هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (122)
---> شهر رمضان (121)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (25)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (206)
---> قرانيات (78)
---> أسرة (20)
---> فكر (128)
---> مفاهيم (206)
---> سيرة (88)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (5)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 التعامل الإنساني في سيرة الإمام علي (ع

 مراحل حياة الإمام علي عليه السلام وادواره

 من فضائل الامام علي عليه السلام على لسان المعصومين (ع)

 من غرر حكم الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

 صوت محمد (صلى الله عليه وآله)

 جميل خصال رسول الله (ص)

 وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ

 من حديث النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)

 من كلمات ادباء من الغرب في بيان عظمة النبي (ص)

 من أسرار اصطحاب النساء والأطفال الى كربلاء

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 لماذا تكرر التعبير بـ( من يشاء ) و ( كيف يشاء ) في القرآن الكريم

 نبذة عن سيرة بعض أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)

 حقوق الأسرة في الإسلام

  المحكم و المتشابه

 إحياء يوم الأربعين والتساؤلات المطروحة حوله

 في رحاب لغة العرب

 بحث حول المهدي عجل الله فرجه الشريف

 تجسيد الامام الحسين عليه السلام لأعلى درجات الارتباط بالله

 سيرة مختصرة للسيدة الزهراء (ع)

 الامام علي عليه السلام شهيد الجهاد والمحراب

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1196

  • التصفحات : 7897872

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : سيرة .

              • الموضوع : محمد بن أبي بكر ربيب الإمام علي (ع) .

                    • رقم العدد : العدد الثاني والاربعون .

محمد بن أبي بكر ربيب الإمام علي (ع)

محمد بن أبي بكر ربيب الإمام علي (ع)

هو محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة ولد في المدينة (بذي الحليفة) في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة في اليوم الذي خرج فيه النبي(صلى الله عليه وآله) لحجة الوداع.

أمه أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن خثعم، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، وهاجرت معه إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد الله بن جعفر الجواد، ثم قتل عنها يوم مؤتة، فخلف عليها أبو بكر الصديق، فأولدها محمدا، ثم مات عنها، فخلف عليها علي بن أبي طالب، وكان محمد ربيبه وخريجه، وجاريا عنده مجرى أولاده، رضع الولاء والتشيع مذ زمن الصبا، فنشأ عليه، فلم يكن يعرف له أبا غير على، ولا يعتقد لأحد فضيلة غيره، حتى قال علي عليه السلام: محمد ابني من صلب أبى بكر، وكان يكنى أبا القاسم (- ابن أبي الحديد - ج ٦ - الصفحة ٥٣)

رؤيا أسماء

روي أن أبا بكر خرج في حياة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في غزاة، فرأت أسماء بنت عميس، وهي تحته كأن أبا بكر متخضب بالحناء رأسه ولحيته وعليه ثياب بيض، فجاءت إلى عائشة، فأخبرتها، فبكت عائشة، وقالت: إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر؛ إنّ خضابه الدم وإن ثيابه أكفانه. فدخل النبي صلی الله عليه وآله وسلم وهي كذلك، فقال: ما أبكاها؟ فذكروا الرؤيا، فقال صلی الله عليه وآله وسلم: ”ليس كما عبرت عائشة، ولكن يرجع أبو بكر صالحاً، فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمداً يجعله الله غيظاً على الكافرين، والمنافقين“.[بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٥٦٣]

قيل: أنّه(رضي الله عنه) تزوّج أُخت السيّدة شاه زنان بنت يزدجر ملك الفرس، زوجة الإمام الحسين(عليه السلام)، وأُمّ الإمام زين العابدين(عليه السلام).

من أولاده۱ـ القاسم من ثقات أصحاب الإمامين زين العابدين والإمام الباقر(عليهما السلام)، «أحد فقهاء المدينة المتّفق على علمه وفقهه بين المسلمين»، وابنته أُمّ فروة فاطمة زوجة الإمام الباقر، وأُمّ الإمام الصادق(عليهما السلام).۲ـ جابر من أصحاب الإمام زين العابدين(عليه السلام). الإرشاد ۲ /۱۳۷ منية المريد: ۲۸۶

نشأ محمد في بيت الإمام علي وعندما شبَّ بدأت رحلته معه، وكانت رحلة طويلة وشاقة، رحلة جهاد وكفاح وقف فيها محمد مع أمير المؤمنين في صراعه ضد الباطل وشهدت له سُوح الوغى بمواقف بطولية رائعة فكان كالجبل الأشم لا تهزّه الأعاصير عند اشتباك الحرب وتلاحم السيوف والرماح متسلحاً بعقيدته في الدفاع عن الحق بيده ولسانه، فكان أحد المحامدة الذين قال فيهم أمير المؤمنين: (إن المحامدة تأبى أن يُعصى الله) وهم: محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة، ومحمد بن الحنفية. لم بفارق محمد الحق منذ اتبعه وظلَّ ملازماً للإمام حتى استشهاده في مصر،(محمد طاهر الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة)

كان من شرطة الخميس، ومن أمرائهم في الكوفة.

وكان ممن حضر دار عثمان بن عفان ، ودخل عليه ليقتله فقال له عثمان لو رآك أبوك لساءه فعلك ، فتركه وخرج .

 

حرب الجمل

خاض محمد بن أبي بكر حربا ضارية ضد أخته " عائشة بنت أبي بكر " ، وطلحة ، والزبير الناكثين ، وكان على الرجالة في جيش الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ولما اشتد القتال ، واشتعلت نار الحرب ، وحصدت الرؤوس ، وقطعت الأيدي نادى الإمام ( عليه السلام ) ما أراه يقاتلكم غير هذا الهودج اعقروا الجمل فإنه شيطان ، وإلا فنيت العرب ، ولا يزال السيف قائما وراكعا يحصد الرؤوس حتى تقدم عمار بن ياسر ، ومالك الأشتر ، ومحمد بن أبي بكر ، فضربا عجز الجمل فوقع لحينه . وضرب بجرانه الأرض ، وعج عجيجا لم يسمع بأشد منه ، فما هو إلا وصرع حتى فر الرجال من حوله فرار المعزى من الأسد ، وطار كالجراد في الرياح العاتية الشديدة وسقط الهودج ، فصاح الإمام ( عليه السلام ) إقطعوا البطان ، فقطعه محمد بن أبي بكر " أخو عائشة " وأخرج الهودج .

فقالت عائشة : من أنت ؟

فقال محمد : أبغض أهلك إليك ، فقالت ابن الخثعمية ؟

فقال محمد : نعم ولم تكن دون أمهاتك .

فقالت عائشة : لعمري بل هي شريفة ، دع هذا ، الحمد لله الذي سلمك .

فقال محمد : قد كان ذلك ما تكرهين .

فقالت عائشة : يا أخي لو كرهته ما قلت الذي قلته .

فقال محمد : كنت تحبين الظفر وإني قتلت ؟

فقالت عائشة : قد كنت أحب ذلك ، ولكنه لما صرنا إلى ما صرنا إليه أحببت سلامتك لقرابتي منك ، فاكفف ، ولا تعقب الأمور ، وخذ الظاهر ولا تكن لومة ولا عذلة .

وجاء الإمام ( عليه السلام ) وقرع الهودج برمحه وقال يا حميراء : بهذا أوصاك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

فقالت : يا ابن أبي طالب ملكت فاصفح ، وظفرت فاسجع .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : والله ما أدري متى أشفي غيظي ؟

أحين أقدر على الانتقام يقال لي لو غفرت ؟ أم حين أعجز من الانتقام فيقال لي : لو صبرت بلى أصبر ، فإن لكل شئ زكاة ، وزكاة القدرة والمكنة العفو والصفح ، ثم التفت ( عليه السلام ) إلى محمد بن أبي بكر وقال : شأنك بأختك فلا يدن منها أحد سواك ، وأمر الإمام فاحتملت عائشة بهودجها إلى دار عبد الله بن خلف

ولايته لمصر

ولى أمير المؤمنين محمد بن أبي بكر على مصر. بعد أن عزل عنها واليها قيس بن سعد وكان أمير المؤمنين قد ولاه مصر. بعد محمد بن أبي حذيفة. وكان سبب عزله أن قرية من قرى مصر متعصبة لعثمان أبت الدخول في طاعة أمير المؤمنين وكان رأي قيس بن سعد أن يهادنهم ويتألفهم فكتب بذلك كتاباً إلى أمير المؤمنين يخبره بالموقف في مصر

فكتب إليه أمير المؤمنين(ع) (بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فإن دخلوا فيما دخل المسلمون وإلا فناجزهم إن شاء الله).

قال الطبري : 3 / 553 : « فلما بلغ ذلك علياً اتهم قيساً ، وكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا ، وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف فأبى قيس بن سعد أن يقاتلهم وكتب إلى علي إنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحفاظ منهم ، وقد رضوا مني أن أومن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، وقد علمت أن هواهم مع معاوية ، فلست مكايدهم بأمرأهون علي وعليك من الذي أفعل بهم ، ولو أني غزوتهم كانوا لي قرناً وهم أسود العرب ، ومنهم بسر بي أرطاة ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج ، فذرني فأنا أعلم بما أداري منهم ! فأبى علي إلاقتالهم وأبى قيس أن يقاتلهم ، فكتب قيس إلى الامام علي إن كنت تتهمني فاعزلني عن عملك ، وابعث إليه غيري لكن قيساً ارتكب خطأ قاتلاً فأطلق سراح شخصين سفَّاكين للدماء : معاوية بن خديج السكوني وبُسر بن أبي أرطاة ، كان محمد بن أبي حذيفة ( رحمه الله ) حبسهما لئلا يفسدا مصر. فلما أتاه هذا الكتاب قال له عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين أبعث محمد بن أبي بكر على مصر يكفيك أمرها وأعزل قيساً والله لقد بلغني أن قيساً يقول والله إن سلطاناً لا يتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب أن لي ملك الشام إلى مصر وإني قتلت بن مخلد قال وكان عبد الله بن جعفر أخاً لمحمد بن أبي بكر لأمه فبعث علي محمد بن أبي بكر على مصر وعزل عنها قيس).

ولما وصل محمد بن أبي بكر إلى مصر قرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين(ع). (بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به عبد الله علي أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر وأمره بتقوى الله في السر والعلانية وخوف الله عز وجل في الغيب والمشهد وباللين على المسلمين وبالغلظة على الفجار وبالعدل على أهل الذمة وبإنصاف المظلوم وبالشدة على الظالم وبالعفو عن الناس وبالإحسان ما استطاع والله يجزي المحسنين ويعذب المجرمين وأمره أن يدعو من قبله إلى الطاعة والجماعة فإن لهم في ذلك من العافية وعظيم المثوبة ما لا يقدرون قدره ولا يعرفون كنهه وأمره أن يجبي خراج الأرض على ما كانت تجبى عليه من قبل لا ينقص منه ولا يبتدع فيه ثم يقسمه بين أهله على ما كانوا يقسمون عليه من قبل وأن يلين لهم جناحه وأن يواسي بينهم في مجلسه وليكن القريب والبعيد في الحق سواء وأمره أن يحكم بين الناس بالحق وأن يقوم بالقسط ولا يتبع الهوى ولا يخف في الله عز وجل لومة لائم فإن الله جل ثناؤه مع من اتقى وأثر طاعته وأمره على ما سواه).

لم يفعل محمد بن أبي بكر أي شيء لتعزيز مركزه، ولم يقدم على أي خطوة تؤهله لقتال هؤلاء المعتزلين كما أمره بذلك أمير المؤمنين(ع). بل بعث برسالة يبلغهم فيها أما بالدخول في الطاعة أو الخروج من البلاد.

لقد ضعف مركز محمد بن أبي بكر بعد مقتل ابن مضاهم، وتأثر الناس بالدعاية الأموية حيث بثت وسائل إعلام المعادين في أهل مصر. بالطلب بدم عثمان الذي قتل ظلماً لقد تجاهل محمد بن أبي بكر وسائل اعلام الامويين، ولم يفعل إزاءها ما هو مناسب ولم يأخذ حذره منهم، فترك كثير من الناس معسكره.

فلما علم أمير المؤمنين(ع) بتضعضع قوة محمد وانفضاض الناس من حوله كتب إلى مالك بن الحارث الاشتر وهو يومئذ بنصيبين خرج الاشتر إلى مصر فلما انتهى إلى القلزم وشرب شربة من عسل قد جعل فيه سماً فلما شربها مات. ولما سمع معاوية بن أبي سفيان ذلك قال: إن لله جنوداً من عسل، ثم اقبل على أهل الشام وقال: كان لعلي ابن أبي طالب يمينان أحدهما قطعت في صفين وهو عمار بن ياسر، والآن قطعت الثانية وهو مالك الاشتر.

أما مسلمة بن مخلد ومعاوية بن حديج ومن شايعهم من العثمانية في مصر فقد كتبوا كتاباً إلى معاوية بن أبي سفيان  عجل علينا خيلك ورجلك فإن عدونا قد كان علينا حرباً وكنا فيهم قليلاً فقد اصبحوا لنا هائبين واصبحنا لهم مقرنين فإن يأتنا الله بمدد من قبلك يفتح الله عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل والسلام عليك).

فلما وصل عمرو بن العاص إلى مصر، اجتمعت إليه العثمانية. وكتب إلى محمد بن أبي بكر كتاباً فلما قرأ محمد بن أبي بكر الكتابين كتب كتاباً إلى أمير المؤمنين(ع) يطلب فيه العون والمدد، ويخبره بالموقف عنده. وارسل مع كتابه كتابي معاوية بن أبي سفيان وعمر بن العاص. فلما قرأ أمير المؤمنين الكتب، كتب إلى محمد ومما فيه ( ....فإني نادبٌ إليك الناس على الصعب والذّلول، فاصبر لعدوّك وامض على بصيرتك وقاتلهم على نيتك، وجاهدهم صابراً محتسباً، وإن كانت فئتك أقل الفئتين فإن الله قد يعز القليل، ويخذل الكثير. وقد قرأت كتاب الفاجر بن الفاجر معاوية والفاجر ابن الكافر عمرو، المتحابين في عمل المعصية، والمتوافقين المرتشيين في الحكومة، المفكرين في الدنيا، قد استمتعوا بخلاقهم، كما استمتع الذين من قبلهم بخلاقهم، فلا يَهُلْك ارعادهما وإبراقهما، وأجبهما إن كنت لم تجبهما بما هما أهله، فإنك تجد مقالاً ما شئت والسلام).

ثم وبعد أن وصله كتاب أمير المؤمنين(ع)، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، يرد فيهما بما قالاه، وينتدب لقتالهما، وخرج محمد بن أبي بكر في ألفي رجل. وكان على رأس جيش الشام عمرو بن العاص.والتقى الجيشان ودارت بينهما معركة عظيمة، فكانت الغلبة في البداية لجيش محمد، إلا أن عمرو بن العاص استنجد بجيش الشام، فجاءه المدد وكان يفوق جيش محمد اضعافاً، فاحتوشوا جيش محمد من كل مكان وقتلوا معظم رجاله وفر الباقون، وقتل بشر بن كنانة. وفر محمد بن أبي بكر، ثم القي القبض عليه من قبل معاوية بن حديج.

قال المدائني: أن عمرو بن العاص لما قتل كنانة أقبل نحو محمّد بن أبي بكر، وقد تفرّق عنه أصحابه، فخرج محمّد مستمهلا، فمضى في طريقه حتى انتهى إلى خربة، فآوى إليها، وجاء عمرو بن العاص حتى دخل الفسطاط، وخرج معاوية بن حديج في طلب محمّد، حتى انتهى إلى علوج على قارعة الطريق، فسألهم: هل مرّ بهم أحد ينكرونه؟ قالوا: لا.

قال أحدهم: إنّي دخلت تلك الخربة، فإذا أنا برجل جالس.

قال ابن حديج: هو هو وربّ الكعبة، فانطلقوا يركضون، حتى دخلوا على محمّد، فاستخرجوه وقد كاد يموت عطشاً، فأقبلوا به نحو الفسطاط.

قال: ووثب أخوه عبدالرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان في جنده، فقال: لا والله لا يقتل أخي صبراً، ابعث إلى معاوية بن حديج فانهه، فأرسل عمرو بن العاص: أن ائتني بمحمّد.

فقال معاوية: أقتلتم كنانة بن بشر، ابن عمي وأُخلي عن محمّد! هيهات! (أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ اُوْلَئِكُمْ أمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ) .

فقال محمّد: اسقوني قطرة من الماء، فقال له معاوية بن حديج: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة أبداً، إنّكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائماً محرماً، فسقاه الله من الرحيق المختوم، والله لأقتلنك يا ابن أبي بكر وأنت ظمآن، ويسيقيك الله من الحميم والغسلين.

فقال له محمّد: يابن اليهودية النساجة، ليس ذلك اليوم إليك ولا إلى عثمان، إنّما ذلك إلى الله يسقي أولياءه ويظمىء أعداءه، وهم أنت وقرناؤك ومن تولاك وتوليته، والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني ما بلغتم.

فقال له معاوية بن حديج: أتدري ما أصنع بك؟ أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثمّ أحرقه عليك بالنار.

قال: إن فعلتم ذاك بي فطالما فعلتم ذاك بأولياء الله، وأيم الله إنّي لأرجو أن يجعل الله هذه النار الّتي تخوفني بها برداً وسلاماً، كما جعلها الله على إبراهيم خليله، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك، كما جعلها على نمرود وأوليائه، وإنّي لأرجو أن يحرقك الله وإمامك معاوية، وهذا ـ وأشار إلى عمرو بن العاص ـ بنار تلظى، كلما خبت زادها الله عليكم سعيراً.

فقال له معاوية بن حديج: إنّي لا أقتلك ظلماً، إنما أقتلك بعثمان بن عفان.

قال محمّد: وما أنت وعثمان! رجل عمل بالجور، وبدل حكم الله والقرآن وقد قال الله عزّ وجلّ: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) [٣]  (فَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [٤] (فَاُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [٥] فنقمنا عليه أشياء عملها فأردنا أن يخلع من الخلافة علنا، فلم يفعل، فقتله من قتله من الناس.

فغضب معاوية بن حديج، فقدمه فضرب عنقه، ثمّ ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار [٦] . وذلك في الرابع عشر من صفر سنة 38 هجرية.

وقال الأستاذ الورداني في كتاب الشيعة في مصر / 109 : « يقع مرقده في بلدة ميت دمسيس التابعة للمنصورة ، وهناك قبر ناحية الفسطاط يقال له محمد الصغير ، والعامة يعتقدون أنه محمد بن أبي بكر ، إلا أن الراجح أن مرقده ناحية المنصورة » استشهد محمّد بن أبي بكر (رضي الله عنه) وكان له من العمر ثمان وعشرون سنة، وكانت مدة ولايته خمسة أشهر.

إن الحوار الذي جري بين محمد بن أبي بكر وبين آسره يظهر عظمة تلك الشخصية وشموخها والآباء والعزة المستمدة من علي عليه السلام ونكتشف الإخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام .

لقد كان لمقتل محمد بن أبي بكر اثر كبير وتأثير عظيم على قسم كبير من المسلمين فرحا وحزنا

فنجد أمير المؤمنين عليه السلام قد حزن عليه اشد الحزن وفي المقابل نجد أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخت معاوية زوجة النبي صلى الله عليه واله وضرة عائشة قد فرحت فرحا شديد بل قد شمتت بمقتله وخاصة من عائشة وهذه الشماتة تظهر مدى الحقد الدفين في قلبها هل هو على الإسلام كحال بني أمية أم على علي وأصحاب علي أم على ضرتها عائشة ؟؟؟

الغارات ( 2 / 756 ) : ( ولما سمعت أمه أسماء بنت عميس بقتله كظمت الغيظ حتى شخبت ثدياها دماً

قال الثقفي في الغارات ( 1 / 285 ): (لما قتل ووصل خبره إلى المدينة مع مولاه سالم ومعه قميصه، ودخل به داره اجتمع رجال ونساء! فأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي(صلى الله عليه وآله) بكبش فشُوِيَ، وبعثت به إلى عائشة وقالت: هكذا قد شُوِيَ أخوك! حلفت عائشة لا تأكل شواءً أبداً ، فما أكلت شواءً بعد مقتل محمد حتى لحقت بالله! وما عثرت قط إلا قالت: تعس معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج).

 مع كل هذا الحزن لم نجد عائشة تُحرض على الثأر من معاوية لمقتل أخيها، كما فعلت لمقتل عثمان , إن معاوية لما حج قدم فدخل على عائشة ، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة فقالت لمعاوية : أأمنتَ أن أخبئ لك رجلاً يقتلك بأخي محمد ؟ قال معاوية : « لا أخاف ذلك لأني في دار أمان ، لكن كيف أنا في حوائجك ؟ قالت : صالح (أرضاها بالمال). قال : فدعيني وإياهم حتى نلتقي عند الله » . شرح الأخبار ( 2 / 171 )

 

وحدث الفزاري أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه لم يخرج من الشام حتى قدمت البشرى من قبل عمرو بن العاص تترى يتبع بعضها على أثر بعض بفتح مصر ، وقتل محمد بن أبي بكر ، وحتى أذَّن معاوية بقتله على المنبر ، فقال له : يا أمير المؤمنين ما رأيت يوماً قط سروراً مثل سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك ابن أبي بكر ! فقال علي ( عليه السلام ) : أما إن حزننا على قتله على قدر سرورهم به ، لا بل يزيد أضعافاً سيرة أمير المؤمنين عليه السلام – ج 5

وقد قال الإمام علي (عليه السلام) عنه بعد مقتله: (فعند الله احتسبه ولدا ناصحا وعاملا كادحا وسيفاً قاطعاً وركنا رافعا). وقال عنه أيضاً: (إن حزننا عليه على قدر سرورهم به إلا أنهم نقصوا بغيضاً ونقصنا حبيباً). وقال أيضاً: (وانك يا محمد لنجيب أهل بيتك).

وقيل لعلي (عليه السلام): لقد جزعت على محمد بن أبي بكر جزعاً شديداً يا أمير المؤمنين؟ فقال: (ما يمنعني انه كان لي ربيبا وكان لبني أخا وكنت له والداً أعده ولدا).

وحزن عليّ(عليه السلام) على محمّد بن أبي بكر حتى رؤي ذلك في وجهه وتبين فيه، وقام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: ألا إنّ مصر قد افتتحها الفجرة أولو الجور والظلم الذين صدّوا على سبيل الله وبغوا الإسلام عوجاً، ألا وإن محمّد بن أبي بكر قد استشهد(رحمه الله) فعند الله نحتسبه

قيل فيه

قال الإمام علي(عليه السلام): «محمّد ابني من صلب أبي بكر».

قال الإمام الصادق(عليه السلام): «كان عمّار بن ياسر، ومحمّد ابن أبي بكر، لا يرضيان أن يُعصى الله عزّ وجل»

ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.ثمّ ينادي مناد: أين حواري علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وصيّ محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم… ومحمّد بن أبي بكر… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»

ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي: «كان محمّد من نسّاك قريش»

قال العلّامة الحلّي: «جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي(عليه السلام)»

ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي: «هو من حواري أمير المؤمنين(عليه السلام)… ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين».

الشيخ علي أمين شحيمي

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/01   ||   القرّاء : 1118


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net