هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 مع الرسول في ذكرى وفاته

 حول نهج البلاغة وشبهة خلوّه من الأسانيد

 ورفعنا لَكَ ذِكْرَكَ

 مراتب الإمامة

 وفاة الزهراء صلوات اللّه‏ عليها

 العارف الشيخ محمد تقي بهجت

  من حكم الامام علي عليه السلام في نهج البلاغة

 القيمة الأساسية لحياتنا الأخلاقية

  وصية الإمام الباقر عليه السلام لجابر الجعفي

 في رحاب  سورة  يونس

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7019746

  • التاريخ : 19/03/2024 - 03:28

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : سيرة .

              • الموضوع : الامام الكاظم عليه السلام.... سجين الحق الثائر .

                    • رقم العدد : العدد الواحد والعشرون .

الامام الكاظم عليه السلام.... سجين الحق الثائر

إعداد : هيئة التحرير

)اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على موسى بن جعفر ، الذى كان يحيي الليل بالسهرالى السحر بمواصلة الاستغفار حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة الكثيرة والضراعات المتصلة)  هذا مانقوله في زيارة الامام الكاظم ( عليه السلام)
عاش الامام مطاردا ثم سجيناوانتهى شهيدا  ... صودر حقه فيالعيش الآمن في وطنه فهجر بالقوة الى ارض الغربة ثم صودر حقه بالحياة فأغتيل مسموما في السجن .
السجن من أصعب التجارب حتى أن يوسف الصديق (عليه السلام)كتب على باب السجن عند خروجه من السجن على بابه (هذه مقبرة الأحياء) وللسجناء المظلومين  ان يتأسوا بإمامهم الكاظم (ع) الذي يعتبر بحق اشهرالسجناء وذلك لوفاته في السجن، بينما النبي يوسف الصديق خرج من السجن وحكم...
كيف تحمل الإمام الكاظم القيود وصبر على ظلمة السجن وظلم السجانين وكيف استغل وجوده في السجن لعبادة الله وهداية عباده وكيف تعامل مع سجانه فلم يهن ولم يضعف ولم يذل بل كان الانسان العزيز والقوي بالله وفي الله ، فعندماطلب منه أن يطلب شفاعة هارون الرشيد أرسل إليه قائلا: (كل يوم ينقضي من محنتي ينقضيمن ملكك. ونلتقي يوم القيامة أمام الله تعالى.. وليس سواء يوما تنتهي محنتهويبقى عند الله اجري، ويوم تمضي شهوته ويبقي عند الله وزره.
كان الامام (علية السلام) معارضا سياسيا ومصلحا وطالبحرية ومنشدا للحق فخافه اعداؤه :
يقول الإمام الخميني (ره) " فهل سُجن موسى بنجعفر لأنه يصلّي ويصوم ؟ هل كان يقول للناس لا تتفوهوابكلمة واحدة مهما صبّوا الظلم عليكم؟ أم أن الأمر غير ذلك!! أم أنهم رأوا فيه خطرايتهدد نفوذهم وحكومتهم ويعرّض وجودهم للزوال ".
عاصر الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) عدة خلفاء، ممن أتسم حكمهم بالاستبداد والفردية والتسلط، والظلم، وشدة الضغوطات الأمنية
فقد عايش (عليه السلام)، أربع سنوات ونصف السنة من عهد عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالسفاح، وبقي تسع سنوات وأشهرا في عهد المنصور الدوانيقي.. حيث كانت وفاة الإمام الصادق (عليه السلام)، وعاش بعد أبيه خمسة وثلاثين عاما مدة إمامته.. قضى منها مع المنصور، بعد أبيه، نحوا من عشر سنوات، ومع ولده محمد الملقب بالمهدي عشر سنين، ومع ولده موسى الهادي سنة واحدة، ومع أخيه هارون نحوا من خمسة عشر عاما.. 
تعرض الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وأصحابه، خلال الفترة التي أعقبت وفاة أبيه الصادق (عليه السلام) إلى رقابة شديدة من قبل الحكام.. لكن لم يلتق بالمنصور  ولم يطلب حضوره إليه في بغداد كما كان يستدعي والده. ويتهدده بالنفي والقتل.. وقد بقي الإمام الكاظم طيلة حكم الخليفة المهدي تحت الرقابة الصارمة، من قبل أجهزة النظام الحاكم، وقد قام باستدعائه (عليه السلام) إلى بغداد أكثر من مرة فحبسه وأساء معاملته ثم قام بإطلاق سراحه لرؤية رآها.
  كانت السنوات التي قضاها الإمام (عليه السلام) تحت حكم هارون الملقب بالرشيد من أسوأ وأفظع المراحل التاريخية التي قضاها في حياته، كان يعتقل الإمام (عليه السلام) ويحضره إلى مجلسه..   .
تنقل الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجون العباسية واحدا تلو الآخر، ولم يبق في سجن واحد، لقد كان الحاكم يأمر بنقله من سجن لآخر، وذلك لأنهم عندما كان يضعونه في احد السجون يرون، بعد مضي فترة زمنية قصيرة، إن السجانين وعمال السجن قد أصبحوا من عشاقه ومحبيه (عليه السلام). يقبلون عليه ويتباركون به.
من مواقفه مع الطاغية هارون
دخل الإمام (عليه السلام) على هارون في بعض قصوره  فقال له : ما هذه الدار؟ فأجابه الإمام (عليه السلام)  : هذه دار الفاسقين. وقرأ الآية المباركة: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وان يروا كل آية لا يؤمنون بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا)(سورة الأعراف: الآية 146)، مما آثار غضب هارون عليه وأغلظ في كلامه على الإمام (عليه السلام) بعد أن سمعه يتحداه بموقف لا هوادة فيه.
الرسالة التي أرسلها (عليه السلام) لهارون وهو لا يزال في السجن معربا له فيها عن بالغ سخطه عليه، جاء فيها: انه لن ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى تفنى جميعا إلى يوم ليس له انقضاء.. وهناك يخسر المبطلون
انتشر اسم الإمام (عليه السلام) في الأقطار، وذاع صيته في الأمصار، وتحدّث الناس عن علمه ومآثره وفضله، فثقل ذلك على هارون، وطفح قلبه غيظاً منه فذهب الطاغية إلى قبر النبي (صلّى الله عليه وآله)، فسلم على النبي مثل الزوار المؤمنين، وخاطبه قائلاً: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إني اعتذر إليك من أمر عزمت عليه، إني أريد أن آخذ موسى بن جعفر (عليه السلام) فأحبسه لأني قد خشيت أن يُلقي بين أمتك حرباً يسفك فيها دماءهم).
وبعد الاعتذار في اليوم الثاني أصدر الطاغية أوامره بإلقاء القبض على الإمام، فجاءت الشرطة وألقت القبض عليه وهو في طاعة الله يصلي لربه عند رأس جده النبي (صلّى الله عليه وآله). فقطع المجرمون الآثمون عليه صلاته ولم يمهلوه من إتمامها  ثم حمل الإمام من ذلك المكان الشريف وقيّد بالحديد وقد توجّه إلى جدّه الرسول الأكرم: (إليك أشكو يا رسول الله).   ولما مثل الطاهر الكريم أمام الفاجر اللئيم أغلظ له في القول، وكان اعتقاله سنة 179هـ في شهر شوال لعشر بقين منه.
في البصرة
ساروا بالإمام (عليه السلام) معتقلاً إلى البصرة ووكل هارون حسان السروي بحراسته والمحافظة عليه. وقبل أن يصل إلى البصرة تشرّف بالمثول بين يديه عبد الله بن مرحوم الأزدي فدفع له الإمام كتباً وأمره بإيصالها إلى ولي عهده الإمام الرضا (عليه السلام) وعرفه بأنه الإمام من بعده( أخبار الدول : ص 113) سارت القافلة بالإمام المقيد حتى وصلت إلى البصرة قبل التروية بيوم فأخذ حسان وكيل هارون الإمام ودفعه إلى عيسى بن أبي جعفر فسجنه في بيت من بيوت السجن، وأقفل عليه الباب، فكان لا يفتح باب السجن إلا في حالتين: خروج الإمام (عليه السلام) إلى الطهور، أو إدخال الطعام له
أحواله في السجن
تفرغ الإمام (عليه السلام) للعبادة، انقطع الإمام (عليه السلام) في السجن إلى العبادة المطلقة، يصوم في النهار ويقوم بالليل، يقضي كل أوقاته في الصلاة والسجود والدعاء.
لقد أدهش العقول وحير الألباب بعبادته المتواصلة، وانقطاعه إلى الله عزّ وجلّ: وقد اعتبر وجوده في السجن نعمة من أعظم النعم التي منحها الله له، وذلك لتفرغه للعبادة، فكان يشكر ربه تعالى على ذلك ويدعو بهذا الدعاء الروحاني قائلاً: (اللهم، إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد).
حمل الإمام إلى بغداد
 أمر بحمل الإمام إلى بغداد مقيّداً بالحديد، تحف به الحرس والشرطة. فأمر بحبسه عند أحد وزرائه يدعى الفضل بن الربيع. فأخذه الفضل وسجنه في بيته،   لأن الشخصيات الهامة في عهد الطاغية هارون كانت تعتقل في بيوت وزرائه وليس في السجون العامة.
انشغال الإمام بالعبادة
 وأخذ الفضل يحدث عبد الله عن عبادة الإمام وتقواه وطاعته لله فقال: (إني اتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها، يصلي الفجر، فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس، ثم يبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد الوضوء، فاعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجداً إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثاً، ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العشاء، فإذا صلى العشاء أفطر على شوى يؤتى به، ثم يجدد الوضوء، ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم، فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري حتى يقول الغلام إن الفجر قد طلع؟ إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حُوّل إليّ..).
لما رأى عبد الله إكبار الفضل للإمام (عليه السلام) حذره من أن يستجيب لرغبة الرشيد باغتياله
ضاق صدر الإمام من ظلمة السجن وطول المدة فيه فلجأ (عليه السلام) إلى الله تبارك وتعالى في أن يخلّصه من هذا الطاغية وهذه المحنة المريرة..
فقام في غلس الليل وجدد طهوره وصلى لربه أربع ركعات، وأخذ يناجي الله بهذا الدعاء الروحي الصاعد من قلب طاهر أثقلته الهموم فقال: (يا سيدي، نجّني من حبس هارون وخلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم، ويا مخلّص الروح من بين الأحشاء والأمعاء، خلّصني من يد هارون..)
إطلاق سراح الإمام (عليه السلام)
استجاب سبحانه لدعائه وأخرج عنه الغمّ الذي أصابه في سجن الطاغية هارون. فأطلق سراحه غلس الليل
وأخذ الإمام (عليه السلام) يحدث  عن السبب في إطلاق سراحه قائلاً:
(بينما أنا نائم إذ أتاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لي: يا موسى، حبست مظلوماً قل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت له بأبي أنت وأمي ما أقول فقال (صلّى الله عليه وآله): قل:
(يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصى عدداً، فرج عني) فكان ما ترى.
وفرج الله عن الإمام فخلى هارون بعد رؤياه سبيله، وقد مكث في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعينها لنا التاريخ.
بعد إطلاق سراحه لم يذهب الإمام (عليه السلام) إلى يثرب بل بقي في بغداد  حيث فرض هارون عليه الإقامة الجبرية في بغداد ولم يسمح له بالسفر إلى وطنه. فمكث (عليه السلام) في بغداد مدة من الزمن لم يتعرض له هارون بسوء.
استمر الإمام في تلك الفترة من بذل الجهود لإرشاد الناس وهدايتهم إلى طريق الحق ومن الذين اهتدوا متأثرين بنصائحه بشر الحافي فقد تاب على يد الإمام (عليه السلام) حتى صار من عيون عباد الله الصالحين المتقين لكن التاريخ لم يذكر المدة التي خلي فيها عن سبيل الإمام (عليه السلام)، فيحتمل أنها فترة قصيرة، وكل ما ذكره المؤرخون أنه (عليه السلام) انتقل من سجن إلى سجن ، من سجن الفضل بن الربيع إلى سجن الفضل بن يحيى..
لما رأى الفضل بن يحيى إقبال الإمام (عليه السلام) على الله سبحانه وتعالى، وانشغاله بذكره، أكبر الإمام ورفّه عليه وأحسن معاملته، فكان يرسل له كل يوم مائدة فاخرة من الطعام، وقد رأى (عليه السلام) من السعة في سجن الفضل ما لم يرها في السجون الأخرى.
الإيعاز باغتياله من جديد
أوعز هارون للفضل باغتيال الإمام (عليه السلام)، فخاف الفضل من الله وامتنع عن تنفيذ هذه الجريمة النكراء، ولم يلبّ رغبة هارون.
قال الفضل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أقود نفسي إلى النار وأحفر قبري بيديّ؟! لا يمكن أن أنفذ رغبات هارون الطاغية في قتل ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مهما كانت النتيجة.
التنكيل بالفضل
وأخبروا هارون  بحسن معاملة الفضل للإمام (عليه السلام) فأمر بنقل الإمام من عند الفضل واعتقاله في دار السندي بن شاهك. حيث عامل الإمام بكل قسوة، وبالغ في أذاه والتضييق عليه، والتنكيل به في مأكله ومشربه وتكبيله بالقيود  والإمام صابر محتسب، قد كظم غيظه، وأوكل أمره إلى الله.
أمر هارون الطاغية جلاده السندي الباغي أن يضيّق على الإمام، وإن يقيّده بثلاثين رطلاً من الحديد، ويقفل الباب في وجهه، ولا يدعه يخرج إلا للوضوء. وامتثل السندي فعمل على التضييق على الإمام، ووكل على مراقبته مولاه بشاراً، وكان من أشد الناس بغضاً لآل أبي طالب ولكنه لم يلبث أن تغيّر حاله، وتاب إلى طريق الحق، لما رآه من كرامات الإمام (عليه السلام) ومعاجزه، وقام ببعض الخدمات له.
تفرّغ الإمام (عليه السلام) للعبادة من جديد
اعتاد الإمام (عليه السلام) على عذاب السجون من قبل الحكام الظالمين الطغاة، فأقبل على العبادة، يصوم في النهار، ويقوم في الليل، ويقضي أكثر أوقاته بالسجود والعبادة، لا يفتر لسانه عن ذكر الله. حتى أن أخت السندي لما رأت إقبال الإمام (عليه السلام) على الطاعة الخالصة والعبادة المستمرة أثر ذلك في نفسها، وأصبحت من الصالحات، وعند ذلك دبّت الرأفة في قلبها وأخذت تعطف على الإمام (عليه السلام) وتقوم بخدمته دون علم أخيها وكانت إذا نظرت إليه أرسلت الدموع مدراراً من عينيها وتقول: (خاب قوم تعرّضوا لهذا الرجل)( تذكرة الخواص : ص 359 .).
كان مقصد العلماء والرواة والمحدثين، اتصلوا به من طريق خفي فنهلوا من نمير علومه، من هؤلاء نذكر موسى بن إبراهيم المروزي، وقد سمح له السندي بذلك لأنه كان معلماً لولده، وقد ألف المروزي كتاباً ممّا سمعه من الإمام (عليه السلام).
إرسال الفتاوى إلى الإمام (عليه السلام)
كانت بعض الأقاليم الإسلامية التي تدين بالإمامة ترسل عنها مبعوثاً خاصاً إلى الإمام (عليه السلام) حينما كان في سجن السندي، فتزوده بالرسائل والفتاوى فيجيبهم (عليه السلام) عنها، وممن جاءه علي بن سويد، اتصل بالإمام (عليه السلام) وسلّم إليه الكتب والفتاوى، فأجابه (عليه السلام) عنها.
تعيين وكلاء الإمام (عليه السلام)
عيّن الإمام (عليه السلام) جماعة من طلابه وأصحابه الذين يثق بهم وجعلهم وكلاء له في بعض المناطق الإسلامية، ثم أومأ لشيعته بالرجوع إليهم لأخذ الأحكام الدينية منهم، كما أذن لهم في أخذ الحقوق الشرعية، لصرفها في مواضعها الشرعية.
تعيين ولي عهده
نصب الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) من بعده ولده الإمام الرضا (عليه السلام) فجعله علماً لشيعته، مرجعاً لأمة جده (صلّى الله عليه وآله)، فقد حدّث الحسين بن المختار قال: لما كان الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها (عهدي إلى أكبر ولدي)( النجاشي : 407 برقم 1082).
روى محمد بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: دعانا أبو إبراهيم ونحن سبعة عشر من ولد علي وفاطمة، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته.
  
ترفع الإمام من المطالبة بإطلاق سراحه
مكث الإمام (عليه السلام) زمناً طويلاً في سجن هارون، فطلب منه جماعته من شيعته الخاصة أن يتصل مع بعض الشخصيات المقرّبة عند هارون ليتوسطوا في إطلاق سراحه، فترفّع وامتنع عن ذلك وقال لهم: (حدّثني أبي عن آبائه أن الله جل وعلا أوصى إلى داود أنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني وعرفت ذلك منه إلا قطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته)( تاريخ اليعقوبي، ج3، ص125.).
 الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ينعي نفسه
علم الإمام المعصوم موسى بن جعفر أن لقاءه بربّه أصبح قريباً، فنعى نفسه لبعض شيعته الخاصة، وعزّاهم بمصيبته   فأوصاهم بالتمسك بالعروة الوثقى من آل محمد (صلّى الله عليه وآله) وذلك في جوابه عن المسائل التي بعثها إليه علي بن سويد  حينما كان في السجن،  فأجابه (عليه السلام) بهذا الجواب:
... أما بعد؛ فإنك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة، وحفظ مودة ما استرعاك من دينه، وما ألهمك من رشدك، وبصّرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم، وبردّك الأمور إليهم؛ كتبت إليّ تسألني عن أمور ... رأيت أن أفسّر لك ما سألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعاف شيعتنا من قبل حبها لهم، فاتق الله عزّ ذكره، وخصّ بذلك الأمر أهله، وأحذر أن تكون سبب بلية على الأوصياء أو حارشاً عليهم( إغراء بعض القوم ببعض) بإفشاء ما استودعتك، وإظهار ما استكتمتك وإن تفعل إن شاء الله.
إن أول ما أنهى إليك أني أنعي إليك نفسي في ليالي هذه، غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن ممّا قد قضى الله عزّ وجلّ وختم، فاستمسك بعروة الدين، آل محمد والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي، والمسالمة لهم، والرضا بما قالوا: ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك، ولا تحب دينهم، فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أمانتهم، أو تدري ما خانوا أمانتهم؟
إئتمنوا على كتاب الله فحرّفوه، ودلّوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم (فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)(16) .... وسألت عن مبلغ علمنا، وهو على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث، فأما الماضي فمفسر وأما الغابر فمزبور، وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع، وهو افضل علمنا، ولا نبي بعد نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله). ...
وسألت عن الضعفاء فالضعيف من لم يرفع إليه حجة، ولم يعرف الاختلاف، فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف.... ووال آل محمد ولا تقل لما بلغك عنا ونسب إلينا هذا باطلاً وإن كنت تعرف منا خلافه، فإنّك لا تدري لما قلناه، وعلى أي وجه وضعناه آمن بما أخبرك، ولا تفش بما استكتمناك من خبرك، إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئاً تنفعه به لأمر دنياه وآخرته، ولا تحقد عليه وإن أساء، وأجب دعوته إذا دعاك ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وإن كان أقرب إليه منك، وعده في مرضه، ليس من أخلاق المؤمن الغش ولا الأذى، ولا الخيانة ولا الكبر والخنا( الفحش في الكلام) ولا الفحش ولا الأمر به،...)( روضة الكافي، ص124-126. كما ذكرت هذه الرسالة في مرآة العقول).
استشهدمظلوماً في حبس السندي بن شاهك في ( 25 ) من رجب سنة ( 183 هـ ) واستشهد صلوات اللهعليه مسموماً في حبس السنديّ بن شاهك ، ودفن بمدينةالسلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش في بغداد
 
 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/11   ||   القرّاء : 10711


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net