الشيخ عبد الله جوادي آملي

 

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة(ع)

"السلام" ضدّ الخصومة، وبمعنى الموافقة الكاملة التي لا يشوبها خلاف ومنازعة، ومن لوازم هذا المعنى الانقياد والصلح والرضى وأمثال ذلك.

السلام بمعنى السلامة، وجملة "السلام عليكم" أي: السلامة من الله عليكم.

أيسر وسيلة للتكريم

إنّ تبادل السلام حين التلاقي مع الآخرين أسهل وأيسر وأعظم وسيلة لإظهار المحبّة والتكريم والتعظيم للمخاطب، وتوثيق عرى الروابط الاجتماعية.

السلام نوع تحيّة، ومرجع التحيّة إلى طلب الحياة للمخاطب، سواء الحياة الظاهرية أم الباطنية، المادية أم المعنوية.

وجاء في القرآن الكريم أنّ تحية أهل الجنة هي السلام: {تحيتهم فيها سلام}، وطبقاً لهذه الآية فإن للتحيات أنواعاً، وأعلاها السلام، لذا اختاره أهل الجنة للمحاياة.

وعليه فإنّ ملقي السلام يطلب للمخاطب بوسيلة "السلام" الحياة المقرونة بالسلامة، وهي الحياة الممنوحة من قبل الله تعالى، وفي الحقيقة إنّ معنى ذلك "سلام الله عليك"، لأن "السلام" من أسماء الله الحسنى {هو الملك القدوس السلام}، وهو تعالى مبدأ كل سلام وسلامة، وفي الدعاء:

"اللهم أنت السلام ومنك السلام ولك السلام وإليك يعود السلام".

ولأن الله تعالى هو السلام فإنّ السلام وردّه المتبادل بين اثنين (السلام عليك وعليك السلام) عبارة أخرى عن {هو الأول والآخر}.

ملاحظتان: الأولى: يمكن القول في تبيين معنى فقرات هذا الدعاء:

  • إن الله هو السلام، بمعنى أن جميع كمالات تلك الذات الأقدس سالمة من العيوب والنقائص.
  • إن الله سبحانه هو المبدأ الفاعلي لجميع الآثار النافعة والمباركة، فهو مبدأ السلام أيضاً.
  • إن الله تعالى مالك جميع الأسماء والأفعال والآثار، ومَلِك كل الأشياء فـ "السلام" أيضاً من مملوكاته وتحت سلطانه.
  • إن بيد الله جلّ وعلا إنجاز كل أمر، وهو مرجع كل شيء، وإليه تصير الأمور كافة، وإليه ينتهي كل السائرين والسالكين، وعليه فمرجع السلام هو الله أيضاً.

وبعبارة أخرى: السلام من الكلم الطيب، وكل كلام طيب يصعد إلى الله: {إليه يصعد الكلام الطيب} والصعود هو قوس الرجوع والعود إلى الله، فعود "السلام" إلى الله سبحانه.

الثانية: قال بعضهم في بيان سرّ تسمية الله سبحانه بـ "السلام":

"ما من موجود إلا وكل ما له بتسليم منه تعالى، فسمّى نفسه سلاماً مبالغة في هذه الصفة".

التحية في الجاهلية

كانت المحاياة موجودة أيضاً في عصر الجاهلية قبل الإسلام، وكانت تؤدي بصور مختلفة، مثل "حياك الله" و "أنعم صباحاً" و "أنعم مساء" ومنها "أبيت اللعن"، وهذه العبارة كناية عن الدعاء بالبعد عما يستوجب لعن الناس وتقبيحهم.

ولكن هذا التحيات ناقصة وذات بعد واحد، وشيبت ـ بمرور الزمن ـ ببعض شوائب الوثنية ومظاهر الاستعباد الجاهلي، فكان على المطيع والطبقات الدنيا أن تبدأ دوماً بإلقاء هذه التحيات للسيد المطاع وذوي الطبقات العليا، من هنا شرّعت شريعة الرسول الأكرم(ص) بإرساء قواعد تبادل السلام، لأن من الأهداف الأساسية للشريعة المحمدية إلغاء العادات الجاهلية وآداب الشرك، فالمسلمون مطالبون بالدعاء لبعضهم بالسلامة الخالصة التي لا عيب ولا نقص فيها، والخالية من الذلة والحقارة والعداوة، والنقية من الخديعة في الأمور المادية والمعنوية والضرر الجسدي والروحي، والتحية وإن كانت ليست من سنخ الدعاء، إلا أنهم في الحقيقة يضمّنون مجموعة من الأدعية في جملة واحدة.

السلام تحية إلهيّة

السلام هو أفضل تحية يحيي بها الله تعالى الأنبياء والعباد الصالحين، وهو تعالى تارة يحييهم بها بلا واسطة، كما في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}، و{سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، وتارة تكون على لسان أحد أوليائه، كما في إبلاغها لأوليائه الصالحين على لسان كليمه {وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}.

وهذا السلام ليس مختصاً بدار الدنيا جزماً، بل هو أيضاً أفضل هدية تكون من نصيب العباد الصالحين حين ملاقاة الله تعالى يوم القيامة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}.

والملائكة أيضاً تتلقى أهل الجنة بالسلام، وتدعوهم إلى مائدة نعمة الله الكبيرة: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}، كما تقبض أيضاً حين الاحتضار أرواحهم بسلام: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ}.

والحاصل: إنّ المؤمنين الصالحين يتلقون تحية السلام من كل ملاق لهم، من الملائكة حيث تقول لهم: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، ومن رفقائهم في السفر إلى الجنة: {تحيتهم فيها سلام}، بل لا يداعب آذانهم في دار السلام شيء سوى السلام المنزّه من اللغو والإثم: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا، إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا}.

لقد وصف القرآن الكريم الجنة بدار السلام، فقال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ}، {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي}. و"دار السلام" بمعنى دار الله، لأن "السلام" أحد أسماء الله الحسنى {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}.

وسمّيت الجنة بهذا الاسم تكريماً وتعظيماً لها، كما هو الحال في إطلاق "بيت الله" على الكعبة، فإما أن تكون الإضافة هنا إضافة "لامية" بحيث تصبح الجملة "دار لله"، أو تكون "دار" مضافاً إلى "السلام" إضافة بيانية، وتعطي معنى أنّ تلك الدار دار سلامة خالصة، وليس لساكنيها سوى السلامة فيها، ولا وجود فيها أصلاً لكل شر، أعم من الألم والمرض، والفقر والنصب، وفراق المحبوب والموت والهرم، والتغيير وزوال النعمة و...

وقد أمر الله سبحانه نبيه الذي أدبه فأحسن تأديبه أن يستقبل بهذه التحية جموع المؤمنين المتعلّمين: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ونحن أيضاً أُدبنا أن نحيي النبي وأهل بيته(ع) بهذه التحية حين المثول بين أيديهم، حتى بعد مغادرتهم هذه الدنيا، تعبيراً عن حبّنا وولائنا.

السلام على أئمة النور

لا فرق في عقيدتنا بين موت وحياة النبي الأكرم والأئمة المعصومين(ع)، فنقرأ في الزيارة:

"اللهم إني اعتقد حرمة صاحب هذا المشهد الشريف في غيبته كما اعتقدها في حضرته، واعلم أن رسولك وخلفاءك عليهم السلام أحياء عندك يرزقون، يرون مقامي، ويسمعون كلامي، ويردون سلامي، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم".

وعن علي(ع)، عن الرسول الأكرم(ص)، أنه قال: "يموت من مات منّا وليس بميّت".

معنى حياة الأئمة

من الواضح أنّ "الحياة" غير "إحياء الاسم والذكر" الحاصل بسبب السمعة الحسنة والسبق إلى الأعمال الصالحة.

وهذه الحياة ليست من نوع الحياة التي يثبتها الحكماء للروح ويقولون بعدم فنائها، وأنّ الإنسان إنما ينتقل بالموت من عالم إلى عالم آخر.

بل إن هذه الحياة هي ما يثبتها القرآن الكريم للشهداء، فقال تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}، وقال ردّاً على الظن الباطل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون}.

بناء على هذا، فإن حياة الشهيد حياة خاصة عند الله سبحانه، وهي خاصة بالمؤمن بطبيعة الحال، وأمّا إحياء الاسم وترك الذكرى الطيبة فليس خاصاً بالمؤمن المعتقد بالله والقيامة، بل يستطيع الكفّار أيضاً ترك ذكرى طيبة لهم.

وفي الآية السابقة تصريح بأنكم لا تستطيعون فهم طبيعة حياة الشهيد {ولكن لا تشعرون}، والحال أنّ أي أحد يمكنه أن يفهم معنى بقاء الذكر الجميل.

وإذا كان شهيد ساحة الايمان يتمتع بهكذا حياة، فأئمة النور أولى بأن يتمتعوا بهذه الحياة، بل بأرقى منها، ليس فقط لأنهم قضوا شهداء ونالوا هذا المقام، بل لأن الشهداء فازوا بهذا الفيض ببركة هدايتهم.

وتوجد شواهد أخرى تؤيد حياة الأئمة الأطهار(ع)

  • قال الرسول الأكرم(ص): "من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة".
  • أولياء الله تعالى أحياء، وهم يسمعون من يسلّم عليهم من قريب مزاراتهم، بل ويمكن التسليم عليهم من المكان البعيد أيضاً. قال النبي الكريم(ص): "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلى عليّ من بعيد بُلّغته"، وقال الإمام الصادق(ع): إذا بُعدت بأحدكم الشقّة ونأت به الدار فليعلُ على منزله وليصّل ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإن ذلك يصل إلينا.

فصحة الزيارة من بعيد وعلم تلك الذوات النورانية بها علامة أنّ حياة الأئمة(ع) حياة راقية.

  • الأئمة شهداء على أعمال الأمة، وسيشهدون يوم القيامة، وتحمّل الشهادة على الأعمال يلازم الحياة والإدراك.

ويجدر القول بأنّ الفرق الإسلامية كلها معتقدة بحياة الرسول الأكرم(ص) بعد موته، فحتى وهابيّو الحجاز ـ الذين يرون أنهم وحدهم حاملو راية التوحيد ويرمون بالشرك سائر الفرق الإسلامية ـ يعتقدون بذلك أيضاً، ولذا كتبوا الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ..} في الروضة المنورة، ويستعملون دوماً الإيماء والإشارة مع الزائرين طالبين منهم رعاية حرمة الرسول الأكرم(ص)، وأن لا يرفعوا أصواتهم في محضره، وعلى هذا، فحياة وموت الرسول الأكرم والأئمة الأطهار سواء، بمعنى أن موت تلك الذوات النورانية بمنزلة حياتهم، كما أنّ حياة بعض المجرمين بمثابة موتهم.

ونومهم ويقظتهم(ع) أيضاً سواء، ففي رواية زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: طلب أبو ذر رسول الله(ص)، فقيل: إنه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائماً، فأعظمه أن ينبهه، فأراد أن يستبرئ نومه من يقظته، فتناول عسيباً يابساً فكسره ليسمعه صوته ليستبرئ نومه، فسمعه رسول الله(ص)، فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر! تخدعني؟ أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي، كما أراكم في يقظتي، إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي

وحيث وضح معنى السلام والمقصود من التسليم، نفهم السبب في بدء أكثر الزيارات أو كلها بالسلام وتكراره في فقراتها كافة.

إشارات

  1. مظاهر اسم "السلام" المبارك

   "السلام" اسم من أسماء الذات المقدسة للباري تعالى، وسر تسميته تعالى به هو أنّ معنى وحقيقة السلام مختص بالله سبحانه بالأصالة، ومنه ينزل إلى غيره، وذكره جالب للبركة والسعد، والمداومة عليه دوام لذكر المحبوب وكثرته، ولعل سر حث الدين الإسلامي المقدس على التسليم هو هذه الأمور.

وحيث إنّ هذا الاسم ناشئ من الذات الربوبية المقدسة ومنتزع من مقام فعلها، فهو من الأسماء الفعلية لله تعالى، وهو بحاجة إلى مظهر، وعلى هذا لا تنافي بين إطلاق هذا الاسم المبارك على الله سبحانه وإطلاقه على مظاهره التامة، كأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.

 

  1. وسيلة لرفع الدرجات

الممكنات كلها، سواء المعصوم أم غيره، هي في حركة نحو الكمال المطلق بلحاظ قوس الصعود، وهذا الطلب للكمال ورفعة الدرجات موجود أيضاً في الجنة:

{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}

فيكون تسليمنا على المعصومين سلاماً تكريمياً، طلباً لعلو درجاتهم، لأنه سبب في إفاضة سلام خاص عليهم من الذات المقدسة للباري تعالى، كما أنه سبب أيضاً لحصول المسلّم على الأجر والمنزلة الرفيعة.

ملاحظة: وليس معنى رفع الدرجة أنّ تسليمنا مبدأ فاعلي وواسطة بين الله سبحانه وبين تلك الذوات النورانية، بحيث نكون نحن واسطة الفيض لهم، بل بمعنى أن الله ينيلهم فيضاً خاصاً في عرض تسليمنا عليهم وتأدبنا معهم، وهو يصل إليهم أولاً وأصالة، ومن ثم تصل رشحاته إلينا تبعاً لهم.

  1. توثيق الروابط الاجتماعية

لكل مجتمع تحية خاصة تبتني على أساس رؤيته المعرفية وطبيعة تكوينه النفسي، مثل الانحناء وتحريك الرأس ورفع اليد ونزع القبّعة و... والإسلام دين دنيا وآخرة، لذا وضع إلى جانب التعاليم المتكفلة بالسعادة الأخروية تعاليم لحسن إدارة دنيا البشر، وبما أن الإنسان كائن اجتماعي وليس بمقدوره العيش خارج الدائرة الاجتماعية فإن الإسلام وضع تعاليم خاصة من أجل توثيق عرى العلاقات الاجتماعية، ومن أحسنها تحية السلام، وقد أكد الإسلام على هذا العنصر الأساس إلى جانب تأكيده على بقية العناصر العاطفية، وفي الرواية عن علي عليه السلام عن النبي(ص)، قال:

إن للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستاً:

  • يسلّم عليه إذا لقيه.
  • ويعوده إذا مرض.
  • ويسمّته إذا عطس.
  • ويشهده إذا مات.
  •        ويجيبه إذا دعاه.
  •        ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
  1. بما أن الأبدان المادية للرسول الأكرم(ص) والأئمة الأطهار قد فارقت هذه الدنيا، وبلحاظ حضور تلك الذوات النورانية في عالم البرزخ، فمن المهم ذكر عدد من النقاط حول التسليم عليهم وردّهم عليهم السلام على الزائرين:

الأولى: إن سلام المصلين نهاية عباديتهم الصلاتية، والمخاطب به الرسول الأكرم(ص)، وكذلك سلام الزائر لولي الله في بدء زيارته، يصل إلى مسامع تلك الذوات المقدسة ويستمعون إليه، إذا ما اقترن بالأدب وتزّين له، وليس هذا وحسب، بل له أثره العملي الخاص عندهم، لأنهم مظاهر الله السميع الدعاء.

الثانية: إنّ للسلام مراتب، لأن للمسلمين درجات، وردّ الإنسان الكامل والمعصوم على السلام ـ سواء الرسول أم الإمام ـ يختلف باختلاف مراتب السلام.

الثالثة: إن التسليم على ذي الحياة الظاهرية له حكمه الفقهي الخاص، وهو وجوب الرد، لكن الراحل عن هذه الدار والفاقد للحياة المادية لا ينتظر منه تطبيق الأحكام الدنيوية الاعتبارية والآثار الفقهية الخاصة لهذه النشأة.

وعلى هذا لامعنى لتوقع سماع ردّ السلام منهم عليهم السلام، بل المرجوّ في هذه الحالات أن يحظى الزائرون في عالم البرزخ بالآثار الخاصة للسلام وإظهار المحبة، مثل الشفاعة والوساطة لنيل فيض إلهي خاص، وما شابه ذلك.

 

 

أهل بيت النبوة

"أهل" في اللغة هو الأنس والاختصاص والتعلق، ولذا عُدّ الزوج والولد والحفيد وزوج البنت من أهل المرء، وبلحاظ معنى "الأنس والتعلق الخاص" يقال: أهل الكتاب، أهل الإنجيل، أهل المدينة، أهل الذكر، أهل التقوى، أهل النار و... وشدة "الأهلية" وضعفها تابعة للأنس والتعلّق، ولذا قد يسلب عنوان "الأهل" عن أحدهم إذا ما انتفى فيه الأنس والتعلق، وإن كان بعضاً من أولاد الرجل، كما قال تعالى للنبي نوح: {إنه ليس من أهلك}

و"البيت" هو المكان الذي يأوي إليه الإنسان بالليل.

و"النبوة" مصدر "نبو" بمعنى الرفعة، ويقال لصنف من البشر "نبي" باعتبار علوّ مقامهم الروحي والمعنوي، ففضلوا على بقية الخلق، وإن كانوا مثل غيرهم في الخصوصيات الإنسانية.

 

المراد من "بيت النبوة".

ما سبق كان المعنى اللغوي للكلمات، ولكن لجملة "أهل بيت النبوة" ـوعادة ما تختصر بجملة "أهل البيت" ـ في ثقافة المسلمين شيعة وسنة معنى خاص أضيق من المعنى اللغوي، وصارت عنواناً خاصاً لأناس بأعيانهم.

والاختلاف الموجود هو في سعة دائرة هذا العنوان المركّب، وفي تعيين المخصوص بهم والمقصور عليهم، فمن هم؟

من المسلم به عند الشيعة والسنة شمول عنوان "أهل بيت" لأصحاب الكساء المشهورين بـ "الخمسة الطيبة"، وهم الرسول الأكرم(ص) وأمير المؤمنين وفاطمة المطهّرة والإمامان الحسن والحسين عليهم السلام.

وبعض العامة يرى شموله لأزواج النبي الأكرم(ص) أيضاً، وبعض آخر منهم يرى شموله لغيرهن أيضاً.

 وفي المقابل، يعتقد الشيعة بشموله لبقية الأئمة أيضاً، وإن لم يدركوا عصر الرسول الأكرم(ص).

لكن الارتباط ببيت مضاف إلى مقام النبوة بحاجة إلى أسباب خاصة، ولا يكفي فيه اللحمة السببية والنسبية و... وبهذا السبب الخاص يكون مثل الأئمة التسعة بعد الإمام الحسين من أهل بيت النبوة أيضاً، وإن لم يدركوا النبي الأكرم(ص)، بل لم يرَ بعضهم بيت النبي بمكة أو المدينة.

وعليه فليس المقصود من كلمة "بيت" في هذا العنوان المركّب البيت المادي المبني من الحجارة والطين، والباقي كذكرى لرسول الله(ص) في مكة والمدينة، بل المقصود بيت "النبوة والرسالة"، وهو بيت الشخصية الحقوقية للنبي، لا بيت الشخصية الحقيقية له(ص)، والشاهد على هذا المعنى أن القرآن الكريم حينما يذكر البيت المادي الراجع إلى الشخصية الحقيقية لا الحقوقية يذكره دوماً بصيغة الجمع، سواء أضافه إلى الرسول كما في آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} أم لم يضفه، كما في آية: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} وآية: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}؛ فبيت النبي الذي كان يجتمع فيه المؤمنون لتناول الطعام كان البيت الطيني المادي.

وبعبارة أخرى: المراد من بيت النبوة ذلك البيت الرابط بين الأرض والسماء، وليس الذي كان يعيش فيه النبي(ص) ببدنه المُلكي، وكان يبيت فيه ليله ويسكن فيه أزواجه، و... وإن كان بيته الطيني المادي جدير بالتعظيم والتقديس أيضاً، لإضافته إليه إضافة ظاهرية.

هذا البيت، "بيت النبوة والولاية"، مواد بنائه هي الفضائل والكمالات المعنوية، وما يتناسب مع مقام الولاية من أمور، وهو ليس بيت محمد بن عبد الله(ص) ولا بيوت أزواجه، وعليه فأهل هذا البيت هم وثيقو الصلة بالفضائل والكمالات.

ملاحظة: ذكرُ هذه الصفة والصفات الأخرى بعد فقرة "السلام عليكم" من باب تعليق حكم على وصف، وهو مشعر بعليّة الوصف للحكم، لأنّ الزائر يقول: السلام عليكم لأنكم أهل بيت النبوة، ولأنكم موضع الرسالة، ولأنكم.. الخ.

فأنتم مظهر إلهٍ ذاته السلام، ومنه السلام، وإليه السلام.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/14   ||   القرّاء : 1266


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net