الشيخ الداعية محمد الغزالي يفضح السلفية الوهابية
الشيخ الداعية محمد الغزالي يفضح السلفية الوهابية
... لاحظت ما رابني وأعياني ، هناك شيوخ على عقولهم إغلاق ، وفي قلوبهم قسوة ، يتعصبون للقليل الذي يعرفون ، ويتنكرون للكثير الذي يجهلون ، قلت : لعل الزمن يفتح إغلاقهم ويلين قلوبهم .. ويظهر أني كنت متفائلاً أبعد من الواقع .. إنهم لا يعطون الرأي الأخر أي حرمة .
أذكر أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال بعد انفضاض الأحزاب من حول المدينة ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ) ، وصدع الصحابة بالأمر ، ولكنهم بعد مراحل من الطريق اختلفوا ، قال بعضهم : ما نضيع وقت العصر ، وما أراد بكلمته إلا استعجالنا وقهر كل عائق من المسير ، ويجب أن نصلي العصر قبل دخول المغرب ، وصلوا في الطريق ، وأنفذ الآخرون الأمر على ظاهره ، وصلّوا في بني قريظة .
قلت لو كان هؤلاء الحنابلة المتشددون حاضرين لقالوا لمن استعجل الصلاة: يا عدو الله ورسوله ، تعصي النبي وترفض عزيمته علينا ( أي عزمه عليهم بالإسراع في المسير ) !! إن هذا نفاق !! كيف نصلي في الطريق وقد أمرنا بالصلاة في بني قريظة ؟؟
ولكن المجتمع الأول كان أنقى وأطهر ، صاحب الرأي ذكر ما عنده دون محاذرة أو خشية ، فالحرية فطرة ، وذكر ما عنده على أنه وجهة نظر إسلامية ، ما يمكن قطعها عن نسبها الديني . وبلغ الأمر الرسول الكريم ، فلم يُلق إليه بالاً ، وجمع أصحابه كلهم في جبهة واحدة ضد اليهود وأحرزوا النصر على هامش العقيدة ، وفي فقه الفروع تبدو وجهات نظر شتى ، يستطيع كل ذي رأي أن يذكر ما عنده مقروناً بدليله ، ومع تلاقي العقول ، وتلاقي الحوار ، يظهر خير كثير .
أما أن يزعم بعض الحنابلة أن الرأي رأيهم ، وأنه وحده هو الدين الحق ، وأنهم المتحدثون الرسميون عن الله ورسوله ، فهذا غرور وطيش !!
وقد خرج هؤلاء من أرضهم وانساحوا في العالم الإسلامي ، فكانوا بلاء يوشك أن يقضي على الصحوة الإسلامية الناجحة ، وكانوا بفقههم المحدود وراء تكوين فرق التكفير والهجرة ، وجماعات الجهاد والإنقاذ ، فإذا الصف الواحد ينشق أنصافاً وأعشاراً ، هذا يقاتل من أجل الجلباب القصير ، وهذا يقاتل من أجل أن تكون وظيفة المرأة محصورة في الولادة !! وهذا يقاتل لمحو المذاهب الفقهية ، وهذا يعلن الحرب على الأشاعرة ، وهذا وهذا .... فماذا كانت العاقبة ؟ انهدام البناء وشماتة الأعداء .
إن لي فوق الخمسين كتاباً أخدم بها الإسلام ، ومصادرة كتابي ( كيف نتعامل مع القرآن ) عمل طائش يُكتب لأصحابه في صحائف السيئات ..