هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (122)
---> شهر رمضان (128)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (25)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (206)
---> قرانيات (78)
---> أسرة (20)
---> فكر (128)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (88)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (5)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ: الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ"

 السجود سبيل تخفيف الوزر والقرب من الله تعالى

 قراءة القرآن لسمو الروح ونقاء القلب

 إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ

 شهر رمضان والثواب الجزيل على الطاعات

 تعرضوا لنفحات ربكم

 لعلكم تتقون

 من وظائف المنتظرين

 من دعاء المنتظرين : طلب النصرة والشهادة

 الإمام المهديّ (عج) وخصائص دولته

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 عظيم خلق النبي الاكرم صلى اللّه عليه وآله

  رجوع النفس إلى بارئها

 هيئة علماء بيروت تهنئ بالذكرى الواحدة والأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران

 الحسين (ع) ميراث الأنبياء

 خاتمة نهاية الكراهية

  لعلكم تتقون

 ليلة 15 شعبان

 هيئة علماء بيروت تدين جريمة اعدام سماحة الشيخ نمر النمر

 من دعاء المنتظرين : طلب النصرة والشهادة

 سيرة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1206

  • التصفحات : 8044396

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : قرانيات .

              • الموضوع : معارف قرآنية ...  وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم .

                    • رقم العدد : العدد الثالث والاربعون .

معارف قرآنية ...  وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

معارف قرآنية ...  وقفات مع كلمات وآيات القرآن الكريم

أعداد هيئة التحرير

القرآن يصف نفسه

بعض آيات تعرف جلالة قدر هذا الكتاب وعظمة آثاره وبركاته

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً) النساء:174-175)

(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة:15-16)

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) يونس:57

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ) (الإسراء:9

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام):(واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان:زيادة في هدى ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى فاستشفعوه من أدوائكم واستعينوا به على لأواءكم فإن فيه شفاءً من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله عز وجل به وتوجهوا إليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع وماحل ومصدق وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه فإنه ينادي مناد يوم القيامة:(ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن)، فكونوا من حرثته وأتباعه واستدلوه علــى ربكــم واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آراءكم واستغشّوا فيه أهواءكم)

وقفات تفسيرية

قوله تعالى :  قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ الأنبياء 63

ان إبراهيم عليه السلام حطم الأصنام التي كانت تستعبد الناس آنئذ، وتحرر من الخضوع لطاغوت المجتمع، وللسلطة السياسية الفاسدة، بما تملك من وسائل البطش والإرهاب فكان الإنسان المتحرر عن عبودية الطاغوت، وسائر العبوديات، فلا يخضع إلّا لخالق الكون العزيز الحكيم. وفي بيان كلام نبي الله ابراهيم عليه السلام كلام واقوال:

1_ ان إبراهيم (ع) لم ينكر انه فعله أو لم يفعله وإنّما: قالَ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُون‏) وهذا أسلوب ساخر أراد به إبراهيم (ع) أن يلفت به أنظارهم إلى حقيقة معتقداتهم الفاسدة، وإلّا فهم يعلمون مسبقا إن هذه أحجار لا تنطق لأنهم هم الذين صنعوها بأيديهم.

قال صاحب الكشاف: هذا- أى قول إبراهيم - من معاريض الكلام... وهذا كما لو قال لك صاحبك، وقد كتبت كتابا بخط رشيق- وأنت شهير بحسن الخط-: أأنت كتبت هذا؟ وصاحبك أميّ لا يحسن الخط، ولا يقدر إلا على خربشة فاسدة فقلت له: بل كتبته أنت، كان قصدك بهذا الجواب، تقرير أن هذه الكتابة لك. مع الاستهزاء به ..

2_ دعوى بداعي إلزام الخصم وفرض وتقدير قصد به إبطال ألوهيتها كما سيصرح به في قوله‏ «أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ» إلخ. وليس بخبر جدي البتة، وهذا كثير الورود في المخاصمات والمناظرات.‏

فالآية على ظاهرها من غير تكلف إضمار أو تقديم وتأخير أو محذور تعقيد، وأن صدرها المتضمن لدعوى استناد الفعل إلى كبيرهم إلزام للخصم وتوطئة وتمهيد لذيلها وهو أمرهم بسؤال الأصنام إن نطقوا لينتهي إلى اعتراف القوم بأنهم لا ينطقون.

3 وربما قيل: إن قوله: «إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ» قيد لقوله: «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ»

والتقدير: بل إن كانوا ينطقون فعله كبيرهم، وإذ كان نطقهم محالا فالفعل منه كذلك وقوله: «فاسألوا» جملة معترضة.

في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ في قصّة إبراهيم عليه السّلام: قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ‏. قال: ما فعله كبيرهم، وما كذب إبراهيم- عليه السّلام.

فقلت فكيف ذاك؟ قال: إنّما قال إبراهيم: فَسْئَلُوهُمْ، إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ‏، فكبيرهم فعل. وإن لم ينطقوا، فلم يفعل كبيرهم شيئا. فما نطقوا، وما كذب إبراهيم- عليه السّلام.

4 _ وقد بنى العديد من مفسري العامة على ان ما ذكره إبراهيم (عليه السلام) هو كذب جائز للضرورة ، واستدلوا عليه بروايات نقلوها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بان إبراهيم (عليه السلام) كذب ثلاث كذبات وهذه إحداها, كما استدل عليه بان ملاك الأهم والمهم يجري في كل الضرورات، والكذب ليس قبحه ذاتيا بل يختلف بالوجوه والاعتبارات – بخلاف العدل والظلم .

وقد أجاب الشيخ الطوسي في التبيان بان تلك الروايات لا سند لها فلا تكون معتبرة.

إضافة إلى أن تجويز الكذب على الأنبياء( عليهم السلام) ولو للضرورة يستلزم سلب الوثوق بقولهم في كافة مسائل العقائد والأحكام.

5  (فَعَلَه) محذوف الفاعل

وقيل: المقام هو من باب التورية بحذف الفاعل وقطع الكلام، ومعه ستكون الآية هكذا: (بل فعله) والفاعل محذوف والمعنى بل فعله من فعله أو فعله شخص ما، ثم استأنف إبراهيم (عليه السلام) الكلام بقوله: (كبيرهم هذا)

فإبراهيم (عليه السلام) قد وصل بين جملتين فَتُوُهِّم أن ثانيتهما فاعل الأولى، مما أفاد معنى ظاهرا غير مراد باطنا وهذا الوجه وإن كان ممكناً إلا انه لا دليل عليه مع بعده.

وربما قيل: غير ذلك وهي وجوه غير خالية من التكلف.

من امثال القرآن

قال تعالى : وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ  البقرة (171)

الدعاء والنداء قيل بمعنى واحد، فهو تأكيد ، وقيل الدعاء للقريب والنداء للبعيد، وقيل الدعاء ما يسمع والنداء قد يسمع وقد لا يسمع. وقيل المراد بهما نوعان من الأصوات التي تفهمها الغنم، فالدعاء ما يخاطب به الغنم من الأصوات الدالة على الزجر وهي أسماء الأصوات، والنداء رفع الصوت عليها لتجتمع إلى رعاتها، ولا يجوز أن يكونا بمعنى واحد مع وجود العطف.

فالرسول يشترك مع الراعى فى الدعاء والنداء، وهم اشتركوا مع المرعيّ فى أنهم لم يفهموا إلا الدعاء والنداء فقط، وفى الاستجابة هم‏ «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ»، فالمدعو به لم يسمعوه، وكأنهم اشتركوا مع الحيوان فى أنهم لا يستمعون إلا للدعاء والنداء، إنما المدعو به ومضمون النداء هم لا يعقلونه ولا يفهمونه. وبكم لا ينطقون بمطلوب الدعوة وهو «شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه»،  وليس عندهم عقل يدير حركة العيون لينظروا فى ملكوت السماوات والأرض ليظهر لهم وجه الحق فى هذه المسألة.

إذن فمثل الذين كفروا بالرسول كمثل الماشية مع الراعى، فهم لا يسمعون إلا مجرد الدعاء، كما أن الماشية تسمع الراعى ولا تعقل، مع الفارق؛ لأن الدواب ليس مطلوبا منها أن ترد على من يناديها. ولا تسمع غير ذلك من المدعو به لذا كان الكافرون شر الدواب, فقد صموا آذانهم عن سماع الدعوة، وهم بكم عن النطق بما ينجيهم بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه، وهم عمي عن‏ النظر فى آيات الكون، فلو أن عندهم بصرا لنظروا فى الكون كما قال اللّه تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ‏ (آل عمران)190

فلو أنهم نظروا فى خلق السماوات و الأرض؛ لاهتدوا بفطرتهم إلى أن لهذا الوجود المتقن المحكم صانعا قد صنعه، لكنهم لا يعقلون.

مفردات قرآنية

مصرخ

قال تعالى .... وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ  إبراهيم(22)

والمصرخ من مادة الصّراخ من صرخ، وهو رفع الصوت بغرض أن يسمعه غيره؛ ولا يطلب

 من يصرخ شيئا آخر غير المعونة فلو أن أحدا عثر على كنز تحت قدميه فلن يصرخ؛ بل

يتلفّت حوله ليرى: هل هناك من رآه أم لا؟ أما إن هاجمه أسد فلابدّ أن يصرخ طالبا النجاة، وهكذا يكون الصراخ له مأرب طلب المعونة؛ وهذا لا يتأتّى إلا ممّن يخاف من مفزع.

و«مصرخ» يدل على الفعل «أصرخ»، وهو فعل دخلت عليه ما يسمّى فى اللغة «همزة الإزالة».

والمثل هو كلمة «معجم» أي: الذي يدلّك على معنى للفظ ليزيل إبهامه؛ فيقال «أعجم الكتاب» أي: أزال إبهامه، وهذه الهمزة التى دخلت توضّح إزالة العجمة عن الكلمة.

والمثل أيضا على هذه الهمزة؛ هو كلمة «عتب» أى: لامه، وحين تدخل عليها الهمزة تصبح «أعتب» أى: أزال ما به عتب. وفى الدعاء: «لك العتبى حتى ترضى» أي: إذا كنت يا ربّ تعتب عليّ في أيّ شي‏ء؛ فأنا أدعوك أن تزيل هذا العتب.

والإزالة تأتى مرة بإضافة الهمزة؛ ومرة تأتى بالتضعيف؛ مثل قولنا «مرّض الطبيب مريضه» أي: أزال عنه- بإذن من اللّه- مرضه.

ف «مصرخ» هو من يزيل صراخ آخر؛ فكأن هناك من استغاث؛ فجاءه من يغيثه. وهكذا يعلن الشيطان فى اليوم الآخر أنه ومن أغواهم فى مأزق؛ وأنه غير قادر على إزالة سبب هذا المأزق؛ ولا هم بقادرين على إزالة سبب مأزقه؛ ولن يغيث أحدهما الآخر.

من اوصاف القرآن الكريم

مبارك

ذكر جل وعلا أن هذا القرآن العظيم‏ مُبارَكٌ‏ في مواضع متعدّدة من كتابه؛ كقوله تعالى وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏  [الأنعام: 155]، وقوله فيها : وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ‏ [الأنعام: 92] الآية؛ إلى غير ذلك من الآيات.

مُبارَكٌ: أي: ذو بركة: والبركة: هي النّماء والزّيادة في الحسّيّات، وفي المعنويّات.

ويقال لغة: بارك اللّه الشي‏ء، وبارك فيه، وبارك عليه، أي: وضع فيه البركة. ومعنى كون القرآن مباركا أنّه لا تنضب فيوض معانيه، وأنّه ذو خيرات كثيرات جدّا، فكريّة، ونفسيّة، وشفائية، وغير ذلك‏.فهو مبارك في محل صدوره لأنه نازل من الله.

ومبارك في محل نزوله وهو قلب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الرحيم الكريم

 ومبارك في آثاره ففيه الهداية والخير والسعادة في الدنيا والآخرة وفيه نظام حياة البشرية وقوامها وحفظ كيانها وفيه السلام والطمأنينة.

وهو معين لا ينضب يغترف منه الأصولي والفقيه والنحوي والأديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرّع والحاكم ومع ذلك يبقى خالداً معطاءً.

مجيد

قال تعالى بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) البروج

في المفردات:المجد:السعة في الكرم والجلال وأصله في قولهم (مَجدَتْ الإبل) إذا حصلت في مرعى كثير واسع فوصف القرآن بالمجيد لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية وعلى هذا وصفه بالكريم  بقوله تعالى:(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الواقعة:77 لسعة فيضه وكثرة جوده.

والمجيد: العظيم في نوعه كما في قوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج: 15] ومجد القرآن لأنه أعظم الكتب السماوية وأكثرها معاني وهديا ووعظا، ويزيد عليها ببلاغته وفصاحته وإعجازه البشر عن معارضته. وهو مجيد متناه في الشرف والكرم والبركة، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من أحكام الدين والدنيا، لا كما زعم المشركون.‏

لا تنافي في آيات الله ولا محل للشبهات في انتقاء الفاظه

أن رجلاً أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال يا أمير المؤمنين إنّي قد شككت في كتاب الله المنزل

قال له (عليه السلام) : ثكلتك أمك وكيف شككت في كتاب الله المنزل

قال : لاَني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضاً فكيف لا أشك فيه

فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إن كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً ولا يكذب بعضه بعضاً ولكنك لم ترزق عقلاً تنتفع به ، فهات ما شككت فيه من كتاب الله عز وجل

قال له الرجل : إني وجدت الله يقول : ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) الاعراف ، 51 وقال : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) التوبة ، 67

وقال تعالى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) مريم ، 64

فمرة يخبر أنه ينسى ومرة يخبر أنه لا ينسى ، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين؟

فقال علي (عليه السلام) : ... أما قوله : (نسوا الله فنسيهم) إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئاً ، فصاروا منسيين من الخير.

وكذلك تفسير قوله عز وجل : ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا )، يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب. وأما قوله : ( وما كان ربك نسياً ) ، فإن ربنا تبارك وتعالى علواً كبيراً ليس بالذي ينسى ولا يغفل ، بل هو الحفيظ العليم ، وقد يقول العرب في باب النسيان : قد نَسِيَنَا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لنا بخير ولا يذكرنا به ، فهل فهمت ما ذكر الله عز وجل ؟ قال : نعم ، فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك.

وهكذا الحال في آيات عديدة  فلا تنافي بينها  وانما يحتاج الامر الى بيان المعصوم عليه السلام او شيء من التدبّر  او فهم معاني الفاظ اللغة العربية واستعمالاتها ,مثل قوله تعالى في وصف أهل الجنة :(لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) الدخان : ٥٦ مع أن الموتة الأولى لم يذوقوها في الجنة

قيل : كما عن الزّجاج والفرّاء : إلّا هنا بمعنى سوى ، كما في قوله تعالى : (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) [النساء : ٢٢] ، وقوله تعالى : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) [هود : ١٠٧

او بمعنى بعد كما قال بعضهم في قوله تعالى : (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) النساء : ٢٢

وقيل إن السعداء إذا حضرتهم الوفاة كشف لهم الغطاء وعرضت عليهم منازلهم ومقاماتهم في الجنة ، وتلذذوا في حال النزع بروحها وريحانها ، فكأنهم ماتوا في الجنة .

فإن قيل : الضلال والغواية واحدة  فما فائدة قوله تعالى :(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) النجم : ٢

قيل إن بينهما فرقا لأن الضلال ضد الهدى والغي ضد الرشد وهما مختلفتان مع تقاربهما.

وقيل معناه ما ضل في قوله ولا غوى في فعله

ولو ثبت اتحاد معناهما يكون من باب التأكيد باللفظ المخالف مع اتحاد المعنى

معنى ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

«ما شاءَ اللَّهُ» كلمة جامعة تجمع عالمي التكوين والتشريع، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن إذ «لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» و«أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً» (البقرة: 165)

وكل فاعل مختار انما يعمل بقوة اللَّه، من المشيئة والإختيار وتقديم ما عنده من طاقات وامكانيات، ومن اللَّه التوفيق بإزالة الموانع وتهيئة ما لا يستطيع من الأسباب.

ولا قوة لأحد على أمر من الأمور إلا بإعانة اللّه وإقداره.

فان كل قواتك من اللَّه، لا تكفي حولا عن معصية اللَّه وقوة في طاعة اللَّه إلّا باللَّه.

عَنْ الامام الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَعْنَى لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا حَوْلَ لَنَا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ لَنَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/11   ||   القرّاء : 747


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net