طفولة خير الأنام
طفولة خير الأنام
- الاسم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (ص)
- تاريخ الميلاد : السابع عشر من شهر ربيع الأول . (عام الفيل)
- الأب : عبد الله بن عبد المطلب.
- الأم : آمنة بنت وهب.
- الجد: عبد المطلب.
- مكان الميلاد : مكة – الحجاز – الجزيرة العربية" .
وأرضعت آمنة طفلها بضعة أيام ثم أرضعته ثويبة جارية عمه أبى لهب والذي أعتقها بسبب بشرى مولده , دون أن يدرى أن هذا الوليد سيكون ألد أعدائه وان السماء ستنزل فيه قول الله تعالى : ( تبت يدا أبى لهب وتب )......
وكان حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عبد المطلب من هالة بنت وهيب من اللذين أرضعتهم ثويبة من لبن ابنها مسروح وتوفيت ثويبة وابنها قبل فتح مكة . ثم أرضعته حليمة السعدية التي أخذته وهى تعلم أنه يتيم في الوقت الذي تبحث فيه الجواري عن الأثرياء , وكانت عادة العرب أن تحمل إحدى المرضعات القادمات من البادية الرضيع إلى الصحراء بعد أسبوع من مولده ويبقى إلى سن السادسة أو السابعة من عمره دون أن يعود إلى المدينة التي جاء منها , ليعيش طفولة خشنة وينعم بحياة الصحراء .
وقد أرضعته حليمة عامين ثم فطمته وخلال السنتين راح ينمو ويكبر ويسبق أقرانه ولعله نطق قبلهم , وتمكن من السير مبكرا , ووافقت أمه أن تتركه فترة أطول في البادية وفرحت حليمة حيث كان الرضيع فألا طيبا لها ولزوجها وأبنائها " وعاش صلى الله عليه وآله وسلم مع أخوته في الرضاعة وخرج معهم لرعى الغنم .
وقد اصطحبت السيدة آمنة محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم - إلى يثرب لتزور أهل بيتها وقبر والده الذي لم يره وأثناء عودتهما وفى منتصف الطريق ماتت آمنة بين مكة ويثرب ودفنت حيث ماتت وبجوارها ولدها وهو لازال ابن السادسة من عمره.
فكفله جده عبد المطلب الذي أحبه وأكرمه وكان للجد فراش يجلس عليه ولا يشاركه في ذلك أحد مهابة وتكريما له عدا شخص واحد فقط هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وظل محمد مع جده يمسك بيده ويمضى معه إلى اللقاءات العامة والزيارات والاجتماعات والأسواق وهو لازال في سن السادسة يستمع لكلمات الكبار من عقلاء قريش , ويمرض الجد ويتوفى موصيا أبى طالب عم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يرعى محمدا كأحد أبنائه وبكل ما يملك . ويعمل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الرعي حيث كان عمه أبو طالب قليل المال كثير العيال , وكان الرعي فرصة للانطلاق خارج مكة ليعايش الطبيعة وأمواج الرمال تمتد على مدى البصر , ومعه أصحابه , وكثيرا ما يرعى أحدهم مهرا أو حصانا فكانت فرصة يتدرب فيها صلى الله عليه وسلم على ركوب الخيل ويسابق به الريح ويعود سالما , وصنعت منه حياة الرعي الكثير وجعلته سليم البدن قوى البنيان .
كان عمه يصحبه مثلما كان مع جده , وسافر معه محمد (ص ) في رحلته إلى الشام وهو ابن اثنا عشر عاما ويمر بيثرب وفلسطين والشام ومدين وواد القرى وديار ثمود ويلتقي بالراهب الذي تنبأ بأن محمد (ص) سيكون له شأن كبير , وأنهم قد رأوا ذلك في كتبهم , وأن ابن أخيه سيكون نبي يوحي إليه من السماء, طالبا منه أن يعود به إلى بلده لأن اليهود إن رأوه وعرفوه سيقتلونه , وكان ذلك بينما كانت قافلة أبى طالب تحط رحالها عند ذلك الراهب المسيحي وقت الراحة , ودعاهم على وليمة تخلف عنها محمد ( ص) وكان الراهب لا يحب أن يتخلف أحدا حتى ولو كان غلام , وبعد انتهاء المأدبة جلس الراهب إليه قليلا وبينما يستحلفه قائلا له : أقسم عليك باللات والعزى أن ........, قال محمد (ص), لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت شيئا بغضهما , ثم خرج الراهب يقول لأبى طالب نبوءته .
وكان أبو طالب يدرب محمد صلى الله عليه وسلم على إطلاق النبال ورمى السهام نحو الأهداف , وساهم عليه الصلاة والسلام في حرب الفجار بين قريش وهوازن وكان يرى أن هوازن قد اعتدت على قومه
وحضر ما أطلق عليه " حلف الفضول " الذي اجتمع فيه شيوخ البلدة وأعيانها وعقلاؤها ليتحدثوا عن حل ووقفة حازمة لوضع سادت فيه المظالم والحروب ووضعوا هذا الحلف لمناصرة كل ضعيف ومظلوم ونص على ألا يظلم بمكة غريب و قريب ولا حر ولا عبد , وأنهم جميعا بجانب المظلوم حتى يأخذ حقه ممن ظلمه مهما كانت مكانته ومركزه , وتنادوا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتعاون على البر والتقوى . وأول من نفذ عليه هذا الحلف كان العاص بن وائل , وقال صلى الله عليه وسلم عن هذا الحلف بعد نزول الوحي :
" لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا , ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعي به في الإسلام لأجبت , تحالفوا أن ترد الفضائل على أهلها وألا يعز ظالم مظلوما " , وكانت حمر النعم تمثل أغلى ما يمتلكه العربي في البادية من النوق .
أن طفولة محمد ( ص) قد انقضت هكذا , وكانت طفولة يعده فيها الله سبحانه وتعالى ليكون نبيا ورسولا , وبعدها وضع أقدامه على عتبة الشباب وصولا سن الرجولة والأربعين , تلك السن التي نزل فيها الوحي أن " اقرأ ..."وأصبح محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا .