علماء قدوة
علماء قدوة
إعداد هيئة التحرير
تاريخ العلماء حافل بالقصص والمآثر والعبر ... وقصص العلماء زاخرة بالأخلاق والمثل العليا وهي بذلك تذكرنا بعظمتهم وجلالة قدرهم وأنهم أسوة لنا وقدوة
الإمام الخميني(قده) مجدِّدُ حياةِ الإسلام
الإمام الخميني(قده) مجدِّدُ حياةِ الإسلام، باتِّباعه بكل دقة طريق رسول الله(ص)، مزيلاً عنها الشّوائب التي علقت بها عبر التّاريخ، ومُظهراً لأحكام الإسلام الأصيلة، في حركة دؤوبة ومخلصة، واجهت التّحريف والغلو، لتصل إلى أهدافها في إعادة حقيقة الإسلام. يقول القائد الخامنئي(دام حفظه): "إنَّ إمامنا الراحل- ولكي يجدد حياة الإسلام- اتَّبع بكل دقة ذلك الطريق التي طواه الرسول الأكرم(ص)، أي طريق الثورة... ذلك أنَّ الحركة مبدأٌ في الثورة، الحركة الهادفة المدروسة المتّصلة، التي لا تعرف الكلّل والملل، والمترعة بالإيمان والإخلاص"
الامام الخميني (قده) ودوره العظيم
لخَّص القائد الخامنئي (دام حفظه)، معالم الإسلام المحمدي الأصيل، الذي كرَّس قواعده العامة الإمام الراحل (قده) بعباراتٍ قارن فيها بين ما أحدثه الإمام (قده) في مقابل ما رفضه من أعاق التّطبيق السّليم لتعاليم الإسلام:
"في ثورتنا الإسلامية يحل الكتاب والسُّنة، محل إسلام الخرافة والبدعة
إسلام الجهاد والشهادة، محل إسلام القعود وتقبل الأَسْر والذل
إسلام التعبد والتعقل، محل الإسلام الهجين والجاهل
إسلام الدنيا والآخرة، محل الإسلام الراكن للدنيا أوالرّهبانية
إسلام العلم والمعرفة، محل إسلام التحجّر والغفلة
إسلام الدين والسياسية، محل إسلام التحلُّل واللامبالاة
إسلام القيام والعمل، محل إسلام الخور والملل
إسلام الفرد والمجتمع، محل إسلام المراسيم الرسمية الخاوية
والإسلام المنقذ للمحرومين، محل الإسلام الألعوبة بيد القوى
وخلاصة الأمر: الإسلام المحمدي الأصيل، محل الإسلام الأمريكي
(الذكرى الأولى لرحيل الإمام(قده)، 1410ه)ـ
يقول السيّد الإمام الخميني (قدس سره) :
« يجب أن تكون حياة الروحانيين بسيطة"
الذي حفظ الروحانيّة وجعلها تتطوّر إلى هنا ، بساطة العيش ، اُولئك الذين كانوا منشأ آثار كبيرة في الحياة التزموا ببساطة العيش ، اُولئك الذين كانوا موجّهين لدى الناس ، وكان الناس يلتزمون بتعاليمهم ، التزموا ببساطة العيش.
كلّما مشيت خطوة واحدة باتّجاه أن يكون بيتك أحسن ، نقص من معنويّتك من قيمتك بنفس ذلك المقدار ، قيمة الإنسان ليس بالبيت ، ولا بالحديقة ، لو كانت قيمة الإنسان بمثل هذا لاهتمّ به الأنبياء ، قيمة الإنسان ليست بأن يكون له ضجيج وعجيج وسيارة فخمة ، أن يكون كثير الذهاب والإياب ، قيمة الروحانية ليست بأن يكون للروحاني جهاز ، مكتب ومفكّرة.
يقول بعض خواصّ الإمام عليه الرحمة : كان الحرّ في النجف الأشرف شديداً جدّاً ، وكانت تصل درجة الحرارة أحياناً إلى ٥٠ درجة ، وذات يوم ذهبت مع عدد من الإخوة للإمام وقلنا : سيّدنا الحرّ شديد وأنت مُسنّ ، وبما أنّ حرّ الكوفة معتدل فلماذا لا تذهب إليها كما يذهب الآخرون.
قال في الجواب : وكيف أذهب إلى الكوفة من أجل برودة هوائها ، وإخواني في إيران في السجن.
تواضع الإمام الخميني(ره)
ما أعظم الإمام الخميني(ره) ،فانه مع علوّ مقامه الشامخ يتواضع للمجاهدين في الجبهات قائلا : اُقبّل أياديكم وسواعدكم ، لأنّ الله معها ، وأفتخر بذلك.
ويقول سماحته مخاطباً نوّاب مجلس الشورى الإسلامي : فكّروا جميعاً بالناس دائماً ، هؤلاء هم عباد الله ، هؤلاء هم الذين يقتلون الآن على الحدود ، هم الذين يواجهون صعوبات الحرب ، وهم الذين تشرّدوا ، وهم يعيشون في هذه الأماكن وهذه الخيم دون أبسط المقوّمات ، هؤلاء هم عباد الله وهم أفضل ، هم أفضل منّي ، ويحتمل أن يكونوا أفضل منكم ، فلماذا لا نفكّر بهم دائما.
كان يقول (قدس سره) : « أنا طلبة » أي طالب علم ، أنا خادم الناس ، لا تقولوا لي قائداً ، يا ليتني كنت أحد حرّاس الثورة الإسلامية.
يساوي نفسه بضعفة الناس
من طريف ما يحكى عن حياة السيّد الإمام (قدس سره) ، أنّه عندما كان قبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان في ضاحية باريس، وظهرت أزمة نفط في إيران ، فلم يعد باستطاعة الناس تدفئة بيوتهم إلاّ بمشقّة وعسر ، قال الإمام : اتركوا غرفتي بدون تدفئة مواساةً للناس . وجاءه شخص وقال له : إنّ عباءتي ممزّقة فساعدني فتناول الإمام عباءته وقال له : اُنظر إنّ عباءتي أيضاً ممزّقة.
النظام وأهمية الوقت في حياة الإمام الخميني (قدس سره)
يقول المرحوم السيد مصطفى: أن الإمام عندما تزوج وضع لنفسه برنامجاً، نظم فيه شؤونه اليومية بحيث يستطيع التفرغ للتعبد والدراسة إلى جانب ضمان رضا زوجته، وعلى الرغم من أن أغلب الناس يغفلون ـ عادة ـ عن التزاماتهم اليومية في أيام الزواج الأولى ويهملون الكتب والدراسة؛ إلا أن الإمام لم يغفل عن ذلك ببركة هذا النظام الدقيق، فكان يرجع إلى المنزل بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جماعة، ثم يتناول طعام العشاء، ويذهب بعد ذلك إلى فراش النوم مبكراً لكي يستيقظ لأداء صلاة الليل والتهجد ويتابع دراسته بانتظام.
القيام بكل عمل في الوقت المخصص له
كان الإمام قد خصص أوقاتاً معينة للمطالعة والقراءة وللأعمال المستحبة التي لم يرد فيها أوقات خاصة، مثل تلاوة القرآن والزيارات والأدعية، وكان يلتزم بالقيام بكل عمل في الوقت المخصص له وبدقة بالغة، بحيث أن كل من يعاشره ولو لمدة قصيرة يعرف حتى ـ لو ابتعد عنه كثيراً فيما بعد ـ العمل الذي يقوم به في أي ساعة بمجرد النظر إلى ساعته، لأنه عرف سابقاً العمل الذي التزم الإمام به في تلك الساعة.
نماذج ووصايا من سيرة علمائنا الأعلام في عفّة النفس وعزّتها
فحسن الخلق ورعاية آداب المعاشرة والقضايا الاجتماعية أصل مهمّ
يقول آية الله الشيخ فاضل اللنكراني (ره) : رافقت اُستاذي آية الله العظمى السيّد البروجردي عليه الرحمة إلى المياه المعدنيّة في مدينة محلاّت ، وهي تنفع لعلاج آلام العظام والمفاصل ، وكان السيّد الاُستاذ مصاباً بألم في رجله. بقينا هناك عدّة أيّام وكان الناس يزورون السيّد بشوق ولهفة ، فأمر السيّد بشراء كمّية من الأغنام وذبحها وتوزيع لحمها بين الفقراء ، وعزلوا شيئاً من اللحم لطعام الظهر للسيّد ، وحينما وضعوا الكباب في المائدة اكتفى السيّد بخبز ولبن وخيار ، ولم يأكل من الكباب ، قالوا للسيّد بأنّ الفقراء أخذوا سهمهم ، وهذا من حقّكم. فأجاب السيّد : من المستحيل أن آكل من كباب استنشق رائحته الفقراء ، فتركنا أكل الكباب احتراماً للسيّد واُعطي للفقراء مرّة اُخرى.
الخلق الرفيع
حكى أحد العلماء : كنت جالساً قرب تلّ الزينبيّة وبجانبي رجلٌ واقف ، وفي الأثناء وقعت عيني على المرحوم آية الله العظمى السيّد أبي الحسن الإصفهاني أكبر مرجع في زمانه للشيعة ، قد خرج مع مرافقيه من حرم الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) والتفتّ فجأة إلى الرجل الذي كان واقفاً عندي فرأيته انطلق منفعلا نحو السيّد الإصفهاني وهو يقول بصوت عال : « سوف أشتمه بئس شتيمة » وبعد دقائق رأيته عاد باكياً عليه آثار الخجل والندامة! سألته عن السبب لهذه المفارقة بين الموقف الأوّل وهذا الموقف؟ فأجاب : لقد شتمت السيّد حتّى باب منزله ، وعند الباب طلب منّي الانتظار ، فرجع وبيده مبلغاً من المال ، أعطاني ذلك وقال لي : راجعنا لدى كلّ مضيقة تعترضك ، إذ أخشى أن تراجع غيرنا فلا يقضي حاجتك ، ولي إليك حاجة ، هي أنّني أتحمّل كلّ شتيمة موجّهة إليَّ شخصياً ، ولكن أرجوك أن لا تشتم عرضي وأهل بيتي ، فإنّي لا أتحمّل ذلك. وبمثل هذا الخلق الرفيع تغيّر الرجل