هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (122)
---> شهر رمضان (131)
---> الامام علي عليه (52)
---> علماء (25)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (210)
---> قرانيات (78)
---> أسرة (20)
---> فكر (128)
---> مفاهيم (209)
---> سيرة (95)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (5)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)
---> العدد الثالث والاربعون (11)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 الإمام الصادق (ع)  ودوره  في نشر علوم اهل البيت عليهم السلام

 الإمام الصادق (ع)  ودوره  في نشر علوم اهل البيت عليهم السلام

 من سيرة الإمام الصادق عليه السلام ومواقفه

 من سيرة الإمام الصادق عليه السلام ومواقفه

 من وصية الإمام الصادق عليه السلام لـ«مؤمن الطاق

 حُمران بن أعْيَن  من المؤمنين حقا

 مؤمن الطاق المتكلم المنافح عن الحق

 ذكر الله تعالى على كل حال

 احذروا مكر شياطين الجن والإنس

 إياكم والتسويف

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



  العباس بن علي عطاء وإيثار

 الرزية الكبرى

 لطائف ومعارف

 هيئة علماء بيروت تبرق مهنئة

  الكعبة البيت الحرام قيام للناس

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 من لحق بي منكم استشهد، ومن لم يلحق لم يدرك الفتح

 وقفات مع الزيارة الجامعة

 الدولة مدنية لا دينية

       هيئة علماء بيروت تستغرب الدعوات لعقد القمم!!

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1220

  • التصفحات : 8226314

  • التاريخ :

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : سيرة .

              • الموضوع : حُمران بن أعْيَن  من المؤمنين حقا .

حُمران بن أعْيَن  من المؤمنين حقا

من اصحاب الامام الصادق عليه السلام

 

حُمران بن أعْيَن  من المؤمنين حقا

حُمران بن أعْيَن (ت / حدود 130هـ ) الشيباني بالولاء ، أبو الحسن ، وقيل : أبو حمزة الكوفي ، أخو عبد الملك وبُكير وزرارة أبناء أعين

من أصحاب الباقر (عليه السلام) والصادق (عليه السلام)

كان من أكابر مشايخ الشيعة المفضلين ، محدثاً ، فقيهاً ، مقرئاً ، كبيراً ، ثبتاً في القراءة ، فكان من حملة القرآن ، ومَن يُعدّ اسمه في كتب القرّاء .

 أدرك حُمران الإمام علي بن الحسين السجاد - عليه السّلام ، وصحب الامامين أبا جعفر الباقر ، وأبا عبد اللَّه الصادق ( عليهما السلام ) ، ولازمهما حتى صار من خواصّهما ، وأخذ عنهم علماً جمّاً ، وفقهاً كثيراً . ، وهم بيت معروف بالفقه والعلم والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولهم روايات كثيرة وأُصول وتصانيف , وأخذ عنه القراءة حمزة الزيات ، أحد القرّاء السَّبعة .

وهو مع جلالته في الفقه والحديث عالم بالنحو واللغة ، وله باع في الكلام والمناظرة ، وكان مختصاً بمذهب أهل البيت - عليهم السلام - ، آخذاً بأقوالهم ، فكان يجلس مع أصحابه للمناظرة والمذاكرة بأمر آل محمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - حتى إذا خلطوا به حديثاً آخر ردّهم إليه فإنْ أصرّوا على تركه قام عنهم وتركهم . وكان حمران ذا منزلة رفيعة عند الامامين الباقر والصادق - عليهما السلام ، وقد أثنيا عليه ورفعا من شأنه .وقد وقع في اسناد كثير من الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) تبلغ مائة وتسعة عشر مورداً  في الكتب الأَربعة.

ووقع بعنوان حمران بن أعين في أسناد جملة من الروايات تبلغ ثمانية وثلاثين موردا  وقع بعنوان حمران في أسناد كثير من الروايات تبلغ واحدا وثمانين موردا

ـ عن الباقر - عليه السّلام أنّه قال لحمران : « أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة »  وقال : « حمران من المؤمنين حقاً لا يرجع أبداً

ـ عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، أن حمران بن أعين ، من حواري محمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهم السلام)

ـ عن محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، قال : روى عن ابن أبي عمير ، عن عدة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : كان يقول : حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا.

رُوي عن يونس بن يعقوب أنّه ورد على الصادق - عليه السّلام رجل من أهل الشام وقال له : إنّي رجل صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك إلى أن قال : ثم قال : اخرج إلى الباب وانظر من ترى من المتكلَّمين فأدخله ، فخرجت ، فوجدت حُمران بن أعين وكان يحسن الكلام ، وعدّ جماعة معه ، قال فأدخلتهم عليه إلى أن قال : ثم قال لحمران : كلَّم الرجل يعني الشامي فكلَّمه حمران فظهر عليه إلى أن قال : وأقبل أبو عبد اللَّه - عليه السّلام على حمران بن أعين فقال : « يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب » . وروي أنّه جرى ذكر حمران عند أبي عبد اللَّه - عليه السّلام فقال : « مات واللَّه مؤمناً » .

ينظر معجم رجال الحديث ج7/رقم الترجمة 4027. موسوعة طبقات الفقهاء ج330/1.

 

زُرارَة بن أعين  محيي ذكر اهل البيت عليهم السلام

ابن سُنسن (سنبس) الشيباني بالولاء، الفقيه الكبير أبو الحسن، وأبو علي الكوفي، وقيل: إنّ اسمه عبد ربّه، وزرارة لقب له.

 وكان (أعين) عبداً رومياً لرجل من بني شيبان، تعلم القرآن ثم أعتقه وعرض عليه أن يدخله في نسبه فأبى أعين ذلك، وقال: أقرني على ولائي، وكان (سنسن) راهباً في بلاد الروم. ولزرارة إخوة جماعة، منهم: حمران وكان نحوياً قارئاً، وبُكير وعبد الرحمان، وعبد الملك أبناء أعين (حدود 80 ـ 150 هـ

اقوال الامام فيه

روي أنّ الفيض بن المختار دخل على الاِمام الصادق - عليه السّلام- فسأله عن الاختلاف في الحديث، فأجابه الاِمام بعد كلام طويل: إذا أردتَ حديثنا فعليك بهذا الجالس. وأشار إلى زرارة

وقال سليمان بن خالد الاَقطع: سمعت أبا عبد اللّه - عليه السّلام- يقول: ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلاّ زرارة، وأبا بصير المرادي، ومحمد بن مسلم، وبُريد بن معاوية العجلي

نبذة من حياته

كان من مشاهير رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، وهو من أصحاب الاِمامين أبي جعفر الباقر، وأبي عبد اللّه الصادق – (عليهما السّلام)- ، وعُدّ في أصحاب الاجماع الذين أجمعت الشيعة على وثاقتهم، وشهدوا لهم بالفقه، وبأنّه أفقه طبقته.

 وكان من أبرز تلاميذ الاِمام الباقر – (عليه السّلام)- ، وقد روى عنه ألفاً ومائتين وستة وثلاثين مورداً، كما أنّ روايته عن الاِمام الصادق - عليه السّلام- تبلغ أربعمائة وتسعة وأربعين مورداً، وله مصنفات منها كتاب الاستطاعة والجبر.

وهو أحد المؤسسين لفقه أهل البيت – (عليهم السّلام)- ، فرواياته تحتل الصدارة عند الفقهاء، وإليها يرجعون في استنباطهم للحكم الشرعي، وقد شملت رواياته جميع أبواب الفقه من العبادات والمعاملات وغيرهما.

وكان الاِمام الصادق - عليه السّلام- يبجّل زرارة ويعتز به لأنه من كبار العلماء والفقهاء الذين تلمّذوا على أبيه - عليه السّلام- . وقيل لجميل بن درّاج: ما أحسن محضرك وأزين مجلسك! فقال: أي واللّه ما كنا حول زرارة بن أعين إلاّ بمنزلة الصبيان حول المعلم.

 وفي رسالة أبي غالب الزراري: كان زرارة يكنى أبا علي وكان خصماً جدلاً لا يقوم أحد لحجّته صاحب إلزام وحجة قاطعة، إلاّ أنّ العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.

توفي زرارة في سنة مائة وخمسين، وقيل: سنة مائة وثمان وأربعين بعد وفاة الاِمام الصادق - عليه السّلام- بشهرين. ويقال: إنّه عاش سبعين سنة .

و قال أصحاب زرارة : فكل من أدرك زرارة بن أعين ، فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام ، فانه مات بعد أبي عبدالله عليه السلام بشهرين أو أقل ، وتوفي أبوعبدالله ، وزرارة مريض مات في مرضه ذلك. .*

*ينظر :معجم رجال الحديث ج8/رقم الترجمة 4671، وموسوعة طبقات الفقهاء ج207/2.

 

هشام بن الحكم. ناصر اهل البيت عليهم السلام بقلبه ولسانه ويده.

هِشامُ بن الحَكَمِ الكِندِي البغدادي أحد متكلمي الشيعة في القرن الثاني، ومن وجوه أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام. وردت روايات من أئمة الشيعة في مدحه وأثنى عليه وامتدح مكانته العلمية علماء الشيعة والكثير من علماء العامّة..

كان الإمام الصادق (ع) قد عرف هشاماً وسمع عن قابليته في علم الكلام، فتوجه إليه ليرشده إلى الحق ويدله على الهدى، فسأله الإمام عن مسألة فلم يجد هشام جواباً لها وحار فيها، فسأله أن يؤجّله فأجّله، ومرّت أيام كان فيها هشام يجتهد في الحصول على الجواب لكنه لم يستطع، فرجع إلى الإمام فأخبره (ع) به. ثم سأله الإمام مسألة أخرى فيها فساد مذهبه. فخرج هشام مغتّما متحيّراً

يقول هشام في ذلك: (فبقيت أيّاماً لا أفيق من حيرتي)، ثمّ جاء هشام إلى الإمام واستأذن في الدخول عليه، فقال (ع) لأحد أصحابه قل له: لينتظرني في موضع سمّاه بالحيرة فسرّ هشام بذلك وسبقه إلى الموضع. يقول هشام: (فأقبل (ع) على بغلة فلمّا قرب منّي هالني منظره وأرعبني، حتى بقيت لا أتفوّه، ولا ينطق لساني، ووقفت مليّا، وكان وقوفه لا يزيدني إلاّ تهيّباً وتحيّراً. فلمّا رأى ذلك منّي ضرب بغلته وسار، وعلمت انّ ما أصابني لم يكن إلاّ لأمر من الله

شاهد من هيبة الإمام (ع) وعلمه وشمائله وحسن بيانه وقوة حجته ما لم يرَ في غيره، فدلّه قلبه على أن هذا الإمام هو خليفة الله في أرضه ووريث أنبيائه فترك مذهبه، ودان بدين الحق واعتنق التشيّع، وصار من أخلص أصحاب الإمام الصادق وأعلم طلابه، حتى قال فيه (ع): (هشام بن الحكم رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيّد لصدقنا، والدافع لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا)

 ورفع (ع) مكانه بين الشيوخ وهو غلام وقال في حقه: (هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده

 

رجل الكلام

عاش هشام في الكوفة التي كانت تحتدم في زمانه فيها شتى الأفكار والتيارات والمذاهب، فكان لعلم الكلام مكانة خاصة لأهميته في حسم النزاعات والانتصار للمذهب وتأييد الرأي، وكان هشام من أبرز رجال هذا العصر في هذا العلم وقد امتاز بقوة شخصيته التي جعلته محط أنظار علماء عصره

 

قال عنه ابن النديم: (هو أحد كبار الشيعة الإمامية، ومن وجوه أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) في القرن الثاني الهجري، وأحد متكلمي الشيعة وبطائنهم الذي فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه

 

هشام مصدر قلق السلطة العباسية

كان هشام شديد الإخلاص لآل البيت (ع)، قوي الإيمان، راسخ العقيدة، صلباً في دفاعه عن مذهب الحق, قوياً في تفنيد آراء المخالفين، وقد حاول الرشيد الفتك به والقضاء عليه بعد أن رأى تفوقه على أكثر المتكلمين من أصحاب المذاهب الاخرى، وقد اشتهر قوله بعد مناظرة وقعت في مجلس يحيى بن خالد البرمكي بين هشام ومخالفيه حول الإمامة وكانت الغلبة لهشام وكان الرشيد يستمع إلى المناظرة من وراء الستر فغضب وقال إن لسان هشام أوقع في نفوس الناس من ألف سيف

 

رجل المناظرات

كان لهشام مكانة خاصة في نفس الإمام الصادق (ع) لما عرف من إخلاصه وولائه وقوة شخصيته، وتدلنا رواية الكليني على مدى المنزلة العظيمة التي كان يتمتع بها هشام عند سيده الصادق (ع) فقد روى الكليني عن يونس بن يعقوب قوله

 كنت عند أبي عبد الله الصادق (ع) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك.... فإذا هشام بن الحكم قد ورد وهو أول ما اختطت لحيته، وليس فينا إلا من هو أكبر سناً منه

قال: فوسّع له أبو عبد الله (ع) وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده.

ثم طلب الإمام (ع) من أصحابه أن يكلّموا الشامي، فكلموه حتى وصل الدور إلى هشام. فقال الإمام للشامي: كلم هذا الغلام، يعني هشام بن الحكم، فقال الشامي: يا غلام سلني في إمامة هذا ـ يعني الإمام الصادق (ع) ـ فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال له: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم ؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه. قال: ففعل بنظرة لهم في دينهم ماذا ؟ فقال: كلفهم وأقام لهم حجة ودليلاً على ما كلفهم، وأزاح في ذلك عللهم.

 فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصب لهم ؟ فقال الشامي: هو رسول الله (ص). قال هشام: بعد رسول الله من ؟ قال: الكتاب والسنة.

قال له هشام : فهل ينفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى يرفع عنا الاختلاف، ويمكنا في الاتفاق ؟

 قال: نعم. قال له هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت وجئتنا من الشام تخالفنا وتزعم أن الرأي طريق الدين ؟ وأنت تقرّ بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين ؟ فسكت الشامي كالمفكّر فقال له الإمام : ما لك لا تتكلم ؟

 قال: إن قلت أنا ما اختلفنا كابرت، وإن قلت إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه..

مناظرة هشام مع شيخ المعتزلة

ومن مناظراته التي دلت على علميته الكبيرة في علم الكلام مناظرته مع عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة في وجوب نصب الإمام في الأمة نوردها كما وردت في الكافي للدلالة على تزعمه هذا العلم فجاء فيها ما نصه

قال هشام: (دخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجدها، فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد والناس يسألونه فاستفرجت الناس فافرجوا لي، قلت: أيّها العالم إنّي غريب تأذن لي في مسألة ؟ فقال لي: نعم. فقلت له: ألك عين ؟ فقال لي: يا بني ايّ شيء هذا من السؤال، وشيء تراه كيف تسأل عنه ؟؟ فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بني سل وان كانت مسألتك حمقاء. قلت: أجبني فيها. قال: سل. قلت ألك عين ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها ؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص. قلت: ألك أنف ؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به ؟ قال: أشمّ به الرائحة. قلت: ألك فم ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به ؟ قال: أذوق به الطعم. قلت: فلك اُذن ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها ؟ قال: اسمع بها الصوت. قلت: ألك قلب ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به ؟ قال: اميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح والحواس. قلت: أو ليس في هذه

 الجوارح غنى عن القلب ؟ قال: لا. قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟

قال: يا بنيّ إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته، أو رأته، أو ذاقته، أو سمعته ردّته إلى القلب، فيستقين اليقين ويبطل الشك.

 قال هشام: فقلت له: فإنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح ؟ قال: نعم. قلت لابدّ للقلب، وإلاّ لم تستيقن الجوارح ؟ قال: نعم.

 فقلت له: يا أبا مروان، فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماماً يصحّ لها الصحيح، وتتيقّن به ما شككتَ فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟ فسكت.قال هشام: ثمّ ضمّني إليه، وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتى قمت.

المناظرة مع الجميع

ولم تقتصر مناظرات هشام مع المخالفين من المذاهب الأخرى حول الإمامة والمذهب، بل ناظر في كل الملل والأديان، ومثلما ناظر الأباضية وأبا حنيفة وإبراهيم بن يسار المعتزلي وأبا الهذيل العلاف وأبا شاكر الديصاني وغيرهم، فقد ناظر الجاثليق والأثنينية والبراهمة كما ناظر الملحدين والزنادقة وعلى رأسهم عبد الكريم بن ابي العوجاء، ومناظراته أكثر من أن تحصى في ذلك وقد امتلأت كتب التاريخ بها فأصبح رمزاً للمناظرة وظاهرة يُستدل بها على قوة الحجة وسطوع الادلة

 

التفاني بالموت من أجل الحق

لقد سخّر هشام كل طاقاته، وبذل غاية مجهوده، وضحّى بحياته في سبيل الدفاع عن الإسلام ومذهب أهل البيت (ع)، والقضاء على البدعة، وكان يستمد تعاليمه من ينابيع صافية ومناهل غدقة، ألا وهي مدرسة الوحي المتمثلة في الأئمة الطاهرين (ع)

وقد واجه المخاطر والشدائد في محاربة البدع والفتن والضلالات والأباطيل التي أرادت الكيد بالإسلام، فلم يهن ولم ينثن عن نشر الحق والهدى، فلاحقته السلطة العباسية وطلبه الرشيد أشد الطلب حتى وافاه الأجل في الكوفة وأوصى أن يحمل جثمانه في جوف الليل ويدفن بالكناسة وتكتب على قبره رقعة: هذا قبر هشام بن الحكم الذي طلبه الرشيد مات حتف أنفه.

مؤلفات هشام

وقد ترك هشام مؤلفات كثيرة وآثار خالدة في شتى المواضيع في التوحيد والنبوة والإمامة وغيرها وقد ذكر ابن النديم في فهرسه سبعة عشر مؤلفاً منها أكثرها في الردود على المخالفين  كما عدّ المؤرخون هشاماً من كبار مؤلفي الشيعة وعلمائهم وكانت له ريادة في العلوم ويعتبر كتابه (الالفاظ) هو أول كتاب في علم اصول الفقه.

توفي هشام في الكوفة سنة (179ه

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/24   ||   القرّاء : 16


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net