هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 الآفاق الروحية في الشخصية الحسينية _ البعد الحركي

  أحكام الشرع الحنيف بين ظاهر الانسان وباطنه

 ملاحق كتاب الشيعة في العالم

 من كلمات الامام علي (ع) حول بيعته .

  هيئة علماء بيروت تندد بالقرار المعيب لمجلس التعاون الخليجي

  النصف من شهر رمضان ولادة ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله الإمام الحسن المجتبى (ع)

 من معالم الكمال في شخصية السيدة الزهراء عليها السلام

 البعد الأخلاقي والثقافي للحج

 قَد أفلحَ مَن زَكَّاهَا

 القسم في القرآن الكريم

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7021321

  • التاريخ : 19/03/2024 - 10:53

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : قرانيات .

              • الموضوع : الخطاب القرآني حول أهل الكتاب .

الخطاب القرآني حول أهل الكتاب

الخطاب القرآني  حول أهل الكتاب

 

الشيخ نجيب صالح   

 

من المسائل المهمة والتي أخذت حيزاً مهما في كتاب الله تعالى إلى جانب الكثير من الأمور مسألة أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب أو اليهود والنصارى المتوجه إليهم الأيات الكثيرة ـ كما سياتي بعضها ـ وما ذلك إلا لأهمية الأمر المتعلق بالإيمان والإعتقاد والآخرة فالقرآن والنبي الخاتم صلوات الله وسلامه عليه وآله ودورهما هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النورلا سيما بعد هذا الإنحراف الكبير والغلو في الدين قال لهم المولى تعالى : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير )  ( المائدة / 15 ) .

 

فكان لا بد من التصدي وتوجيه النصح لهم لإعادة تصحيح المسار من جديد لكن أكثرهم كذب وتولى بل قاموا وأنكروا ما جاء على لسان النبي الأمي "ص" ، لذا نجد أن الخطاب القرآني لهم بأن ر يكتموا الحق ويظهروه ولا يصدوا عن سبيل الله أحياناً ، وأخرى بالتهديد والوعيد فقال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به .. ) ( البقرة /121) .

وقال تعالى : ( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون ) ( آل عمران / 70) .

وقال تعالى : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ( البينة / 6) .

وكان لا بد من إقامة وإتمام الحجة عليهم فبين لهم كل ما أختلفوا فيه كما ذكر عز وجل ( يا أهل الكتب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ) ( المائدة / 19 ) .

بعد هذا نجد أنه عندما يتحدث القرآن عن أهل الكتاب أو الذين أوتوا الكتاب فينصرف إلى اليهود والنصارى كما هو عرف القرآن ، ويمن عد فئة وطائفة الصائبة منهم أيضاً بناء على رأي سماحة ولي أمر المسلمي الأمام الخامنئي دام ظله كما في بحث فقهي تحقيقي له في هذا المجال ، ثم أن لا خلاف بين علماء الإسلام أن التوراة نزلت على نبي الله موسى "ع" ، وأنه نبي لبني إسرائيل  وبعث فيهم ، كذلك أن الإنجيل نزل على بني إسرائيل وإن إنتشرت دعوة عيس"ع" بعد رفعة في غيرهم كالروم والعرب والحبشة ومصر ثم أن الطائفتين ترجعان إلى أصل واحد وهو شعب إسرائيل (1) .

ـ بعد هذه المقدمة تطرح عدة أسئلة :

1 ـ تميزت هاتان الطائفتان ـ اليهود والنصارى ـ بصفات ومميزات ذكر القرآن أهمها فما هي تلك الصفات ؟ .

2 ـ القرآن تحدث عن أهل الكتاب بطريقة إلى حد ما تختلف عن المشركين الذين واجهوا رسول الله (ص) فكيف خاطبهم وبماذا ؟ .

3 ـ ما هي دعوة القرآن لهؤلاء وكيف واجهها هؤلاء ؟ .

وقبل الإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من الإشارة إلى تمييز القرآن بينهم وبين المشركين ، وإن وصفهم القرآن بالكفر والشرك لكن الملاحظ أنه في أكثر الآيات جعل أهل الكتاب قسيم المشركين مثاله :

قال تعالى : ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولاالمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم )( البقرة / 104 ) .

ومعلوم أم المراد بالمشركين هم الوثنيون والكفار الذين كانوا في الجزيرة العربية والذين بعث فيهم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإن لم تقتصر دعوته عليهم وهؤلاء قاوموا دعوة النبي (ص) بشدة ولم يؤمن بداية منهم إلا القليل .

وفي مقام الإجابة عن التساؤلات ـ بعد هذا البيان ـ ندخل أولاً في التوصيف القرآني لأهل الكتاب وبشكل مجمل وقوفاً عند أهم الصفات التي وصفهم بها المولى تعالى في كتابه :

1 ـ الكفر بآيات الله :

قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ) ( آل عمران / 98) .

وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد.. ) (المائدة /73) .

وقال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) (آل عمران / 100 ) .

مقابل ذلك نجد أن القرآن كان صريحاً في دعوتهم إلىالإيمان بالله الواحد والتصديق برسالة خاتم النبيين محمد (ص) فخاطبهم بقوله تعالى : ( يا ايها الذين أتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقاً من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكا أمر الله مفعولاً ) ( النساء / 47 ) .

2 ـ الشرك بالله تعالى :

( ونتيجة الكفر ) وهنا كان القرآن شديد اللهجة معهم جداً ففي كثير من آياته نهرهم وزجرهم ووبخهم في إفترائهم لا سيما النصارى حيث وردت الكثير من الآيات في ذلك قال سبحانه ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح أبن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل أعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) ( المائدة / 32) .

ويمكن القول إن أبرز ما خاطب به القرآن أهل الكتاب والنصارى خصوصاً هو نهيهم عن الشرك بالله وعن تأليه المسيح عليه السلام والطلب منهم الرجوع إلى التوحيد الحق لا ما يدعونه من توحيد ، والآيات كثيرة جداً وهذه المسالة جداً جوهرية في كتاب الله سيما عندما أصروا على ذلك بل وقعوا في الغلو ، ولم يقبلوا نهائياً قول الله تعالى في القرآن بل إتهموا نبي الإسلام بشتى التهم عناداً منهم فتوعدهم الله تعالى بأشد العذاب وتحريم الجنة عليهم بل أمرهم بالتوبة الفورية من قولهم وهتانهم على المسيح ومريم (ع) .

قال تعالى : ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) ( المائدة / 174) .

وقوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد أفترى أثماً مبينا ) ( النساء / 48) .

وقد بين لهما حقيقة المسيح وأمه مريم وأنهما عبدين من عباد الله يأكلان الطعام وأن المسيح لا يملك لهم ضراً ولا نفعا من دون الله قال تعالى : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقبا ) .

3 ـ الصفة الثالثة الغلو في الدين :

لم يكتفوا بالكفر والشرك بل كانو من المغالين جداً ـ ولا زالوا إلى يومنا هذا ـ في إعتقاداتهم الفاسدة التي لا تبتني على منطق وواقعية ، كمقولتهم في حقيقة المسيح الملكوتية والناسوتية ، ومقولتهم في التثليث الذي ينتج توحيداً كما يزعمون والفداء وغيرهما مما لا يقبله عقل بشري .

قال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سبيل الله ) ( المائدة / 77) .

بعد دحض إفترائهم وبيان التوحيد الحقيقي في الكتاب المجيد والآيات البينات ومعجزة النبوة الخاتمة بالقرآن الكريم وممانعة أكثر أهل الكتاب من قبول الحق المؤيد بالمعجزات الباهرة يخرج القرآن المجيد بنتيجة للمسلم مفادها أنه لا ينفع شيء مع هؤلاء قال عز وجل : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) والجواب الإلهي ( قل هدى الله هو الهدى ولئن أتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) ( البقرة / 120 ) .

فهو تهديد ووعيد بعد الميل إليهم أبداً وعدم الإصغاء إلى إفتراءاتهم على الحق لما فيه من الضلال والكفر والشرك ـ ولن يفعل صلوات الله وسلامه عليه أبداً ذلك ـ ولكن هذا لبيان شدة ما هم عليه من إنحراف وضلال فيجب إجتنابهم والتحرز منهم وهو بنفس الوقت تحذير لكل مسلم من هؤلاء .

من هما نصل إلى نتيجة حاسمة نحن كمسلمين أننا ما دمنا نتمسك بهذا القرآن وهوالهدى وبشريعة خاتم النبيين (ص) ستبقى المؤامرات والعداء من هؤلاء تلاحقنا ولن يرضوا عن نبينا (ص) من قبل ولكن الحق يدعونا إلى الصبروالثبات على الإيمان إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً ويورث الله الأرض لعباده الصالحين .

ولم يكتف أهل الكتاب بذلك بل حسدوا المؤمنين قال تعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فأعفوا واصفحوا ) .

وهذا يبين شدة حسدهم وحنقهم وخبثهم فكأنهم يريدون القول إذا لا تربدون أتباع ملتنا ومعتقداتنا فأرجعوا كفاراً كما كنتم قبل إسلامكم ولا تتبعونا أو تتبعوا ملتنا وهذا ما يهم المبشرون النصارى اليوم هو أن يترك المسلم دينه ولو لم يتبعهم ويعتبرونه أنتصاراً لهم لما يروا من خطر عندما يتمسك المسلم بدينه .

قال عز وجل :( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته ما يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ( البقرة / 105) .

بل أنهم سعوا وما زلوا بكل قوتهم وينفقون مليارات الدولارات من أجل الصد عن سبيل الله ودعوة الحق وإضلال الناس بدعوتهم إياهم إلى عقائدهم الفاسدة يتزين الكلام وتحسينه والذي لا ينطلي إلا على بسطاء الناس ، فهم يحاربون الإسلام والمسلمين لا سيما طائفة البروتستانت ـ أكثرهم ـ المسمون بالصهاينة المسيحيين لا يألون جهداً إلا ويمكرون بالإسلام والمسلمين حتى وصلوا إلى المناصب العليا في بريطانيا والولايات المتحدة وأغروا بهؤلاء في إحتلال بلاد المسلمين كأفغانستان وفلسطين والعراق ويخططون للمزيد والمسلمون وأنظمتهم غافلون لا يملكون إزاء ذلك أي خطة للمواجهة بكل أسف ؟ قال عز وجل : ( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ) (آل عمران / 69) .

وقال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجاً وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون ) ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يرودونكم بعد إيمانكم كافرين )  ( آل عمران / 100 ) .

وهنا ملاحظة ملفتة أن الكتاب الكريم يشير إلىأن هناك فئة وطائفة تسعى إلى الصد عن سبيل الله والإضلال ـ كما تقدم إن تطيعوا فريقا ـ وقوله تعالى :( قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار وأكفروا آخره لعلهم يرجعون )( آل عمران / 72) .

وهذه دعوة للمكر والخداع والنفاق منهم إلىالناس ، وعليه يميز الكتاب الكريم بين هذه الطائفة وبين أخرى منهم حددها بصفات الإيمان والإلتزام بما أنزل الله تعالى فقال سبحانه : ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينههوم عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك هم الصالحون ) ( أل عمران/ 113-114 ) . وقوله تعالى : ( وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلً أولئك لهم أحرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ) ( آل عمران / 199 ) .

فهذه الآيات الكريمة تصف هذه الطائفة بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح ولا أدري هل هذه الفئة كانت زمن نزول القرآن وبقيت أم أنها أندثرت والله العالم والأمر يحتاج إلى تحقيق .

بناءً عليه يمكن فهم قوله تعالى : (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنهم بدينارلا ٍيؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما .. ) ( آل عمران م 75) .

ونفهم دعوة الحق لهم جميعاً إلى التوحيد ، قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بانا مسلمون ) ( آل عمران / 64) . وقوله تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إليينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) ( العنكبوت / 46) .

هذه دعوة القرآن السليمة لهم ـ ومع ذلك ـ يصر هؤلاء على أننا ننشر إسلامنا بالسيف والقوة ويتهموننا بالإرهاب والإسلام منه براء ويفترق عن خطاب المشركين الوثنين الذين لم يكونوا يمتلكوا أية مقومات للإيمان والإرتباط بأنبياء السابقين بخلاف الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى فأنزل الله تعالى عليهم كتابين سماويين وبعث فيهم أنبياء ورسل بغض النظر عما فعلوا وكيف آمنوا وأعتقدوا بالتوحيد وغيره من التحريفات في هذين الكتابين وبعبارة أخرى يمكن القول أن هناك قواسم مشتركة بيننا وبينهم وهي الإعتقاد بالإله الرب والخالق وبنبوة الأنبياء وإن كذبوا ، للأسف بنبوة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وحرّفوا كلام الله وقتلوا أنبياء الله ، مع كل هذا كانت دعوة القرآن للمسلمين بالمجادلة معهم بالتي هي أحسن بإستثناء الظالمين منهم ، فلهذا وذاك أعتقد بتميز الخطاب القرآني بين أهل الكتاب والمشركين الوثنيين وإن إجتمعت النتيجة في دعوتهم للإيمان الحق والتوحيد الحق ، قال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .. )

وقال عز وجل : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن .. ) فهؤلاء أرادوا التوحيد فضلوا عنه وأخطؤه وهم يصرون على ما يعتقدون وأنهم من الموحدين وهو جهل مركب وهو واضح في عقيدة التثليث عن النصارى ورد القرآن عليهم ذلك وأمرهم بأن ينتهوا عن ذلك ولم ينتهوا .

4 ـ ومن التوصيف القرآني لأهل الكتاب : "كتمان الحق " .

قال تبارك وتعالى : ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) (آل عمران / 71 ) .

وقال سبحانه وتعالى : ( وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم وأشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون ) ( آل عمران / 187 ) .

ولذا أمرهم المولى تعالى بإظهار التوراة والإنجيل على حقيقتها وإقامتها وبيان المراد فيهما من الحق الذي نزل على موسى وعيسى عليهما السلام قال تعالى : ( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ) ( المائدة / 65-66 ) .

وقال عز وجل : ( قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ..  ) ( المائدة / 68) .

ولعله هذه هي أهم الصفات أوأنه يرجع إليها غيرها مما إتصفوا به كيهود ونصارى في إعتقاداتهم كالشرك والكفر والمكر والخداع والصد عن سبيل الله تعالى وأذى المؤمنين وكتمان الحق وقد أقتصروا في ذلك على ما ورد بخصوص أهل الكتاب أو الذين أوتوا الكتاب ولكن في كتاب الله عشرات الآيات التي تحدثت عن اليهود والنصارى بهذا اللفظ بالخصوص وكان يمكن البحث عن صفاتهم وخطاب القرآن لهم لو إتسع المجال كذلك .

خطاب القرآن ودعوته لهم قد تقدم في طيات الكلام شيء من الإجابة على هذا التساؤول وللتوضيح أكثر في هذا المجال تجد آيات كثيرة تحدثت عن دعوتهم للإيمان بالله بالواحد من دون تزييف وتحريف وعن الإيمان برسول الله محمد (ص) النبي الخاتم والإيمان بالتوراة الحق والإنجيل الحق وإخراجهما للناس وغيرها من الدعوات قال تعالى : ( وما تفرق الذين أتوا المكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء .. )  ( البينة / 4-5 ) .

وقال عز وجل : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ) ( آل عمران / 164) .

وقد ورد في الحديث القدسي عن نبي الله عيس بن مريم (ع) : سيأتي من بعدي نبي أسمه احمد فأتبعوه " .

وغيرها من الآيات الداعية لهم إلى الإيمان بالرسول (ص) كقوله تعالى ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم نذير والله على كل شيء قدير ) ( المائدة / 19 ) .

وكقوله تعالى : ( ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم ) ( النساء / 47) .

وأما ما نزل في نهيهم عن كفرهم ودعونهم للإيمان فقال تعالى : (  قل يا أهل لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ) ( آل عمران / 98) . وقوله تعالى : ( ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنياً حميدا ) ( النساء /131 ) .

وفي الختام : يظهر جلياً وواضحاً في حوار أهل الكتاب وخطابهم في القرآن المجيد أنه قد أتم الحجة عليهم وبلغها لهم في تصحيح ما إنحرفوا عنه وضلوا فيه ولله الحجة جميعا فكانت دعوات القرآن لهم من غير مواربة ولا مداهنة إلى التوحيد الحق والإيمان الحق بالإسلام ونبيه خاتم النبيين والمرسلين المبعوث للناس كافة رحمة للعاملين :

قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام وما أختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن أتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد إهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ) ( أل عمران / 20) .

وقال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .

ولكن يا حسرة قد كذبوا وتولوا وإلى أين المفر قال تعالى : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ( البينة /6 ) .

هذه محاولة لتسليط الضوء على أهل الكتاب وصفاتهم وخطاب القرآن المجيد لهؤلاء ليست شاملة ويمكن أن تكون نقطة إنطلاق لبحث أوسع واشمل حول هذا الموضوع والله ولي التوفيق .

 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2007/04/18   ||   القرّاء : 10947


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net