لطائف وفوائد
لطائف وفوائد
إعداد : هيئة التحرير
معنى قولنا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ
فمعنى قولنا: حسبنا اللّه: كافينا اللّه، من ذلك قوله تبارك و تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
ومعنى الآية: يا أيها النبي كافيك اللّه و من اتبعك من المؤمنين.
ومنه قول اللّه عز و جل: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً
معناه: عطاء كافيا
ومن ذلك قول الرجل للرجل: حسيبك اللّه
وفيه أربعة أقوال، قال قوم: الحسيب العالم، فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك اللّه، فمعناه: اللّه عالم بظلمك
و قال آخرون: إذا قال الرجل للرجل: حسيبك اللّه فمعناه المقتدر عليك اللّه.
و قال آخرون: الحسيب الكافي، من قول اللّه عز و جل: عَطاءً حِساباً
فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك اللّه، فمعناه: كافيّ إيّاك اللّه
وقالوا لفظه لفظ الخبر، و معناه معنى الدعاء، كأنه قال: أسأل اللّه أن يكفينيك.
و قال آخرون: الحسيب المحاسب، فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك اللّه فمعناه: محاسبك اللّه
وقولهم: و نعم الوكيل
فيه ثلاثة أقوال، قال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء: الوكيل الكافي، كما قال عز و جل: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا معناه ألا تتخذوا من دوني ربّا.
ويكون المعنى: كافينا اللّه و نعم الكافي، فيكون الذي بعد نعم، موافقا للذي قبلها، كما تقول: رازقنا اللّه و نعم الرازق، و خالقنا اللّه و نعم الخالق
وقال آخرون: الوكيل: الكفيل و المعنى عندهم: حسبنا اللّه ونعم الكفيل بأرزاقنا
و قول الرجل للرجل: يا لكع
فيه ثلاثة أقوال؛ قال الأصمعي: اللّكع: العييّ الذي لا يتجه لمنطق و لا غيره
وقال أبو عمرو الشيباني: اللكع اللئيم.
وقيل: اللكع: العبد.
و قولهم: فلان عرّة
فيه أربعة أقوال
قال أبو عبيدة: العرّة: الذي يجني على أهله و إخوانه و يلحقهم من الجناية و الأذى مثل ما يلحق العرّ صاحبه، و العرّ: الجرب، و احتج بقول اللّه عز و جل: فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ
أي: جناية كجناية الجر
و قال قوم: العرة عند العرب: القذر الدنس الذي يلحق أهله دنسا و قذرا كدنس العرّة، و العرّة: العذرة
وقال الأصمعي: العرّة: الذي يعرّ أهله؛ أي: يعيبهم و يدنّسهم، كما يدنّس العرّ صاحبه قال: و العرّ و العرّ عند العرب: الجرب
و قال قوم: العرّة: الضعيف العاجز الذي لا يدفع الضّيم عن نفسه، و يظلم فلا ينتصر، قالوا: هو مأخوذ من العرّ، و العرّ عند العرب: شيء يخرج بالبعير، فتزعم العرب أن ذلك إذا أصاب البعير، أبرك إلى جانبه بعير صحيح، فيكوى الصحيح فيبرأ العليل.
من أمثال العرب
المستطرف في كل فن مستطرف، ص: 36
إن من البيان لسحرا.- إن الجواد قد يعثر _ إن الذليل الذي ليست له عضد.- إياك أعني فاسمعي يا جارة.- إن لم يكن وفاق ففراق.- إنك لا تجني من الشوك العنب.- إذا حان القضاء ضاق الفضاء.- آفة المروءة خلف الوعد.- إذا أتاك أحد الخصمين و قد فقئت عينه، فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله فقئت عيناه. - بلغ السيل الزبى- أجع كلبك يتبعك.- إشتدي أزمة تنفرجي.- - رمتني بطرفها و انسلت.- ربّ رمية من غير رام- رب أكلة تمنع أكلات _ رب أخ لك لم تلده أمك _ سبق السيف العذل-
- ظاهر العتاب خير من باطن الحقد- الظلم مرتعه وخيم - العتاب قبل العقاب.- عند الامتحان يكرم المرء أو يهان _ عند النازلة تعرف أخاك.- لقد أسمعت لو ناديت حيا - أقلل طعامك يحمد منامك.- كثرة العتاب توجب البغضاء.- ليس الخبر كالعيان.- لكل صارم نبوة، و لكل جواد كبوة._ لكل ساقطة لاقطة.- لكل مقام مقال.-
في أمثال العامة و المولدين
تزاوروا و لا تجاوروا.- تعاشروا كالإخوان، و تعاملوا كالأجانب.- ثمرة العجلة الندامة،- جواهر الأخلاق تفضحها المعاشرة.- زلة الرجل عظم يجبر، وزلة اللسان لا تبقي و لا تذر
- كل قليلا تعش كثيرا _ كلمة حكمة من جوف خرب.- كاد المريب أن يقول خذوني. ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة.- لو كان المزاح فحلا لم ينتج إلا شرا.- لسان الجاهل مفتاح حتفه - من سعادة المرء أن يكون خصمه عاقلا
الأمثال من الشعر المنظوم
_ إن العدو و إن أبدى مسالمة إذا رأى منك يوما غرّة وثبا
_ إذا أنت حمّلت الخؤون أمانة فإنك قد أسندتها شرّ مسند
_ إذا أنت عبت المرء ثم أتيته فأنت و من تزري عليه سواء
_ خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة إن الجلوس مع العيال قبيح
_ خيالك في عيني و ذكرك في فمي و مثواك في قلبي فأين تغيب؟
_ ذو العقل يشقى في النعيم بعقله و أخو الجهالة في الشقاء منعّم
_ ستذكرني إذا جرّبت غيري و تعلم أنّني نعم الصديق
_ فلم أر كالأيام للمرء واعظا و لا كصروف الدهر للمرء هاديا
_ فنفسك أكرمها فإنك إن تهن عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
_ قد يجمع المال غير آكله و يأكل المال غير من جمعه
_ قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه خلق و جيب قميصه مرقوع
_ كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء
_ ولم أر كالمعروف أمّا مذاقه فحلو و أمّا وجهه فجميل
_ ولا يغررك طول الحلم منّي فما أبدا تصادفني حليما
_ ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه على نائبات الدهر حين تنوب
_ و إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل
_ وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
_ ومن عاش في الدنيا فلا بدّ أن يرى من العيش ما يصفو و ما يتكدر
_ و لربّ نازلة يضيق بها الفتى ذرعا و عند اللّه منها المخرج