هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



  الامام الحسين (ع) والاتصال الدائم بالله تعالى

 حسن العشرة ولين الجانب

  هيئة علماء بيروت تندد بالقرار المعيب لمجلس التعاون الخليجي

 شيعة علي(ع) وأوصافهم

 الأسس الميتافيزيقية في النظام الفلسفي للوجود

 ترك الشر فضيلة

  احاديث شريفة في الصوم

 فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكرامات الآخرة

 لمحات عن الحياة في عصر المهدي عليه السلام

 العلاقة مع الإخوان "2"

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7020461

  • التاريخ : 19/03/2024 - 04:25

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : مجلة اللقاء .

        • القسم الفرعي : قرانيات .

              • الموضوع : كلمات وردت في القرآن الكريم .

                    • رقم العدد : العدد الثلاثون .

كلمات وردت في القرآن الكريم

  

 

كلمات وردت في القرآن الكريم : الامن 

إعداد : هيئة التحرير

الأمن لغة:

تدور مادّة «أمن» حول معنيين: الأمانة، والتّصديق

 يقول ابن فارس (امن) الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة، ومعناها سكون القلب، والآخر التصديق. والمعنيان متدانيان.

قال الخليل: الأمنة من الأمن. والأمان إعطاء الأمنة. والأمانة ضد الخيانة 

يقال: أمنت الرجل أمنا وأمنة وأمانا، وآمنني يؤمنني إيمانا. والعرب تقول: رجل أمان: إذا كان أمينا... وبيت آمن ذو أمن. قال الله تعالى: رب اجعل هذا البلد آمنا.

وقال اللحياني وغيره: رجل أمنة: إذا كان يأمنه الناس ولا يخافون غائلته; وأمنة بالفتح يصدق ما سمع ولا يكذب بشيء، يثق بالناس...

وأما التصديق فقول الله تعالى: وما أنت بمؤمن لنا أي: مصدق لنا. وقال بعض أهل العلم: إن "المؤمن" في صفات الله تعالى هو أن يصدق ما وعد عبده من الثواب. وقال آخرون: هو مؤمن لأوليائه يؤمنهم عذابه ولا يظلمهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأول([1]).

 

ويقول الرّاغب: أصل الأمن طمأنينة النّفس، وزوال الخوف. والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة الّتي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان نحو قوله وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ([2]) أي ما ائتمنتم عليه.

تعريف الأمن اصطلاحاً

عرَّف الجرجاني الأمن بأنه: "عدم توقع مكروه في الزمان الآتي"[3])، وتابعه بتعريفه هذا المناوي([4])

 

وفي القرآن الكريم مقابلة بين الأمن والفزع، الذي هو الخوف:

 قال تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}([5])

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}([6])

وكما يكون الأمن في الضرورات والحاجات المادية، يكون كذلك في الأمور المعنوية والنفسية والروحية.. وكما يكون للفرد، فإنه يكون للاجتماع الإنساني العام.

 

 

 

من مشتقات الأمن

"الآمَنَة" مثل الامن .. مع فارق أن الأمن لا يتحقق إلا مع زوال أسباب الخوف، بينما "الأمَنَة": طمأنينة تتحقق مع بقاء سبب الخوف..

قال تعالى عن المؤمنين ،في ميدان القتال:{.. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}([7])

وفيه أيضاً: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا ...}([8])

 

الآيات القرآنية التي تشتمل على مصطلح الأمن ومشتقاته

أولاً. الآيات المكية

1.     فقد ورد مصطلح الأمن ومشتقاته في العهد المكي في واحد وثلاثين موضعاً, مذكورة في تسع وعشرين آية، موزعة في سبع عشرة سورة.

ثانياً. الآيات المدنية

2.     فقد ورد مصطلح الأمن ومشتقاته في الآيات المدنية في سبعة عشر موضعاً، مذكورة في أربع عشر آية، موزعة في سبع سور.

اهمية الامن وضرورته

الأمن نعمة الهية كبرى وهي مورد الامتنان الالهي قال الله سبحانه: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِنْ خَوْفٍ}([9])

 

 وقال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}([10])

ولاهمية هذه النعمة ورد في الحديث الشريف عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله: من أمسى وأصبح وعنده ثلاث فقد تمت عليه النعمة في الدنيا من أصبح وأمسى معافى في بدنه، آمنا في سربه عنده قوت يومه، فإن كانت عنده الرابعة، فقد تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة وهو الايمان.

 

والأمن من "قواعد" صلاح الدنيا وانتظام عمرانها فلا بد من أمن عام تطمئن إليه النفوس ، فليس لخائف راحة : (... أمن عام تطمئن إليه النفوس، وتنتشر به الهمم، ويسكن فيه البرىء، ويأنس به الضعيف، فليس لخائف راحة، ولا لحاذر طمأنينة، وقد قال بعض الحكماء: الأمن أهنأ عيش، والعدل أقوى جيش، لأن الخوف يقبض الناس عن مصالحهم، ويحجزهم عن تصرفهم، ويكفهم عن أسباب المواد التي بها قِوام أوَدِهم، وانتظام جملتهم ....)([11])

ويقول أبو حامد الغزالي (450 ـ 505 هـ): "إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا .. فنظام الدين، بالمعرفة والعبادة، لا يتوصل إليهما إلا:

_ بصحة البدن وبقاء الحياة  وسلامة قدر الحاجات، من: الكسوة والمسكن والأقوات والأمن.." ...فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية، وإلا فمن كان جميع أوقاته مُسْتغْرَقْاً بحراسة نفسه من سيوف الظلمة، وطلب قوته من وجوه الغلبة، متى يتفرغ للعلم والعمل، وهما وسيلتاه إلى سعادة الآخرة؟!..([12])

 

الحقول المختلفة للأمن.

 

1 الأمن في النفس والمعبّر عنه بالسكينة

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}([13])

وذلك حينما يكون القلب مطمئناً بالايمان، عامراً بالحب والرضا، سليماً من الرذائل الباطنية (كالحقد والحسد والكبر .

 

وجاء في حديث شريف عن أبي عبد الله الامام الصادق عليه السلام، انه قال: "..."إن الله جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط". ([14])

 

فالرضا بما قسم الله للإنسان من نعمه يورث الروح والراحة، كما ان الرضا بما يصيب الانسان من أذى ومصاب من حقيقة الايمان.

 

 ومما يوجب الرضا والطمأنينة ان ينظر الى الانسان في أمور الدنيا الى من هو أدنى نصيباً، منها فيزيده ذلك رضا بما لديه، وشكراً وغنى نفسياً. فقد روى هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله الامام الصادق عليه السلام يقول لحمران بن أعين: "يا حمران؛ انظر الى من هو دونك، ولا تنظر الى من هو فوقك في المقدرة، فإن ذلك اقنع لك بما قسم لك، واحرى أن تستوجب الزيادة من ربك. .". ([15])

 

 

2 الأمن في العلاقات والمعاملات بين الناس:

{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}([16])

 

3_ المكان

كالحرم : قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}([17])

والبلد الامين (مكة المكرمة) قال تعالى : {وهذا البلد الامين }([18]) وغير ذلك من آيات.

وفي دعاء السحر لابي حمزة الثمالي : اللهم ارزقني السعة في الرزق والامن في الوطن ...

4 _ المعاد: قال تعالى {.. أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}([19])

 ولأن المؤمن قد قدم لحياته الحسنات، فهو آمن من فزع يوم القيامة. قال الله سبحانه: {مَنْ جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُم مِن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ}([20])

 وقال الله تعالى: {يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}([21])

5_ الجنة قال تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}([22])

ويسلم عليهم الملائكة ليبعثوا فيهم السكينة. قال عزَّ وجلَّ: {سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}([23])

الحث على بث الأمن والنهي عن ضده

دعا الاسلام  إلى كل عمل يبعث الأمن والاطمئنان في نفوس المسلمين، ونهى عن كل فعل يبث الخوف والرعب وترويع الآمنين حتى ولو كان أقل الخوف وأهونه، ونهى عن تدمير مصالحهم ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانيَّة بغيًا وإفسادًا في الأرض.

_ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن  من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم (والمسلم)  من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله ، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة.([24])


_ عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله.([25])

 

_ عن أبي إسحاق الخفّاف، عن بعض الكوفيين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من روع مؤمناً بسلــطان ليصيبـــه منه مكــروه فلم يـــصبه فهــو في النار، ومن روع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار.([26])

 

_ عن فاطمة بنت الرضا، عن أبيها، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً.([27]


 

من مصادر الامن

1_ الايمان

فالأمن ميراث الايمان. والايمان يجعل الانسان في حصن من الخوف من غير الله.

يذكر الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم (ع) وهو يحاور قومه المشركين: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} ([28])

 ففي هذه الآية رَبْطٌ واضح وعلامة قوية بين الإيمان الراسخ في النفس البشرية وبين الأمن والاطمئنان؛ أما الذين لم يخالط الإيمان قلوبهم، ولم يملأ نفوسهم فلن يشعروا أبداً بذلك الاطمئنان والأمن النفسي

كما يتجلى الأمن النفسي في غزوة أحد بعد أن أصيب المسلمون بجراحات كثيرة واستشهد سبعون صحابياً ؛ وعقب هذه الإصابات المؤلمة  ولكن على الرغم من ذلك اطمأنت قلوبهم بالإيمان، وانعكس ذلك على جوارحهم؛ فغطوا في نوم هادئ مريح، حيث قال الحق سبحانه: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}([29])

 

2_التقوى:

فالتقوى مصدر الأمن. أوليست التقوى لباس تحصن صاحبها من الوقوع في المهلكات التي هي نتاج ارتكاب المحرمات ؟ ومن يتقي المرض لا يصاب به.

وقد بيّن القرآن ابرز المحرمات التي تهدد أمن الانسان من الفواحش التي تسلب صحة البدن وسلامة الروح (ظاهرها وباطنها)، الى الاثم والبغي (الذي يقضي على السلام الاجتماعي)، والى الشرك (الذي يجعل الطغاة يتجبرون في الارض)، وفي النهاية القول بغير الحق (الذي يقضي على الأمن العلمي).

 

 

3_ الحذر

ومن أبرز صفات المؤمن الخشية والحذر، فلذلك من أبرز مكتسباته الامن من الأخطار.

فالمؤمن يحذر ولا يأمن مكر الله والحذر من مكر الله والثقة به والضراعة اليه يوفر الأمن. ذلك لأن حوادث الطبيعة التي تشكل خطرا على الانسان كثيرة، ولا يمكن التنبؤ بالكثير منها، ولا التحصن دونها، وانما بالضراعة الى الله يمكن دفعها. وهكذا يوفر الدعاء قدرا كبيرا من الأمن النفسي للبشر، (اذ يطرد الخوف من الطبيعة عن النفس).

فالمؤمن  لا يذنب. وإذا مسه طائف من الشيطان فإنه سرعان ما يتذكر ويتوب الى ربه ويصلح ما أفسده الذنب حتى لا تضرهم الذنوب.

ورد عن سيد المتقين الامام علي عليه السلام، أنه قال في صفة المتقي: "يبيت حذراً ويصبح فرحاً؛ حذراً لما حذِّر من الغفلة، وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة". ([30])

 

 والمؤمن يحذر الغفلة، لان لها سكرة تذهب بالعقل، فيقع الانسان في الخطر. صاحب البيت الذي لا يحذر السارق ويغفل عن احكام مغالق بيته،  والتاجر الذي لا يحذر تقلبات السوق , والجندي الذي لا يحذر مداهمة العدو فيغفل عن اسلحته،  وغيرهم  كل اولئك قد يخسرون في لحظة كل ما اكتسبوه في اعوام. من هنا يعظ الامام أمير المؤمنين الناس بقوله: " فاتقوا سكرات النعمة، واحذروا بوائق النقمة ". ([31])

   ويوصي ابنه سلام الله عليهما بالقول: " احي قلبك بالموعظة (الى ان يقول) وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الليالي والأيام". ([32])

 ويحذِّر من العدو بقوله عليه السلام: " ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فإن العدو ربما قارب ليتغفل ".([33])

 

 

القرآن كتاب الأمن والسلام، وعلينا ان نتبع آياته في مختلف الآفاق، حتى ننعم بالأمن ونتخلص من الخوف والحزن.. والمسلم الذي يتبع نهج الوحي في الدنيا، يتمتع بالسلام في الآخرة ايضاً، حيث يقول سبحانه: {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}([34])

 



[1] كتاب مقاييس اللغة: ج 1 ص 133 ـ 136

[2] سورة الأنفال/27

 

 

([4])  المِناوي، محمد عبد الرؤوف (١٠٣1 ھ)، التَّعاريف، ١م، ط 1، تحقيق د. محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت، دمشق، ١٤١٠ ھ، ص94.

[5] سورة النمل/ 89

[6] سورة النور/55

[7] سورة الأنفال/ 9 ـ 11

[8] سورة آل عمران/154

[9] سورة قريش/3 و 4

[10] سورة العنكبوت/67

([11])  الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري(450هـ)، أدب الدنيا والدين، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط1، 1407هـ- 1987م، ص119.

[12] كتاب الاقتصاد في الاعتقاد ص  135

[13] سورة الفتح/4

([14]) بحار الأنوار / ج 67 / ص 143.

([15]) بحار الأنوار / ج 67 / ص 173.

[16] سورة البقرة/283

[17] سورة العنكبوت/67

[18] سورةالبلد /

[19][19] سورةالبلد /

[19] سورة البقرة/283

 

[20] سورة النمل/89

[21] الزخرف/68

[22] سورة الحجر/45 ـ 46

[23] سورة الرعد/24

[24] كتاب الوسائل ج 12 ص 278

(الوسائل ج/8 ص614.)[25]

[26] الوسائل ج/8 ص614.

[27] الوسائل ج 8 ص 615

([28]   سورة الأنعام، آية 81-82.

([29])   سورة آل عمران، آية  154.

([30]) نهج البلاغة / خطبة رقم 193.

([31]) نهج البلاغة / خطبة رقم 151.

([32]) المصدر / كتاب رقم 31.

([33]) المصدر / كتاب رقم 53.

[34] سورة الأنعام/127

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/07   ||   القرّاء : 5971


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net