هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكرامات الآخرة

 من مظاهر التجديد والأصالة عند الإمام الخميني(رض)

  سوء الظن والنظرة السلبية

 انتهز الفرصة واسمع الموعظة

 منهجية التفكير الناقد البناء

 الملف العاشورائي

 قيم تربويـّة واجتماعيـّة في شهر رمضان الكريم : حسن الخُلُق.

 الدين لا يفرض

 الدين وحده الذي يروض النفس

 الشيعة  والمذهب الجعفري

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7046546

  • التاريخ : 29/03/2024 - 06:08

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : سيرة .

              • الموضوع : ليلة 15 شعبان .

ليلة 15 شعبان

ليلة 15 شعبان
 ليلة أهل البيت عليهم السلام
الاستاذ رحيم حسين مبارك/ باحث ومحرر في مجلة الإنتظار
تدفّق النور المتلألئ فغمر أرجاء الوجود ليلة النصف من شعبان سنة 255هـ، وتشعشعت أنوار المشيئة الإلهيّة في هذه الليلة التي شاء تبارك وتعالى أن يولد فيها مَن يُحيي به الأرض بعد موتها،(1) ومَن تُشرق عند قيامه الأرضُ بنور ربّها.(2)
لقد اقتضت المشيئة الربّانية أن تجعل ليلة 15 شعبان ليلة ولادة خاتم الأوصياء عليهم السلام الذي يتحقّق على يديه الوعد الذي قطعه ربُّ العزّة لأكرم خلقه عليه صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون.(3)
ليلة النصف من شعبان هي ليلة ولادة <الصُبح المُسفر> وليلة إطلالة <الضُّحى> حين يتلألأ نور الرسالة وشعاع شمس النبوّة بوجود الإمام المهدي عليه السلام.(4)
ليلة النصف من شعبان ليلة إشراقة نور الله المتألّق وضيائه المشرق، والعلم النور في طخياء الديجور .(5)
ليلة النصف من شعبان ليلة يطّلع الله عزّ وجل فيها إلى خلقه فيغفر لعباده الاّ لاثنين: مُشاحن (أي مُعادٍ لأهل البيت عليهم السلام) وقاتل نفس.(6)
ليلة النصف من شعبان ليلة بزوغ الشمس الطالعة من مغربها،(7) وليلة تجسّد إطلالة عصرٍ أقسم الله تعالى به في قرآنه الكريم.(8)
ليلة ولادة خاتم الأوصياء ليلةٌ مَن أحياها لم يَمُت قلبُه يوم تموت القلوب كما يقول خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم.(9)
وكان أمير المؤمنين عليه السلام ـ حسب روايةٍ عن الإمام الرضا عليه السلام ـ لا ينام ثلاث ليالٍ: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان، وفيها تُقسم الأرزاق والآجال وما يكون في السنة.(10)
وكان أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يعجبه أن يفرغ الرجلُ أربع ليالٍ من السنة: أوّل ليلة من رجب، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان.(11)
وإنّ الله عزّ وجل ـ كما يقول ابن عبّاس ـ يلحظ إلى الكعبة في كلّ عامٍ لحظة، وذلك في ليلة النصف من شعبان، فعند ذلك يحنّ إليها قلوب المؤمنين.(12)
ليلة 15 شعبان هي الليلة التي هبط فيها جبرئيل الأمين عليه السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم فسأله: يا محمّد أتنام في هذه الليلة؟! فقال صلى الله عليه وآله وسلم متساءلاً: وما هذه الليلة؟ قال جبرئيل: هي ليلة النصف من شعبان. قُم يا محمّد! ثمّ ذهب جبرئيل بخاتم الرسل إلى البقيع فقال له: إرفع رأسك، فإنّ هذه الليلة تُفتح فيها أبواب السماء، فيفتح فيها باب الرحمة، وباب الرضوان، وباب المغفرة، وباب الفضل، وباب التوبة، وباب النعمة، وباب الجود، وباب الإحسان... فأحيِها يا محمّد، وأمُرْ أمّتك بإحيائها والتقرّب إلى الله تعالى بالعمل فيها.(13)
ليس من الصدفة أن يلحظ الله تبارك وتعالى الكعبة في كلّ عامٍ لحظة، ثمّ تكون تلك اللحظة في ليلة ولادة مُنجي البشرية الذي شاءت إرادة الملك العدل أن يملأ ربوع البسيطة ببركته قسطاً وعدلاً، ذلك المولود المبارك الذي سيُسند ظهره إلى هذه الكعبة عند قيامه فيُطلق نداء البشارة فتلقفه أرواح المؤمنين اللهفى قبل أسماعهم.
ليس من الصدفة أن يستيقظ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم من نومه ـ وهو الذي تنام عينُه ولا ينام قلبُه ـ وقد أثلج فؤادَه تفتّح أبواب السماء بالرحمة والرضوان والمغفرة، فينسلّ من فراشه ويهوي لربّه ساجداً شاكراً أَنْعُم الله تعالى الذي شاء أن يمُنّ على الذي استُضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين.
لقد سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال: هي أفضل ليلةٍ بعد ليلة القدر... وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم.(14)
لقد استدعى الإمام العسكري عليه السلام عمّته حكيمة وطلب منها أن تجعل إفطارها في بيته ليلة النصف من شعبان، لتكون إلى جنب <نرجس>، وتكون الشاهد على ولادة مهديّ آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي تتوقّد جلابيب النور التي عليه من شعاع القدس.(15)
وروت لنا حكيمة أنّ الخلف المهديّ عليه السلام لمّا وُلد سطع نورٌ من فوق رأسه إلى عنان السماء.(16)
لقد كشف ربّ السماوات تعالى لإبراهيم الخليل عليه السلام عن بصره لمّا خلقه فنظر في جانب العرش أنواراً، فسأل ربّه عن تلك الأنوار، فعرّفه ربّه أنّ أوّلها محمّد صلى الله عليه وآله وسلم صفيّه، وثانيها عليّ ناصر دينه، ثمّ فاطمة، ثمّ الحسنَين، ثمّ الأئمة عليهم السلام وآخرهم القائم المنتظر عليه السلام، فقال إبراهيم عليه السلام: اجعلني إلهي من شيعتهم ومحبّيهم؛ قال: قد جعلتُك منهم.(17)
 
 
ولعظيم شرفها فقد وردت فيها مستحبات وأعمال كثيرة، منها:
أولاً : الغسل، فإنه يوجب تخفيف الذنوب.
ثانيـاً: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار، كما هو دأب أهل البيت(ع). وفي الحديث: "من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب".
الثالث: زيارة الحسين(ع)، وأقل ما يُزار به(ع)، هذه الكلمات: "السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته".
الرابع: أن يقرأ الصلوات التي يُدعى بها عند الزوال في كل يوم.
الخامس: أن يدعو بدعاء كميل.
السادس: أن يذكر الله بكل من هذه الأذكار مئة مرة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
السابع: أن يصلِّي صلاة جعفر.
فضل الليلة :
وهي ليلة بالغة الشرف ، سئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال ( عليه السلام ) : ( هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنّها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه ، أن لا يردّ سائلاً فيها ، ما لم يسأل المعصية ، وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى ، والثناء عليه ... ) .
أعمال ليلة النصف من شعبان
فضل الليلة :
وهي ليلة بالغة الشرف ، سئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال ( عليه السلام ) : ( هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنّها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه ، أن لا يردّ سائلاً فيها ، ما لم يسأل المعصية ، وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى ، والثناء عليه ... ) .
أعمال الليلة : نذكر منها ما يلي :
1ـ الغسل ، فإنّه يوجب تخفيف الذنوب .
2ـ إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار ، كما كان يصنع الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وفي الحديث : ( من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) .
3ـ زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وهي أفضل أعمال هذه الليلة ، وتوجب غفران الذنوب ، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبي ، فليزره ( عليه السلام ) في هذه الليلة .
وأقل ما يزار به ( عليه السلام ) أن يصعد الزائر سطحاً ، فينظر يمنة ويسرة ، ثمّ يرفع رأسه إلى السماء ، فيزوره ( عليه السلام ) بهذه الكلمات : ( السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ) ، ويرجى لمن زار الإمام الحسين ( عليه السلام ) حيثما كان بهذه الزيارة ، يكتب له أجر حجّة وعمرة .
4ـ أن يدعو بهذا الدعاء ، وهو بمثابة زيارة للإمام الغائب ( عليه السلام ) : ( اللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدقا وَعَدلاً ، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لآياتِكَ نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدَيْجُورِ ، الغائِبُ المَستُورُ جَلَّ مَولِدُهُ وَكَرُمَ مَحتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَاللّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ ، سَيْفُ اللهِ الَّذِي لايَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصبُو مَدارُ الدَّهرِ وَنَوامِيسُ العَصرِ وَوُلاةُ الأمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيلَةَ القَدرِ وَأَصحابُ الحَشْرِ وَالنَشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ .
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ ، اللّهُمَّ وَأدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ أنْصارِهِ وَاقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ وَأحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّوء سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للّهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّيِنَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ ، وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ ) .
5ـ قال إسماعيل بن فضل الهاشمي : علّمني الإمام الصادق ( عليه السلام ) هذا الدعاء لأدعو به ليلة النصف من شعبان : ( اللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيُ البَدِيعُ ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الأمْرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، يا واِحُد يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ الليلة كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تُفَرِّقُ وَمَنْ تَشأُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ : وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) .
6ـ ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي ( صلى الله عليه وآله ) في هذه الليلة : ( اللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ وَمِنَ اليَّقِينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتُ الدُّنْيا ، اللّهُمَّ أَمْتِعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا وَاجْعَلْهُ الوارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثأْرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عادانا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) .
7ـ أن يقرأ الصلوات التي يدعى بها عند الزوال في كل يوم .
8ـ أن يدعو بدعاء كميل .
9ـ أن يذكر الله بكل من هذه الأذكار مائة مرّة : ( سُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ) ، ليغفر الله له ما سلف من معاصيه ويقضي له حوائج الدنيا والآخرة .
10ـ يقال في هذه الليلة : ( إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشأُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إِلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ الليلة عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ واَّلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيما ، إِنَ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ المِيعادَ ) ، وهذا دعاء يدعى به في الأسحار عقيب صلاة الشفع .
11ـ أن يسجد السجدات ويدعو بالدعوات المأثورة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، منها : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كان ليلة النصف من شعبان وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند عائشة ، فلمّا انتصف الليل قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن فراشه ، فلما انتبهت وجدت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قام عن فراشها ، فداخلها ما يدخل النساء ـ أي الغيرة ـ وظنّت أنّه قد قام إلى بعض نسائه ، فقامت تلفّفت بشملتها ، وأيم الله ما كانت قزّاً ولا كتّاناً ولا قطناً ولكن سداهُ شعراً ولحمتُه أوبار الإبل ، فقامت تطلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجر نسائه حجرة حجرة ، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ساجداً كثوب متلبّد بوجه الأرض ، فدنت منه قريباً فسمعته يقول في سجوده :
( سَجَدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي يا عَظِيمُ تُرْجى لُكُلِّ عَظيمٍ اغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاّ الرَبُّ العَظِيمُ ) .
ثم رفع رأسه وأهوى ثانياً إلى السجود ، وسمعته عائشة يقول : ( أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأَوّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبا تَقِيّا نَقِيّا وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئا لا كافِرا وَلا شَقِيّا ) .
ثم عفّر خديه في التراب وقال : ( عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ) .
فلّما همَّ رسول الله بالانصراف هرولت إلى فراشها ، وأتى النبي إلى الفراش ، وسمعها تتنفس أنفاساً عالية ! فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما هذا النفس العالي ؟ تعلمين أيّ ليلة هذه ؟ ليلة النصف من شعبان ، فيها تقسم الأرزاق ، وفيها تكتب الآجال ، وفيها يكتب وفد الحاج ، وإنّ الله تعالى ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من شعر معزى قبيلة كلب ، وينزل الله ملائكته من السماء إلى الأرض بمكّة ) .
تقبل الله أعمالكم ونسألكم الدعاء .
شيخ أزهري: الشرع لايمنع إحياء ليلة النصف من شعبان


أكد الشيخ محيي الدين حسين الإسنوي أحد مشايخ الأزهر وخريجيه بأن إحياء ليلة النصف من شعبان هو إحياء شرعي فيحثُّ فيها الذكر والدعاء وقراءة القرآن والتهجد والتسبيح والتوبة والاستغفار ومحاسبة النفس وصلاة الحاجة وصلاة التسابيح. وبين بأن هذه العبادات كلها لها أدلتها الشرعية من الكتاب والسُّـنَّة والإجماع، وهي عبادات مطلقة غير مقيدة بزمن مُعَـيَّن تؤدى فيه، مشيراً إلى أن أداءها في أي وقت سُنَّة نبوية، فإذا أُدِّيت في وقت مبارك له فضل وشرف كان ذلك أرجى للإجابة والقبول، وكان جمعاً بين فضيلتين في وقت واحد. ونبه إلى أن الناس في زماننا هذا أحوج ما يكونون إلى اجتماعات الخير ومواسم الرحمات، والتعرض لنفحات الله في أيامه، فقد كثرت المفاسد وأهدرت الأوقات في غير الطاعات (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، فمن ثَمَّ كان الإنسان في حاجة إلى لحظات يرجع فيها إلى الله ويؤوب، ويتوب إليه سبحانه وينيب؛ موضحاً أن الاجتماع في ليلة النصف وفي غيرها من الأوقات المباركات أصبح ضرورة لا بد منها. ورد على من أنكر فضل ليلة النصف من شعبان الذين يقولون أنه لم يصح في فضلها حديث وليس لهم حجة في ذلك ولا مستند، مبيناً بأنه ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وفي إحيائها بالعبادة أحاديث صحاح وحسان وضعاف يشدُّ بعضها بعضاً، وتدفع قول كل جاحد ومعاند.
وروى كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (ص 302) وفيه: «وليلة النصف من شعبان قد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنّها مفضلة، وإن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة»، ثُمَّ قال بعد كلام: «لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من آثار السلف، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وُضِعَ فيها أشياء أخر»، وقال الشيخ ابن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى (131/23): «إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصّة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن»، وقال فيه (132/23): «وأمَّا ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنّهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيها سلف وله فيها حجّة، فلا ينكر مثل هذا».
وأضاف الإسنوي: أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله قد صحح حديث فضل ليلة النصف بمجموع طرقه في صحيحه (1144)، وفي صحيح ابن ماجه (233/1)، وفي تعليقه على كتاب (السُّنَّة) لابن أبي عاصم (509، 510، 511، 512)، وفي كتاب (السُّنَّة) المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد (273/1) - بإسناد صحيح - عن عبَّاد بن العوام قال: «قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث: إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان، قلنا: إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث، قال: فما يقولون ؟ قلنا: يطعنون فيها، قال: إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت، وبصوم رمضان، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث».
حول من أنكروا إحياء هذه الليلة بالعبادة والاجتماع لها قال الإسنوي: الدليل العام وحده ينقض ما ذهبوا إليه ويهدمه، فإحياء الليل عموماً (أيَّ ليلة من السَّنة) سُنَّة نبوية ثابتة، قال تعالى: (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)، فهي في حقِّه صلى الله عليه وآله وسلم فرض، وفي حق أمته سُنَّة، كما ذكر العلماء، والأحاديث في ذلك كثيرة ثابتة، أمَّا أنواع العبادات من استغفار ودعاء وقراءة قرآن والصلوات النوافل... إلخ، فأدلتها أشهر من أن أسردها في هذه المقدمة وكل ذلك مطلق (غير مقيد بوقت) فمن أتى به في أي وقت فقد أتى بالسُّنَّة، في ليلة النصف وغيرها.
ورد على من أنكروا صيام نهار نصف شعبان قائلاً: إن صيامه سُنَّة بالدليل العام، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صيام شعبان كله، وصيام أكثر شعبان، ولا شك أنَّ يوم النصف داخل في هذا، كما ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث أبي ذر رضي الله عنه وغيره، أمره بصيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ونصف شعبان داخل فيها أيضاً.


 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2008/08/14   ||   القرّاء : 8200


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net