هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (122)
---> شهر رمضان (121)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (25)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (206)
---> قرانيات (78)
---> أسرة (20)
---> فكر (128)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (88)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (5)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 من وظائف المنتظرين

 من دعاء المنتظرين : طلب النصرة والشهادة

 الإمام المهديّ (عج) وخصائص دولته

 التعامل الإنساني في سيرة الإمام علي (ع

 مراحل حياة الإمام علي عليه السلام وادواره

 من فضائل الامام علي عليه السلام على لسان المعصومين (ع)

 من غرر حكم الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

 صوت محمد (صلى الله عليه وآله)

 جميل خصال رسول الله (ص)

 وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 قواعد التعامل مع الناس

 لبنان صراع الغرب والشرق

 لطائف وفوائد

 فن التعامل مع الناس

 من مواقف وتجارب الشيخ محمد جواد مغنية(ره)

 صفات المؤمنين

 بمناسبة الذكرى 37 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية

 الإمام موسى الكاظم

 رسول الله صلى الله عليه وآله العبد المتواضع

 الجهاد

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1199

  • التصفحات : 7941709

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : قرانيات .

              • الموضوع : كلمات وردت في القرآن :الصِّرَاطَ .

                    • رقم العدد : العدد الثاني والاربعون .

كلمات وردت في القرآن :الصِّرَاطَ

كلمات وردت في القرآن :الصِّرَاطَ

إعداد الشيخ سمير رحال

الصراط «هو الطريق المستسهل  او الطريق الواضح المؤدي إلى المطلوب ولا اعوجاج فيه ، وهو طريق الله الذي نصبه لعباده على ألسن رسله.

«صراط» على قول أصلها من «سرط» بمعنى الابتلاع والازدراد، فسمي الطريق المستسهل «صراط» تصورا أن الطريق الواسع الواضح يسترط سالكيه لسعته، أو يسترطه سالكوه بالمضي فيه قدما لسهولته .

وعن  بعض آخر: « أن كلمة «الصراط» مستقلة في نفسها غير مبدلة من السراط، ويدل عليه أن الصراط ليس له اشتقاق، فلا يقال صرطت وأصرط.

وجاء في القرآن المجيد استعمال كلمة «صراط» نيفا وأربعين مرّة، وكلّها بالإفراد، ومعظمها قد جاء بمعنى دين اللّه ، أو بمعنى صراط اللّه الذي تسير مقاديره الحكيمة على وفقه. كما جاء فيه استعمال كلمة «صراط» بمعنى الطريق الواسع من الأرض في ثلاثة مواضع فقط منها ما جاء حكاية لما قال شعيب عليه السّلام لقومه: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ تَبْغُونَها عِوَجاً ... الأعراف (86).

كانوا يقعدون في الطرقات ويتهدّدون المؤمنين بشعيب، أو من يميل إلى الإيمان به.

والإنسان في حالة  كدح إلى ربه (یا ایها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) الانشقاق: 6

وسيلقاه لكن من الناس من يلاقيه ربه بالرحمة وهو: (من أوتي كتابه بيمينه) فهو: (ينقلب إلى أهله مسرورا)  ومنهم من يلاقيه بالسخط وهو: (من أوتي كتابه وراء ظهره)  فهو: (يصلى سعيرا)" الانشقاق: ۷-۹ ولكل من هذين المصيرين طريقه الخاصة:

سمى القرآن إحداهما الصراط المستقيم فقال تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم)

وسمى الطريق الأخرى "صراط الجحيم" فقال تعالى : (فاهدوهم إلى صراط الجحيم).

فالصراط هو كل طريق واسعة واضحة المعالم، سواء انتهت بسالكها إلى الجنة والحبور، أو إلى النار والبؤس. ومن بين هذه الطرق طريق واحد هو الصراط المستقيم، وأما الطرق الأخرى فهي طرق معوجة ومضللة.

واستعمل الصراط في القرآن الكريم موصوفا بالاستقامة والإستواء غالبا.

والاستقامة هي الاستواء في مقابل الانحراف والاعوجاج, وتعم الاعتقادات والملكات بل والخواطر النفسانية وأعمال الجوارح فإنها إن تطابقت مع رضا اللّه تعالى كانت مستقيمة وإلّا فهي منحرفة قال تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ [آل عمران: 101]

وقد أضيف اليه تعالى بأنحاء الإضافة كقوله تعالى: وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً [الأنعام:

 126] و(صِراطِ اللَّهِ)‏ [الشورى: 53]  و (صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) [سبأ: 6].

والصراط كما يسند إلى الله سبحانه فهو يسند أيضا إلى السائرين.

وإسناد الصراط إلى الله من حيث إن الصراط هو الدين ومصدر الدين هو الله سبحانه، ومن جهة أخرى فإن العمل بها يوصل الإنسان إلى لقاء الله.

الانحراف عن الصراط

لقد عبر القرآن الكريم عن الانزلاق عن الصراط بنحوين:

فتارة صور الصراط عموديا ووصف الخروج عنه ب (الهويّ) فقال: ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (طه 81). بمعنی السقوط والهبوط وهو يدل على أن طريق كمال الإنسان عمودي ويتجه إلى الأعلى.

وتارة صوّر الصراط بالحركة الأفقية ووصف الخروج عنه بأنه (نكوب) وانحراف

والنكب والنكوب‏ العدول عن الطريق والميل عن الشي‏ء . قال تعالى: وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقیم * وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون المؤمنون 74

‏والمراد بالصراط، الذي هم ناكبون عنه: الصراط المستقيم الموصل إلى الجنة المذكور في قوله قبله‏ (وَانَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏) المؤمنون (72)

الصراط والسبيل

والسبيل هو الطَّريق السّهل، جمعه سُبُل وسُبْل. يذكَّر ويؤنَّث. قال تعالى: {وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً}، وقال جلّ ذكره: {قُلْ هذه سَبِيلِي} أَي مَحَجّتي وسنَّتي وطريقي. وقوله تعالى: {يالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً}، أَى سببًا ووُصْلة.

ويستعمل السّبيل لكلّ ما يتوصّل به إِلى شىء خيرا كان أَو شرًّا.

الصراط المستقيم والسبل المنحرفة

ان الصراط والسبيل وإن كانا متقاربين من حيث المعنى لكن لم يضف الصراط الى غيره تعالى إلّا نادرا بخلاف السبيل فإنه أضيف إلى غيره تعالى كثيرا.

وكلمة الصراط استعملت في القرآن الكريم في جميع المواضع بصيغة المفرد خلافا لكلمة السبيل التي استعملت في صيغتي المفرد والجمع: قال تعالى :وأن هذا صراطی مستقیما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل [الأنعام: 153] وقال تعالى: لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا العنكبوت: 69

والسر في عدم قبول الصراط للتعدد هو أن الصراط يستند إلى الله وأنه من الله وإليه ، والطريق الإلهي المستقيم هو واحد ليس أكثر. وكل ما هو بخلافه فهو (سبيل الغي)، أما الطرق المنحرفة (السبل) فهي كثيرة.

والقرآن الكريم يعد اتباع الصراط المستقیم عاملا للوحدة والنجاة من التفرقة، وإن اتباع السبل المنحرفة مدعاة للتفرقة والتشتت: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله الأنعام، 153 وفي رواية أن النبي ص في توضيح هذه الآية الكريمة رسم خطا مستقیما ثم رسم حوله خطوطا أخرى ثم قال: هذا الخط المستقيم طريق الرشد وهذه الخطوط الأخرى هي الطرق التي على رأس كل واحد منها شيطان يدعو الى ذلك الطريق ثم تلى هذه الآية الكريمة.

الصراط المستقيم والسبل الإلهية

في مقابل الطرق المنحرفة التي ورد النهي عن اتباعها: ولا تتبعوا السبل

يذكر القرآن: «سبل الله» والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا العنكبوت: 69.

وسبل الله هي الطرق الفرعية التي ترتبط بالطريق الرئيسي (الصراط) وإذا لم ينته السبيل إلى الصراط فهو من طرق الضلال .

وسبل الله الكثيرة غير منفصلة عن الصراط المستقيم الواحد

وعلاقة سبل الله مع الصراط المستقيم يمكن تصويرها بنحوين

أ. أن تكون السبل طرقة فرعية تتصل بالصراط فمثل الصراط المستقيم والسبل المؤدية إليه كالأضواء الضعيفة المتعددة التي تتصل بالشمس او مثل البحر وما يتفرع عنه من الجداول فالبحر يفيض على الكل والكل مستفيض من البحر وكلها موصوفة بالاستقامة والرشاد وبإزائها الاعوجاج والانحراف والسبل المنحرفة المتفرقة هي سبل الشيطان.

ب. إن الصراط المستقیم بما له من وحدة منبسطة وواسعة يشمل بسعته الطرق الفرعية (السبل) أيضا.

وعلى أساس هذا التصوير، فالطرق الفرعية تقع في الحقيقة في متن الصراط، وتعد من مراحله ومراتبه الأساسية.

استقامة واستواء الصراط

وصف الصراط الإلهي بالاستقامة ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه.. ) الأنعام: 153

كما وصف بالاستواء في الآية: (فستعلمون من أصحاب الصراط السوي)طه 135

والسوي: فعيل بمعنى مفعول، أي الصراط المسوّى، وهو مشتق من التسوية.

وهذا كقوله: وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا  [الفرقان: 42]

حصانة الصراط المستقيم من كيد الشيطان

وحصانة الصراط المستقيم من كيد الشيطان  ذكرها القرآن الكريم بوضوح، قال الل

 سبحانه: رب بما أغويتني لأزيننّ لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين

 قال هذا صراط عليّ مستقيم ..الحجر 41

فمن الممكن أن يجذب الشيطان السالكين في الصراط المستقيم لكنه لا قدرة له أبدا على النيل من أصل الطريق لان مصاديق الصراط المستقيم في العالم العيني الخارجي هي: (الدين) و(القرآن) و(الأئمة المعصومون) وهؤلاء محصنون من كيد الشيطان.

وقد وصف جميع أفعاله بأنها على صراط مستقيم: إن ربي على صراط مستقیم. وعليه فإن الانحراف يتعلق بالسائرين: إلا عبادك منهم المخلصين وليس بنفس الطريق.

« الطريق والطريقة - السبيل- المنهاج»

ويشابه الصراط في المضمون مع وجوه من الاختلاف كلمات ( الطريق- السبيل- المنهاج) وجاءت بمعنى الدّين وصراط اللّه أو طريقه أو سبيله أو منهاجه الذي اصطفاه لعباده.

وجاء «طريق» بالإفراد مرادا به دين اللّه:كما في قوله تعالى(..إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‏ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى‏ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ الأحقاف (30)

وكذا كلمة طَرِيقَةً اي الحالة والسنّة كقوله تعالى: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً [16] اي شرعة اللّه ودينه .

* أمّا «سبيل  فما جاء مجموعا فقد جاء للدلالة على سبل الأرض، أو سبل الرّزق، أو سبل السلامة والنجاة في الدنيا، أو سبل الضلالة. كقوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً  طه(53) موصلة إلى ما يريد النّاس الوصول إليه.

ومنه قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) الأنعام (153). فاللّه عزّ وجلّ أمر باتّباع سبيله، وهي سبيل واحدة، ونهى عن اتباع السّبل الأخرى وهي كل ما خالف الصراط المستقيم او لم ينسجم معه.

اما قول اللّه عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا العنكبوت (69).

قيل هي سبل سلامتهم ونجاتهم وخلاصهم من أعدائهم في الحياة الدنيا،

أو سبله اي الطرق المقربة منه والهادية إليه تعالى والتي تنتهي إلى اللّه

وهي الطرق المتنوعة التي تؤدي إلى الغايات التي يحبها اللّه وتوجب محبته ورضوانه.

وهذه السبل الكثيرة  كما تقدم تتحد في طريق واحد الصراط المستقيم .

اما كلمة «منهاج»:

لم يأت في القرآن من هذه المادة إلا كلمة واحدة في قول اللّه عزّ وجلّ: ...لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً ... المائدة (48)

والشريعة في كلام العرب المشرعة التي يشرعها الناس فيشربون منها، وهي الأشياء التي أوجب اللَّه تعالى على المكلفين أن يشرعوا فيها، وأما المنهاج فهو الطريق الواضح.

قال بعضهم: الشرعة والمنهاج عبارتان عن معنى واحد، والمراد بهما الدين.

وقال آخرون: بينهما فرق، الشّرعة» ابتداء الطّريق، والمنهاج: الطّريق المستمر

وأن «الشّرعة» الطّريق الذي ربّما كان واضحا، وربّما كان غير واضح، والمنهاج: الطّريق الذي لا يكون إلا واضحا. فلمّا وقع الاختلاف بين الشّرعة والمنهاج، حسن نسق أحدهما على الآخر.

من وصف انه على صراط مستقيم

1 الله تعالى

قال اللّه عزّ وجلّ حكاية لمقالة هود عليه السّلام لقومه:

... إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى

‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ (56) هود.

وكذا قوله تعالى : «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏»

وعَلى‏ للاستعلاء المجازي، مثل‏ أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة: 5].

وكونه تعالى على صراط مستقيم هو كون سنته في الخليقة واحدة ثابتة غير متغيرة وهو

 تدبير الأمور على منهاج العدل والحكمة.

والحق سبحانه وتعالى على صراط مستقيم فى منتهى قدرته، وقهره وسيطرته، ولا شى‏ء يفلت منه، ومع كل قدرة اللّه تعالى اللامتناهية فهو لا يستعمل قهره فى الظلم.

وتمضي أحكامه ومقاديره في كلّ خلقه ضمن حدود صراط مستقيم دون ظلم لأحد.

الانبياء عليهم السلام

وجاء في سورة (الأنعام) أيضا ذكر طائفة من الرّسل عليهم السّلام، وأبان عقب

الحديث عنهم أنّه جلّ جلاله هداهم إلى صراط مستقيم، ومعلوم أنّ الصراط المستقيم

الذي هداهم إليه هو الدّين الّذي اصطفاه لعباده.

قال اللّه عزّ وجلّ فيها: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى‏ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى‏ وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَ يَحْيى‏ وَ عِيسى‏ وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَلُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ (86) وَمِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ (87)الانعام

نبي الله إبراهيم عليه السّلام

وقال اللّه عزّ وجلّ مثنيا على سيدنا إبراهيم عليه السّلام بعدّة صفات ومنها أنّه هداه إلى صراط مستقيم: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (النحل)  (121)

رسول الله (ص)

** وقول اللّه عزّ وجلّ: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ (4) يس.

فهذه شهادة من اللّه لرسوله بملازمة صراطه المستقيم.

وقول اللّه عزّ وجلّ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الزّخرف (43).

إِنَّكَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ : في عقيدتك وفي سلوكك وفي دعوتك إلى دين اللّه.

المعتصمون بالله

وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ (101).

الاعتصام بالشي‏ء لغة: هو اللّجوء إليه، والامتناع به، والاحتماء بحماه.

والاعتصام باللّه يكون بالإيمان به، والإسلام له، وعبادته وحده بصدق وإخلاص دون إشراك به، وبالعمل بمراضيه،  باللّجوء إليه وحده بالدّعاء مع إخلاص النّيّة في كلّ أمر.

هداية الله إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ بمشيئته

وهذا مضمون آيات كثيرة كما هو كل فعله ماضٍ بمشيئته ووفق حكمته.

قال اللّه تعالى: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ يونس (25)

أي: ويهدي بمشيئته الّتي لا تفارق حكمته وعلمه بما في نفوس عباده من خير إلى صراط مستقيم في مسيرتهم في حياتهم.

** لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ النور (46).

فمن علم اللّه في قلبه إرادة الحقّ والخير حبّب إليه الإيمان وزيّنه في قلبه

مبيّنات الصراط المستقيم في القرآن الكريم

وقد بين اللّه تعالى معنى الصراط المستقيم الذي يطلبه الإنسان في عدة آيات وانه:

1_ دين الله وان الدين عند الله الاسلام لقوله تعالى: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً [الأنعام: 161] فجعل الدين هو الصراط المستقيم. وقِيَماً وصف للدّين بمصدر القيام للمبالغة في قيامه على مصالح العباد، فهو دين قائم على مصالح الدنيا والآخرة أحسن القيام- لكونه مبنيا على الفطرة. عن رسول الله ص: « اهدنا الصراط المستقيم دين الله الذي نزّل جبرئیل علی محمد(ص)

_اتباع النبي (صلّى اللّه عليه وآله)

لقوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [المؤمنون: 74]

ولقوله تعالى:  وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ  الشورى 52

وقال نبي الله ابراهيم ع مخاطبا آزر (يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا) فاتباع الانبياء ع سبيل الى الصراط المستقيم.

3 عبادة الله تعالى

قال تعالى أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)يس. أعبدوني وحدي، ولا تعبدوا الشيطان معي فتشركوه في عبادتي.

4 اتباع القرآن الكريم

قال الله تعالى ﴿..قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ  سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ المائدة: ١٥-١٦

 

معنى ومصداق الصراط المستقيم في الروايات الشريفة

والروايات الشريفة تتحدث عن صراطين:

صراط في الدنيا هو في هيئة الدين، الذي هو مجموع العقائد والأخلاق والعمل ويظهر في شخصية الأنبياء والأئمة عليهم السلام، الذين هم مثال وتجسيد للدين.

عن الصادق (ع) من قوله عز وجل: (اهدنا الصراط المستقيم): نقول ارشدنا للصراط المستقيم أي للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنتك والمانع أن نتبع أهواءنا فنعطب ونأخذ بآرائنا فنهلك.

وحيث ان حقيقة الصراط هي نفس الدين الإلهي، لذلك وصف أولياء الله المعصومون أنفسهم بأنهم هم الصراط المستقيم.

عن رسول الله: «معاشر الناس، إنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون.

والصراط الثاني في عالم الآخرة يظهر بالهيئة المتناسبة مع حقائق تلك النشأة على شكل جسر أحد طرفيه موقف القيامة ونهايته جنة الرحمة.

عن مفضل بن عمر، قال سألت أبا عبد الله عن الصراط فقال: «.. وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة

فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم"

ولأجل الوصول إلى الجنة فلا سبيل سوى العبور من جهنم وإن منكم إلا واردها

وحيث إن الصراط . المستقيم هو نفس الدين، فمن لا يسلك طريق الدين فإنه يسقط من الصراط.

عوامل الهداية الى صراط مستقيم‏

1 الارادة‏ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ‏ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. تكوير 27 و 28

2. طاعة الله ...وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً. نساء  66 و 68

3. الاعتصام بالله

وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. آل‏عمران (3) 101

4. الامداد الالهي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. حمد  5 و 6

5. الانبياء

... فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ‏ ... وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. البقرة 213

6. اداء التكاليف

وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ‏ ... وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً. نساء 66 و 68

7. الايمان‏  وَ إِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. حجّ 54

8 الايمان بالآخرة وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ. مؤمنون  74

9. التسليم‏

فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى‏ ... وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ... وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ‏ ... وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً. نساء  65 و 66 و 68

10. التوحيد في العبادة‏

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. حمد  5 و 6

11شكر النعم شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. نحل 121

12 القرآن‏

إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ .... اسراء  9

13محمّد صلى الله عليه وآله‏

وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. مؤمنون  73

وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. شورى  52

مصادر البحث : القرآن الكريم

المعجم المفهرس للقرآن الكريم

مجموعة من التفاسير

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/01   ||   القرّاء : 1065


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net