هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



  من كلمات الإمام الجواد(ع) ومواعظه

 الأصولية

 الكلمة الطيبة صدقة وحسنة

 شهر رمضان

 الحرية المنشودة على ضوء القرآن والسنة (1)

  احاديث شريفة في الصوم

 شهداء كربلاء

 الإسلام والمسلمون في أزمة التخلف

 المبلغ القدوة

 الرفض والرافضة ووجه التسمية

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7021409

  • التاريخ : 19/03/2024 - 11:43

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : مفاهيم .

              • الموضوع : ما هو البرزخ؟ .

                    • رقم العدد : العدد التاسع والعشرون .

ما هو البرزخ؟

 بسم الله الرحمن الرحم

ما هو البرزخ؟

 

الشيخ إبراهيم نايف السباعي

قال تعالى: { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}([1])

علم الغيب واسع لا حدود له، وعلمه منحصر في ذات الله المقدسة، ولا يشاركه أحد فيه، كما ورد في قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً}([2])، ولا يقال بعض الأنبياء والرسل علموا ذلك. قلت: علم الله ذاتي ومنه، وعلم هؤلاء عليهم السلام من غيرهم وبإذنٍ من الله.

البرزخ: أخباره وأحداثه هي معلومة واحدة من معلومات الغيب التي أفاض الله سبحانه وتعالى بها علينا، حيث أشارت بعض الآيات إليها وتكفلت الروايات في شرح هذه المفردة بالتفصيل المطلوب إيصاله إلينا، وبمقدار الحاجة.

فقد ذكرت عن كيفية الحياة في البرزخ؟ وما يتعلق به من أحداث، وأنه مكان الأرواح بعد الموت من أولاد آدم، ومستودع كل الأرواح التي سبقت سيدنا آدم وذريته،  وأرواح الجن وكل مخلوق وهبه الله سبحانه وتعالى نعمة الوجود وأعطاه بركة الاختيار، فوقع عليه الاختبار فسوف يحاسب ويعاتب، وعليه فإن لكل مخلوق من هؤلاء برزخه وعالمه الخاص به، ولا بد من إبقائه ليوم سماه الله تعالى يوم القيامة، كي يسأل ويحاسب وبعدها إما أن يدخل الجنة وإما أن يدخل النار.

والبرزخ: هو الحد الفاصل بين شيئين، كما ورد في قوله تعالى: {بينهما برزخ لا يبغيان} سورة الرحمن تحكي عن ملتقى البحرين الأول الماء الحلو والثاني الماء المالح، وأنه لا ينبغي أن يطغى أحدهما على الآخر إلا بإذن الله، وهذا الحد الفاصل بينهما يسمى البرزخ.

ويعتبر البرزخ مرحلة انتقالية للإنسان من الدنيا إلى العالم الآخر ولا ينتقل إلا بسلطان الموت، وكما ذكرت نحن عاجزون عن معرفة كم مستقر ومدة هذه المرحلة وعلمها عند ربي سبحانه وتعالى الذي وسع علمه كل شيء.

والبرزخ: واحد من عوالم الوجود الإنساني الخمسة عشر، ويعد الخامس من تلك العوالم بعد عالم الذر وعالم رحم الأم وعالم الدنيا والموت؛ ففيه تحشر الخلائق التي سبقتنا من ملايين السنين أو قبل ذلك بملايين، وفيه إما أن ينعم الإنسان ويكرم أو يعذب ويتألم إلا أنه مؤقت، حيث العذاب الخلود والأبد بعد مرحلة البرزخ إلى يوم القيامة.

كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النيران".

إذن: كلٌ إليها سائر باستثناء الأنبياء والأوصياء والشهداء كما دلت عليه الآيات وبعض الروايات، لأنهم عند ربهم يرزقون، وأما باقي الخلائق فهم كما ورد في قوله تعالى: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}([3]) فهم باقون إلى يوم يبعثون.

ويعتبر البرزخ آخر مكان يرتبط بالدنيا ارتباطاً حقيقياً، حيث يعتبر الفرصة الأخيرة التي يتدارك من خلالها الإنسان ما خسره في الدنيا من أعمال وأفعال، وما فاته من صلوات واجبات كما ذكره العلماء والفقهاء من قضاء الولد الأكبر للميت عن أبيه الصلاة والصوم والحج وغيره ويسقط عنه بإذن الله تعالى، أو إذا ما قصر الولد اتجاه أبيه كعقوق للوالدين أو حقوق للإخوان فيمكنه تدارك ذلك، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتب عند الله باراً"([4])، وجبر ما قصّر الإنسان فيه في الدنيا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عن الدنيا إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به الناس وولد صالح يدعو له"

والبرزخ: رحمة الله التي لا تنتهي عند حد إلا أننا وبحسب الترتيب للأحداث، نقول: أن الرحمة تنقسم إلى قسمين: رحمة الدنيا ورحمة الآخرة، وتنتهي رحمة الدنيا في آخر لحظة من البرزخ، لتبدأ رحمة الآخرة عند أول لحظات البعث وتستمر إلى الأبد.

والبرزخ: منّةٌ من الله تعالى للإنسان، وهي من النعم التي لا تحصى، حيث يعتبر مكاناً لتصليح وتتميم للنقص الذي طرأ في حياة الإنسان من تقصير في الواجبات الشرعية، أو لارتكابه المعاصي والذنوب مع نفسه، أو مع أحد ما واحتاج إلى التسامح منه، أو قصّر في أمر آخر ديني كتركه للحج مع استطاعته له، فبقدرته في البرزخ أن يعوض عليه بالنيابة.

أو قصّر مع أحد ما فيعوضه بالولد الصالح الذي تركه من بعده فيوصل الحق إلى أصحابه، أو ترك أصحاباً وأصدقاء فيقومون كذلك بالمساعدة له، فأهل الميت وأحبابه إن أحبوا التواصل مع الميت أو التعويض عليه بشيء ما فعالم البرزخ كفيل بالتعويض والترميم، صدق لقمان الحكيم عندما قال: يا بني صاحب الناس فإن ألف صديق لقليل. وهذا مصداق لقوله تعالى: {فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم}([5]) أي ولا صديق حميم أي صديق مشفق; وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول: عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة; ألا تسمع إلى قول أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم"([6]).

 

البرزخ ويوم القيامة فوارق وتوافق

 في البرزخ النعيم مؤقت وآني وكذلك العذاب، وفي الجنة فله نعيم مقيم وخلود وكذلك العذاب لمن كان حكمه الخلود في النار، كما ورد في قوله تعالى عن البرزخ: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}([7]).

وبقدرتنا اختيار الجيران الذين سيجاوروننا في قبورنا، لأن الجيرة تنفع كما روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا مات لأحدكم الميت فحسنوا كفنه، وعجلوا إنجاز وصيته، وأعمقوا له في قبره وجنبوه جار السوء قيل: يا رسول الله: وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال: هل ينفع في الدنيا؟ قالوا: نعم. قال: كذلك ينفع في الآخرة"([8])

ورد أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال: "أدفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بالجار السوء"([9]).

 

أمور تسعدك في قبرك:

ثلاثة عناصر كفيلة في إسعادك في قبرك وجعله روضة من رياض الجنة تتنعم فيها وتعطيك حلاوة المكوث ولذة البقاء، حال أننا نرى من الجميع كراهية الموت والدفن؛ والسبب هو أننا لم نؤثث لبيتنا ـ وهو القبرـ الأثاث الجيد أو الجميل وبالتالي علينا أن نخاف ونحزن من الانتقال من دنيا بنيناها لآخرة خربناها.

 

أدفع عن نفسك ضغطة القبر وعذاب القبر وظلمة القبر بترك أعمال وقد ذكرناها سابقاً، والآن نذكر ما يؤسس ويؤثث بيتنا البرزخي ، وهي ثلاثة عناصر:

 

1-               الصلاة.

2-               الصدقة.

3-               القرآن الكريم.

 

الصلاة:

فهناك الصلاة الواجبة فرادى كانت أو جماعة، حيث الأجر والثواب أكبر منه في صلاة النافلة أو الصلاة المستحبة, كما يختلف ثواب الصلاة باختلاف إمام الصلاة ، فالصلاة وراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست كالصلاة خلف إمام آخر , كما يختلف الثواب بين صلاة مطلق النافلة وبين نوافل مخصوصة ، كصلاة الليل والتهجد، وبحسب الأماكن المشرفة كالصلاة في المسجد الحرام حيث تعادل بـ000 100 مرة وكالصلاة في المسجد النبوي الشريف .إذن تختلف الصلاة بحسب الصفة بين واحدة وأخرى، وكذلك من حيث الزمان كشهر رمضان المبارك أو أيام الحج.

الصلاة كتاب مرقوم:

-        لماذا أوجبها الله تعالى علينا في كل يوم خمس مرات؟

لأنها مهمة أم لأنها مكملة، ولأنها متممة أم لأنها ضامنة.

الجواب: كله صحيح وهناك زيادة

 فهي مهمة لأنها في القبر راحة وأنس ونور وسلامة.

ومكملة: لأي نقص طرأ على أعمالنا في الدنيا من سوء أعمالنا من معاصي وذنوب وارتكاب آثام، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهي عمود الدين، وإن حفظتها حفظتك في الدنيا والآخرة، وأما في القبر فهي التي تكفيك جواب سؤال منكر ونكير.

ومتممة: لكل نقص وقع منا في أي عبادة من العبادات، لأن الصلاة خير موضوع إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها وهي أول ما سيسأل عنه العبد في القبر.

وضامنة: للمصلي ضمانة لدخول الجنة، قد ذكر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار شرطها وشروطها.

 

قصة: روى لي أحدهم أن خطيباً كان يحاضر كل يوم في عاشوراء وإلى جنب المنبر شخص لا يغادر مكانه بل يواظب على حضوره اليومي كل أيام عاشوراء فافتقده الشيخ وتساءل الشيخ في نفسه أين هو يا ترى؟ لما لم يحضر؟ هل ألم به مكروه، اسئلة كثيرة طرقت باب ذهن الشيخ لم يجد لها جواباً.

وفي ليلة من ليالي عاشوراء رأى الشيخ الرجل في المنام يقول فرحت برؤيته وتفاجأت في آن واحد فبادرته بالسؤال أين أنت يا رجل؟ لما هذه الغيبة؟ وسألته متلهفاً للجواب فلم يجبني على أي من الأسئلة التي طرحتها عليه بل بادرني قائلاً: لما تكذب على الناس يا شيخ؟ اندهشت وقلت: سامحك الله، لا أذكر أني كذبت وإن حصل ذلك فمن دون تعمد وقصد مني، ولكن أخبرني كيف تتهمني بالكذب فما رأيته مني؟

قال: في احدى ليالي عاشوراء كنت تحاضر عن فضل الصلاة ووجوبها وأن تارك الصلاة سيحاسب حساباً عسيراً في القبر وفي القيامة، قلت: صحيح وهذا ما قالته الآيات ودلت عليه الروايات وأوضحته.

قال: وهذا غير صحيح، قلت: انت تتهم الآيات أو الروايات أو أنا بالكذب.

قال يا شيخ إن تارك الصلاة ليس له حساب، بل يُعذَّب مباشرة، لأني تارك للصلاة وعندما وضعوني في قبري لم أسأل ولم أطالب، بل بدأ العذاب البرزخي معي مباشرة.

أقول: صحيح لأن الصلاة في القبر أمان من العذاب، وفي القيامة أمان من دخول النار، وفي شأن البرزخ يقول الإمام الصادق عليه السلام: "أخوف ما أخاف عليكم من عذاب القبر" فكما تدين تدان، وإنما هي اعمالنا ترد علينا، وللأعمال تبعات في الدنيا وفي القبر والآخرة.

فلنبدأ بالاهتمام بالصلاة والوضوء والطهارة لأنها أملنا في قبورنا وهي مما يجلب لنا السعادة وبها تكون قبورنا روضة من رياض الجنة.

ما أجمل قبري عندما تكون صلاة الليل والتهجد مملؤة به، وما أشد أُنسي في قبري عندما تملؤه النوافل اليومية والصلوات المستحبة كالغفيلة والوتيرة، كم سأنام مرتاحاً منعماً مسروراً مرفهاً إذا ما كان قبري تملؤه صلاتي في الكعبة المشرفة أو المسجد النبوي الشريف التي تعادل الصلاة فيه مئة ألف صلاة عن غيره.

فلنمهد لمقدمنا إلى هذا المنزل(البرزخ) ولنفرشه بخير الأعمال كالصلاة وغيرها، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ" ([10]).

 

الصدقة:

تعوّدنا أن نعالج مرضانا بالصدقة بعد الوقوع بالمرض أو البلاء كما ورد في المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة"، والحال أن الصدقة تُدفع قبل المرض والبلاء، وكذا جميع قضايانا التي نريد أن نعالجها بالصدقة، فقبل الحاجة  نتصدق، وقبل  الدعاء نتصدق كي نوفق وتقضى حوائجنا.

والصدقة تنقسم إلى صدقة السر وصدقة العلن، صدقة جارية وصدقة جامدة، صدقة مال وصدقة أخلاق، وصدقة معروف، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فإن كل تسبيحة صدقة، وكل تهليله صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميده صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة.."([11])

خلاصته كما أن الصدقة تختلف من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص كاليتيم وغيره كالمسكين وغيره والصدقة على الأرحام وعلى غيرهم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صدقة وذو رحم محتاج"([12])، أي لا تتصدق على الآخرين وعندك رحم محتاج، فعلينا الاجتهاد والعمل للصدقة.

وللصدقة مفاعيل وتأثيرات عجيبة على النفس والجسد في الأمور المادية والأمور المعنوية، وفي الدنيا والآخرة وعلينا وعلى من حولنا، وحتى الكافر لو أعطى صدقة ومساعدة للفقير فإنه سيستفيد كما ورد في الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "الصدقة جنة عظيمة وحجاب للمؤمن من النار ووقاية للكافر من تلف المال ويعجل له الخلف ويدفع السقم عن بدنه، وما له في الآخرة من نصيب"([13])

قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم}([14])

نعم، للصدقة طرق وأساليب وزمان ومكان وكيفية، فصدقة الليل تختلف عن صدقة النهار، وصدقة السر والعلن فالفرق بينهما كالفرق بين الليل والنهار، وفضلها يزداد بحسب الطريقة والكيفية، وورد عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنّه "كان يقبّل يده عند الصدقة، فقيل له في ذلك، فقال: إنّها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل".

فهناك صدقة تدفع البلاء عن أمر معين، أو صدقة لشفاء مريض أو صدقة من أجل زيادة الرزق أو لنجاح أو هداية ولد, وهناك أمور لا تحصى لنية الصدقة، وإن كان يجمعها القربة إلى الله تعالى، ولا ينافي نية القربة إلى الله تعالى مع شفاء المريض من باب الداعي إلى الداعي كصلاة الإجارة.

وأما إذا ما أعطيت الفقير للشفقة أو المسكين لحاله أو لقلبك الحنون فهذه وإن كانت ممدوحة لكن عليك الانتباه في كيفية العطاء.

قال الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله تبارك وتعالى يقول: ما من شيء إلا وقد وكلت من يقبضه غيري إلا الصدقة، فإني أتلقفها بيدي تلقفاً"([15])

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد، وضوئي فإنه من صلاتي، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل، فإنها تقع في يد الرحمن"([16])

الصدقة تطفئ نار القبور:

النيران التي قمنا بإشعالها بذنوبنا من غيبة ونميمة وربا وهجران للقرآن وعدم التنزه من البول...، لا تزول تبعات تلك المعاصي وتأثيراتها علينا في القبر إلا بالصدقة وبعض  الاعمال التي تذكر في مظانها.

فإنها تطفئ حرائق القبور، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الصدقة جنة من النار"([17])، ويستفاد منها في إطفاء نار البرزخ ونار القيامة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أرض القيامة نار، ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظلله"([18])

وأما في القبور فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته"([19])

 

أحاديث في الصدقة وآثارها:

الصدقة تدفع البلاء، عن النبي(ص): "الصدقة تسد سبعين باباً من الشر"([20])

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء، والدبيلة([21])، والحرق، والغرق، والهدم والجنون، فعد سبعين من الشر"([22])

خلاصته: الصدقة رحمة من أعظم رحمات الله تعالى حيث وسعت رحمته كل شيء وهي التي لا تعد ولا تحصى في الدنيا والآخرة، إن الكلمة صدقة والقول صدقة والنظرة صدقة والابتسامة صدقة وعمل الخير صدقة عمل المعروف صدقة وكل ما فيه خير وسرور وفرح وراحة للناس صدقة في صدقة، وحتى ترك الشر صدقة وترك الحرام صدقة وترك المعاصي صدقة وترك المكروه صدقة.

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك"([23])

 

القرآن الكريم:

القرآن الكريم يختلف ثواب المرتل لآياته من حيث التلاوة أكانت في الليل أم النهار وكذلك عدد السور التي ستُقرأ أو عدد الآيات أو كيفية تلاوته..  

وبما أن الموضوع حسّاس وخطير، لا بد من الإسهاب في شرح العناصر الثلاثة التي سنفرش بها أثاث بيتك؛ كي نقف عندها نحن والمكلف والعبد الطامع إلى رحمة ربه وهذه تجارة لن تبور.



[1] التوبة/100

[2] الجن/26

[3] التوبة/100

[4] كتاب مرقاة المفاتيح شرح المصابيح، كتاب الآداب

[5] الشعراء/100و 101

[6] تفسير القرآن العظيم للقرطبي تفسير سورة الشعراء آية 101

[7] غافر/46

[8] كتاب ربيع الأبرار"للزمخشري"

[9] كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم

[10] رواه أحمد والطبراني والحاكم، وله طرق عن أبي ذر وأبي أمامة

[11] رواه مسلم كتاب المسافرين

[12] من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 68

[13] كتاب تحف العقول ص 123

[14] سورة التوبة/103

[15] كتاب البحار ج96 ص 134

[16] كتاب وسائل الشيعة ج 6 ص 134

[17] كتاب وسائل الشيعة ج 6 ص 258

[18] كتاب فروع الكافي ج 4 ص 3

[19] كتاب كنز العمال 15996

[20] كتاب وسائل الشيعة ج 6 ص 268

[21] الدبيلة: مرض جلدي.

[22] كتاب وسائل الشيعة نفس المصدر

[23] كتاب أصول الكافي ج 2 ص 114

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/22   ||   القرّاء : 5189


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net