دور الأمهات في تربية وتغيير سلوك الأبناء
الشيخ عبد الهادي عاصي
ذكرنا في العدد الماضي أهمية دور الأم في التربية والتغيير وقلنا أن دور الأم أعظم وأخطر من دور الأب لأنها تتعامل مع أثمن شيء في الوجود وهو الطفل.
وقلنا بأن عمل الأم هو صناعة الإنسان وزرع الحب والفضيلة والرحمة والعاطفة والحنان والتضحية والإيثار في نفسه فيجب الوقوف أمام هذا العطاء موقف الإجلال والتعظيم لذا قال الرسول الأعظم (ص) الجنة تحت أقدام الأمهات
في هذا البحث سنحاول أن نبرز دور الأم في كشف العالم الخارجي للطفل وما هي الأمور التي يجب أن يتعلمها الطفل من أمه.
يولد الطفل والذهن صفحة بيضاء خالية من أي شيء له علاقة بثقافة العالم الذي يعيش فيه كما يقول أمير المؤمنين علي (ع) إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبله فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك
فالطفل يتعلم التقاليد والعادات من خلال معاشرته لأمه والأهل والأقارب ومجتمعه.
والحلقة الأهم في حياة الأم هي تربية الطفل ولكن ليست أي أم، وإنما الأم التي تشعر وتلمس أهمية التربية ودورها في صناعة التاريخ، وهنا ترتبط الأم بولدها بأقوى علاقة ورابطة وهي رابطة التعليم، ومنها تستطيع أن تنجح في تلقين التراث الثقافي للجيل الجديد وتهيئته للحياة المستقبلية.
ولكي تقوم الأم بهذه المهمة يجب أن تنتبه إلى كل ما تلقنه لطفلها وخصوصاً في سنيّ حياته الأولى لذا يجب مراعاة الدقة والتعمق الكافيين في تربية الطفل.
ففي السنين الأولى من عمر الطفل تختلف وظائف الأم عن واجبات الأب تجاه الطفل فوظيفة الأم هي تربية جسمه وروحه وعقله وأما واجب الأب غالباً ما ينحصر بالجانب المعيشي ولذلك فإن جهل الأم أو تجاهلها بكيفية