أحكام السجن في الإسلام
إعداد هيئة التحرير
تعريف السجن
هو بكسر السين: موضوع الحبس، وبفتحها: الحبس نفسه، وقليل من العلماء المسلمين من عرف الحبس، ومن هؤلاء الكاساني، حيث قال : الحبس هو: منع الشخص من الخروج إلى أشغاله ومهماته الدينية والاجتماعية.( بدائع الصنائع للكاساني 7- 174)
وبناء على هذا التعريف فإن الحبس - أصلاً - لايتوقف على وجود بنيان خاص معد لذلك، كما هو المتعارف عليه الآن
مشروعية السجن
اتفق العلماء على مشروعية السجن، وأنه من العقوبات التعزيرية والتأديبية، وليس له الصدارة والأولوية بين أنواع التعزير الأخرى، بل هو أشبه بالعقوبة الاحتياطية، لأن وطأته شديدة وآثاره السلبية كبيرة على الفرد وأسرته وعلى المجتمع عموماً. (نيل الأمطار للشوكاني 8-316
فهو من الوسائل الرادعة للمتخلفين والمجرمين، مضافاً إلى أنّه لا مفر من الحبس، والتوقيف في بعض الأحيان وذلك للحد من فرار المتهمين، أو الضغط والتضييق على المدينين لاجبارهم على أداء ديونهم، ولهذا فإنّ أحكام السجن لها موقع خاص في الفقه الإسلامي
1 ـ تأريخ السجن
لا يتأتى لأحد أن يحدد تاريخاً دقيقاً لتأسيس أول سجن في تاريخ البشرية، لأنّ هذهِ المسألة تعود تقريباً إلى بدايات الحياة الاجتماعية للبشرية .
وأمّا في خصوص تاريخ تأسيس السجن في الإسلام، فقد اتفق المؤرخون تقريباً على أنّه لم يكن في عصر النبي(صلى الله عليه وآله)سجن بشكل رسمي، لا لأنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)لم يكن يُجوِّز ذلك، بل لعدم اتساع المجتمع حينذاك وخاصة في بداية الإسلام حيث كان الناس يلتزمون بالقوانين الإلهيّة، وقلّما كان يوجد شخص متخلف عن تلك القوانين.
ولذا لا نرى في القرآن الكريم عبارة أو جملة واحدة تدل على وجود السجن في ذلك العصر مطلقاً
ولكن وفي نفس الوقت كانوا يستعينون بطرق اُخرى بالنسبة إلى المجرمين الذين لابدّ من توقيفهم حتى يتعين التكليف فيهم، أو المَدينين الذين يمتنعون عن أداء ديونهم مع امتلاكهم المال اللازم لذلك، أو الأسرى الذين يؤسرون في حروب المسلمين، ومن جملة تلك الطرق
1_ كان المجرمون يحبسون أحياناً في المسجد، ولّما لم يكن في ذلك الوقت قفلٌ وقيدٌ ونحو ذلك، كانوا يوكلون شخصاً لمراقبة ذلك السجين كي لا يفَّر من المسجد، أو أنّهم كانوا يخطُّون دائرة حوله ويوصونه بعدم اجتياز ذلك الخط المستدير، وإلاّ فهو مسؤول عن ذلك!
2_ الحبس في دهليز المنازل إذ إنّ أكثر المنازل كان لها دهليز طويل بين باب الدار وباحتها
3_ نفس المنازل كانت نوعاً آخر من السجون، وكما ورد في القرآن الكريم الأمر بحبس النساء في المنازل