الحج والتوبة
الحج والتوبة
1ـ لماذا أمر الله تعالى بالحج؟
يجيب الإمام الرضا عليه السلام: "إنما أمر بالحج لـ: ... الخروج من كل ما اقترف العبد تائباً مما مضى مستأنفاً ملا يستقبل".
2ـ ما هو حق الحج؟
يجيب الإمام زين العابدين عليه السلام: "وحق الحج أن تعلم أن: ... به قبول توبتك" 1
3ـ كيف تكون التوبة بداية أعمال الحج؟
يجيب الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدث عن غسل الإحرام: "... ثم اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب".
4ـ كيف تستمر التوبة مع أعمال الحج؟
ـ ففي فقه الرضا دعوة للصلاة في الحطيم لأنه "الموضع الذي فيه تاب الله على آدم"2
ـ وفي كلام الإمام الباقر عليه السلام دعوة لاستلام الركن اليماني لتقول عنده: "اللهم تب عليّ حتى أتوب واعصمني حتى لا أعود".
فإن لم تكتمل التوبة فعليك بعرفات ففي الحديث: "من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات".
1 القبانجي، شرح رسالة الحقوق، ج 1، ص 211.
2 المجلسي، بحار الأنوار، ج 99، ص 230
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترك الجوارح، وإضمار أن لا يعود"3.
هل يقبل الله توبة عبده؟
الجواب: إن التوبة لا تقابل من الله بالقبول فقط بل بالحب ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين﴾4 بل بفرحة كبيرة فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الله أشد فرحاً بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد، ومن الظمآن الوارد"5.
باب التوبة:
وفتح الله باب التوبة لأحبائه بأوسع ما يمكن أن يتصور، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: ان السنة لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: ان الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال: ان اليوم لكثير، من تاب قبل ان يعاين قبل الله توابته"6.
ومعنى التوبة قبل المعاينة أي قبل المعرفة بالموت وإلا فلا تنفعه التوبة.
3-آمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 194.
4-سورة البقرة، الآية/222.
5-الريشهري، ميزان الحكمة، ج 1، ص 54.
6-الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 235
شروط التوبة:
روي في نهج البلاغة أن قائلاً قال بحضرة أمير المؤمنين عليه السلام: أستغفر الله، فقال عليه السلام: "ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟! إن الاستغفار درجة العليين وهو إسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
الثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه ليس عليك تبعة.
الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيّعتها فتؤدي حقها.
والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينها لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله"7.
7-حكمة رقم 417، أنظر نهج البلاغة الملحق بالمعجم المفهرس، ص 224.