وصايا غيبية - أخلاقية ذات نتائج اقتصادية
وصايا غيبية - أخلاقية ذات نتائج اقتصادية
ذكرها الإمام علي بن أبي طالب على شكل (وصايا) نشير إليها بشكل موجز
أ: إتقوا الله
يا معشر التجار اتقوا الله عز وجل(
فانه من يتقي الله يمتنع عن الغش والخداع والاحتكار ورفع الأسعار، مما ينتج تقلص مساحة الفقر
ب- قُدموا الاستخارة
الاستخارة تعني طلب الخير من الله تعالى عند بدء كل عمل فيطلب منه تعالى أن يجعل الخير فيما هو مقدم عليه.
ج: اتخذوا السهولة منهجاً
وتبركوا بالسهولة وقال أمير المؤمنين وليكن البيع بيعاً سمحا
د: اقتربوا من العملاء( )
واقتربوا من المبتاعين( )
فكلما ألغيت الوسائط كلما رخصت الأسعار وانخفضت نسبة الفقر.
وفي التجارة هذا امر واضح فان بين المصدر المنتج وبين المستهلك وسائط كثيرة ويترتب على ذلك غلاء الاسعار .
هـ: (وتزينوا بالحلم
الحلم) مفتاح القلوب، وأفضل وسيلة لمدّ جسور المحبة مع الآخرين، ومن هنا فإن الناس يتهافتون على (التعامل) مع الحليم والتعاون معه.
و: (وتناهوا عن اليمين
عنه عليه السلام (إياكم والحلف فانه ينفق السلعة ويمحق البركة
ز: كونوا صادقين
وجانبوا الكذب
فإن الكذب في المعاملات يعني: مزيداً من الضغط على الفقراء! لأن التاجر أو الشركة تكذب لكي تبيع المنتج بسعر أغلى أو تبيع الرديء بعنوان أنه جيد!.
ح : تجافوا عن الظلم
وفي الحديث ان الله تعالى: (لا يَظْلِمُ وَ لا يُجَاوِزُهُ ظُلْمٌ وَ هُوَ بِالْمِرْصَادِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى مَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد ...
ط: انصفوا المظلومين
وأنصفوا المظلومين وفي عهده (عليه السلام) للاشتر (ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤس والزمنى)
ي: تجنبوا الربا
ولا تقربوا الربا( )..
عن رسول الله (يا علي ان القوم سيفتنون بأموالهم فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع)
والإنسان إذا تجنب الربا، فإن الله سيبارك في أمواله، ويفتح له آفاقاً لنماء ثروته أو للحفاظ عليها أو سيدفع عنه أخطاراً محدقة.
ك: عليكم بالنزاهة
قال الله تعالى:وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (وليكن البيع بيعاً سمحاً بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع وهذا يعني تحريم التلاعب بالأسواق
ل: تاجروا الله بالصدقة
يقول الإمام علي (عليه السلام) إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة
فإن الصدقة تقوي النسيج الاجتماعي وتزيد أواصر المحبة بين أفراد المجتمع مما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية
هذا كله إضافة إلى عامل الغيب، فإن الرزق بيد الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ)
وإذا رأى الله من عبده الإنفاق رغم حاجته، فإنه يفتح له باباً إلى الرزق من حيث يحتسب وقد يرزقه من حيث لا يحتسب.
م: صلوا أرحامكم
إن صلة الرحم عامل مهم من عوامل القضاء على الفقر، غيبياً ومادياً أيضاً
قال الإمام علي (عليه السلام) ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة، يرى بها الخصاصة، أن يسدها بالذي لا يزيده إن أمسكه، ولا ينقصه إن أهلكه .
فبصلة الرحم تتقارب القلوب وتتكاتف الأيدي فيكون المجموع ـ بالتعاون ـ أقدر على مكافحة الفقر وعلى النهوض الاقتصادي المتواصل.
ن: أتركوا أموراً ضارة وعادات مُفقِرة
عن سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول
ترك نسج العنكبوت في البيت تورث الفقر
والبول في الحمام يورث الفقر
والأكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلّل بالطرفاء يورث الفقر
والتمشّط من قيام يورث الفقر
وترك القمامة في البيت يورث الفقر
واليمين الفاجرة تورث الفقر
والزنا يورث الفقر
وإظهار الحرص يورث الفقر
والنوم بين العشاءين يورث الفقر
والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر
وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر
وقطيعة الرحم يورث الفقر
واعتياد الكذب يورث الفقر
وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر
وردّ السائل الذكر بالليل يورث الفقر
مجموعة من النقاط الهامة
1 هذه العوامل، بعضها عوامل غيبية ميتافيزيقية، وبعضها عوامل مادية ظاهرية وبعضها مزيج منهما
2_ إن هذه العوامل (تورث الفقر) بنحو الاقتضاء لا العلية، والمقتضي لا يؤثر إلا مع وجود الشرائط وإنتفاء الموانع
كما أن باب التزاحم مُشرَع على مصراعيه، والغلبة والرجحان للأقوى من الملاكين، فرُبّ عاملِ فقرٍ، زاحمه عامل غنى أو عوامل غنى، أقوى منه، فرجحت عليه، فصار الشخص غنياً، والعكس بالعكس، فلا يقال: كيف يعبر بـ(يورث كذا الفقر أو الغنى) مع أننا كثيراً ما نجد الواقع الخارجي على العكس؟
ويتضح ذلك أننا كثيراً ما نجد المريض يلتزم بشرب الدواء ولا يشفى، وما ذلك إلا لأن الدواء مقتضٍ للشفاء، وهناك شروط لابد من توفرها، وموانع ومزاحمات لابد من رفعها أو القضاء عليها، كما أن مما لا شك فيه صحة القول بأن النار محرقة، وذلك لا يعني عدم وجود شرائط للإحراق
3 إن هذه العوامل تتوزع بين (محرمات) كالزنا وقطع الرحم والغناء والكذب واليمين الفاجرة، وبين (مكروهات) وهي الكثير من غيرها مما ذكر في الرواية
ع: قوموا بأفعال نافعة وعبادات جامعة
ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق قالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال
الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق
والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق
وصلة الرحم تزيد في الرزق
وكسح الفناء( ) يزيد في الرزق
ومواساة الأخ في الله عز وجل يزيد في الرزق
والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق
والاستغفار يزيد في الرزق
واستعمال الأمانة يزيد في الرزق
وقول الحقّ يزيد في الرزق
وإجابة المؤذّن يزيد في الرزق
وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق
وترك الحرص يزيد في الرزق
وشكر المنعم يزيد في الرزق
واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق
والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق
وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق
ومن سبّح كلّ يوم ثلاثين مرة دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الفقر
وهذه العوامل تتوزع بين
1 ما يرتبط بعلاقة الإنسان بخالقه، (كالجمع بين الصلاتين، والتعقيب بعد الصلاة و...) وحيث إنه تعالى مصدر الرزق، فانه سيكون التزام الشخص بتلك الأسباب، سبباً لاستمرار الرحمة الإلهية وباعثاً لإفاضته تعالى الرزق على عبده.
2 ما يرتبط بعلاقة الإنسان بمجتمعه (كصلة الرحم، المواساة، وقول الحق و..
3 ما يرتبط بعلاقة الإنسان بالطبيعة (ككسح الفناء، الكلام في الخلاء، الوضوء قبل الطعام و...
4 وما يرتبط بالبعد الاقتصادي مباشرة (كالبكور في طلب الرزق، والأمانة المالية بل مطلقاً و...).