هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



 بيان صادر عن هيئة علماء بيروت يدعو لحالة طوارئ دفاعا عن القدس

  من ادعية شهر الله اللّهمَّ حبّب إليّ فيه الإحسان

 حوار لمجلة اللقاء مع سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حفظه المولى

 شهر رمضان في كلام القائد

 بيان نعى العلامة المجاهد السيد غازي محمد الحسيني

 دماء على الأيام في الثورة الحسينية

 شهر رمضان شهر العبادة وفعل الخيرات

  أحكام الشرع الحنيف بين ظاهر الانسان وباطنه

 في رحاب الزيارة الجامعة .... معرفة أهل البيت عليهم السلام

 حسن الخلق جواز عبورك على الصراط

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7041049

  • التاريخ : 28/03/2024 - 08:42

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : من التاريخ .

              • الموضوع : شيعة الهند .

                    • رقم العدد : العدد التاسع والعشرون .

شيعة الهند

 شيعة الهند

الشيخ غلام أصغر منغلو

     (ويحتوي البحث على تاريخ الشيعة في شبه القارة الهندية ما قبل تقسيمها)

يُطلق اسم « الهند » في القديم تاريخياً على مناطق جغرافيّة واسعة تشمل الپاكستان وبنغلادش، وقد تعرّف المسلمون على شبه القارّة الهنديّة عن طريق الفتوحات التي كانت في أواخر القرن الأوّل الهجري من منطقة «سيستان» (احدى المحافظات الايرانية) ثمّ توسّع فيها الغَزنَويّون خلال القرون اللاحقة.
وكان انتشار الإسلام في هذه المناطق بحضور العرب في هذه المناطق لنزولهم في موانئ الهند عبر السفن التجارية و تخالطهم مع الهنود، ثمّ إنّ السلطان محمود الغَزنَويّ ـ إبّان حكمه بعد عدّة قرون ـ قد تابَعَ الفتوحات في هذه المناطق، فكان انتشار الإسلام في تلك البلاد انتشاراً سريعاً جداً، واستمر الحكم الإسلاميّ في تلك المناطق مدّة من الزمن، حتّى تسلّط الانجليز على تلك البلاد، فأخرجوها من يد المسلمين وجعلوا حكمها بيد الهندوس

إسلام شنسب في عصر أمير المؤمنين عليه السّلام
وترجع نواة أوّل تواجد شيعيّ في الهند إلى مودّة أهل البيت عليهم السّلام التي ترسّخت في قلب رجل هندي يدعى «شنسب» أسلم في عصر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وكان هذا الرجل محبّاً لأهل البيت عليهم السلام، وقد أعطاه أمير المؤمنين عليه السّلام عهداً توارثه أبناؤه من بعده، وعُرف أولاده وأحفاده بالأسرة الشنسبانيّة. وقد اشترك أحفاد شنسب في أواخر الحكم الأموي مع أبي مسلم الخراسانيّ في حركته التي حملت شعار «الرضا من آل محمّد عليهم السّلام» وقد بقيت هذه المودّة والمحبة في قلوب طائفة من الأشراف والحكّام في منطقة الغور، تعرّض كتاب «منهاج سراج» لذِكرهم.
تواجد الزيديّة في بلاد السند
يعود العامل الآخر للوجود الشيعيّ في الهند إلى تواجد الزيديّة الذين جاءوا إلى أطراف بلاد السند مع ابن محمّد النفس الزكيّة (الذي قُتل سنة 145 هـ)، وقد تمكّن هؤلاء الزيديّة من التأثير على الحكّام العرب في تلك البلاد، فأضحى أولئك الحكّام من أتباع الزيديّة.
وكان حاكم تلك البلاد عمر بن حفص من أتباع محمّد بن عبدالله بن الحسن المثنّى (النفس الزكيّة)، ولهذا ارسله المنصور إلى إفريقية، وأرسل إلى السند ـ بدلاً منه ـ هشام بن عمرو التغلبيّ، فامتنع الأخير من إلقاء القبض على ابن محمّد النفس الزكيّة، إلى أن حاصر أخو هشام التغلبيّ ابنَ محمّد وقتله، وكان مع ابن محمّد ما يقرب من 400 نفر من الزيديّة، ويُحتمل أنّ أغلبهم قُتل في المعركة المذكورة.
الإسماعيليّة وإرساء قواعد الوجود الشيعيّ
ويرجع الفضل في إرساء أوّل وجود منظّم للشيعة في بلاد الهند إلى الإسماعيليّين، وكان أوّل دعاتهم يُدعى «ابن حَوشَب» الذي سافر إلى بلاد السند سنة 270 هـ. وقد تمكّن الإسماعيليّون في بداية أمرهم من السيطرة على مدينة «ملتان»، وكانوا في عصر العزيز حاكم مصر الفاطميّ (365 ـ 396 هـ) يخطبون باسمه.
وذكر المقدسيّ في كتابه «أحسن التقاسم» أنّ غالبيّة سكّان هذه المدينة كانوا من العرب، وأنّ حكّامهم كانوا حكّاماً عادلين، وأنّ نساءهم ملتزمات برعاية الحجاب الإسلاميّ، فلم يكن المارّ في أسواقهم ليشاهد امرأة واحدة متبرجّة، وذكر أنّ أهالي مدينة ملتان كانوا من الشيعة، وأنّهم كانوا يؤذّنون بـ «حيّ على خير العمل»، ويذكرون فقرات الإقامة لصلاتهم مَثْنى مَثْنى، وأنّهم كانوا يخطبون باسم الحاكم الفاطميّ، ولا يَصدُرون إلاّ عن أمره وحُكمه، وأنّ الحاكم الفاطميّ كان يعمل فيهم بالقسط والإنصاف.
وقد هاجم السلطان محمود الغزنويّ ـ وكان مشهوراً بتعصّبه الشديد للمذهب السنّيّ ـ مدينة «ملتان» وضمّها إلى نفوذه، وقد تمكن الإسماعيليون بعد ذلك من استعادتها، ثمّ إنّ هؤلاء الفاطميين انضموا بالتدريج إلى طائفة صوفيّة تنتمي إلى الشيخ بهاء زكريّا (ت 661 هـ)، والتحق بعضهم بالمذهب الإمامي.
وقد بقيت هذه المدينة في عداد المناطق الشيعيّة الهنديّة، جاء في بعض التقارير أنّ نسبة السكّان الشيعة في مدينة ملتان في حدود 30 في المائة من مجموع سكانها، وأنّ نسبة الشيعة في عموم تلك المناطق تقرب من 20 في المائة من مجموع السكّان، وذُكر أنّ سكّان «شيعة مياني» التي تبعد عن مدينة ملتان أربعة أميال ينتمون بأجمعهم إلى المذهب الشيعيّ.
وقد أفضى وجود الشيعة الإسماعيليّة في مدينة ملتان إلى امتداد هذا المذهب إلى «المنصورة»، و«كجرات»، و «دَهلي» أيضاً.
ومن العوامل التي ساهمت في انتشار المذهب الشيعيّ في شبه القارّة الهنديّة: نشوء الفرق

الصوفيّة، كالفرقة السَّهْرَوَرديّة والفرقة الجشتيّة، وهما فرقتان لهما ميول إلى مذهب أهل السنّة، لكنّهما ـ في الوقت نفسه ـ تحملان محبّة كبيرة لأئمّة الشيعة، أيّ ان أفراد هاتين الفرقتين كانوا يعتقدون بمشروعية الخلفاء، ويوالون في الوقت نفسه الأئمّة الاثني عشر  عليهم السّلام، ثمّ إنّ هؤلاء الأفراد انتمَوا بعد فترة طويلة إلى مذهب أهل البيت عليهم السّلام، فأصبحوا في عداد الشيعة الاثني عشريّة.
وقد حمل أفراد هاتين الفرقتين منذ القرن السابع الهجريّ فصاعداً مودّة شديدة للنبيّ صلّى الله عليه وآله ولأمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السّلام، وكانوا يشيرون إليهم بوصفهم «الخمسة».
وفي القرن السابع الهجريّ انتشرت الطرق الصوفية متأثرّةً برجال الشيعة؛ لِما كانوا يتمتعون به من تقوى وتهذيب خلقيّ، فكان رجال الصوفيّة يعتبرون رجال الشيعة الكبار من نسل رسول الله صلّى الله عليه وآله رأساً لسلسلتهم، ومن هنا غَلَبت صبغة التشيّع على هؤلاء الصوفيّة وفق المثل المشهور «أرني شيعيّاً صغيراً أُرِكَ رافضيّاً كبيراً»، إثر تنامي مودّة أهل البيت عليهم السّلام بينهم. ومن جملة هؤلاء: علاء الدولة السَّمنانيّ (ت 739 هـ)، وشاه نعمة الله وليّ (ت 834 هـ)، والسيّد علي الهَمَدانيّ، والسيد محمد نور بخش (ت 869 هـ) وابنه شاه قاسم فيض بخش (ت 928 هـ)، فقد كان هؤلاء المذكورون ينشرون محبّة أهل البيت عليهم السّلام على الرغم من اتّجاهاتهم الصوفيّة واتّباعهم للمذهب السنيّ في الظاهر. وقد انتشر تلامذة هؤلاء الأعلام في بلاد الشرق، ثمّ أصبحوا من الإماميّة خلال حكم الدولة الصفويّة، ودعوا أتباعهم إلى هذا الاتجاه.
وأورد القاضي نور الله الشُّوشتري الشهيد (ت 1109 هـ) في خصوص منطقة كشمير: ومنذ أن أقام السيّد الأجلّ العارف السيّد محمد الخلف الصالح لسيّد المتألّهين السيّد علي الهمداني قُدّس سرّهما في تلك الديار (كشمير)، انتمى بعض أهالي تلك الديار إلى المذهب الشيعيّ، ثمّ إنّ المير شمسي العراقيّ ـ من خلفاء شاه قاسم نور بخش ـ قَدِم إلى كشمير فتوطّن فيها، فلمّا أضحى الحكم في كشمير في يد طائفة حك تره كام (قرية من قرى كشمير) ودعم رجالها السيّد المذكور، أدّى ذلك إلى رواج المذهب الشيعيّ أكثر من السابق.
ثمّ ذكر القاضيّ الشهيد نور الله أسماء المناطق الكشميريّة التي ينتمي سكّانها إلى المذهب الشيعيّ.
وتُعدّ هجرة العلويين إلى الهند من العوامل الأخرى التي مهّدت لانتشار الإسلام في هذه البلاد، وكان لتواجد هؤلاء السادة العلويّين ـ ومعظمهم من الشيعة ـ في مختلف مناطق شبه القارّة الهنديّة الدور الفاعل في انتشار التشيّع فيها.
ذكر الدكتور الرضويّ في كتابه "منهاج سراج" أنّ محبّة عليّ عليه السّلام وأهل البيت قد تضاعفت بين مسلمي كشمير بعد قدوم السيّد محمود السبزواريّ والسادات البيهقيّين. ثمّ ذكر بياناً مفصّلاً عن معاشرة السيّد محمود السبزواريّ للسلطان اسكندر (1389 ـ 1437 م) وابنه زين العابدين.
وبعد تعاظم عدد الشيعة في منطقة كشمير، نشبت نزاعات بينهم وبين أهل السنّة إلى أن سقطت سلسلة كاك chak سنة 1586م وبدأ الحكم المغوليّ في تلك المنطقة. وكان معظم حكّام المغول من أهل السنّة، يقابلهم عدد قليل من الحكّام الشيعة، إلاّ أنّ الشيعة في كشمير حافظوا ـ على الرغم من ذلك ـ على وجودهم وقوّتهم.
ويمكن القول إن الحكومات الشيعيّة في الهند قد بدأت منذ أن قامت بعض الحكومات السنيّة في الهند ـ من أمثال الحكومة البهمنيّة ـ باعتناق عقيدة تفضيل الإمام عليّ عليه السّلام وسائر الأئمّة عليهم السّلام على الخلفاء الثلاثة، على الرغم من حفظ هذه الحكومات لانتمائها مذهبيّاً إلى الاتجاه السنّي.
ثمّ جاءت سنة 833 هـ (1429 م) فأعلن أحمد شاه ولي بهمن انتماءه إلى المذهب الشيعيّ، وكان يوسف عادل شاه (895 ـ 916 هـ) وهو مؤسس الملكيّة البيجابوريّة قد تبع الملوك الصفويّين، فأضفى صبغة شيعيّة على طقوس العبادة العامّة في مملكته، على الرغم من أنّه كان يتحرّز من اظهار موقف سلبيّ حاد تجاه العقائد السنيّة.
ثمّ أعقبه ابنه إسماعيل عادل شاه (916 ـ 941 هـ) فوطّد أُسسَ التشيّع في النظام الاداريّ، بحيث أن الخطباء كانوا يخطبون خطبة الجمعة باسم الملك الصفويّ.
وفي عصر إبراهيم الأوّل (941 ـ 966 هـ) سادت منطقة كشمير حالة من الصفاء والسلم بين السنّة والشيعة، إلاّ أنّها لم تَدُم طويلاً.
هذا وكان قُلي قُطب شاه (918 ـ 950 هـ) قد أسس في حيدر آباد مملكة كُلْنكُنْده باعتبارها حكومة شيعيّة، وكان يُخطَب في مملكته باسم الأئمّة الاثني عشر من أهل البيت عليهم السّلام الذين يأتمّ بهم الشيعة، وقد جعل ملوك سلسلة القطب شاهيّة منطقة حيدر آباد مركزاً للتشيّع فترةً من الزمن.
وكان برهان الأوّل (915 ـ 961 هـ) وهو الحاكم الثاني لمنطقة أحمد نگر (الواقعة في جنوب غرب الهند) قد انتمى إلى المذهب الشيعيّ بتأثير من وزيره المتّقي العابد «شاه طاهر». وكان تشيّعه أقوى من تشيّع حكومات « الدكن » الأخرى.
وقد أظهر بابر (934 ـ 937 هـ) وابنه همايون (937 ـ 964 هـ) تأييدهما للشيعة نظراً للمساعدة التي تلقّوها من الايرانيين، لكنّهما ظلاّ ينتميان ـ في الباطن ـ إلى المذهب السنّيّ . وكان بابر وابنه ـ وهما من أصل مغوليّ ـ قد استعانا بالشاه إسماعيل الصفويّ في الحروب التي خاضاها مع أعدائهما. وأعقبهما في الحكم أكبر شاه، وكان المذهب الرسميّ للدولة في عهده هو المذهب السنّي، إلاّ أنّ الشيعة ظلّوا يحافظون على قوّتهم وموقعهم. وكان القاضي نور الله الشوشتري الشهيد يتصدّى لمنصب القضاء في عصر أكبر شاه وجِهانگيرشاه، وكان يعمل بالتقية، ثمّ ظهر أمر تشيّعه فاستُشِهد.
وجسّدت أسرة ملوك «أَوَده» ـ ومركزها في مدينة «لكنهو» ـ استمراراً للتاريخ الشيعيّ، وظلّت رامبور (في شمال الهند) التي أعقبت لكنهو مركز حكومة شيعيّة محليّة في الهند إلى عصر قريب.
وكان أحمد علي شاه (1258 ـ 1264 هـ) قد استبدل في فترة حكمه بالقوانين الحنفيّة السائدة في «اَوَده» قوانين مستنبطة من المذهب الشيعيّ.
وفي عصر هؤلاء الملوك استطاع عالم شيعيّ جليل، هو السيد دِلْدار عليّ (ت 1235 هـ) ـ ويُعرف باسم «غفران مآب» ـ أن ينشر المذهب الشيعيّ في الهند، وكان له دور كبير في نشر التشيّع في شمال الهند، وكان له نشاطات هامّة في منابذة التصوف هناك.
ومن أهم معالم التواجد الشيعيّ في الهند: إقامة مراسم العزاء في شهر محرّم الحرام، وهي شعائر اشترك في إحيائها وإقامتها حتّى أهل السنّة.
وأبنية «الحسينيّات» العديدة في بلاد الهند التي كانت تبنى تحت اسم «إمام باره» شاهدٌ حيّ على ازدهار الأدب الشيعيّ في بلاد الهند. وهناك أعداد كبيرة من هذه الحسينيّات في المدن والمراكز الشيعيّة، يزيد عددها أحياناً على عدد المساجد.
المدن الشيعيّة في شبه القارّة الهنديّة
ومن بين المدن الشيعيّة في الهند مدينة «لكنهو» الواقعة في الشمال الغربيّ من الهند، وكانت تحكمها ـ كما ذكرنا ـ أسرة ملوك أوَده الشيعة.
وفي هذه المدينة مكتبة عظيمة تضمّ ميراث العالِم الشيعي الكبير المير حامد حسين وأبيه، وتُدعى بـ «المكتبة الناصريّة».
وتشتمل هذه المدينة على عدة مدارس شيعيّة، من بينها: الجامعة الناظميّة، ومدرسة الواعظين، وسلطان المدارس.
ومن المناطق التي تحظى بتواجد شيعيّ كبير منطقة «الله آباد»، وقد تعرّض ساكنوها لضغوط ومضايقات خلال انفصال الباكستان عن الهند أجبرت بعضهم على الهجرة إلى الباكستان، إلاّ أنّ البعض الآخر ـ وعددهم ليس بالقليل ـ ظلّ يعيش في هذه المنطقة.
ومن المراكز الشيعيّة المهمّة في الهند «حيدر آباد الدكن»، وقد ذكرنا أن أسرة القطب شاهيّة الشيعيّة كانت تحكم فيها.
وهناك مدن هنديّة ذات تواجد شيعيّ كبير، أضحت من المدن الباكستانيّة بعد واقعة انفصال الباكستان عن الهند، ومن هذه المدن مدينة «نته» التي تُعدّ من أقدم مدن السند، وتبعد عن مدينة «كراجي» ثلاثة وستّين ميلاً. وكان لهذه المدينة شهرة واسعة في القرنَين التاسع والعاشر الهجريّين. ويعيش في هذه المدينة في العصر الحاضر أعداد كبيرة من الشيعة لهم مساجدهم وحسينيّاتهم.
ومن المراكز التي يتواجد فيها الشيعة بأعداد كبيرة، مدينة «لاهور»، حيث يقطن في هذه المدينة في عصرنا الحاضر عدد كبير من الشيعة، لهم محلاّتهم وجمعيّاتهم ومراكزهم الخاصّة.
ومن المدن الباكستانيّة (الهنديّة سابقاً) التي يعيش فيها عشرات الآلاف من الشيعة مدينة «ديره إسماعيل خان»، ويتواجد في ضواحي هذه المدينة عدد كبيرة من الشيعة لهم مساجد وحسينيّات كثيرة.
ومن هذه المدن مدينة «سرگودَها»، وتبعد عن مدينة «لاهور» مائةً وسبعة وعشرين ميلاً، وتُقدّر أعداد الشيعة فيها بنسبة خُمس عدد السكّان.
ومن المدن الشيعيّة مدينة «شيگر»، وهي من مدن دولة بنغلادش (باكستان الشرقيّة)، حيث يتواجد الشيعة فيها بأعداد كبيرة. وكانت مراسم العزاء أيّام المحرّم تُقام في بنغلادش قبل ما يقرب من قَرْن على نطاقٍ واسع، وكان أتباع المذاهب السنية ـ في الغالب ـ هم الذين يُقيمون هذه المراسم والشعائر.
وقد ذكر أحد المحقّقين بأنّ المذهب الشيعيّ انتشر في بنغلادش في حدود القرن العاشر الهجريّ خلال الحكم المغوليّ، وكان لأمثال المير محمّد مؤمن والمير جملة ـ وهما من الأشراف الشيعة ـ تأثير هام في انتشار المذهب الشيعيّ في شبه القارّة الهنديّة.
وعلى الرغم من أنّ الكثير من ذوي المقامات البنغاليّين وبعض النوّاب من أمثال شجاع الدين صهر مرشد قُلي كانوا من الشيعة، إلاّ أنّ المفاهيم الشيعيّة لم يُقدّر لها رواج كبير في تلك البلاد، ونلاحظ أنّ التواجد الشيعيّ الحاليّ ينحصر في عدد من الطوائف من قبائل «كارام العليا».
وتضمّ مدينة «كراچي» عدداً كبيراً من الشيعة، بحيث إنّ بعض محلاّت هذه المدينة يكاد أن يكون جميع سكنتها من الشيعة. وقد انتمى إلى المذهب الشيعيّ طائفة من فرقة الآغاخانيّة .
ومن المدن الشيعيّة في الباكستان مدينة «نگر» الواقعة في شمال الباكستان، وجميع سكّان هذه المدينة هم من الشيعة.
ومن المدن الباكستانيّة ذات التواجد الشيعيّ الكبير مدينة «پاراجنار»، وتقع في الشمال الغربيّ من الباكستان، وتقرب نسبة الشيعة فيها من 95 في المائة.
ومن المدن ذات التواجد الشيعيّ مدينة «بيشاور»، حيث يقطن في بعض محلاّتها أعداد كبيرة من الشيعة، ويتوزّع عدد كبير آخر منهم في ضواحي المدينة وأطرافها .
وتقع مدينة «إسكردو» ـ وهي مركز بلتستان ـ في الشمال الغربيّ من الباكستان، وهي مدينة جميع سكّانها من الشيعة .وتقطن مجاميع من الشيعة في مدينة «اسلام آباد» الباكستانيّة أيضاً.
وقد ذكر مؤلّف "دائرة المعارف الشيعيّة" عدداً كبيراً من المدن الباكستانيّة التي يتواجد فيها الشيعة، منها مدن: جهنك، وراولبندي، وسيالكوت، وسكهر، وروهري، وكوهان، وكويتة.
يُضاف إليها عدد آخر من المدن الهنديّة التي يتواجد فيها الشيعة، من جملتها: دهلي، وميرَت، ومظفّر نگر، وبريلي، وبدايون، ومراد آباد، وفيض آباد، وراي بريلي، وجونپور، وبَنارس (دراو تربرادش)، وگيا (درِبهار)، وميسور، ومَدْراس، وبُمبيّ، وپونا، وبنگلور، ومجلي بندر.
وتمتاز مدينة جونپور بكونها مركزاً من مراكز الشيعة، ويوجد في هذه المدينة ـ وفي مدن بنارس وبمبيّ ومدن أخرى أيضاً ـ حوزات علميّة لدراسة العلوم الدينيّة.
ويشكّل عدد الشيعة في شبه القارّة الهنديّة أكبر وجود شيعيّ، حيث تبلغ أعدادهم ما يزيد على ـ أو يساوي على أقلّ تقدير ـ ضِعف عدد الشيعة في إيران ـ وحسب الإحصاء العامّ لسنة 1340 هـ / 1921 م فقد بلغ عدد الشيعة في تلك المناطق ما يقرب من عُشُر عدد السكّان المسلمين في شبه القارّة الهنديّة.
وبلغت نسبة الشيعة في الهند ـ قياساً إلى المسلمين ـ أرقاماً تتراوح بين 10 في المائة و 35 في المائة. أيّ أنّ عدد المسلمين الهنود لمّا كان يبلغ 80 مليون نسمة، فإن عدد الشيعة بينهم كان يتراوح بين 8 مليون و 28 مليون نسمة. (فكيف الآن ! فان عدد المسلمين في الهند اكثر من 250 مليون)
أمّا في الباكستان فتقرب نسبة السكّان الشيعة إلى مجموع المسلمين من 15 في المائة، أي أنّ أعدادهم تقرب من 12مليون نسمة من مجموع 80 مليون نسمة من المسلمين الباكستانيين
وهناك في دولة النيبال أيضاً مُدن فيها تواجد شيعيّ، حيث يسكن فيها أعداد غير قليلة من الشيعة الاثني عشريّة.
ومن الآثار الهامّة للتشيّع في الهند انتشار التشيّع في قارّة إفريقية وسواها من المناطق التي هاجر إليها الهنود، ومن جملتها أوروبا وأمريكا، حيث من الملاحظ أنّ عدد الهنود الشيعة في مجموع الشيعة الذين ينتمون إلى مناطق جغرافيّة أخرى هو عدد كبير جدير بالتأمّل؛ يُضاف إلى ذلك أنّ الشيعة في الصومال وكينيا وأكثر مناطق إفريقية ينتمون إلى أصول هنديّة.

 (هذه المعلومة نقلت من موقع "شبكة الامام الرضا  عليه السلام" من موضوع "جغرافية التشيع في العالم تاريخيا و انسانيا".

 اما ما بعد التقسيم  ولحد الآن يبلغ عدد الشيعة في الهند اكثر من 84  مليوناً،  وبهذا العدد تعد أكبر دولة في العالم تضم شيعة ، ففي مدينة لكنهو وحدها هناك الآن حوالي ال 5 ملايين نسمة كلهم شيعة امامية اثنا عشرية، هذا في المدينة اما في ولاية لكنهو فعدد سكان الولاية  مع المدن والقرى حوالي 26 مليون نسمة، والغالبية العظمى منهم هم على المذهب الشيعي الاثنا عشري ويعتنقون عشقاً وولاء بالعترة الطاهرة.

وتعتبر ولاية لكنهو ومدينتها ولاية للشيعة بالأغلبية على عكس كل ولايات الهند الاخرى التي يوجد فيها اختلاط بين مختلف الاديان بالهند. تشكل لكنهو العمق الروحي والعلمي للشيعة في الهند، ويمكننا ان نطلق عليها لقب قم الهند او نجف الهند لما تحتويه من عشرات الحوزات العلمية والاف المساجد والحسينيات المنتشرة في كل ارجائها، ويوجد الان في لكنهو ما يقارب الـ1000 عالم بين سيد وشيخ.

يكفي ان تتجول في شوارعها لتشاهد الصبغة المذهبية للشيعة للمدينة حتى ليخيل اليك انك تمشي في النجف الاشرف او قم المقدسة تنقصها العمائم والشوادر والعبايات للنساء، وفيها ايضا عشرات المراكز الدينية والثقافية والادبية.

 اما عاشوراء في لكنهو فقصة ثانية، واكاد اجزم ان العاشر من محرم في لكنهو هو الاعظم على امتداد العالم، فتلبس المدينة السواد الشاملة.

وتتردد في اجوائها المجالس واللطميات (النوحة باللغة الهندية)، واهم ما في الامر المسيرات العزائية الضخمة والتي يخرج بها اغلب سكان المدينة ويتقاطر اليها مئات الالاف من الولاية وغيرها من مدن الهند، وفي لكنهو كما سائر الهند طقوس خاصة بعاشوراء تعبر عن مدى ولاء اهل المدينة والهند عموما لآل بيت محمد وسيد الشهداء الحسين.

اخيراً ينبغي الاشارة الى ان لمدينة لكنهو فضلاً كبيراً في انتشار التشيع في عدد من البلاد وخاصة بلاد شرق اسيا وبعض البلاد الافريقية حيث توجد جاليات هندية تعد بعشرات الملايين من شيعة آل البيت وتقوم الحوزات العلمية والمراكز الدينية بالمدينة بإرسال الدعاة والعلماء لتثقيف الهنود الشيعة مما يؤدي الى استبصار الالاف من اهل تلك البلاد.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/22   ||   القرّاء : 8368


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net