ذكر الله تعالى على كل حال
ذكر الله تعالى على كل حال
لقد أولى القرآن الكريم ذكر الله تعالى اهتماماً بالغاً لأهميته وعظيم آثاره، كقوله تعالى (وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) آل عمران 41
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) الاعراف 205
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ...) الاعراف 191
وغير ذلك من الآيات الكثيرة
معنى (ذكر الله تعالى على كل حال)
عن رسول الله (صلى الله عليه واله): يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال:
إنصافك الناس من نفسك
ومواساتك الأخ في الله عز وجل
وذكر الله تعالى على كل حال
(على كل حال) أي على عدة مستويات وكلها صحيحة ومستفادة من الآيات :
1 أي في كل زمان وفي كل آن (بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) و(بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ)
2 أي في كل وضع من أوضاع الإنسان (قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ)
(لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائماً كان أو جالساً أو مضطجعاً )
3 في كل مكان وموضع
(أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات ولا تُكتبوا من الغافلين)
4 في كل قضية ومعاملة فإن كان فيها رضا الله سبحانه فعلتها وإلا تركتها
الصادق (ع): (ألا أحِّدثك بأشد ما فرض الله عز وجل على خلقه، قلتُ بلى، قال، قال:إنصاف الناس من نفسك مواساتك لأخيك وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول:سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر –وإن كان هذا من ذاك- ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعته أو معصيته
(وذكر الله على كل حال فإن عرضت له طاعة لله عمل بها وإن عرضت له معصية تركها)
5 في كل حال من أحوال النفس من الغضب أو الرضا، والفرح أو الحزن، والضيق أو الانشراح: (يا ابن آدم، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك في من أمحق) (إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخـذ أكثـر ممــا له)
6 أن يُعِدَّ لكل حالٍ ذِكره الخاص به فللنعمة ذكر وللمصيبة ذكر وللقتال ذكر وللوضوء ذكر
وذكر الله تعالى غير محصور بالذكر اللساني بل يشمل غيره
عن الحسين البزاز قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ألا أحدثك بأشد ما فرض الله الله عز وجل على خلقه؟ قلت بلى قال إنصاف الناس من نفسك ومواساتك لأخيك وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " وإن كان هذا من ذلك ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية .
ومثله قوله عليه السلام من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته)